شبكة ذي قار
عـاجـل










 

بسم الله الرحمن الرحيم

 ( ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلوا أخباركم )

صدق الله العظيم

 

 

 

أما العوامل السلبية المؤثرة على العمل القومي والتي تخدم المشروع الإمبريالي :

 

1.     الكيان الصهيوني كوجود غير شرعي إرهابي عدواني.

 

2.  الدور الإيراني ومنهجه العدواني ضد العرب، ومشروعهم التوسعي، وإعتمادهم الغطاء الديني والمذهبي لتغطية حقيقة مشروعهم.

 

3.  الدور الخليجي وتأثيرها، وزيادة دوره السلبي في القضايا القومية، ولا أضن أني محتاج كثيرا لتفصيل هذا المحور، ولكن للمثال أذكر بعضا من مناهج هذه الأنظمة:

 

أ‌-          إنها لم تقدم شيئا إيجابيا لمعركة العرب الكبرى في فلسطين.

 ب‌-        إرتماء حكامها في إحضان الدول الإستعمارية، وتنفيذ مخططاتها، مقابل حمايتهم من الشعب.

 ت‌-        عدائها السافر للوحدة العربية، وتآمرها مع الدول الإستعمارية ضد أي توجه لها.

ث‌-   حصرت عملها ومواردها في نطاق العمل القطري السلبي المناهض للتوجه القومي في كل الجوانب، إجتماعية وثقافية وإقتصادية وعسكرية، ومثلت القطرية العميلة بأبشع صورها.

 

ج‌-   تنميتها وتبنيها للفكر المعادي للحس القومي، وتغذية النزعات الشعوبية والقطرية، وتشجيعها لحالة الإغتراب والنزعة المعدية للوعي القومي في كل المجالات بما فيها الرياضة والشباب والإندماج والتقارب بين المنظمات المتماثلة.

 

ح‌-        موقفها المعادي لحركات التحرر العربي والثورات ضد الإستعمار.

خ‌-   إستئثار ملوكها وأمرائها بالثروة كمكسب خاص وشخصي، وإعتبار ثروات الشعب مغنما لهم، وعدم أستثمارها في التنمية، حتى في بلدانهم.

د‌-         تنميتها وتغذيتها للنزعات الطائفية والقطرية مما أضعف العمل القومي.

ذ‌-         فساد منهجها وحكامها وإفسادهم للشعب في بلدانهم.

 

ر‌-    تنميتها لأزمة عدم الثقة بين أبناء الأمة، وتكريسها للتنفير من الإندماج والتآلف حتى مع المقيمين من العرب للعمل أو غيره في دويلاتهم، بل وتفضيلهم للعمالة الأجنبية على العربية.

ز‌-         تنمية الأزمات بين أقطار الوطن العربي.

 

4.     التجزئة وتكريسها، بفعل ممارسات الأنظمة القطرية، وبضغوط الدول الإمبريالية، وإعلامها المعادي للعرب.

 

5.  التطرف والتعصب الديني، وظهور جماعات متطرفة تعتبر كل الغرب بلا إستثناءات أو فرز عدوا ضد العرب والمسلمين، وبالتالي يُعتبر الجهاد ضده أمرا واجبا شرعا وعرفا، وبرغم كون الإسلام كدين ينهى عن العدوان والبغي، إتخذوا هم هذا المسلك ولو إمعنا النظر لوجدنا أن ماحملهم على ذلك هو الغرب، في جملة من مواقفه المستفزة للعرب والمسلمين:

 

أ‌-    إن الفعل العدواني الإستعماري العدواني المستمر بل المتزايد ضد العرب، جعلهم يفكروا بأن لا بديل عن المواجهة المسلحة مهما بلغت التضحيات.

 

ب‌-   دور الدول الإستعمارية في زرع كيان عدواني إرهابي عنصري استيطاني في قلب الوطن العربي، وفي إحد أقدس بقاعه فلسطين والقدس الشريف، هو الكيان الصهيوني الغاصب، وما رافق نشوءه من ويلات وقتل وتهجير للعرب، كان له أثره على تفكير ونفسية الفرد العربي والمسلم، وسببا رئيسيا في كراهيته للغرب الإستعماري.

 

 ت‌-        العداء المعلن ضد العرب والكراهية للإسلام.

 

ث‌-   إنحياز الغرب السافر للكيان الصهيوني كان سببا في ولادة تطرف عدواني عند بعض المسلمين، الذين يعتبرون كل الغرب معادي لهم، وهذا أمر مرفوض شرعا وعرفا عند العرب والمسلمين، لكن تمادي الإدارات الغربية في البلدان الإمبريالية في عدوانها على العرب وحقوقهم، وإنحيازها المستمر بل المتصاعد للكيان الصهيوني الغاصب، حتى عند إرتكابه جرائم بحق الإنسانية ضد العرب، وكون الإعلام الغربي يطبل على أن الحكومات في الغرب منتخبة بشكل ديمقراطي ونتيجة قناعة الناخبين ببرامجها، من هذا إستدل هؤلاء القلة أن كل الغرب معادي للعرب والمسلمين، لأن الشعوب لو كانت معارضة لهذا النهج العدواني كانت لا تنتخب هؤلاء البغاة المجرمين.

 

ج‌-   قيام الكيان الصهيوني على أساس ديني متطرف – مع تحفظي على صحة كونه جاء على أساس ديني- بل قيامه جاء لغايات إستعمارية عدوانية وأسس عدوانية، كان سببا مهما في ولادة ما يقابله من تطرف، نتيجة إحساس عموم العرب بكل دياناتهم مسلمين ومسيحيين ويزيديين وصابئة، وإتجاهاتهم الفكرية قومية كانت أو دينية أووطنية، وعموم المسلمين من غير العرب، بأنهم مضطهدون مطلوب قتلهم وتهجيرهم وإذلالهم وإغتصاب أرضهم وممتلكاتهم، فليموتوا دون أرضهم وعرضهم ومقدساتهم، ويكونوا شهداء عند الله وأحرارا وأبطالا عند الناس، ولا يموتوا أذلاء بأسلحة الغرب العدواني.

 

ح‌-   هذا الوجود الإستعماري الإستيطاني المفروض بالقوة الغاشمة، من قبل دول الإستعمار والبغي له، والمدعوم من الغرب الإمبريالي، بات القوة الغاشمة في المنطقة إضافة، لإمتلاكه أسلحة الدمار الشامل والإبادة الجماعية، وحيازته على الأسلحة النووية بتمويل ودعم علمي وتقني وإقتصادي غربي، جعل البعض يعتبر كل الغرب معادي لهم.

 

خ‌-    ولد هذا الشعور، نتيجة الشعور بالإحباط والقنوط من عدم إمكانية تغيير الواقع، عدم القدرة على ورد الحيف والظلم الذي لحق بالأمتين العربية والإسلامية وبالفرد المسلم، نتيجة التباين الكبير في قدرات الغرب العسكرية وقدراتهم، وتفرقهم وتوحد الغرب والصهيونية ضد العرب والمسلمين.

 

د‌-    الولادة غير الاشرعية ولا منصفة لكيان عدواني عنصري فاشي في أرض العرب وأرض الإسلام وفي واحدة من أقدس دياره، خلقت معها مفاهيم كثيرة، أهمها: أن الحديد لا يفله إلا الحديد، والتعصب والتطرف الصهيوني لا يمكن مواجهته والإنتصار عليه إلا بالتمسك بالدين بقوة، ورفض كل ما جائنا من الغرب، فبدأ ظهور التعصب والتسيس الديني يؤخذ منحا آخر غير التمسك بالدين، وكان للتطرف الصهيوني وخاصة في حكومات الكيان اليمينية المتطرفة عامل دفع بإتجاه ولادة تطرف إسلامي لدى بعض المنغلقين والمتعصبين، حيث تؤكد فلسفة الحياة أن لكل فعل رد فعل مساوي له في المقدار ومعاكس له بالإتجاه، وهذا ليس قانون في القوى والعزوم والفيزياء.

 

 ذ‌-    فشل الأنظمة العربية القطرية في تحقيق أمنية الشعب العربي بإستعادة حقه في أرضه ووطنه، والعمل على توحيد قدرات الأمة البشرية والمادية وحشدها للمعركة، جعل كثيرون يطرحون أن لا إنتصار إلى بالعودة لماضي الأمة وعزها الدين، الذي به إنتصرت على نفسها وعلى أعدائها، وبه نصرت الشعوب وأنقذتها من الظلم والجور والعبودية، وهو صحيح تماما، ولكن بفهم واع وإيمان صادق خالي من كل ما يخص المصالح والمنافع الدنيوية، وبتشخيص دقيق لمشكلات الأمة والمجتمع والعمل على معالجتها، وأهمها تحقيق وحدتها وتعبئة قدراتها، وتوحد مشروعها، وتشخيص علل ضعفها والعمل على معالجتها، وأبرزها تمكن إعدائها من إختراقها، وزرع فتن توهنها وتضعفها، وهي الغلو والتطرف العرقي والطائفي والمذهبي، وطلب الدنيا بإسم الدين، وتوظيف الدين وتأويله ليكون سببا للوهن والفرقة، في حين  إن الدين ورسالات السماء هي عوامل قوة للأمة، والطريق الصحيح للوحدة والعز والتعاون والتسامح وتقوية اللحمة والوحدة الوطنية.

 

6.  الإفتاء الديني السياسي، وأخص منه التكفيري والداعي للتخندق المذهبي، والذي كان واحدا من أخطر مهددات وحدة المسلمين ودينهم، خصوصا أولئك الفقهاء الذين  يتبعون أهوائهم ومناهج لا تمت للدين وأحكامه بشيء، بل تتعارض معها ومع سيرة السلف من السابقين السابقين، ونجد كثيرا من الإفتاء المنفلت والذي لا يستند لضوابط شرعية، بل معظمه قائم على التعصب المذهبي المتطرف، والمراد به الفتنة لا التدين، وإنعكاسه على سياسات وتعامل الأنظمة مع مواطنيها وفق هذا المنهج المنحرف شرعيا ووطنيا وإجتماعيا، مما كان له إنعكاس خطير على الهوية الوطنية والقومية، والتفتيش عن بدائل للهوية، وهذا خلق بيئة خصبة لنمو ولاءات تابعة وسهلت مهمة مخابرات أجنبية وعدوة للأمة ووحدتها عموما، أوعلى مستوى شعوب الأقطار التي يحكمها حكام ينفذون أجندات خارجية عدوانية.

 

7.  الدور الأمريكي في تنمية هذا التطرف، خصوصا عند توظيفه في الحرب ضد الإتحاد السوفيتي في أفغانسان، فقد دعمت هؤلاء المتطرفين، ومولتهم ووسعتهم، لتعتمد أفراد كمرتزقة في تلك الحرب، ومنها صار لهم قواعد ومعسكرات وتمويل، وتشكل لهم دعاة يدعون الناس للجهاد...

 

8.  ضعف العمل العربي الجماعي في المؤسسات التربوية والتعليمية والثقافية والإعلامية، والتقصد في إفراغ المناهج التربوية والتعليمية من الدعوة للوحدة والتمسك بالهوية، بل في أحيان كثيرة تقصد إضعاف وإستهداف الوعي القومي من قبل الأنظمة القطرية، والعمل المعاكس لكل مقوماته، تحت ذرائع شتى.

 

9.  التخلف والجهل العام وتقصير المفكرين والكتاب والأكادميين في إذكاء الفطرة الوحدوية والإنسانية في نفس المواطن العربي، وتقييد المفكرين والباحثين في هذا المضمار وإعتبارهم سياسيين ودعاة للتحزب الذي تتخذه معظم الأنظمة العربية سلاحا لردع الدعوات الإصلاحية التي لا تهدف لغير مصلحة الأمة والحفاظ على هويتها.

 

10.           دور الجاليات العربية بالمهجر، خاصة ممن إنطلى عليهم مصطلح الأقليات، والغاية من طرحه كمفهوم سياسي عدواني، نتيجة وجدوه من نفاوت وفرق كبير بين واقع بلدانهم والعالم فكفروا بالمواطنة والإنتماء للوطن،أو البعض القليل منهم الذين وضفوا وجندوا ضمن مشروع الإمبريالية الحالي، فكان تأثير الكثير منهم سلبي، نتيجة تغربهم فكريا وجزعهم ويأسهم من التغيير في بلدانهم.

 

11.          القطرية كمنهج منغلق، وعمل الأنظمة القطرية دون أي أفق قومي، بل بتجاهل كامل لحقائق التاريخ والجغرافية وإرادة وقناعة الشعب بكل أقطاره.

 

12.          الدور التخريبي لمعظم المؤسسات الحكومية للأنظمة القطرية المرتبطة بالمشروع الإمبريالي، وإستهدافها للعمل العربي المشترك، وللمشروع القومي حكوميا وشعبيا.

 

13.    استهداف المشروع الوطني أو غيابه في الدولة القطرية. عبر الأساليب والوسائل الأتية :

 

أ‌-    تدمير الإنتماء للوطن ووضع ولاءات بديلة للمواطنة، وهذ ما فعلته أمريكا في العراق بإعتماد مبدأ المحاصصة في كل جوانب العملية السياسية التي كانت احدى نتائج الإحتلال.

 

ب‌-   تدمير الدولة، إن تدمير الدولة لم يكن هدفا بحد ذاته لقوات الإحتلال، ولكن ماسينتج عنه، فهو أخطر منه، وهو الهدف الأعلى بالنسبة لأمريكا، والأخطر على شعب العراق، فغياب الدولة يعني غياب القانون وسلطته، ويعني إضطرار المواطن للتفتيش عن ملاذ يحميه من الجريمة التي رافقت الإحتلال، وتضخمت بضله وبتشجيع منه وبحمايته وتمويله لها، وبالتالي ما لكل ذلك من إنعكاس وأثار على الإنتماء للوطن، كما يجب أن لا نغفل دور الدولة والقانون في حماية وتعزيز المواطنة وحمايتها.

 

ت‌-   تدمير التعليم ومسخ هويته الوطنية والأخلاقية والمجتمعية، وأضن أن ما ينطبق على دور ووجود الدولة ينطبق على دور مؤسسات التعليم، اللهم إلا في عدم وجود مؤسسات تطبيق القانون في التعليم، ولو إني أعتبر قيم المؤسسات التعليمية سلطة فاعلة ورادعة توازي قدرة وصلاحيات مؤسسات تطبيق القانون وحفظ النظام في الدولة.

 

ث‌-   تدمير القيم الأخلاقية العفة في الوظيفة العامة والنزاهة ونشر قيم الفساد الوظيفي الإداري والمالي وبروز المحابات والجشع في موظف الخدمة العامة، هذا الجانب الذي تفشى في العراق بعد الإحتلال، لم يكن بفعل سلوك والطبيعة الفاسدة لمجندي الإحتلال الذين صاروا حكومة، بل هو منهج ووسيلة مدروسة لتدمير المجتمع العراقي.

 

ج‌-   تدمير قيم الدين عبر التحمور والفتنة الدينية والطائفية والمذهبية، وتحويل الدين من عامل تنقية للإنسان والمجتمع ونشر المحبة بين البشر الى أدات لتفتيت المجتمع وشرذمته وإشعال الضغائن والأحقاد والتقاتل البيني.

 

14.          استهداف المشروع القومي داخليا وخارجيا. العمل على تدمير المشروع الوطني عبر: وهذا هو محور موضوعنا الذي تناولته الدراسة. ولكن أود أن أتطرق لفقرات آخرى بإختصار تخص القصور في عمل إطراف المشروع القومي، وهي:

 

 أ‌-    تغليب الجانب العسكري على الجانب الإجتماعي وتأثيره، بحكم التكالب العدواني على الأمة وبالأخص الآنظمة العربية التي تعتبرها أمريكا أنها مناهضة لإستراتيجيتها ومشروعها، كمصر عبد الناصر، وعراق البعث، وسوريا بوضعها القومي المقاوم، أعطي الجانب العسكري، والتهيؤ للمعركة التي لا يتحكم العرب بتوقيتها، لأنهم بقوا بوضع الدفاع، والمدافع علية أن يكون متأهبا لرد العدوان، جعل تلك الأنظمة في حالة إستعداد دائم للمعركة، وبالتالي تغلب الجانب العسكري، بكل شيء حتى بالموازنات على الجانب التنموي مما أثر بشكل كبير على نفسية وولاء المواطن، وتمسكه بقضيته المقدسة والواجبة شرعا وعرفا، وهي الإستعداد للدفاع عن المقدسات والوطن والمال والنفس، وهذا يشمل بدرجة لاحقة الجزائر بقصة بطولتها وتضحياتها وثقلها العربي، ولبنان بتمسكه بدوره القومي، وليبيا بإمكاناتها المالية وموقف الشهيد القذافي من القضية القومية، واليمن بتمسكه بعروبته، أي إن كل زعيم ونظام حكم عربي يرى ما تراه الجماهير هو هدف للعدوان.

 

 ب‌-   الفجوة في السلوك بين الديني والوطني، إن إهمال الدور الديني في تنظيم وتهيئة المجتمع والدولة، وعدم تقدير دور الخلق والردع الرباني، جعل كثيرمن أبناء الشعب يقتنع بما تطرحه التنظيمات الدينية المتطرفة إسلامية أو مسيحية، بأن الحكومات القومية تتخلى عن الدين وتتبع المفهوم الغربي للعلمانية، مما زاد في تسيس الشباب مع تلك التنظيمات، وسبب نمو التطرف.

 

 ت‌-   ركون الأحزاب الحاكمة الى السلطة وعدم إهتمامها بالتعبئة وتربية الأجيال الجديدة فكريا وسياسيا، وبالنتيجة نمو الوعي الوطني والإدراك السياسي الناضج، وصار الكسب الحزبي والتعبئة تعتمد على وسائل سلطوية ونفعية.

 

ث‌-   عدم فهم الحكم المدني ( علمانية الدولة ) ، وإستثمار ذلك من قبل المتخفين بستار الدين، والموظفين له للدنيا، نعم هذا كان قصورا كبيرا من المنظمات الحزبية، والمكاتب الثقافية والمفكرين والكتاب الحزبيين، أدى الى نمو تطرفين متناقضين كلاهما مضر بالأمة ورسالتها، الأول متزمت دينيا ومتعصب، والأخر منفلت دينيا وهو أقرب للكفر منه للإيمان، وقد كتبنا في هذا الجانب عن معنى الدولة المدنية، المتعددة الأعراق والديانات والطوائف، وبينا أن المفهوم الصحيح للمدنية والعلمانية يجب أن يكون على أساس الأيمان بما جاء في الرسالات السماوية، وإحترام تعدد الديانات والمذاهب ضمن الدين الواحد والشعب الواحد، وأن يكون أساس التعامل مع الموطنين على أسس الشراكة في الوطن والمسواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات..

 

15.          دور الإعلام المعادي، يجب أن لا نغفل عن الدور التخريبي النفسي والأخلاقي والوطني للإعلام، فهناك مقولة لأحد المسرحين الدوليين الأفذاذ تقول: أعطني مسرحا موجها أعطيك شعبا منظما، فكيف والإعلام الأمبريالي التخريبي صار إمبراطورية تمتلك القدرات الكبيرة، كفاءات بشرية متخصصة، تقنيات عالية تفوق التصور، قدرات مالية غير محدودة، سلطة على الكتاب والإعلام المقابل بالتهديد أو التدمير عبر وسائل عديدة أولها التشويش وآخرها السلاح.

 

16.           استهداف الدول المحورية مصر العراق سوريا من قبل الغرب، تلك الدول الفاعلة وذات الثقل في نضال الأمة ومشروعها، بكل الوسائل بدءا من المحاولات الإحتواء، ثم العمل على إختراق انظمها، بوسائل عديدة منها التجسس وتجنيد عناصر لها تأثير أو قرب وظيفي أو نسبي مع قيادة الدولة، أو العمل على تغير النظام والمجيء بنظام بديل، مهيء أصلا للتعايش مع المخطط الأمريكي، أو ضعيف يمكن إحتوائه بسهولة، وفي حالة عدم نجاح تلك الوسائل فالحرب والعدوان، ويمكن إعتباره من ضمن إستهداف المشروع القومي.

 

17.          استهداف أطراف الأمة وأبوابها، إن العدوان على العراق لم يكن بسبب كل المبررات التي أعلنتها أمريكا وإعلامها الكاذب، بل لأنه يمثل درع الأمة وحصنها، وهو بحق حارس بوابتها الشرقية بإقتدار مبني على الإيمان والوعي بالمخاطر، وسيكون إحتلاله عامل تيئيس للشعب العربي، وتخلي عن قضيته المركزية الأولى تحرير فلسطين، والتوجه لتدارك ضياع العراق وتمزقه، وفي تصوري هذا أحد أسباب سماح إمريكا لإيران بالتغول في العراق لكي لا تكون مسألة تحريره وعودته لوضعه سريعة وسهلة، وكذلك هو سبب إستهداف السودان وتقسيمها، وإثارة الأزمات والفتن في اليمن ودعم الساعين لتقسيمه وتدميره، وولا يفوتني أن أذكر التقصد بترك قضية الصومال دون حل، فلا المنظمة الدولية ومجلس الأمن يتحرك بشأنها ولا تسمح أمريكا بتحرك عربي للتدخل في وضعه وإيجاد حل له، فهو مدروس لأنهما بوابة الأمة الجنوبية.

 

18.          القصور في السياسة العربية مع دول الجوار ودول الإقليم خصوصا في قارتي آسيا وأفريقيا، إن غياب العمل العربي الفاعل مع دول الجوار يعكس أمرين مهمين:

 

              أ‌-    ضعف التنسيق العربي تجاه دول الجوار بل غيابه. وهذا أمر متعمد بل ومرسوم، وملزم للكثير من الحكام العرب.

 

             ب‌-    ضعف الجامعة العربية وعدم وجود خطة لعملها كمنظمة قومية يفترض أن يكون لها دور فاعل في ذلك، بل هو يكشف حقيقية الجامعة ككيان سياسي، وتخلف نظامها ودورها، ويثبت بحق أنها لا تتعدى كونها كيان إداري ضعيف لا دور له، ليس سياسيا فحسب، بل حتى ولو دورا إستشاريا أو إحصائيا.

 

19.          قصور بل غياب سياسة عربية رسمية أو شعبية في إقامة علاقات مع قوى التحرر العالمية لدول العالم أجمع، خصوصا في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، مبنية على نفس أسس المشروع القومي وقواعده، وإعتبار أبرز أهدافها ومقومات تلك العلاقات مصلحة الأمة والموقف من قضاياها.

 

20.          ضعف الفعل الشعبي وعجز منظمات المجتمع العربي في هذا الجانب، والذي يعكس أن المنظمات الجماهيرية والأحزاب السياسية في المجتمع العربي رهينة بالواقع العربي الذي يعاني أمراضا عديدة أولها التجزئة وغياب الوعي القومي، وعدم تشخيص مهددات الأمن القومي وكيقية مواجهتها. ولم ترتقي تلك الأحزاب والمنظمات لتكون ممثلة للشعب حقا، ومستوعبة لتطلعاته وقناعاته، ومعبرة عن إرادته، عبر سمو برامجها وترفعها عن المصالح والأهداف الحزبية والفئوية في برامجها العامة، والتنبه إلا ضعف الإداء الجزئي مهما كانت قدراته ولابد من إعتماد العمل الجمعي وتحشيد كل الطاقات من خلال جبهة عريضة تضم الجميع لمواجهة الواقع وتحدياته.

 

أيها العرب إن المعركة اليوم لم تعد معركة على الثروات والمصالح، ولا على المواد الأولية والموقع الجغرافي، بل صارت معركة على الهوية والوجود والمقدسات فهل تفقهوا ما تواجهون؟ وتتدبروا كيف تفعلون للحفاظ على مقدساتكم وهويتكم ووجودكم؟ لاغير الحشد لكل قوى الخير وتعبئة لكل قدرات الأمة البشرية والمادية بديل، فتوحدوا يا مؤمنوا الوطن كله ويا أيها الوطنيون بكل توجهاتكم ومناهجكم وأحزابكم في جبهة حقيقية تمكنكم من النصر، الذي وعد الله به المؤمنين الصابرين، أللهم أنت القائل لرسولك: ( أنت لا تهدي من تحب ولكن الله يهدي من يشاء ) ، فإهدي قومي لطريق الحق، وأعنهم على أنفسهم، ليرحموا أنفسهم بإتباع الهدى والتمسك بالطريق القويم، أنك ربنا وإنا اليك راغبون.

 

 





الجمعة٢٧ جمادي الاخر ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ١٨ / أيــار / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سعد أبو رغيف نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة