بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

السكـــرتـــاريـــة العـــامـــة لنقـــابـــة الســـادة الاشـــراف

جمهـــوريـــة العـــراق

في ذكرى المولد الشريف ... لنتمسك بمناقب آل البيت الكرام في الدفاع عن أمة الإسلام

لقد دعا النبي إبراهيم عليه السلام ربه العلام أن يبعث في ذريته رسولا يعلمهم الكتاب والحكمة والأحكام فقال :

( رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيم )

وبشر النبي عيسى عليه السلام برسول يعقبه في السنين والأعوام ، قال الله عز وجل :

(وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ).

فكان ميلاده صلى الله عليه وسلم ميلاد رسالة وأمة وحضارة نضرت وجه التاريخ ، وبدلت الأرض غير الأرض،  فعم الإيمان ، وانتشر السلام ، وأشرق النور على البر والبحر والإنسان  ، وكان مولده صلى الله عليه وسلم في يوم الاثنين ليلة الثاني عشر من ربيع الأول عام الفيل، فكان أسعد يوم طلعت فيه الشمس.

يقول الله سبحانه وتعالى (  وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ  ) . فالحق جل وعلا  وهو العظيم يصف رسوله صلى الله عليه وسلم بصاحب الخلق العظيم . وبهذا قال العلماء لو لم تحدث معجزة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم إلا خٌلقه لكفى ان يكون معجزة اثبات نبوته ورسالته .

ويقول الله سبحانه وتعالى (  أَلَمْ يَجِدْكَ يَتِيمًا فَآَوَى ) وبهذا يقول العلماء اليتيم هنا كما تقول العرب (درة يتيمة ) اي ليس له مثيل ولا شبيه في الخلق ، وقد اختاره الله خاتم الأنبياء المرسلين واختصه لنفسه .

 سُئل  سيدنا خالد بن الوليد رضي الله عنه ( صف لنا رسول الله ) فقال ( الرسول على قُدر المرسل )، وقالت ام المؤمنين سيدتنا عائشة رضي الله عنها في وصفه ( كان خلقه القرآن ).

أيها المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها :

في كل عام وبمثل هذا اليوم تبتهج القلوب وهي تتذكر مولد خير الأنام ، نبينا محمد عليه أفضل صلاة وأزكى سلام ، الذي من الله تعالى به على المؤمنين ، قال تعالى :

( لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين ).

وفي هذه الذكرى من كل عام ، نتذكر الكمالات الإنسانية والفضائل الأخلاقية التي أكرم الله تعالى بها النبي صلى الله عليه وسلم وعلينا أن نتمثل بها لنسير على نهجه وسيرته ، فقد كان صلى الله عليه وسلم إنسانا مع الناس ، يتعاون في أمور العيش وتكاليف الحياة مع أهله وجيرانه وسائر قومه،  يواسي قرابته ويصل رحمه بأعلى درجات الاحسان ، ويحسن إلى من أساء اليه إلا في امر الدين ، ويكرم ضيفه ، ويبر أصحابه وأصدقاءه وكانت سعادته بسعادتهم ، وكان يعين على نوائب الدهر ، ويعامل غير المسلمين بالحسنى ، وكان صلى الله عليه وسلم في أحواله كلها ودودا كريما ، رؤوفا رحيما ، يصدق الحديث ، ويؤدي الأمانة ، ويعين الضعفاء.

أيها المسلمون ... يا أحفاد رسول الله :

 في هذه المناسبة المباركة يتجدد الشوق والحنين ، وتسمو مشاعر الإيمان واليقين ، بعظمة هذا النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ، فتنبض قلوب المؤمنين بحبه ، وتلهج ألسنتهم بذكره ، وتتحرك جوارحهم بإتباعه ، كيف لا ؟ وحبه كمال للإنسان ، وعلامة من علامات الإيمان ، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال النبى صلى الله عليه وسلم :

( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من والده وولده والناس أجمعين )

وكيف لا نحبه وهو شفيعنا ، وأحب إلينا من أنفسنا ، وقد ترجم صلى الله عليه وسلم حرصه على أمته بالرحمة التي بعث بها ، فكان يرحم الصغير والكبير ، والزوجة والولد ، والأقارب والجيران ، والضعفاء والمساكين ، وكانت حياته صلى الله عليه وسلم رحمة للناس جميعا ، بل رحمة للخلق أجمعين ، وقد قال عنه ربه عز وجل :

(وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ )

  لذلك تفاعلت مع محبته كل المخلوقات ، وفرحت بمولده سائر الكائنات ، حتى رق له الحيوان ولان ، وحن له واستكان ، وأحبه النبات والشجر ، فبكى الجذع وحن إليه ، وتهادى له الشجر يظلله ويسلم عليه ، فاجتهدوا عباد الله في محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم بإحياء سنته ، وإتباع هديه ، وعبروا عن صدق محبتكم له بالشوق إليه ، وكثرة الصلاة عليه ، واغرسوا في نفوس أبنائكم محبة النبي صلى الله عليه وسلم بتعظيمه وتوقيره ، والحرص على الاقتداء بأقواله وأفعاله وأخلاقه ، وطاعته في أوامره ونواهيه صلى الله عليه وسلم. اللهم وفقنا جميعا لطاعتك وطاعة رسولك محمد صلى الله عليه وسلم.

 في هذه الذكرى المباركة نذكر الشعب العراقي العظيم الأصيل .. يا أبناء جمجمة العرب ونبراس الإسلام الحنيف .   يا أحفاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يا أهل السنة والجماعة وشيعة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام. يا أحفاد الحسن والحسين والسجاد ومحمد الباقر وجعفر الصادق وموسى الكاظم عليهم السلام ، ورضي الله عنهم وأرضاهم . لقد رزقكم الله سبحانه وتعالى من نعمه الكثير ومن تلك النعم احتفالكم بمولد سيدنا محمد المحمود في السماوات والأرض وعن هذه النعمة يقول الحافظ شمس الدين بن ناصر الدين الدمشقي ،   في كتابه المسمى (مورد الصادي في مولد الهادي): "قد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب النار في مثل يوم الاثنين لإعتاقه ثويبة سرورًا بميلاد النبي "، ثم أنشد:

إذا كان هـذا كافرًا جـاء ذمـه      وتبت يـداه في الجحـيم مخـلدًا

أتى أنـه في يـوم الاثنين دائـمًا    يخفف عنه للسـرور بأحــمدا

فما الظن بالعبد الذي طول عمره بأحمد مسرورٌ ومات موحـــدًا

ومثل هذه النعمة تستوجب الشكر بالأفعال وليس بالأقوال فقط ، وخير الأفعال الجهاد في سبيل الله في الدفاع عن الدين والوطن والعرض والمال ، وكل ذلك يجري انتهاكه في العراق المحتل اليوم من قبل الحكومة التي نصبها أعداء العروبة والإسلام من صفويين وصهاينة ، فالدين يحرف وتشوه حقيقته ، والوطن محتل ويحكم بدستور كتبه اليهود ونفذه ممثل المحتل بريمر ، وأعراض النساء العراقيات تنتهك قي سجون حكومة المالكي ، وثروات العراق تسرق بالمليارات من قبل عملاء المحتل في حكومة المالكي ، لذلك حق الجهاد عليكم كما قال العلماء كفرض عين ، وهذا العمل هو أفضل الأعمال التي نقوم بها لنحتفل بهذه المناسبة المباركة لكي نكون خير خلف لخير سلف . وبهذا نؤكد بان وحدة الدين الإسلامي الحنيف بكل مذاهبه هي وحدة مصونة وراسخة ودائمة ، وان هؤلاء المحتلين من صهاينة وصفويين ومن أصبح خادما ذليلا لهم ، لا يعرفون أن المسلم يجب أن يكون سنيا وشيعيا في آن واحد ...  فيكون سنيا بمعنى الالتزام بالسنة النبوية المطهرة قولا وفعلا وتقريرا كما جاء عن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، باعتباره صلوات الله عليه القدوة الحسنة ، وباعتبار سنته الشريفة المصدر الثاني من مصادر الشريعة الإسلامية .. وان يكون المسلم شيعيا بمعنى الالتزام بالقيم العظيمة والمبادئ الكريمة والمناقب الشريفة لأل البيت الكرام سلام الله عليهم لأنهم أكثر الناس اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم ، ذلكم العظماء الذين أمرنا الله عز وجل أن نصلي عليهم في كل صلاة عند قراءة التحيات ، ونقول ( اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد ) فلا صلاة لمن لا يصلي عليهم .

هكذا أيها الأحرار من أبناء العراق نعتصم بحبل الله جميعا شيعة وسنة دون أن نتفرق بفعل مخططات العدو وعملائه وإذنابه الذي يستهدف زرع الطائفية بين أبناء العراق ، لنواجه هذا المخطط الصهيوني الصفوي الذي يمثل أحقاد اليهود والفرس على الدين الإسلامي ، والمسلمين ، وأمة الإسلام التي يمثل العراق فيها الرأس بالنسبة للجسد ، وليكن شعارنا جميعا:

( لنتمسك بمناقب آل البيت الكرام في الدفاع عن أمة الإسلام )

إلى الجهاد الشرعي الذي فرضه الله تعالى على كل مسلم ومسلمة فريضة عين دون استثناء لمقارعة العدو وإسقاط مخططاته العدوانية وحكومة الصفوي نوري المالكي الذي نصبه المحتل بالتنسيق مع حكام ايران ، وطرد كل الخونة والعملاء خارج الأرض الطيبة التي احتضن ترابها الطاهر أجساد السادة أئمة آل بيت النبي المختار عليهم السلام ، والصحابة الأخيار رضي الله عنهم ، والسادة الأولياء والصالحين رحمهم الله.

(  أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ )

صدق الله العظيم

السكـــرتـــاريـــة العـــامـــة لنقـــابـــة الســـادة الاشـــراف

جمهـــوريـــة العـــراق

١٢ ربيع الأول ١٤٣٤

٢٤ كانون الأول ٢٠١٣

نسخة إلى :

روابط السادة الأشراف في العالم الإسلامي /  نأمل أن تساهموا

روابط السادة الأشراف في الدول العربية / معنا في توسيع تداوله  

رابطة عشائر السادة الأشراف في العراق / لتوزيعه على العشائر وعوائل السادة

السيد (    ) مسؤول لجنة العلاقات الخارجية في النقابة

السيد (    ) مسؤول لجنة تدقيق الانتساب

السيد (    ) مسؤول اللجنة الإعلامية

السيد (     ) مسؤول فرع النقابة في بغداد ، ومحافظة ديالى

السيد (      ) مسؤول فرع النقابة في محافظات الفرات الأوسط

السيد (      ) مسؤول فرع النقابة في المحافظات الجنوبية

السيد (      ) مسؤول فرع النقابة في محافظة الأنبار

السيد (      ) مسؤول فرع النقابة في محافظات الحكم الذاتي

السيد (      ) مسؤول فرع النقابة في محافظات نينوى وصلاح الدين والتأميم