شبكة ذي قار
عـاجـل










إذا كان للمتظاهرين والمعتصمين في أي بلد في العالم أجر واحد، فإن للمتظاهرين والمعتصمين العراقيين أجران أو أكثر، فهم يعتصمون ويتظاهرون وسط نباح وأكاذيب وافتراءات من كل نوع، من سياسيين من أبناء العملية السياسية، ومن قنوات فضائية تدافع عن هذه العملية المرفوضة، ومن طامحين بالوصول إلى مناصب "يتكرم" بها عليهم أهل هذه العملية الخائبة .. الخ.

 

كنت استمع مساء أمس إلى برنامج يقدمه محمد الطائي على قناته الفضائية الفيحاء "الفحيح" استضاف فيه الكذاب محمد العسكري والشيخ خالد الملا رئيس ما يسمى جماعة علماء العراق ومريم الريس والنائبة عن العراقية فائزة العبيدي، وسمعت من كلام الخمسة الحاضرين ما جعلني أقهقه بعنف بحيث انتبه جيراني في الشقق المجاورة، إذ كانوا مرعوبين خائفين مصفري الوجوه، ولكنهم كانوا يحاولون الإيحاء بأنهم يتحدثون من موقع قوة واقتدار، وأن الملايين من العراقيين المتظاهرين والمعتصمين، و"إن كانت لبعضهم مطاليب مشروعة"، إلا أن هذه التظاهرات والاعتصامات تحركها مؤامرة على "الديمقراطية" التي جلبتها الدبابات الأجنبية التي غزت العراق.

 

قال العميل الفاضح خالد الملا إن المتظاهرين ضربوا الجيش في الفلوجة لأنهم معبئون بالخطب النارية التحريضية التي يلقيها الشيوخ الذين يرتقون المنصات في ساحات الاعتصام، ويقولون للمتظاهرين إن من كتب الدستور خنزير زنديق، ولم يفسح هؤلاء الخطباء المحرضون المجال للخطاب الوطني العراقي المعتدل بأن يعبر عن نفسه.

 

و"الصوت الوطني العراقي المعتدل" الذي يقصده هذا العميل الرخيص هو صوته وصوت أمثاله للدفاع عن العملية السياسية الاحتلالية، والدستور الذي يدافع عنه هو الذي كتبه الصهيوني ديفي فيلدمان، مستشار بريمر، الذي رسم لتقسيم العراق وتفكيكه.

 

ونسي هذا الإمعة أن هؤلاء الشيوخ وقفوا إلى جانب مظلمة شعبهم مدافعين عن حقوقه كما أمر الله، بينما هو سال لعابه لمتاع الدنيا ولم يتبع أمر ربه.

 

وزعم أن الشيخ عبد الملك السعدي ضايقه "الشيوخ المحرضون"عندما تحدث باعتدال، بينما زعم محمد الطائي أن المتظاهرين أحرقوا همراً للجيش، وصور الأمر وكأن جيشاً نظامياً هاجم جيش المالكي.

أما الكذاب محمد العسكري فكذب وكذب وكذب حتى صدق نفسه، وطوال حديثه أراد أن يوحي أن لديه معلومات، لم يفصح عنها طبعاً، تفيد أن مسلحين دخلوا من سوريا إلى الانبار وأن سيارات مفخخة "لديه أرقامها" دخلت لتنفيذ تفجيرات.

 

تنبيه وتحذير

 

أنا لا أستبعد أبداً أن تنفذ سلطة المالكي تفجيرات في عموم مناطق العراق التي تشهد اعتصامات وتظاهرات.. تفجيرات تستهدف المعتصمين والمتظاهرين والمواطنين، وإلا إذا كانت هذه السلطة تمتلك هذه المعلومات كلها وأرقام السيارات فلماذا لم تتخذ إجراءات، من البديهي أن تتخذها أي دولة لحماية أمن مواطنيها؟ لكن هذه لعبة باتت مكشوفة تمارسها سلطة المالكي كلما ضاق عليها الخناق .. فأي تفجير في هذه المناطق أو غيرها تتحمله هذه السلطة التي لا تتواني، لكي تبقى متسلطة على رقاب العراقيين، أن تفعل كل شيء حتى إذا اضطرت أن تقتل الشعب عن بكرة أبيه، وبطريقة "ديمقراطية".

 

وادعى هذا العسكري أن أحد أثرياء الفلوجة اشترى شاحنة مليئة بالحصى وأوقفها على الطريق السريع ليوفر للمتظاهرين حصى يقذفون به الجيش وقوات الأمن.

ووصف الجيش الجديد الذي بناه بريمر بأنه مثل ملوية سامراء يجب أن نحافظ عليه، ثم يكرر: "والله نمتلك معلومات لو تقرأونها".. موحياً مرة ومصرحاً أخرى أن القاعدة والبعثيين اخترقوا المتظاهرين.

 

وعاد العميل الصغير خالد الملا، ليقول إن ما يجري في العراق، الآن، ليس ثورة وإن المتظاهرين يحاولون تقليد ما يجري في سوريا وأن على الدولة في العراق أن تحافظ على هيبتها.

 

ورأى الملا أن حل هذه المشكلة موجود إذا رجعنا إلى عراقيتنا ووحدتنا.

أليس هذا الملا هو من أصر على تغيير اسم الخليج العربي إلى "الخليج الفارسي"، في مؤتمر عقد بكردستان؟

وأنا أقول للملا: ومن الذي أمسك بيدك وأجبرك على عدم الرجوع، أنت وأمثالك، إلى عراقيتكم، فهذا هو خندق العراق أنتم غادرتموه والتحقتكم بخندق المحتل.

 

وقررت فائزة العبيدي النائبة عن العراقية أن الحل بيد السياسيين فإذا اتفقوا تجاوزنا الأزمة.. وهذه النائبة، أيضاً، ( نايمة ورجليها بالشمس )، ولم تسمع هتاف الجماهير: "الشعب يريد إسقاط النظام".

أما مريم الريس فهي ترى أن "رئاثة الوثراء يجب أن تحقق المطاليب الدثتورية التي تتعلق بها"، ودافعت كثيراً عن "رئيث الوثراء".

 

هذه هي مطاليب أبواق العملية السياسية وعلى الشعب أن ينفذها ويعود إلى بيته لكي يظلوا يعتقلون العراقيين ويعذبونهم ويشردونهم ويقتلونهم ويشردونهم وينتهكون أعراضهم تثبيتاً لهيبة الدولة وحفاظاً على كرسي المالكي.

 

 





الثلاثاء ١٧ ربيع الاول ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / كانون الثاني / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة