شبكة ذي قار
عـاجـل










ولدت في لواء كركوك ( محافظة التأميم لاحقا ) وأكملت دراستي فيها ، وبعدها تخرجت من كلية الطب في بغداد عام 1969 وتم تعييني في مستشفى المجيدية في بغداد ، وكانت هذه المستشفى تقع على نهر دجلة من جانب الرصافة ، وقد بنيت بعهد السلطان العثماني عبد المجيد وظلت طيلة سنوات الحكم الملكي والجمهوري على بساطة امكانياتها ولم تتطور.


بعد قيام ثورة 17 – 30 تموز ومن خلال رعاية الثورة للقطاع الصحي ، وخلال حملة بناء المستشفيات وتطويرها تم ازالة هذه المستشفى القديمة وشيد مكانها صرح طبي كبير هو ( مدينة الطب ) و ( ودار التمريض الخاص ) وبجوار كلية الطب بجامعة بغداد ، وبالوقت نفسه شيدت عدة مستشفيات في بغداد منها مستشفى اليرموك والكرخ الجمهوري وغيرها ، وفي المحافظات جميعا شيدت المستشفيات العامة التي تقدم خدماتها الصحية للمواطنين مجاناً , وكذلك في الأقضية والنواحي ، ومئات المستوصفات في كل تشكيل اداري تابع لمحافظة .


ومن خلال هذا التوسع في تقديم الخدمات الصحية ورفد المستشفيات بالكادر الطبي فقد اكتسب هذا الكادر خبرة عملية اضافة لخبرته العلمية ، وأصبح الكادر الطبي العراقي من خيرة الاختصاصيين على المستوى العربي والدولي ، وتشهد بذلك المنظمات الدولية المختصة بتقويم الجوانب الصحية في دول العالم .


ما اشرنا اليه هو جزء بسيط من الخدمات الصحية التي قدمتها ثورة 17 تموز بقيادة حزب البعث للمواطنين ليس العراقيين فقط بل كل الاشقاء العرب الذين كانوا يتوافدون على العراق للعلاج لما اكتسب العراق من سمعة طيبة في مجال تقديم الخدمات الصحية . وكانت اكبر العمليات الجراحية تعقيداً تجرى بأسعار رمزية مدعومة من الدولة بشكل كامل .


لنرى وضع الخدمات الصحية الآن بعد احتلال العراق كيف ان عملاء الصهاينة وأمريكا وإيران نفذوا جرائم قتل الاطباء والعلماء ، مما دفع الآخرين منهم ان يغادروا العراق للمحافظة على ارواحهم وعوائلهم من الموت والإرهاب ، وأنا أحدهم حيث تركت المستشفى التي كنت اعمل فيها ، وعيادتي الخاصة التي كنت اقدم فيها خدمة للمواطنين وأعيش حاليا مهجر متنقل بين هذه الدولة وتلك .


هنا أسأل : هل بنى المحتلون وعملاءهم مستشفى او مستوصف طيلة سنوات الاحتلال ؟ . ولماذا يسافر العراقيون حاليا الى الهند والدول الاخرى لإجراء العمليات ؟. الجواب واضح لأنه لا يوجد كادر طبي بعد قتلهم وتشريد الآخرين . ولا توجد رعاية صحية لأن أكبر السرقات تجري في وزارة الصحة . وهذا الموضوع لا يهم الحكومة التي نصبها المحتل لأنها مشغولة ببناء المقابر والسجون للحاجة الضرورية لها ولا توجد ضرورة لبناء مستشفى او مستوصف .

 

 





الاحد ١٧ رمضــان ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٥ / أب / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور حسين فريد جودت نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة