شبكة ذي قار
عـاجـل










 

 ( وإذا قيل لهم لاتفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون )

صدق الله العظيم

 

أمريكا زعيمة الإمبريالية ونموذجها اليوم :

 

معروف أن بدأ التكوين الأساسي للدولة الأمريكية زعيمة الإمبريالية كان على أساس إستعماري، وأنها نشأت نتيجة هجرات متتالية بداية من أوربا الغربية ودولها الإستعمارية، ثم صارت منفى وملاذا لنوعيات غير متجانسة ومختلفة لحد التناقض من البشر، وهؤلاء إستباحوا سكان أمريكا الأصليين وأبادوهم، لحد أن لم يتبقى من حوالي خمسين مليون من الهنود الحمر إلا بضع ألاف متفرقين. كانت تلك الهجرات على عدة مراحل:

 

1.  فقد كان بداية إكتشاف القارة الأمريكية برمتها قائما على توجية الدول الإستعمارية في أوربا الغربية لبحارتها ومكتشفيها ومغامريها لكشف طرق بحرية بعيدة عن هيمنة الدول العربية الإسلامية، التي تسيطر على الممرات المائية كما هي في البحر الأبيض والبحر الأحمر، للوصول للشرق، وبالخطأ وصل أولئك الى الجانب الغربي من الأرض وليس للشرق، فكان إكتشاف الأمريكيتين، وهؤلاء المكتشفون نقلوا لملوكهم وشعوبهم قصص عن ثروات العالم الجديد، المعادن والذهب ووفرة المياه، ومن ذلك التاريخ بدأت الهجرات نحوها، وكان أول المهاجرين أولئك المغامرين والمكتشفين.

 

2.  ثم توالت الهجرة، فكان سباقا بين كل الطامعين للمال والثروة، خاصة مع تشجيع رجال الدين الذين تولوا توزيع الإقطاعيات في العالم الجديد.

 

3.  ونتيجة للنمو المالي والإستثماري هناك والحاجة للأيدي العاملة خصوصا في المناجم والأعمال الصعبة، التي تتطلب جهد عضلي شاق، وكمعالجة مزدوجة تم نقل كافة السجناء في دول أوربا الغربية للعمل هنالك، فقد فرغت سجون بريطانيا وفرنسا وإسبانيا والبرتغال وغيرها من السجناء المجرمين الخطرين تماما، وتم نقلهم جميعا الى العالم الجديد، فيكونوا قد نفذوا الأحكام على السجناء بالأعمال الشاقة ووفروا الأيادي العاملة المطلوبة.

 

4.  كما هاجر الى هناك كثير من الطوائف التي تعتبر نفسها مضطهدة دينيا وسياسيا، خاصة البروتستانت المتصهين واليهود.

 

5.  كان أبشع الهجرات تلك التي تتنافى مع كل مبدأ إنساني وأخلاقي، ألا وهي نقل الأفارقة للعمل في الحقول الزراعية الواسعة والأعمال الشاقة، بصفة عبيد ( قن ) لا حقوق لهم، ويعاملوهم كمعاملة الحيوانات واآلات التي تتطلبها عمليات الإنتاج الزراعي والصناعي والإستخراجي، حتى وصل عدد الأفارقة الذين تم شرائهم كعبيد ما يربوا على ثلاثين مليون نسمة- وهذا أسوء فعل بحق الإنسان في تاريخ البشرية- غير من ماتوا أثناء نقلهم عبر الشحن في السفن عبر المحيط أو أثناء صيدهم ليباعوا، حيث كان تجار العبيد والرق يتعاملون مع الأفارقة كحيوانات عمل، وهذا أبشع عنصرية واجهتها البشرية.

 

6.  ثم توالت الهجرات عبر أشكال متعددة خاصة بعد التطور الإقتصادي بأنواعه والثراء الذي ترتب على ذلك، فصارت أمريكا توفر عمل لكل من يهاجر لها، وقد ركزوا على توطين الطلبة الذين كانوا يدخلوا أمريكا للدراسة، وتشجيع هجرات العقول من كل البلدان.

 

هكذا تكون المجتمع الأمريكي، فليس هناك قيم ولا روابط ولا ولاء لوطن ولا أنتماء لأرض ولا لأمة ولا لتاريخ، وعلى هذا بنيت مجمل العلاقات في المجتمع الأمريكي لحد اليوم، كما يجب أن لانغفل عن المنهج السياسي لأمريكا بعد أن أصبحت دولة عظمى بحكم إستغلالها للظروف الدولية، وإعتمادها على إقتناص الفرص بشكل لا أخلاقي: ففي الحرب العالمية الأولى لم تتدخل أمريكا فيها باديء الأمر، بل وأعلنت أنها تقف على الحياد، ولكنها دخلت الحرب بعد ثلاث سنوات من الحرب الدامية أي في عام 1917، ولم تشترك في الحرب فعليا إلا في المعركة الأخيرة، وهذا يعني أنها دخلت لتكون مع المنتصرين، وتنال الغنيمة، وفعلا كان لها حصة الأسد وقد إشترطت أن تستلم حصتها ذهبا ولم تقبل بتعويض خسائرها معامل أو مناطق نفوذ أو غير ذلك. وفي الحرب العالمية الثانية لم تتدخل ولكنها أعلنت أنها ضد دول المحور، ولكن بعد إحتلال ألمانيا لفرنسا، ورجحان كفة بريطانيا في الحرب بعد تمكنها منكسر شوكة الطيران الألماني، وتصاعد المقاومة الفرنسية بقيادة ديغول، وتدهور الجيوش الألمانية في الثلوج الروسية، والمواجهة الشعبية للروس، فدخلت أمريكا الحرب عام 1941، أولا عن طريق المساعدات المالية والعسكرية كقروض ومساعدات لبريطانيا ودول التحالف، ومن ثم في نهاية عام 1942عن طريق دخول جيوشها الشمال الأفريقي ( دول المغرب العربي ) ، حيث نزلت القوات الأمريكية أولا في الموانيء المغربية، وبتنسيق وشراء ذمم لقادة الجيوش الفرنسية في المستعمرات، الذين تخلوا عن إرتباطهم بحكومة فيشي، التي وقعت على الإستسلام لقوات الرايخ، والذين كانوا يحاولون التحلل من إلتزامهم تجاه هذه الحكومة، كما أن عملية نزولها في جزيرة صقلية كانت لا تختلف كثيرا، بل إن أمريكا تحالفت مع المافيا التي كانت موجودة في أمريكا، والتي ينحدر كثير من منتسبيها من تلك الجزيرة وتمتد إلى عمق إيطاليا التي كانت أحدى دول المحور، وأعطت نسبة كبيرة من غنائم الحرب لتلك المافيا وتعهدت لهم بالتعاون وتسهيل عملياتهم في العالم بما في ذلك أمريكا، وتحملت دول التحالف وروسيا حمامات الدم، ولغاية الآن لم يجد المحللون سببا منطقيا عسكري أو غيره لإستخدامها السلاح النووي ضد اليابان التي كانت قد قررت الإستسلام، ألهم إلا إن كانت تريد بذلك إرسال رسائل لدول العالم قاطبة بأن قوة كبرى قد ولدت في العالم وعلى الجميع الإقرار بذلك خاصة الإتحاد السوفيتي الذي تحمل الوزر الأكبر في الحرب الكونية الثانية.

 

فدولة قامت على الجريمة والقتل والجشع وتحين الفرص والغدر حري أن تكون بلا روادع قيمية دينية كانت أو أخلاقية، لذا فإن الحقد والقرصنة والجشع والأطماع وإدمان الجريمة والبغي صفات تأصلت في نفس الفرد الأمريكي، خصوصا الطبقة الرأسمالية المحتكرة للأموال، والتي تسخر كل شيء القوة الغاشمة، وسائل الإعلام، مراكز الدراسات، الحروب والفتن، الجريمة والفحشاء وكل عمل منكر لأجل جمع الثروات، هذه المنكرات تأصلت وإنغرست في نفوس الغربيين حتى بات لا يستطيع الفرز بينها وبين ما يدعيه زلفا ورياءا من قيم مثل الديمقراطية والتحرر وإحترام حقوق الإنسان والشرعية الدولية، ومفاهيم عديدة يدعي أنه يتمسك بها ويحرص على تطبيقها، بل صار يزايد أكثر بإدعاء إداراته أنها تحميه ( أي تحمي الديمقراطية وحقوق الإنسان والشرعية و.. ) ، ولكن حقيقة الأمر أن الغرب الإمبريالي يستخدم ذلك كله لأجل الهيمنة على العالم وإستغلاله، بل إستعباده، بإستخدام تلك المفاهيم الجميلة مجرد شعارات لتدمير قيم البشرية، سواء التي علمها الله تعالى للإنسان، أو التي إستخلصها الإنسان من معانات وتجارب البشرية، عبر تاريخها الطويل والحافل بالتجارب، بل باتت توظفها بشكل بشع لخدمة مصالحها، تماما كما يفعل الصياد حين يطرح الحَب ( الغذاء ) للطيور تحت شرانق وشباك الصيد، وكما يعمل صيادوا الأسماك حين يعلفوا الأسماك في مناطق معينة في البحار والأنهار ليجعلوا السمك يتزاحم ويكثر في تلك المناطق، فيقوموا بصيده بالشباك المعدة لذلك أو وسائل آخرى يستخدموها في الصيد، فهم يريدوا أن يحققوا غاياتهم وأطماعهم، فلا تهمهم مصالح الشعوب، ولا حرياتها، حتى عندما يقدموا مساعدات كما يدعوا لتلك الشعوب فهي لغرض التغلغل وتجنيد العملاء، وعندما يؤسسوا جمعيات يقولوا عنها أنها خيرية وغير ربحية ولأغراض إنسانية، وتقدم مساعدات صحية وغذائية، فهم إنما يفعلوا كل ذلك لا لأجل إطعام ومعالجة البشر رحمة وإحسانا، بل لأغراض وغايات باتت مكشوفة، بل طور الغرب الإمبريالي منزوع الأخلاق والقيم عمله بحيث بدأ يدجن الأحزاب، والحركات السياسية المتطرفة، والطائفية والعرقية منها بشكل خاص، بغية تنمية الفتن والنزاعات الداخلية المدمرة، فهو يمولها وينميها لا حبا بها، ولا لجهل بأضرارها للمجتمعات، بل ليجندها في خدمة مخططاته الشريرة، تماما كما يفعل الجزار حين يقدم الأعلاف التي تجعل الذبيحة تكبر وتسمن، ثم يقوم بذبحها فيحقق ربحا أكبر، هذا هو الغرب الإمبريالي في حقيقة وفي إدعائه حماية الشعوب ودعم التغيير الديمقراطي في حراكها السياسي، لكن كثير من الناس لا يدركوا الحقيقة، وهذا أحد أخطاء الإنسان إنه لا يدرك الخطر نتيجة إتباع الهوى وعدم التمحيص بدقة وعمق إلا بعد تلقي الضرر.

 

الآن تحاول الرئاسة الأمريكية بكل وسائل التضليل والتزوير وتحشيد الاعلام أن تظهر بأنها مثال للحرية، وحامية وراعية للديمقراطية في العالم، والمتصدية لإستباحة حقوق الإنسان، والمدافعة عن الشرعية الدولية، فكل الوقائع على الأرض في عموم اليابسة والمغمورة تؤكد كذب وزيف وبطلان هذا المسعى، فأمريكا وحليفها الستراتيجي الكيان الصهيوني نشأتا وقامتا على قاعدتين أساسيتين، الإغتصاب لحق الشعوب وإبادتهم، والتطلع لجمع الثروات والإستحواذ على ثروات وأوطان الشعوب، ومن يكون أساس خلقه وطبعه الجريمة والجشع، لا يمكن أن يكون في يوم ما مصلحا وتقيا، فقد قامت أمريكا والكيان الصهيوني على الحرب والعدوان والجريمة والإبادة الجماعية وإغتصاب حقوق الشعوب، وليتذكر أولي الألباب شعب الهنود الحمر سكان أمريكا الأصلين، وليتذكر حملات الإبادة الجماعية في فلسطين والعراق وأفغانستان، فقد إستمرت أمريكا وإداراتها على منهج الشر والجريمة، فالشيطان وأتباعه لن ولا يكونوا صالحين مصلحين، وقد حذرنا الله منهم وقال لنا أن الشيطان عدوا لكم فاتخذوه عدوا، ومن يخالف هذا النبأ العظيم فأقل ما يقال فيه أنه مكذب لآيات الله، التي وردت في صحف أبراهيم وموسى والأسباط وما بلغ به عيسى المسيح ومحمد الأمين صلى الله عليه وعلى جميع إخوانه الأنبياء والمرسلين.

 

أمريكا التي يحاول الإعلام المزور والمضلل أن يظهرها وكأنها راعية الديمقراطية في العالم، وإنها واحة الحرية والديمقراطية، ومنتجع التعايش بين الآراء المختلفة وإحترام الرأي المخالف، هذا الإعلام الكثيف والذي يشكل إمبراطورية إعلامية ضخمة لم يستطع أن يحجب الحقيقة، التي هي إن أمريكا وإداراتها مجرمة قاتلة عدوانية، لا يهمها الحراك الشعبي لشعوب العالم، من أجل التحرر والحرية والخلاص من الاستعمار والهيمنة الخارجية والداخلية، بل ما يهمها مصالح أمريكا وقاعدة العدوان الإمبريالي المتقدمة في المنطقة العربية ( الكيان العنصري الصهيوني ) ، الذي نشأ كقاعدة متقدمة للإرهاب الإمبريالي في منطقتنا بعد الحرب العالمية الثانية، وأستفادت أمريكا التي لم تتضرر في الحروب العالمية الأولى والثانية كثيرا، كونها لم تشارك في الحرب إلا في وقت متأخر من بدأها، مما أتاح لها الحفاظ على تقدم إقتصادي وصناعي متقدم على بقية الدول الكبرى، كروسيا ودول أوربا الغربية بريطانيا وفرنسا والمانيا، فإستثمرت ذلك في أن تكون زعيمة للإمبريالية، فبرزت كقوة كبرى ووريثة للدول الاستعمارية، وحلت كدولة الاستعمار الاولى في العالم، وصارت إمبراطورية للشر بحق، لا يهمها إلا شيئان، النفط وأمن الكيان الصهيوني، فإرتكبت كل أنواع الجرائم بحق الشعوب، وما من شر عانت منه شعوب العالم مجتمعات وأفرادا إلا وكانت أمريكا مساهمة به، وما حل بالبشرية من أمراض فتاكة وويلات كانت اليد الأمريكية ( المخابرات الأمريكية ) مغمسة بها، حتى أمراض الفتك بالحياة البشرية كالأيدز والأوبئة تشير كثير من المعلومات إن لأمريكا وشركات الإحتكار الدولي دورا فيها، هذه حقيقة أمريكا.

 

فمن يريد أن يصدق أو يدعي أن أمريكا باتت منقذة البشرية والشعوب في هذه الأيام فإنه يدخل ضمن من يشاقق الله وملائكته وأنبيائه، ويكذب ماجاء بكتبه وهدي أنبيائه ورسله، وهو ضال بدراية أو عدم دراية أو مضلل جاهل يتبع الدجال، الذي تثبت الأيام والوقائع أن أمريكا هي الدجال، الذي أشار له أنبياء الله جميعا وحذروا المؤمنين من فتنته، فقالوا عليهم الصلاة والسلام: أنه سيخرج أخر الزمان شخص ويدعوا البشر لإتباعه، يدعي أنه المسيح المنقذ، وهو كذاب وكافر، فأسماه أنبياء الله بالأعور الدجال، وهو أعور في إشارة من الأنبياء عليهم السلام أجمعين الى أنه يرى بعين واحدة، والمقصود هو إعتبار كل من يخالفه عدو كافر ومن يكون معه مهتدي، وهكذا ينطبق الوصف على أمريكا وإداراتها الكافرة المجرمة، فقد أعلنها المجرم الدولي بوش دبل يو الصغير ( من لا يكون معنا فهو ضدن ) ، وهذا يفسر رؤية وتعريف أمريكا للإرهاب، فالارهاب في قاموس أمريكا هو كل عنف يستهدف أطماعها ومصالحها اللامشروعة، والمبنية على أساس عنصري باغ، ينظر للشعوب الأخرى على أنها مجرد رعاع لخدمة الأمريكان والصهاينة، حتى وإن كان ذلك دفاعا عن النفس وموجه ضد إحتلال أجنبي لأوطان تلك الشعوب، وإستباحة لحقوق وثروات الشعوب والبلدان، ومن هذا تعارض أمريكا في كل المحافل والهيئات والمنظمات الدولية وضع تعريف واضح وحدد للإرهاب، رغم طرح الموضوع مرارا من قبل منظمات ودول وشعوب في هيئة الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية العديدة.

 

ليس العجب والاستغراب أن تكون أمريكا والصهيونية العنصرية المجرمة هكذا، ولكن العجب والإستغراب أن يكون هناك من لا يصدق ذلك، أو على الأقل أن يناقض الحقائق ويلوذ بها للدفاع عن حقوقه، أو يلتجيء لمساعدتها وحمايتها عند تعرضه لظلم أو حيف وكأنه يريد أن يثبت صحة القول العربي ( كمن يلوذ من الرمضاء بالنار ) ،  ليس غريبا ولا أمرا خارجا عن المألوف والمعقول أن تجد من يفعل ما يضره ويؤذيه، نتيجة الجهل وضعف الإيمان بالله وغياب الوازع الديني والأخلاقي وقلة الوعي والمعرفة فهذا ديدن الجاهلين والكفرة، ولو عدنا لسير الأقوام وكيف تعاملوا مع أنبياء الله ورسله، رغم أن كثير منهم يعرفوا أن الأنبياء على حق من خلال ما يدعون له ومن خلال سيرهم وصفاتهم وخلقهم قبل أن يصطفيهم الله تعالى ويكلفهم بحمل الرسالات والشرائعالسماوية، ويرسلهم مبشرين ومنذرين، فالبشرية جمعاء تقر وتعترف بأن الأنبياء رجال معصومين من عند الله، وأنهم على مستوى خلقي وإنساني رفيع، وهم بفضل الله ورحمته وآياته أعلى وعيا ومعرفة من كل البشر، ولكن العجب أن نجد اليوم من يدعون أنهم علماء دين وفقهاء ومصلحين إجتماعيين من كل الديانات، يقفون موقفا ممالئا لأمريكا وحلفائها، فأما أن يكونوا كذابين ومسخرين لخدمة الشيطان، وهذا يعني أنهم ليسوا علماءا في علوم الدين ولا عباد لله صالحين، بل هم منافقين وكافرين، أو أنهم جهلة بدين الله ولا يتعدوا كونهم مدعوا علم، أوأنهم مجندين للفساد والإفساد في الأرض يوظفون دين الله ويحرفون كلام الله ليضلوهم، وفي كلا الحالتين على المؤمنين تجنب إتباعهم فهم مُضلون للناس، ومفسدون في الأرض، ومعادون لله ورسله وعباده أجمعين. فلا أدري أنا كمؤمن كيف تقف مؤسسات دينية موقفا مهادنا لكل ما ينافي ويكفر بما أمر به الله تعالى، وما بشر وأنذر به ومنه أنبيائه المرسلين؟ وكيف يقول مسلما إني مسلم على سنة رسول الله محمد الصادق الأمين ويهادن أمريكا أو يستعين بها؟ وكيف يقول مسيحيا إني أتبع نبي الله عيسى إبن مريم البتول وهو يهادن ويناغم الإدارات الأمريكية وحلفائها من البغاة والمجرمين؟ ألم يفكر المؤمنين بأن الذين يقولوا إنا فقهاء أو علماء أو أحبارا وقساوسة في شرائع الدين سواءا كان يتبعون رسالة عيسى عليه السلام أو رسالة محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ويهادنون أو يحالفوا أمريكا التي تعلن إدارتها الكفر وترتكب الجرائم والاثم والعدوان الذي نهى الله وأنبيائه عنه، بأن هؤلاء المدعين بالدين والعلم به كذابون؟ ألم يسأل المؤمنون من المسيحيين لماذا تكالب اليهود وأرادوا صلب سيدنا روح الله وكلمته الى مريم العذراء المسيح عليه السلام؟ ألم يسأل المسيحيون أنفسهم هذا السؤال ويتفكروا فيما جاءهم من الله؟ وكذلك المسلمون ألم يفكروا في ذلك وهم يحيون سنويا سيرة سبط خاتم النبيين رسول الله محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبة وسلم الحسين عليه السلام؟ ألم يفكروا لماذا جاء الحسين وهو يعلم مسبقا أنه مقتول في كربلاء؟ لأنه خبر السماء المبلغ لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل جبريل عليه السلام، إذن مقتل الحسين أمرا محتوما لأنه محدد بعلم الله ولم تكن كربلاء وواقعة الطف إلا آية وحجة لله على من يقولوا نحن نتبع هدي محمد صلى الله عليه وسلم، فهل من يعتبروا أنفسهم الآن ورثة الأنبياء من الفقهاء والعلماء المجتهدين والأحبار والقساوسة أعز من أنبياء الله نفسا؟ أم هم كذابون في إتباعهم لرسالات السماء ومدعون للإيمان والتصديق باليوم الآخر؟ أم أنهم نتيجة البغي والسطوة والارهاب الأمريكي الصهيوني هادنوا وخشوا الناس ولم يخشوا الله وغضبه؟ أم أنهم حرفوا وإنحرفوا؟ أم أن هؤلاء ليسوا رجال دين بل هم تجار بدين الله يفتون لمن يدفع ولصاحب السلطة والقوة؟ وهذا يجعل المؤمن الحقيقي يؤكد أن هؤلاء ليسوا إلا رجال دنيا يوظفون الدين لتحقيق مآربهم ومصالحهم؟ وبالتالي فمن يتبعهم فقد ضل وغوى. وأدعو كل واهم ومخطيء أن يعود لرشده ويتوب لربه ويستغفر لذنبه، وليقرأوا قول الله تعالى: ( يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور* إن الشيطان لكم عدو فإتخذوه عدوا إنما يدعوا حزبه ليكونوا من أصحاب السعير ) صدق الله العظيم، فاطر 5و6.

 

 





الخميس١٢ جمادي الاخر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٣ / أيــار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد أبو رغيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة