في البداية لا يسعني إلا أن اعبر لك وبصدق عن شعوري الذي كان لا يوصف تجاهك قبل وبعد فوزك في الانتخابات السابقة التي أوصلتك إلى ما هو أنت عليه الآن ، شعور مصحوب بتفاؤل وسعادة يشاركني فيه الكثير من جمهورك الذين انتخبوك لتعمل من اجل العراق وشعبه ضد الاحتلالين الأمريكي والإيراني .. ولتنقذ العراق وشعبه من الدستور الطائفي الذي صنع المحاصصات الطائفية والمصالح النفعية لكل من هب ودب من الكتل والأحزاب والميليشيات السياسية .
تفاؤل وسعادة يا سيادة رئيس برلمان حكومة المالكي الصفوية لا يوصف بالرغم من أنني لا اعترف مطلقا بالعملية السياسية والسبب في ذاك أوضحه لك كي لا تنزعج من هذه العبارة كونها وليدة الديمقراطية الأمريكية الإرهابية ،والدليل على صحة قولي يا سعادة رئيس البرلمان هو ما اتضح لي وللشعب العراقي بما فعلته وجعلتنا ندرك وبيقين ثابت أنها فعلا نتاج للديمقراطية الأمريكية الإرهابية لما عانيتُ واهلك وأقربائك وأهل نينوى والشعب العراقي بصورة عامة طيلة عشر سنوات وهي تفرز حكومات وبرلمانات طائفية هزيلة من جراء التزويرات التي زورها أصحاب القرار الأمريكي ليصنعوا منها حكومات وبرلمانات فاسدة إداريا وماليا مؤمنة إيمانا كاملا بالمحاصصات الطائفية التي جعلت كتلها وأحزابها السياسية الطائفية ( تفرخ ) خلال عشر سنوات الآلاف الحرامية والذين أصبحوا في ظل الديمقراطية الأمريكية يضاهون وينافسون السناتورات أصحاب الشركات النفطية في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا .... ووالخ .. لما ( حاشوا ويحوشون ) به وطيلة وجودهم في هذه البرلمانات من الملايين والمليارات .. كل هذا يا سيد أسامة النجيفي بفضل من ؟ بفضل الديمقراطية التي آمن ويؤمن بها شخصكم وأعضاء برلمانك ومن سبقكم من البرلمانات السابقة .
مقدمتي هذه يا سيد أسامة النجيفي جعلتني أن لا أبرئك وبرلمانك الذي تترأسه كونه أتعس من البرلمانات التي سبقته مبررا السبب كي لا تنزعج مرة أخرى ، لانشغالكم دوما في اجتماعات دورية واستثنائية وربيعية وخريفية لحل النزاعات والمشاجرات والمهاترات التي تحدث دوما بين أعضاء برلمانك كل وكتلته والشاهد على ذلك هو الشعب كونه الحكم على كل ما يشاهده في برلمانك ، ثم لانشغالكم دوما وبدون تلكؤ ليلا ونهارا بوضع آليات وشروط لمقايضات سياسية فيما بينكم لاستثمار المليارات من الدولارات التي تضع باسم الشعب في أرصدتكم المفتوح حسابها ليلا ونهارا في البنوك والمصارف ( ........الخ ).. ناهيك عن ما يشاهده الشعب في أعضاء برلمانكم ومن سبقوهم وهم يتباكون بدموع التماسيح أثناء المؤتمرات الصحفية الإعلامية وهم يعبرون عن حزنهم الكاذب بمعاناة الشعب العراقي...والاهم من كل ما ذكر ولم يذكر في رسالتي هذه ولسبب وكما يقولها أبو المثل ( خليها مستورة ) هو انشغالكم اللامحدود في السفرات الخاصة والعامة والرسمية والودية والثنائية والسرية إلى إيران ومنها إلى .. والى .. والى كذا دولة .. الخ والتي أثرت تأثيرا كبيرا على توقف أو تأجيل أو نسيان أو إهمال الكثير من القرارات التي ركنت على الرفوف الديمقراطية في قاعة اجتماعات برلمانكم (الشفية) والتي أصبح مفعولها بفعل سفراتكم لا تفيد ولا تصلح للشعب كون ( الاكسباير ) الخاص بها قد انتهى مفعوله !!!! ..
هذه الأمور يا سيد ( أسامة ) وغيرها جعلتني .. أن اكتب لك وبالنيابة عن جماهيرك التي انتخبتك هذه الرسالة معبرين فيها عن غضبنا واستنكارنا الشديد بك كرئيس برلمان حكومة المالكي الصفوية لإهمالك المتعمد للشعب العراقي وبجميع قومياته وطوائفه وأقليات وأديانه ، والذي به خيبت أملنا وأحرجتنا أمام الشعب .. إهمال متعمد لأنك يا سيد أسامة النجيفي جعلت من نفسك أن تستغل منصبك الذي جئنا بك إليه وتنشغل في سفراتك الخاصة التي من جرائها تهدر الملايين من أموال الشعب في كل سفرة لتضعه في حساباتك الخاصة ، والتي بها يستطيع الشعب أن ينفذ ما يريده ويحلم به من مشاريع ومساكن و........ و...... الخ .. والاهم من كل هذا وذاك أحرجت وأخجلت جماهيرك التي انتخبتك عندما ثار الشعب العراقي في نينوى والانبار وصلاح الدين وجميع المحافظات العراقية وأنت يا سيد ( أسامة ) تعقد اجتماعا هاما لبرلمانك لغرض مناقشة النشيد الوطني الديمقراطي !!!!. ثم صمتك المعروف وأنت تتجاهل شهداء الفلوجة الذين قتلوا على أيدي قوات ميليشيات حكومة برلمانكم الطائفي !!!.
أما الفضيحة الكبرى التي سببتها والتي أثرت تأثيرا كبيرا على مشاعر ومعنويات جماهيرك هي دعواتك للأقاليم والتي بها يا سيد أسامة النجيفي أحرجتهم إحراجا كبيرا بسبب قصر نظرك وضعف وعيك السياسي تجاه وطنك وشعبك من خلال تصورك بأن الشعب العراقي بصورة عامة والجماهير التي انتخبتك بصورة خاصة جاهلة وغير مدركة ( حاشاهم ) لهكذا دعوات رخيصة .
هذا السبب جعلني وجماهيرك يا سيد أسامة النجيفي أن نسألك هذه الأسئلة :
لماذا هذا التجاهل والتلاعب بحق الشعب والوطن من خلال دعواتك للأقاليم ؟ هل تعتقد يا سيد أسامة النجيفي أن الشعب العراقي غافل عنك وعن تحركاتك السرية والعلنية وعن كل ما تصرح به وبالتحديد عندما سافرت إلى أمريكا وظهورك المفاجئ وأنت تدعو عبر إحدى الفضائيات مطالبا بالأقاليم وعلى أثرها اخذ الكثير من الذين لا يعرفون أصول السياسة أن يتحدثوا وبدون دراية ومعرفة حول مصطلح الأقاليم ؟ وهل تعلم يا رئيس برلمان حكومة المالكي الصفوية ومن معك من الذين طالبوا بإقامة الأقاليم ، واقصد بهم العديد من نواب برلمانكم وغيرهم من الذين يجهلون أو يتجاهلون ما تعني الدعوة للأقاليم والتي سرت مع دعواتهم الجاهلة المتجاهلة موجة واسعة من خلال وسائل الأعلام والتصريحات سواء كانت من هنا أو هناك واتسعت الدعوة والترويج لها وصفقت لهذه الدعوة الباطلة القوى المعادية للعراق ، ثم صفق لها الذين يكيدون للعراق ؟ .
ألا تعلم يا سيد أسامة النجيفي أن الذين تراجعوا عن دعوات الإقليم بعد حين لهم غاية في ذلك ؟.. وغايتهم إرغام الحكومة على تلبية مطاليب المحافظة الفلانية والفلانية التي هي ليست من اجل الشعب ، وإنما من اجل دعاة الإقليم الذين يريدون بها كوسيلة لاستثمار الغنيمة بحصولهم على المناصب التي ستشكل بها الأقاليم ..وأنت سيد العارفين بذلك وما سيدر عليهم من أموال تنهب من الشعب !!!
ولذلك أقول لك يا رئيس برلمان حكومة المالكي الصفوية .. إن طرحك وما يطرح من المروجين معك في مواضيع الأقاليم خطأ كبير وخطير، لأنه يخدم أعداء العراق وسيكون مبتغاهم الأول والأخير ولهدف معلوم لك ولغيرك وهو إضعاف العراق داخليا وإقليميا ودوليا بتقسيمه .. واعلم يا أسامة النجيفي أن الأقاليم حتى لو كانت وكما تقول دستورية وصحيحة ضمن دستورك المؤمن به ( دستور الاحتلال ) فهذا يطبق على بلد مستقل ومحرر ومتطور لكي لا يؤدي إلى تقسيم البلاد ..
أخيرا عليك أن لا تعين أو تساعد أعداء العراق بتبنيك لمشروع تقسيم العراق لان الذي يضع نفسه في موقع المسؤولية ويدعي بالوطنية والحرص أن يكون صادقا وأمينا على مصلحة العراق والشعب ومستقبله وان يفكر في ذلك ليلا نهارا ..بدلا من أن يفكر في تجارات المقايضات ضد الشعب من اجل الحصول على كم مليون من الدولارات التي أنت ليس بحالها وارثكم المادي معروف منذ زمن أجدادكم لما تملكون من أراض ومزارع ومصانع ووالخ تقدر بنصف محافظة نينوى !!!.. ألا يكفيكم هذا ؟ فأين تذهبون ؟ وكيف ستواجهون الناس ؟ وكيف ستواجهون العلي القدير يوم يقوم الحساب ؟ .. وصدق القائل عندما قال .. ( العين لا تشبعها إلا كفة تراب ) ..
اختم رسالتي لك .. لقد خسرت شعبك وجماهيرك التي كانت تكن لك الاحترام والتقدير والتي كانت تتمنى لك مناصب أكثر .. ولكن ابتعادك عنهم بعد أن ذقت المناصب التي جاء بها المحتل الأمريكي ودعواتك إلى تقسيم العراق وابتعادك عن مطالب الشعب العراقي منذ أن تربعت رئاسة البرلمان ولغاية اليوم أدى إلى عدم رضا شعبك وجماهيرك التي دعمتك في الانتخابات السابقة .. مما يدل على انك خسرت الشعب والعراق والتاريخ ... ولذلك أقول لك يا سيد أسامة النجيفي صحح مسارك وليكن انحيازك للشعب ، وليكن موقفك ضد الباطل والظلم واضحاً وحقيقيا ً.
