شبكة ذي قار
عـاجـل










1. العلاقات الإيرانية العراقية عبر التاريخ

 

أ. مرحلة ما قبل الإسلام

كانت إيران وعبر كل حقب التاريخ تكن العداء للعراق العربي, وكانت دوما تسعى للإضرار به وبشعبه؛ فكانت تتحين الفرص لاحتلاله أو الإضرار بشعبه لاسيما عندما يكون ضعيفا, وقد حدث هذا عبر العصور السومرية والاكدية والبابلية والآشورية؛ ففي عام 539 ق.م احتل الفرس بابل، واستمروا يسيطرون على العراق حتى هزمهم ( الاسكندر المقدوني ) سنة 321 ق.م, وضل العراق منطقة صراع بين الفرس والرومان حتى مجيء القائد العراقي ( سرجون الأكدي ) الذي تمكن من دحر الإيرانيين، واستولى على بلادهم ( عيلام ) , ثم أعيد دحر القوات الإيرانية الغازية في زمن القائد العراقي العظيم ( نبوخذ نصّر الأول ) الذي أعاد السيطرة بشكل مطلق على منطقة بلاد عيلام.

 

وعندما ضعفت المملكة الكيشية في زمن الملك ( انليل نادون آخي ) آخر الملوك الكشيين, هجم القائد العيلامي ( شوترك ناخنتي ) على بلاد بابل في عام1157ق.م, واستولى على المدن وخربها وقضى على آخر ملوك الكيشيين؛ ثم تداول على حكم بابل الفرثيون الإيرانيون والفرس الساسانيون.

 

وعندما قامت دولة المناذرة في الحيرة ولاحظ الفرس أن بعض ملوكها بدئوا يتصرفون كأنداد لهم وليس كأتباع؛ قاموا بأسر ملكه ( النعمان بن المنذر ) , ثم قتلوه وطلبوا من قبيلة شيبان العربية تسليمهم نساء وأموال النعمان التي كان قد استودعها لديهم, وعندما رفض ( هاني بن مسعود الشيباني ) قائد قبيلة شيبان تسليم الودائع؛ شنوا عليه الحرب التي دارت رحاها في أرض ذي قار عام609م والتي سميت باسمها حيث انتصر فيها عرب العراق على الفرس؛ فكانت معركة ذي قار بحق كما قال سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم-: ( أول يوم إنتصف فيه العرب من الفرس ) .

ومع ذلك استمر الفرس في احتلال أجزاء من ارض العراق حتى تم إطفاء النار المجوسية والى الأبد وتحرير العراق كليا في معركة القادسية الأولى عام 636م بقيادة القائد سعد بن أبي وقاص عندما كان سيدنا عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- خليفة للمسلمين.

 

ب. مرحلة الدولة الإسلامية والخلافة العثمانية

بالرغم من انتصار العرب الحاسم على الفرس المجوس, وقيام الخلافة العربية الإسلامية واعتناق الفرس الإسلام؛ لم تنته أحلام الفرس في استعادة أمجادهم القديمة الزائلة, فقتلوا الخليفة عمر بن الخطاب - رضي الله عنه؛ لأنه هو الذي أزال دولة الفرس وأطفأ نارها المجوسية, فيما استمروا في زرع الفتن والكراهية بين العرب والتحريض ضد الدولة الإسلامية العربية والتمرد عليها والتسلل إلى مواقعها العليا ونشر الفساد والتحلل فيها – خاصة- في عصر الدولة العباسية عندما ساعدوا التتار على احتلال بغداد عام 1258م 656هـ من خلال الوزير ( ابن العلقمي ) الفارسي الذي كاتب التتار وحث زعيمهم ( هولاكو ) على احتلال العراق وقتل مئات الآلاف من شعبه.

 

ثم جاء الاحتلال البويهي الفارسي للعراق من سنة 932م إلى 1062م؛ الذي شجع المظاهر الإيرانية في الدولة، وبقى البويهيون يحكمون العراق حتى أنهى السلاجقة ما تبقى من دولتهم وحلوا محلهم في بغداد سنة 1062م.

 

وفي العهد العثماني صار الصراع بين الفرس والعثمانيين على أشده من أجل الاستحواذ على العراق؛ فكان كلما عظم شأن أحد الحكام الصفويين سعى إلى انتزاع العراق من سيطرة العثمانيين، ففي سنة1623م تم احتلال بغداد من قبل الشاه عباس الصفوي؛ وقد تمكن السلطان العثماني سليم الأول, من سحق الشاه إسماعيل الصفوي، واستعادة السيطرة على بغداد ثم تمزيق جيشه في24 أغسطس 1514م.

وفي زمن السلطان العثماني سليمان القانوني؛ قام الشاه الإيراني ( طهماسب ) بإعادة احتلال بغداد مستغلا انشغال الجيش العثماني في قتال الجيش الصليبي في المجر.

 

لقد كانت التحالفات مع القوى الصليبية سمة مميزة للدولة الصفوية التي ترى أن التقارب مع الصليبيين وأهل الكفر أفضل من تقاربهم مع المسلمين, وكانت الدولة الصفوية تحيك المؤامرات ضد العثمانيين وتدخل في اتفاقيات مع دول أوربا الصليبية للقضاء على القوة العثمانية الإسلامية, فكان العهد الصفوي هو عهد إدخال قوى الاستعمار في منطقة الخليج حيث مهدت له الطريق من خلال عقدها التحالفات العسكرية والتجارية مع البرتغاليين والهولنديين والإنجليز.

 

وفي هذه الفترة سيطر القائد الفارسي ( نادر شاه ) على الحكم في إيران، حيث احتل مدينة كركوك وقتل عشرات الآلاف من أهلها، ثم احتل مدينة اربيل واحدث فيها ما احدث في كركوك، ثم واصل تقدمه صوب مدينة الموصل وحاصرها عام 1743م ، ولكنه لم يستطيع دخولها لبسالة أهلها في الدفاع عنها مما اجبره على الانسحاب عنها.

 

ج. مرحلة الاتفاقيات الحدودية

بالرغم من استمرار إيران بالاعتداء على العراق وعدم التزامها بالاتفاقيات؛ فقد عقدت العديد من الاتفاقيات الحدودية بين البلدين لرسم الحدود، وكانت أولها معاهدة ( اماسيية ) عام 1555م ثم معاهدة عام 1590م وتلتها ومعاهدة ( سراد ) عام 1618م, ثم معاهدة ( زهاب ) عام 1639م، التي تعتبر من أهم المعاهدات الحدودية بين الطرفين إذ أنها جعلت المنطقة الممتدة من مدينة القرنة في جنوب العراق شمالاً حتى مصب شط العرب جنوباً للدولة العثمانية، أي بموجبها بقي شط العرب للعراق وليس لبلاد فارس.

 

وجاءت معاهدة ( كردن ) عام 1746م التي اعترفت بالنصوص التي تضمنتها اتفاقية ( زهاب ) ، تلتها معاهدة ( ارضروم ) الأولى عام 1823م التي أعترفت باتفاقية ( كردن ) ، وبضغط كبير من بريطانيا وروسيا وبسبب ضعف الإمبراطورية العثمانية التي أنهكتها الحروب؛ فقد عقدت إتفاقية ( ارضروم ) الثالثة عام 1847م، التي تنازل العثمانيون بموجبها عن مدينتي المحمرة وعبادان والضفة اليسرى من شط العرب إلى السيادة الفارسية، وقد ألزمت هذه الاتفاقية الأطراف على اعتبار الضفة الشرقية لشط العرب كخط حدودي بين الدولتين وبقاءه نهرا عراقيا، وقد رفض الشعب العربي في الأحواز الاعتراف بهذه الاتفاقية؛ ففي عام 1857م أستقل الشيخ جابر بأمارة الأحواز وقد أعترف شاه إيران رسمياً بذلك الاستقلال، كما اعترفت به بريطانيا عام 1902م.

 

د. مرحلة الحكم الوطني في العراق

عندما تأسست الدولة العراقية في عام ١٩٢١م لم تعترف بها إيران إلا بعد ثماني سنوات من إعلانها ولم تطبع العلاقات مع العراق رغم زيارة الملك فيصل الأول إلى إيران عام ١٩٣٢م, وفي عام ١٩٣٧م وافقت الحكومة العراقية تحت الضغط الإيراني على تقديم تنازل جديد بالموافقة على جعل منتصف شط العرب خطا للحدود بين البلدين؛ ولكن الأطماع الفارسية لم تتوقف رغم الامتيازات المغالى بها التي حصلت عليها الحكومة الفارسية بدون وجه حق, ومع ذلك ظلت إيران الشاه تجدد مطالبتها في كامل شط العرب، ففي عام 1935م ألغت الحكومة الفارسية إتفاقية ( أرضروم ) الثانية عام 1847م ومعاهدات عام 1911م وعام 1913م وعام 1914م ؛ فرفع العراق شكوى إلى عصبة الأم المتحدة التي أوصت بدورها بحل الخلاف بشكل سلمي عبر التفاوض بين الطرفين، مما أدى إلى التوقيع على معاهدة عام 1937م والتي أجرت تغييراً في خط الحدود بين البلدين، فقد حصلت الحكومة الفارسية على مساحات جديدة من أرض العراق بسبب ضغط الإنكليز على حكومة بغداد.

 

وفي بداية الأربعينات قام شاه إيران بتحريض العصابات الكردية قي شمال العراق بالتمرد على الحكومة وأمدهم بالمال والسلاح فدخلوا في عصيان مسلح ومواجهات مع الحكومة أدت إلى خسائر مادية وبشرية كثيرة استمرت لغاية عام 1975م .

 

بعد ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ انسحب العراق من حلف بغداد؛ فانتهجت إيران أسلوب إثارة الفتن والاضطرابات داخل العراق؛ فمدت حركة العصيان الكردي المسلح في الشمال بالمال والسلاح وأعلنت أن اتفاقية عام ١٩٣٧م غير مقبولة وبالمثل طالب العراق بإعادة عربستان للعراق.

 

هـ. مرحلة ما بعد ثورة البعث 1968م

في عام 1969م وكرد فعل على الثورة القومية التقدمية ولتواجد الجيش العراقي على الجبهة الشرقية ( الحدود الأردنية الفلسطينية ) بعد نكسة حزيران عام 1967م؛ أعلن الشاه إن اتفاقية عام 1937م غير مقبولة, وكان ذلك دليلا واضحا على التعاون بين إيران وإسرائيل في استغلال ظروف الحرب، حيث ينفذ كل منهما مخططه التوسعي بعد أن يشغل الآخر المنطقة باعتداء معين!! وكان الإيرانيون والصهاينة والعصابات الكردية يسيرون في اتجاه واحد، فكل منهم كان يتربص لتحقيق المكاسب على حساب العراق، وكان شاه إيران المحرض الأكبر للتمرد الكردي في شمال العراق، كما أن انشغال الجيش العراقي بمعالجة هذا التمرد وفر الفرصة الذهبية للشاه للتفرد بسياسته كشرطي للخليج ونقض اتفاقات بلاده مع العراق.

 

وفي عام 1974م بلغ التمرد الكردي مستوى لم يبلغه من قبل من حيث اتساع المسرح الحربي أو ضراوة القتال وكان لشاه إيران الدور الرئيسي والكبير في إمداد العصابات البرزانية الطالبانية بكل ما يحتاجونه من أسلحة, كذلك استقبال الفارين الكرد من القتال الضاري في شمال العراق إذ بلغ عددهم حوالي 130الف فارا وأصبح القتال يشكل عبئا ثقيلا على الشعب الكردي وعلى العراق حكومة وشعبا, وفي 6 آذار عام 1975م وخلال انعقاد مؤتمر دول الأوبك في العاصمة الجزائرية وقع الشهيد صدام حسين -رحمه الله- اتفاقية مع شاه إيران, بموجبها قبل العراق بتحديد الحدود النهرية لشط العرب حسب خط ( التالوك ) مقابل تعهد إيران بغلق حدودها في وجه المتمردين الأكراد.

 

فكانت هذه الاتفاقية هي النهاية الحقيقية للعصيان المسلح في شمال العراق وفي 18 آذار 1975م أعلن مصطفى البرزاني إلقاء السلاح وفر هاربا إلى طهران ومنها انتقل إلى أمريكا حيث توفى هناك في 2 آذار 1979م بمستشفى البحرية الأمريكية بالولايات المتحدة الأمريكية.

 

في أعقاب إبرام اتفاقيات عام 1975م التي أدت إلى استعادة العلاقات بين العراق وإيران، حاول الشاه إحياء الوجود الإيراني في العراق من خلال إغراق المدن العراقية بالحجاج والسائحين الإيرانيين مع ضمان اضطلاع إيران بدور كبير في تخريب الاقتصاد العراقي.

 

و. مرحلة ما بعد سقوط الشاه عام 1979م

بعد قيام ما يسمى بالثورة الإسلامية في إيران عام 1979م أطلق الخميني مبدأ تصدير الثورة، وبدأ بالتأكيد على فارسية الخليج، وأسس قوة تسمى الحرس الثوري الإيراني مهمتها حماية المكاسب السياسية والاقتصادية والأمنية لما تسمى ب ( الثورة الإيرانية ) والعمل على تصدير هذه الثورة إلى العراق ودول الخليج العربية من خلال قلب الأنظمة الحاكمة وتشكيل أنظمة تدور في الفلك الإيراني وتدين بالطاعة والولاء للسلطة الخمينية, وكذلك شكل ما يسمى ب ( فيلق بدر ) ليكون جزءا من قوة الحرس الثوري ويقوم بعمليات مستقبلية للإطاحة بالنظام العروبي في العراق وتأسيس دويلة صفوية تابعة لإيران أو ملحقة به ( وهذا ما حصل اليوم ) ؛ وقد تعاظم التآمر على العراق بعد مجيء الملالي إلى إيران ليأخذ الأشكال المباشرة التالية:

 

أولا: العدوان الإيراني على العراق في 4/9/1980؛ الذي أفضى إلى حرب طاحنة استمرت ثمان سنوات كاملة وانتهت بتجرّع الخميني لكأس سمّ الهزيمة النكراء في 8/8/1988م؛ والذي كان حلمه طوال سنوات الحرب أن يستولي على البصرة، فحينما تمكنوا من احتلال الفاو، قالوا للسعودية وعموم دول الخليج العربي: ( رحبوا بنا, ستصلكم فرقنا الرياضية! ووفودنا!! ومواطنونا للحج والعمرة والعمل والنزهة، بالسيارات عن طريق البر فقد صرنا جيرانا بريا!!! )

 

ثانيا: التدخل الإيراني السافر في الشأن الداخلي العراقي بعد العدوان الثلاثيني على العراق ابتداءا من 1/3/1991م من خلال ( صفحة الغدر والخيانة ) , والمتمثل بإدخال الألوف من حرس خميني ومن العملاء العراقيين المقيمين في إيران والمجندين من قبل سلطات النظام الإيراني في فيلق بدر وغيره, على محافظات البصرة وذي قار وميسان وواسط؛ مستغلين انشغال الجيش العراقي بالانسحاب غير المنظم من الكويت إلى داخل العراق؛ وتزويدهم بكميات هائلة من السلاح والمتفجرات ليقوموا بإثارة الشغب ، فقاموا - حال دخولهم - بأبشع العمليات الإجرامية، كالقتل والسرقات وتخريب الدوائر الحكومية وسرقة ما فيها وحرقوا المدارس والكتب المدرسية؛ وهاجموا المساجد، وحرقوها، وقتلوا أئمتها، وحولو ( الحسينيات ) إلى مقار للتمرد وقاموا بأعمال انتقام سياسي وطائفي وعرقي وحشي؛ واعدموا موظفي الحكومة ومناضلي حزب البعث وحرقوا دوائر الأحوال المدنية وسجلات النفوس المدني الرسمية حتى يدخلون من لا نسب له من عملاء إيران في أنساب القبائل العراقية الأصيلة, وتمكنوا من احتلال ( 13 ) مدينة عراقية هي: ( مدن البصرة وذي قار وميسان والنجف و كربلاء والقادسية والعمارة والسماوة وكركوك والسليمانية وأربيل ودهوك ومدينة الكوت التي احتلوها ليوم واحد فقط ) ؛ لكن الحكومة المركزية في بغداد استطاعت خلال فترة وجيزة من تحرير المحافظات المحتلة وإعادتها إلى سيطرة الدولة، بعد أن ذهب ضحيتهم عشرات الألوف من العراقيين، سواء ممن شاركوا تحت التأثير الإيراني في أعمال التمرد، أو ممن أجبروا على المشاركة إنقاذا لحياتهم، أو الموظفين الأبرياء والحزبيين البعثيين الذين ذبحوهم بالسكاكين على أرصفة الشوارع، إرضاءً لشهوة الإنتقام والثأر؛ تنفيذا لأوامر أسيادهم الصفويين الفجرة.. ومازال العراقيون يذكرون تلك الأيام كأسوأ أيام مرت على تاريخ العراق المعاصر ( بعد أحداث فتنة المد الشيوعي الدموي عام 1959 ) .

 

ثالثا: التحالف الإيراني مع الأمريكان في احتلال العراق وذلك سواء من خلال أزلامهم وعملائهم في ( الأحزاب الدينية الصفوية ) والتي أسستها المخابرات الإيرانية ومولتها ودربتها وأطلقتها لتقتل العراقيين على الهوية, أومن خلال التسهيلات اللوجستية التي قدمتها الحكومة الإيرانية للأمريكان، وهذا ما اعترف به نائب الرئيس الإيراني السابق محمد علي أبطحي في مطلع عام 2004م , عندما قال: ( أن الغزو الأمريكي للعراق لم يكن له ليتم من دون المساعدات الإيرانية ) ، وأكد هذا لاحقاً هاشمي رفسنجاني عام 2005م.

 

2. لماذا اختار الإيرانيون العراق أولا؟

يمثل احتلال العراق أو السيطرة عليه بالنسبة لإيران أهمية عظيمة لأسباب كثيرة -من وجهة نظرهم- أهمها:

 

أ. اعتقادهم بأن العراق يعتبر امتدادا تاريخيا وجغرافيا ومذهبيا طبيعيا لبلادهم ويرون أن العراق يجب أن يكون إقليم من أقاليمهم وهذا ما أكده أبو الحسن بني صدر- أول رئيس بعد ما يسمى بالثورة الإيرانية- عندما قال: ( كان العراق عبر التاريخ جزءا من فارس والدليل وجود آثار طاق كسرى قرب بغداد لحد الآن ) ، وهذا يفسر رفض الخميني كل الوساطات والعروض التي قدمها الشهيد صدام حسين-رحمه الله- لإيقاف الحرب الإيرانية- العراقية على امتداد ثمان سنوات ويؤكد ذلك ما صرح به رئيس أركان الجيش الإيراني فيروز أبادي عندما قال: ( الخليج والمنطقة كانت دائماً ملكاً لإيران وأن نفط الخليج يقع في مناطق فارسية وأنها ملك لإيران ) , وما نقل عن النائب الأول للرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي، خلال استقباله رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، في 24 نيسان ( أبريل ) 2012، قوله إن العلاقات بين الحكومتين والشعبين الإيراني والعراقي "متينة وفريدة من نوعها"، لافتاً إلى إن "اتحاد العراق وإيران بشكل تام سيجعلهما يشكلان "قوة كبيرة على الصعيد العالمي".

 

ب. إنهم يعتبرون إن العراق هو بوابتهم للسيطرة على بقية دول الخليج ومن ثم بقية العالم العربي لنشر الفكر الصفوي الفارسي، كما أن خروج العراق عن سيطرتهم يعزل إيران عن ( النصيريين الشيعة ) في سوريا، وعن ( الشيعة ) في جنوب لبنان.

 

ج. يعتقدون إن وجود أعدادا كبيرة من ( الشيعة ) في العراق سيسهل لهم مهمتهم - وهذا ما كذبته الأيام- والدليل إن الكثير من الشيعة العرب كانوا اشد بلاءا في مقاتلة الفرس المجوس في قادسية صدام المجيدة.

 

د. وجود الحوزة الدينية في النجف سيسهل لهم اندماجها أو تبعيتها لحوزة قم وبالتالي تسخير فتاواها وقراراتها لصالح المد الصفوي.

 

هـ. استيلائهم على مدينة النجف الاشرف وهي المدينة الأقدس لدى ( الشيعة ) في كل العالم يسهل لهم انقياد الشيعة في كل العالم لهم؛ كونها تضم ضريح الإمام علي -كرم الله وجهه ورضي عنه- فضلا على كون هذه المدينة تعتبر مركزًا علميًّا دينيا له تاريخ يرجع إلى عدة قرون؛ تجعلهم وحسب ظنهم يستولون على ما يسمونه ب ( كعبة الشيعة ) , وكذلك وجود كربلاء المقدسة في العراق التي تضم أضرحة عددا من آل البيت في مقدمتهم سيدينا الحسين والعباس -عليهما السلام- تجعلهم يمسكون مفتاحا دينيا آخرا في العراق.

 

و. كون العراق اكبر وأقوى الدول في المنطقة سوف يؤهلهم لان يقفوا ندا للسعودية القوية؛ وبالتالي إخضاع دول الخليج الضعيفة والتي بعض من سكانها من هم من المذهب الشيعي أصلا لاملاءاتهم.

 

ز. استغلال وجود قيادة سياسية ضعيفة في العراق - في الوقت الحاضر - منقادة إلى إيران بشكل كامل وتابعة لهم علنيا؛ مما يسهل تسخيرهم لتحقيق المصالح الفارسية الصفوية, وهذا ما أكده قائد فيلق القدس الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، بحضور بعض الشباب من البلدان العربية في ندوة تحت عنوان "الشباب والوعي الإسلامي" بقوله: ( بأن بلاده حاضرة في الجنوب اللبناني والعراق، وأن هذين البلدين يخضعان بشكل أو آخر لإرادة طهران وأفكاره ) وكمثل على انقياد الحكومة الحالية وولائها لإيران؛ نذكر تصريحات المقبور عبد العزيز الحكيم الذي قال فيها: ( أن العراق هو الذي بدأ الحرب على إيران عام 1980م ولذلك عليه أن يدفع التعويضات عن كل ما أصاب الإيرانيين من ضرر!! ) .وكذلك نستحضر صورة المالكي العميل وهو يجلس نازعا ربطة عنقه- تقليدا للإيرانيين- بين يدي خامنئي بكل ذل وخنوع.

 

ح. تغلغل المخابرات الإيرانية في الدوائر الرسمية والمدن العراقية وكذلك الحال لفيلقي ( القدس وبدر ) مما يسهل لهم بسط النفوذ على العراق.

 

ط . تواجد أعدادا من العراقيين من ذوي الأصول الفارسية الذين لا يزالون يحنون إلى قوميتهم ويوالون قادتها, فضلا على الأعداد الكبيرة من الإيرانيين الذين عادوا للعراق بعد الاحتلال ممن كانوا يقيمون في العراق بشكل غير شرعي ونزحوا إلى إيران إبان الحرب الإيرانية العراقية؛ إضافة إلى الذين جنستهم إيران بشكل غير شرعي بالجنسية العراقية بعد الاحتلال؛ والذين يقال إن عددهم أصبح يربو على المليونين ونصف المليون!!.

 

 





الخميس١٧ رجــب ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق ٠٧ / حزيران / ٢٠١٢م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عبد الرحمن عبد علي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة