شبكة ذي قار
عـاجـل










عن دار أمواج للنشر والتوزيع في العاصمة الاردنية صدر حديثا ( ديوان عرس الشهادة ) والذي حوى قصائد مختارة في رثاء شهيد الحج الاكبر رحمه الله تعالى ..

قراءة اولية في قصائد ( عرس الشهادة )




إن الكتابة الأدبية الإبداعية هي حالة عالية من التعاطي الفني مع اللغة مفردة وصورة وتركيبا وسبكا ، وهي ذات خصائص ومقومات يجب أن تحقق قبل أن تعرف كإبداع أدبي فني و أمام نص القصيدة يعوزنا ما يفتح شهيّة القارئ و هنا أخص شراهة اللغة و شراستها معا، فكان لي هذا الموعد مع هذه النصوص الشهيّة و التي تجاوزت حدود التعبير الذاتي بالكتابة إلى مستوى أعلى من المعالجة الواعية لكل تلك العوامل و الأدوات والتي يقف التمكن من اللغة وعلومها على رأسها.


إن أصحاب المواقف يمتلكون عادة ملامح ذات خطوط عريضة واضحة ،مما يعني أنهم عكس الواقفين في المنطقة الرمادية و الذي أطلق عليهم صفة " الرماديين " يفتقرون للملامح و كي نستطيع تذكرهم لابد من الاستعانة بصور "فتوجرافية" بينما صاحب الملامح الحادة لا يحتاج منا تذكر معالم وجهه اللهم إلا إلى تذكر مواقفه المبنية على المبادئ فحينها تسمو سموا بصاحبها فيعلو ببهاء مواقفه، و كذلك كان الراحل صدام حسين ، رجل دولة بكل ما تحمل الصفة من معان سامية، و هذا ما نقرأه في وجه القصيدة مواقف "ملامح صدام حسين".


أن تسعى إلى انتزاع حقك و تكون سيّد دولة مستقلة بمعنى الاستقلالية فهذا يعني أن تتحدى العالم بأسره، و هكذا كان صدام حسين رجل كلمة كـما السيّف رافقها الموقف الفعلي و هذا ما عكس ارتياحا عظيما لدى قطاع واسع من الشعب العراقي و بقية شعوب الأمة العربية الإسلامية، فكان له بالمرصاد إخوة يوسف، قدم جهدا سياسيا يعود ريعه على الشعب العراقي بالدرجة الأولى ثم على بقية الدول العربية و على فلسطين على وجه الخصوص، كان من شأن مواقف صدام أن تعلم بقية الزعماء العرب كيف يكون الرجل رجلا سيّدا إلا أنهم كانوا له أعداء، نعم أعداء لنجاحه في إخراج شعبه من مأزق التبعية و خلع رداء العالم الثالث،صدام حسين كسر قاعدة " شعوب العالم الثالث" كما يحلو لهم تسميتنا شعوبا استهلاكية ،فصار العراق دولة تنتج لا يستهلك يصدر لا يستورد يصنع عقولا و يستثمرها لا يصدرها إلى الغرب،جعلها ركائز بنية تنتج جيلا مستقلا من الرّجال، مدرسة صدام خرّجت أجيالا صامدة في وجه الاحتلال "الأمريكي الصفوي "


وجدت فريقا كاملا من الأدباء ، الشعراء ممن اجتهد في بلوغ الكمال و سعيهم المصقول في هذه الموهبة، يشكلون دليلا يهدي ويحتذى مقياسا يحدد الاتجاه وصولا للهدف المنشود من تحقيق الرسالة في القصيدة إضافة إلى التفوق الإبداعي في الأدب المقاوم.


ما يميز هذه اللوحات الفنية اهتمام الأديب الذي جاء بالشكل والمضمون معا و لم يجعل شيئا على حساب شيء، إضافة إلى مراعاة الذائقة الأدبية لدى القارئ في اعتماد الوضوح في التصوير والبلاغة، مما يجدر الإشارة إليه هو نضوج ذائقة الأدباء من خلال لوحاتهم الأدبية الفنية في التعاطي البلاغي و الأداء الفني بشكل ملفت، كما أحسب أن القصيدة موقف و هؤلاء الشعراء تكدّست مواقفهم هنا بذات بصمة أدبية وبمواقف بطولية ذكية و خطوط عريضة تؤطر لمستوى الإبداع في الكتابة الأدبية بكيفية تمكن الكاتب إن كان منصفا في مواقفه و أدائه الإبداعي و على بينة واثقة تمكنه من اتخاذ موقعه على خارطة الأدب المقاوم إضافة للحفاظ على اللغة و الهوية الأدبية و محاولة النهوض بها لتستعيد ألقها و بهاءها الذي كان ، أن صدقوا العزم على حمل رسالة صدام حسين نحو النهوض بالأمة و همومها و الأدب المقاوم.


قصائد لخّصت الكثير، فكانت أشبه بصكّ معاهدةٍ تدعونا جميعا للتوقيع عليها ، و تبنيها نهجا نتبعه في ما نكتب للحفاظ على أصالة الأدب و رقيّه.
 

 

 





الاربعاء ١١ شــوال ١٤٣٣ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أب / ٢٠١٢ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مرمر عمر القاسم نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة