شبكة ذي قار
عـاجـل










سبق أن قلنا أنه بعد الذي حصل لنا ..

وبعد الذي حصل للعراق وللوطنية العراقية وبما إنعكس من نتائج على كل المنطقة وربما العالم كما نرى اليوم ..

وقولنا انه حتى لو أننا تاخرنا لأسباب موضوعية ميدانية وتأريخية وإستراتيجية في تقييم ما حدث وما كان يجب علينا به من القيام بدراسات وتحليلات للإستقصاء على الأسباب الحقيقية التي تؤدي الى الإستنتاجات والتوصيات لرسم معالم مرحلة نضالية جديدة..

فإنه من واجبنا أمام الشعب وامام جماهير الحزب على الأقل أن نفهم ونتعلم ونسأل أنفسنا السؤال المهم والخطير( أين نقف اليوم ؟) و( لماذا نقف في هذا المكان ؟) ..و( إلى أين نتجه؟) ..

ولكي نجيب على هذا التساؤلات يجب علينا قبل كل شيء أن نحدد ( مَن نحن ومن يقف معنا؟) ..

وحددنا من نحن ..ومن يقف معنا او نقف معه..

وأكدنا على الوحدة..

ونؤكد اليوم وغدا على الوحدة ورص الصفوف..

ونحن نقترب من الدخول في السنة العاشرة من صفحة تأريخنا الدامي التي بدأت في نيسان 2003 ..

هذه الصفحة الحافلة بالتضحيات والدم والسجون والمقاومة والملاحقة حتى في رغيف الخبز ..

صفحة إتسمت بديمومة متصاعدة في القدرات وتراكم للحقد من وسائل العدو في العنف والإستهداف والإغتيال والتشويه والإعتقالات المستمرة لحد هذا اليوم والى كل المستقبل..

ونحن نقترب من نهاية سنوات مريرة من التصدي البطولي لهذه الهجمة علينا ان نقف لحظة واحدة لنسأل انفسنا :

أين نقف اليوم ..وأين كنا نقف بالأمس ؟والأمس هي كل الأيام بعد نيسان 2003 وليس قبله..

أين كان من المخطط لنا أن نقف منذ اليوم الأول للعدوان؟

وهل كان في ذهن أعداء الشعب والبعث أن نكون اليوم في هذا المكان؟

وهل كان يمكن أن نكون في مكان أفضل؟

 

أخيرا ..الى أين نتجه؟..وماهي خطوتنا القادمة ؟..والى أي مكان تؤدي؟

 

نحن نقف اليوم في مكان يُشَرّف كل عراقي أينما يذهب كما أن على كل وطني شريف وغيور على وطنه وشعبه أينما كان أن يعتز بوضع البعث اليوم..

هم خططوا ورسموا ونفذوا ومنذ سنوات قبل العدوان منهجا ينهي البعث في عدة شهور بعد أن يحتلوا العراق بحيث لن يكون الحديث عن البعث إلا كفرا وإلحادا وزندقة..

فعجبا أن يتحول الحديث عن البعث بعد كل الذي جرى الى وطنية وإيمان وتراب وطن وحليب أم..

لم تتمكن من عزيمتنا وصمودنا وصبرنا وأيماننا وثباتنا وإصرارنا وإستمرارنا وتطورنا كل آلة إئتلاف (العدو الأمريكي -الإيراني –الشعوبي- الطائفي-العنصري الحاقد والحاسد والطامع ) الإعلامية الجبارة والعسكرية الفتاكة والسياسية المُناورة والمالية الهائلة وبكل حملات التزييف والخداع والكذب والدجل وتأليف المسرحيات ومحاولات النيل من تأريخنا وقيمنا ومبادئنا وفكرنا..

هذه المؤامرات التي بدأ مفعولها يسري في أذهان العالم قبل أن تّدعي الإدارة الأمريكية إمتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وتحالف النظام العراقي الوطني مع القاعدة وإستمرت خلال العدوان وبعد إحتلال وتدمير ونهب العراق.

 

لقد إنهارت امام صمود مؤيدي حزب البعث العربي الإشتراكي وأنصاره ومرشحيه وأعضاءه المعزولين عن العالم والمحاصرين في الجبال والوديان والأهوار أكبر وأعظم مؤامرات التأريخ التي إستخدمت كل ما تيسر لها من وسائل لا أخلاقية وأسلحة مدمرة وسجون وتعذيب وملاحقة وشراء ذمم ..

لقد تهاوت اما شباب البعث وغصونه الغضة أعتى الهجمات وأنهزمت امامهم أرتال العدوان الإعلامية والعسكرية والسياسية ..

وبقي البعث شامخا..تُضرب بشجاعة مناضليه الأمثال..

ففي الوقت الذي فر من ساحة المواجهة مَن إدعى يوما انه مقاوم للمحتل وعرض سلاحه للبيع ومد يده للمحتل وهو يأتمر بتعليمات إيران..

كان البعث مع كل الوطنيين الشرفاء في قلب المواجهة يقدمون الارواح رخيصة من أجل الوطن..

حينها تسلق أمين عام الحزب ذرى المجد بخطى واثقة نحو الشهادة بلا خوف حيث إرتعد خوفا السجّان..فيها تحدى القائد معنى وروح الشجاعة ليعلمها كيف يجب ان تكون ..

وفي الوقت الذي تطالب بعض كتل واحزاب السلطة من الحكومة بإطلاق سراح معتقليها الذين ثبتت عليهم جرائم القتل الطائفي وإحراق المساجد وإغتيال العلماء والضباط والطيارين والأئمة والمثقفين وسرقة المال العام ..

 

نقول في وقت يطالب هؤلاء بإطلاق سراح المجرمين ..

لا أحد يطالب بإطلاق سراح البعثيين الذي يقبعون في سجون سرية داخل العراق وفي إيران بلا مدافعين ولا محامين ولا قانون سوى قانونهم الثأري الحاقد اللئيم ..

وحده الله معهم وهو الذي يمدهم بالصبر والإيمان..

وأصبح البعثيون رمزا للعفة والنزاهة بعد ان فاحت رائحة فساد (المحررين وناصري المظلومين)..

وضرب البعثيون المثل في التضحية والصمود ..

 

وأثبت البعث صحة منهجه وصواب رؤيته وبرامجه وتوجهاته يوم كان في السلطة..

فالخائن الذي حكمته الإرادة الوطنية في حكم البعث واصبح اليوم مسؤولا في سلطة الإحتلال أثبت أنه خائن لشعبه ولتربة وثروة وطنه ..وهو اليوم تراه إما تابعا ذليلا للمحتل او لإيران أو سارقا معروفا لثروات الشعب أو قاتلا مأجورا..

 

نحن نقف اليوم في مكان يحسدنا عليه من يحكم العراق بعد أن سرق السلطة!..

واليوم يحتار الأعداء بالوسيلة التي يحاربوننا بها..

 

فلم تبقى وسيلة إلا وأستخدموها ضدنا..ولم يحصدوا من مؤامراتهم غير الخزي والعار..

في حربها ضدنا تعودت هذه العقارب والأفاعي على (الطعن في خاصرة أي محتج ومناهض لهم) وهم عندما يلتقطون أنفاسهم في التفنن بمهاجمتنا وفي فترة إستراحتهم يوجهون سكاكينهم الى مَن ساعدهم ووقف معهم ليصلوا الى ما وصلوا اليه كما يحدث اليوم مع الهاشمي والمطلك والعيساوي والملا وسليم الجبوري وغيرهم..

 

ويرى المواطن العادي اليوم الفرق بين وعود السلطة الحالية وكذبها وبين وعود الدولة الوطنية وكيف كان يكون حساب المسؤول الذي يوعد الشعب ولا يطبق وعوده..

هم قالوا في مايس 2003 أن الأمريكان أعادوا الكهرباء لكل الكويت وحتى لبدو الصحراء في ثلاث أشهر وهانحن ندخل السنة العاشرة وبشهادة وزارة الكهرباء ان الحال اليوم أسوأ من عام 2003!..

وكذلك الحال بالنسبة لأمانة بغداد وحال المحافظات وتهريب النفط وشراء العقارات بشكل مريب في كل مكان في العالم ..

 

وحال الصناعة والزراعة ..

والتعليم العالي الذي أصبح مقرا لحزب الدعوة ..والصحة التي عاث بها التيار الصدري فسادا..والنقل والمواصلات التي أصبحت تدير أجهزة أمن الدولة الغارقة بالشلل والفساد والكذب!..

ووزارة الدفاع التي حولت الجندي العراقي الى رمز للقمع والبطش للشعب بينما حدود العراق تشتريها ميليشيات دول الجوار..

نعم

نحن نتشرف بموقعنا اليوم ..

موقعنا اليوم شارك في ثوابته وحدوده وصلابته كل البعثيين..

 

ولكن..

لا يكفي أن نتشرف ونفخر ونزداد عزا ومجدا ونبقى نقدم يوميا شبابنا قرابين..

نعم نحن نزداد قوة ومنعة ..

ولكننا بحاجة لإستثمار هذه المنزلة وعلينا ان نستعملها لننقل خطواتنا الى أمام ..حيث يكون هدفنا واضحا ومرسوما بعناية ودقة ..

ويجب أن تكون خطواتنا واثقة جدا..فلماذا نبقى هنا ولا ننتقل لهناك؟

والى متى نبقى في هذا المكان؟

عندما تكون الرؤية واضحة والخطوة محسوبة والهدف محدد ووسائل الوصول اليه معروفة..

عندها لايهمنا الزمن ..

لأننا يجب أن نستخدم تضحياتنا للوصول الى الهدف ..

ولا نستخدم الزمن لمزيد من التضحيات..

 

 





الاثنين٢٧ ربيع الاول ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٢٠ / شبــاط / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور محمود عزام نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة