يواجه حزب البعث العربي الاشتراكي تحديات مختلفة ، منها التحدي الفكري، وعندما ترصد الظواهر السلبية في الأداء الفكري من خلال النقاشات والحوارات والكتابات في مستويات الأداء الفكري التنظيمي للحزب ، تجد أن هنالك ضرورة تحديد الحاضن الذي هو المثقف أو المكتب المتخصص في أعلى قيادة مثلا مكتب الثقافة والإعلام القومي كونه من الناحية الافتراضية مسؤول عن مراقبة فكر الحزب التراثي والمنتج والنشر، والدراسة المنهجية لفكر الحزب والتأليف والتثقيف الذي يتجه داخل الحزب من جانب وكهدف نحو الشعب أو الجماهير بعيدا عن العمل بالتقليدية المتخلفة عن روح العصر من جانب أخر، كانطباق حقيقي وشريف بين غايته ووسيلته ،لذلك ولكي يحافظ على ديناميكية الاستمرار النضالي لابد من الاستمرار الفكري التزاما وكتابة وتجسيدا وكجانب من الاهتداء كبوصلة لتحديد الاتجاه الصائب ومن هنا تبرز فضيلة الاستيعاب والتطور والتجديد ، فالبعث دوما يحتاج مناضلوه إلى العقلانية الثورية التي تفهم بدقة: أن لا تغيير في المجتمع من دون حركة حزبية ، ولا حركة حزبية سليمة من دون تفكير الاستيعاب والتجديد والتطور.
وما عدا ذلك يحصل الوقوع في الخطأ لواحد من اثنين : إما بسبب خلل الجهل : وإما بسبب الغرض والتعصب ، ولهذا نرى حزب البعث العربي الاشتراكي عبر تاريخه النضالي استمر فكريا ونضاليا وتنظيميا كحركة تمتلك الديناميكية التي تستوعب وتتطور بحكم الوعي لخطورة الأمر عندما يحصل انحراف فكري أو تنصل عن موقف يجسد حقيقته كحركة فكرية ثورية، وهكذا كانت مرونة فكره ، تتمثل : في أن فكره قابل للبحث والمناقشة ويتبع مناضلوه الأحسن وفق مفهوميه الحكمة ضالة المؤمن ولا يصح التحجر والجمود لطالب الحقيقة وهادف الصواب .. وهنا ما يتوجب استمرار الدفاع عن فكر البعث مع حالة استيعاب روح العصر ومن خلال القرار والإقرار بعد حوارات داخلية فكرية تنظيمية في إطار ضرورات مؤتمراته الحزبية أو الاجتماعات التي تخصص لمثل هكذا حال والصلاحية الملتزمة في العرض والنقد البناء ووعي جدلية الفكري والسياسي من خلال رفاق الدراية والمستوى الرفيع المسئول والالتزام من خلال:: أن الحزب منظومة فكرية تنظيميه لها دستور واتجاه صائب لا تخضع قراراتها إلى الاجتهاد والمزاجية وردود الأفعال بل ترتكز إلى حسابات المقدمات والنتائج في الفكر والتنظيم والسياسة وتقدير المواقف واتخاذ القرارات وهذه هي الضمانة للوحدة الفكرية التنظيمية لما بينهما من علاقة طرديه في التفاعل لضمان سلامة حزب البعث العربي الاشتراكي.
