شبكة ذي قار
عـاجـل










سألني صاحبي : أين كتاباتك ياحمداني ؟ لم نقرأ لك شيئاً طوال شهر رمضان . هل هو تعب الصوم ..؟ قلت : لا والله ليس ذاك . المعدة الخاوية وشوقي الى فنجان قهوة الصباح يحفزانني أكثر لأن أكتب .. ولكنني وفي كل يوم وأنا افتح بريدي تطالعني أخبار على بعض المواقع أو ممن هم على قائمتي البريدية أسميها أخبار ( إستنساخ ولصق ) حسب لغة الحاسوب .. أقرأوها فلا أجد حتى الرغبة في التعليق عليها ناهيك عن الكتابة في موضوعها ، وأحس بالأسف على القراء الذين تتشوش أفكارهم جراء ذلك وهم بالمئات وربما الآلاف .

 

لغة الإعلام المقروء أصبحت اليوم وخصوصا في ظل الصحافة الألكترونية إستنساخا ممجوجا للغة الإعلام المرئي على الفضائيات العربية ، والأخيرة قد حققت في هذا المجال سيطرة فكرية على ذهن المتابع لأن تأثير الصوت والصورة لاشك أكبر بكثير من تأثير سطور مطبوعة .. ورحم الله أيام زمان حينما كانت الصحيفة تلعب دورها بجدارة وينتظر القراء صدورها ليبحثوا عن الخبر أو عن مقال كاتبهم المفضل .

 

مع ظهور البث التلفزيوني عبر الستلايت .. وبدأت الفضائيات العربية البث للمشاهدين ، ثم بدأت الفضائيات الإخبارية بالظهور وبتمويل ودعم مالي خرافي في بعضها .. وبعد أن أفقنا من نشوة الإثارة الخبرية على هذه الفضائيات وبدأت الأحداث السياسية على الأرض تفرض نفسها .. علمنا ماذا تعني هذه القناة أو تلك ومَن يقف وراءها وأي وجهة نظر تمثل والأهم ماهو الهدف الذي تسعى اليه في بث الأخبار والصور . وللأسف سرعان ماتلقفت مواقع الأخبار الصحفية على الشبكة العالمية وأقلام بعض ممن أخذته حمى الكتابة السياسية ، وكأنها هواية جديدة ،  الأخبار من تلك الفضائيات وبدأت بالبناء عليها بالتحليلات الخاطئة والتعليقات المضطربة لندخل دوامة عصر فوضى الفكر السياسي . أقول ذلك ، ولاشك ، أنني أستثني بعض المواقع التي تمثل فكرا سياسيا واضحا وملتزما وعقائديا ، أو تنتقي بعناية ما تنشره مما يصلها من القراء .  

 

خلال أسبوع واحد حصرت أكثر من خمسين خبر ومقال وتعليق من هذا النوع على بريدي فقط ، ولا شك هناك العشرات منها مما لم يصلني ولكنه أخذ طريقه الى العديد من القراء غيري .

 

المقالات الدينية .. حدث ولا حرج وقد أصبح كتابها يتصورون أنفسهم في كرسي الإفتاء .. هذا يتساءل : هل تُم قبول صومك ؟ أصول الرضاعة للكبار والصغار ! هل أن النقاب خاص بالمسلمات فقط ..!؟ قال الرافضي وحكى الناصبي وفعل الشيعي وترك السني .. والى آخر هذه الإسطوانات المشروخة التي تصل لحد الغثيان . وأكاد أقسم أن كتابها ومَن يقف وراءهم لاهدف لهم إلا زرع الفتنة الطائفية وإلا تشويه سمعة الدين واللعب بعقول السذج من القراء .

 

أترك هؤلاء .. وأترك نماذج التعليقات على الأخبار ، واترك تلك القصص التي تشبه قصص الخيال العلمي التي تنشر على أنها حقائق . وأقف عند الأخبار والمقالات السياسية وهي الأخطر في وقت تتحول فيه حمم البراكين العربية الى رماد .

 

مقال يتحدث عن : " من حفر حفرة لمرسي وقع فيها " على وزن المثل المعروف " من حفر بئرا لأخيه وقع فيه " وأخيه هنا ليس بالضرورة أن يكون " إخواني " !!

 

مرسي هذا يستعد لزيارة إيران نهاية الشهر الحالي .. ولا تظنون أن الزيارة خاصة مثل زيارات " الأخ " الآخر خالد مشعل ، فقد كذّب مرسي الأخبار التي تحدثت عن قرب زيارته لإيران في الأسبوع الأول لتوليه السلطة في مصر .. وإذا بنا نعلم أن مؤتمر دول عدم الإنحياز سيعقد في طهران نهاية الشهر وأن الرجل سيرأس رسميا بلده العضو في الحركة التي تم تشييعها الى مثواها الأخير قبل عقود .. ويا للبشرى السارة لشعوب العرب ودول عدم الإنحياز !!

 

ورحم الله أيام قمم عدم الإنحياز عبد الناصر وتيتو ونهرو وسوكارنو .

 

مقال آخر يتحدث عن رغبة سعد البزاز في الترشح لرئاسة الحكومة العراقية ..!!

قرأت المقال أو الخبر ، وظننت أنه من المقالات الساخرة ولم أعلق .. وإذا بالتعليقات تتوالى وكأن الأمر حقيقة باتت قاب قوسين أو أدنى . ليس دفاعا عن البزاز ولكني أقول رفقا بعقول القراء واقرأوا ثوابت المعادلة السياسية في العراق .. لماذا طبّقت والى ماذا تهدف ..!!

 

وهناك ماهو أهم من كل ذلك في الأخبار السياسية التي تطالعنا يوميا على بريدنا موشحة بموضة " أعلن مصدر رسمي أو أعلن مصدر مطّلع رفض الكشف عن إسمه ..!! " على غرار أخبار الفضائيات الإخبارية المقدامة .

لاأفهم كيف يصرح مصدر رسمي لصحفي مهمته الحقيقية كشف الأخبار وتحقيق السبق ، ولا نعرف من هو هذا المسؤول ؟

 

من الممكن أن يصح التعبير لو كان الأمر يتعلق بقيادي في حركة ثورية أو مقاومة مسلحة أو حزب محظور حيث تقتضي الضرورة إخفاء إسم المصدر .. أو أن يكون الصحفي ناقل الخبر لاعلم لدية فعلا بالمصدر الأصلي وإنما نقلا عنه . أما أن يكون المصرّح شخصية رسمية أو سياسية فهذا ما لاأفهمه .

 

واليكم آخر نموذج طازه من هذا النوع نقلا عن دبلوماسي عربي في عمان !!!

عنوان الخبر أن مبعوث الأمم المتحدة الجديد الى سوريا الأخضر الإبراهيمي يحمل مخططا لتقسيم العراق .

 

وأنا أستجمع الكلمات لأعلّق على ذلك وصلت بريدي رسالة من أحد كتّابنا الوطنيين الناشط الأخ صباح الخزاعي وقد سبقني بالتعليق .. فلم أجد سوى أن أستنسخ تعليقه وأنقله لكم .. وأقول وأعيد وأتوسل من أجل قضيتنا الوطنية أن ترفقوا بعقول القراء .. واتركوا تصريحات المسؤوليين الذين يرفضون الكشف عن أسمائهم .. فكل شي قد غدا اليوم مكشوفا .

 

يقول الأستاذ الخزاعي :

هذا التقرير الاخباري هو باطل جملة وتفصيلاً، وقد تم فبركته

من قبل أعوان إيران وأعوان ما يسمى بالتحالف الوطني الصفوي

 وبالاخص ما يسمى بإئتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي
لأنّهمْ مرعوبين  من تسارع الاحداث في سوريا وأحتمال جداً

حسمها لصالح قوى المعارضة التى سوف تنهي والى الابد النفوذ الصفوي

 في كلٍ من سوريا ولبنان وهذا سوف يؤثر حتماً على درجة صمود

 رموز ومجاميع ما يسمى بالعملية السياسية في العراق

 وخاصة عصابات المنطة الخضراء


وكما قال باقر صولاغ القيادي في المجلس الاعلى لعائلة الحكيم

 و وزير الداخلية أيام المذابح الطائفية ثم بقدرة قادر وزيراً للمالية

 في حكومة المالكي الاولى المشهور عنة بكنيَّة باقر دريل،

 قال حرفيّاً

 أنَّ سقوط الحكم في سوريا سوف يفتح نار جَهَنّمُ علينا

 وسوف نجد أنفسنا نقاتل على أسوار بغداد

 هذا التصريح الخطير يبشرنا نحن المتابعين من الخارج

بأن قوى الشعب العراقي المناهضة والمعارضة والمقاومة للاحتلال وأذنابه

هي بالفعل متهيئة ومتأهبة للزحف بأتجاه المعاقل الكارتونية في المنطقة الخضراء


أعتقد أنه قريباَ جداً سيزحف الشعب العراقي بأتجاه جلاديه وسارقيه

في المنطقة الخضراء وبمسيرة سلميّة

 لكنه سيدافع عن نفسه إذا تعرّضت له ميليشيات الخونة والمحتلين

 والنصر قادم إن شاء الله، إنني شخصياً آراه كما أرى هلال العيد

 والله يفعل ما يشاء إنه على كل شيئ تعالى قدير

 

صباح الخزاعي

إنكلتره

 

استودعكم الله .. والى لقاء قريب حيث سنضع النقاط على الحروف في المرة القادمة إن شاء الله

 

 

Lalhamdani@rocketmail.com

 مدونة مقالات الكاتب :

http://www.blogger.com/profile/18395497774883363689

 

 





الاثنين ٢ شــوال ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٠ / أب / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي الحمــداني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة