شبكة ذي قار
عـاجـل










ابتداءا اشكر الدكتور الفاضل مطلق سعود المطيري ،وهو يحاول ان يتلمس الطريق لتحديد موقع الشهيد صدام حسين رحمه الله،وهو محق فهو بعيد عن صدام حسين ، عليه يحتاج الى جهد لبلوغ هدفه .


لذا كان نقده للانتاج المسيس ( المسرحية الكوميدية ) المدفوع الى الواجهة من قبل - وزارة الكذب - وهي مؤسسه عملاقة عالمية للاساءة الى تاريخ الشعوب من خلال مزج الحقائق باشباهها، قد بني على محاولات لتلمس الطريق فقد قال الدكتور انه ( توقف ) .. واصابته ( الحيرة ) ككاتب يؤرخ للمرحلة وقد ايد اوصاف ( الديكتاتورية ) ،و ( الاستبداد ) التي الصقها بقوة الاعلام الصهيوني المعادي للعروبة بصدام حسين، بحيث يصعب على الكتّاب ان تنزع عن هذا البطل القومي ما رمي به من قبل اعداءه لشدة الهجمة ،فلنا اعتراض وسنناقش ذلك انشاء الله.


ثم تسارعت الاحداث لتدفع الدكتور الفاضل المطيري ان ينحاز الى صدام حسين ، ويرى ان لهذا الرجل موقع ومنزلة لا يجوز ان يتساوى بها مع غيره.
بعد ان رأى الريح الفارسية تجتاح المنطقة ،والقضية الفلسطينية تتحول الى ملف رخيص القيمة بيد .... والقضية العربية يتصدر الحديث عنها من لا يذود الاذى عن نفسه.
المشكلة التي واجهت الدكتور المطيري هي ليست نقص المعلومة عن صدام حسين كرئيس لدولة العراق مباشرة وبشكل غير مباشر لمدة 35 عام، بقدر ما هو تاثيرات احداث الكويت وما فيها من تشابك يحتاج الى موضوعية وانصاف وتجرد لمحاكمته ووضعه في سياقة وتقسيم المسئولية على اطرافها فيه ،ونقص المعلومات عن الدور القيادي المسئول لحزب البعث العربي الاشتراكي ، هذا الفكر الذي يعاني من حملة ظالمة تحاول اجباره على الاصطفاف - بعد ان عجزوا عن اجتثاثه - مع من يسمي نفسه حزبا ببرنامج قاصر او من لا يمتلك برنامج اصلا ، انما يمتلك القدرة على الارتباط بالاجنبي والعمل وفق مواصفات الدلّالية غير الوطنية .


فلو تابعنا مؤتمرات حزب البعث العربي الاشتراكي في العراق ابتداءا من المؤتمر القطري الثامن عام 1974وقرأناها بدون حكم مسّبق ،مستوعبين تفاصيل خططها،وما نفذ منه وما لم ينفذ ثم حجم الجهد المطلوب لتنفيذ المقررات في الفترات الزمنية المحددة كحاجة مرحلية يتطلبها مسار مستقبل الامة وظرورة حرق المراحل ، وما يعارض ذلك على الاصعدة الداخلية والعربية او العالمية ، نجد ان صدام حسين ليس ديكتاتورا وانما هو رجل دولة ملزم بتنفيذ مقررات جهة اعلى من الحكومة وهو المؤتمر القطري ، وحيث ان موقعه الاول في الدولة فهو لا يستطيع الاجتهاد بايجاد شيىء جديد خارج مقررات المؤتمر ، وانما مسئوليته تنحصر بالتنفيذ الايجابي المسئول فكان يعتمد مبدا - وشاورهم بالامر فاذا عزمت فتوكل على الله - .


ان القيادة كانت تناقش تطبيق مقررات المؤتمرات بشكل دوري ومنتظم ،لان القايادة تعلم ان المقرات من العمق والشمول ما يحتاج الى روح الجهاد في العمل حتى يستطيع ان ينتقل بالعراق الى المستوى الذي رسمه المؤتمر القطري لتبدأ مرحلة اخرى متصورة لها اهدافها ولها غايتها وسقفها الزمني ، وكانت القيادة تطرح مقترحات للتنفيذ ، وتدخلل بالتفاصيل ، فاذا طرح ان المحافظة على سبيل الفرض تحتاج 10كم تبليط ، صدام حسين يناقش و يصحح ويقترح تطوير المقترح الى رقم اكبر من ذلك للحاجة ليس للمحافظة وانما لارتباطها بحاجة المحافظات الاخرى، بحكم ما توفر من راس مال جديد وزمن مضاف هو عبارة عن حاصل العملية الجهادية التي نهض بها الشعب العراقي ، صدام حسين يرى حاجة العراقيين ومصالح المحافظات من نظرة كلية شاملة انية ومستقبلية ، وارتباط ذلك بالمصلحة العربية والاهداف الكبرى ، فهل في هذا ديكتاتورية ؟؟


لم يكن صدام حسين مستبدا طلاقا !!فلم يرفض صدام حسين مقترحا لاي عضو قيادة فاين الاستبداد؟ ربما هو الاكثر فهما لجوهر مقررات المؤتمرات القطرية، والاكثر قدرة على توظيف المستجدات من اجل اعطاء معاني اكثر عمقا لمقررات تلك المؤتمرات فهذا صحيح .


انا اقول ذلك ولا ادعي ان الرجل فوق قدرات البشر ، انما هو بشر يخطا ويصيب ولكن لحظور صدام حسين تاثير معنوي يخلق فرصا نتيجة تفاني وحب العراقيين له ،جئني باي عراقي تحدث امام صدام حسين ولم يسمعه الى الاخر اولم يتفاعل مع طروحاته ، الا اذا كان مجانبا للحقيقة فمن موقع المسئولية يبصره ان هذا خطأ ، صدام حسين يقبل اي كلام الا كلام يمس الشعب العراقي بكافة قومياته وطوائفه ، او القضايا المصيرية ،او الشعب العربي او المساس بالمرتكزات الاساسية لثورة تموز المجيده .


صدام حسين يحسب خطواته بقدرات القائد الاعتيادي ، ويحاكم مسيرته على ضوء مبادىء الحزب ومقرراته، يطبق مبدا النقد والنقد الذاتي ،وبعد هذا قد تحصل اشياء غير متوقعه ، او بفعل بفعل خارجي مقصود او نتيجة تطور ظروف مفاجئة،وقد سجل لنا من هذا النوع صدام حسين وقفة نقدية بعد عام 1991بكتاب له صدر عنوانه "ماذا نسجل لحزبنا وماذا نسجل عليه".


اذن ليست هناك مشكلة جنوح باتجاه استبدادي وانما هناك منهج،ان صدام الزم نفسه ودولته بالمسائل المبدئية لحزب البعث العربي الاشتراكي
،وان سياسة الدولة يرسمها المؤتمر القطري ، ومعلنه قبل ان تتحول الى مفردات عمل ، بمعنى ان القرارات ليست قرارات فردية كما يصفها الاعلام والقوى المعادية انما هي قرارات مؤتمرات،وبهذا تكون هناك مسئولية تنفيذية ، صدام حسين ، على راس السلطة التنفيذية ، هذه السلطة مسئولة امام المؤتمر القطري اللاحق وبهذا لا ينصرف الى تصرفات صدام حسين الاستبداد، لان الاستبداد تعني الراي الشخصي والتفرد وهذا غير موجود .


المشكلة التي تعصي على فهم البعض هي ان صدام حسين ، كان مؤمنا بمبادئه ومؤمنا بالقيادة الجماعية ويرى ان الحزب معبرا عن ارادة الجماهير ، فكانت التطبيقات تاتي مخلصة وفيها اضافات فكرية ، حتما يتخيل البعض انها من صناعة صدام حسين ،ووليدة استبداده.


وعودة الى مقال الدكتور الفاضل
حيث يرى ان صدام حسين وقف بوجه الفرس ، نعم ، هو نعم القائد الشجاع الذي كان سدا منيعا بوجه الحقد الفارسي ،ليس حقدا على العراق فحسب انما على الامة كلها .
اما موقفه من القضية الفلسطينية ،فهو موقف مبدئي ، لان الحزب يقول : طريق الوحدة يمر عبر فلسطين .


وفعلا ان الوجود الصهيوني هو لا يتعلق بارض اغتصبها الصهاينة فقط،
ليس هذا ،انما هو مشروع الغرب الصهيوني ، يلبي حلم الصهاينة ،يتناول الكرة الارضية بكاملها انظر- كتاب وليم اكار احجار على رقعة الشطرنج - ، يبتدا بتهديم الامة العربية ،ومن خلال هذه الجريمة يتم التقدم لتهديم الاسلام ،ولذا كان صدام حسين وفق هذا الفهم المبدئي يتعامل مع القضية الفاسطينية كقضية وجود،لا قضية ارض – خذ متر واترك لي عدد من الامتار -ولو عدنا الى مقابلة له مع طلاب الابتدائية في ثمانينات القرن المنصرم والحرب انذاك على اشدها مع الفرس ،لما تحدث مع الطلاب صحح لهم اسم العدو الذي يريد تدمير بغداد و قال :هو العدو الصهيوني مما اثار حنق بيغن في وقتها ،وفعلا كانت فلسطين غالية في زمن صدام حسين ،فقضية فلسطين نجدها من اواخر الكلمات التي نطقها صدام حسين قبل ان يستشهد في يوم العيد وارتقت روحه تطوي السماء وهي مؤمنه تتلو اسم الله راضية مرضية والحمد لله رب العالمين

 

 





السبت ٩ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / تمــوز / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب صادق احمد العيسى نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة