شبكة ذي قار
عـاجـل










ما يقرب من عشر سنوات والعراق يرزح تحت وطأة الاحتلال الامبريالي الصهيوني المجوسي ، ومنذ اليوم الاول بدأت مقاومته الباسلة ، التي وصفت كأسرع مقاومة في التاريخ ، الى جانب انها المقاومة اليتيمة التي لم تستند على جدار غير جدار شعبها ، ولم يضمها حضن غير حضن ابناء العراق الشرفاء ، الذين ابوا الا ان يدافعوا عن ثورتهم وشرفهم ووطنهم في وجه اشرار العالم ، الذين هالهم ما وصل اليه العراق من نهضة ووعي وتقدم ، و جرأة على قول الحق ، وقدرة على صناعة القرار الوطني ، والالتحام بمعارك الامة في كل مواقع التحامها مع اعدائها ، ان في فلسطين او الجولان او سيناء او على الجبهة الشرقية مع الفرس المجوس .


ليس في مقدور العراق والعراقيين الا ان يعيشوا احراراً في وطن حر ، وكل ما مر بالعراق من ويلات بسبب استهدافه من الاعداء ، نهض العراق بهمة رجاله ، وحقق النصر، وعاد مسيرة البناء ، وبنفس الاهداف الوطنية والقومية ، لاتخيفه اية قوة ، ولا تمنعه اية عوائق عن اداء مهمته ، وان كان على وعي انه مستهدف ، سواء من الشرق الفرس المجوس ، او من الغرب الكيان الصهيوني ، الذي زرعه الغرب ، ليكون اسفيناً في قلب الامة ، من اجل تعطيل حركتها وتطلعاتها نحو التقدم والحرية والوحدة .


لله درك يا عراق فانت تعض على النواجذ ولا تصرخ ، تئن وتتوجع وتصبر على المصائب ولا تعجز ، وانت من يفكر باساليب وطرق الصمود ووسائل المقاومة ، فهذا ديدنك لا تترك لعدو فرصة ان يستريح ، فتواصل المواجهة حتى وجراحك ما زالت حارة ، فلا عجب ان تكون صاحب اسرع مقاومة ، ولا عجب ان تكون لانتفاضتك طعم خاص ، ففي المقاومة طردت مرتزقة الاحتلال الامريكي ، وشوهت وجه اكبر امبراطورية في هذا العصر، وارغمتها ان تجر اذيال الخيبة ، وفي الانتفاضة ستأتي على كل حثالات الدنيا من ملالي الفرس المجوس ، وعملائهم خونة الوطن والشعب .


في ربيع العراق المجيد ستكون له نتائجه الخاصة ، لا يقبل به انصاف حلول ، ولا ان يمتطيه عاهر مجنون ، فقد ولى زمن العهر السياسي الذي مارسه العملاء والخونة ، الذين افرزتهم العملية السياسية ، التي جاء بها الامريكان ، ونفذها من كان على دباباتهم ، وارتضى ان يكون خادماً مطيعاً يعيش على فتات موائدهم من خير العراق وثروة الشعب .


في ربيع العراق العظيم لن تكون هناك الا وحدة وطنية على عكس طائفية العملاء ، ولن تكون الا شعارات عراقية استقلالية على عكس شعارت التبعية ، ولن تقبل الا بمساواة بين عموم ابناء الوطن ، لا عرقية ولا طائفية ولا حزبية ، فالعراق لكل ابناء شعبه ، وما كان التنوع في العراق الا ثروة وطنية ، تغني الشعب وتعمل على حماية الوطن ، لانها في بوتقة العراق ، ولا شيئ غير العراق من زاخو حتى ام قصر .


في الانتفاضة الشعبية وبمطالبها الاثني عشر الوطنية ، يعود العراق الى وجهه الوطني العروبي والانساني ، فما كان العراق العظيم يوماً الا وطنياً عروبياً انسانياً ، وبانتفاضته الشعبية يدوس على كل الجيف والقمامات البشرية ، ليلقي بها في حاويات التاريخ ، يواصل المسيرة ويعلي البناء ويعيد سيرته الاولى ، التي كانت له قبل الفتح وبعد الفتح ، فقد كان سفره مليئ بالامجاد ، فهو وطن الامجاد والبطولات .


لله درك يا عراق فانت تأتي في ساعة الظلمة لتنير طريق الامة ، وانت تأتي في زمن القحط لتفيض من قدرك على ابناء الامة ، وانت تأتي في زمن السقوط لترتقي لزمن العلى ، ترسم بطولات وامجاد على ارض الوطن والامة ، وفي مقاومتك وانتفاضتك قد خيبت ظن كل العملاء والخونة واسيادهم ، لانهم ظنوا ان باستطاعتهم ان يغيبوا دورك ، ويعطلوا حركتك، ويؤجلوا نهوضك ، ويكسروا سيوفك ، فها انت تشرع سيوفك في وجوههم غير عابئ بما اصابك ، لان الوطن عندك اهم من كل الجراحات ، واهم من كل المصائب والنكبات .


سر يا عراق المجد والتاريخ والبطولات ، والامة بابنائها الاحرار يتابعون فعل انتفاضتك ، كما هم على الدوام في خندق مقاومتك ، فانت سند الامة وجمجمتها ، ورمح الله في الارض، ونحن تلاميذ في صفوف بطولاتك ، نصلي في محرابك ، ونتوجه باتجاه كعبتك ، لاننا على يقين ان بوصلتك لن تخطئ هدفها ، كما ان مقاومتك ما اخطأت في توجهها ، وان انتفاضتك سوف تكون في ذات الخندق الذي انطلقت منه مقاومتك الباسلة .


حيّا الله العراق وشد من عزيمة ابنائه ، والى فجر جديد ونصر باذن الله ، على كل العملاء والخونة واسيادهم في واشنطن وتل ابيب وطهران .



dr_fraijat@yahoo.com

 

 





الثلاثاء ١٠ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة