شبكة ذي قار
عـاجـل










تعد القراءة لفكر وتاريخ ونضالات حزب البعث العربي الاشتراكي ، مرتكزات  للحوار والتناظر والتأثير المستوعب  للمرحلة التاريخية التي يحياها العربي في جميع أقطاره إضافة إلى تجسيد النضال ألبعثي الحقيقي لرؤية مستقبلية  : فعندما نقرأ منهجيا محاضرة الرفيق ميشيل عفلق التي حملت العنوان( قوميتنا المتحررة أمام التفرقة الدينية والعنصرية) خلال لقاءه رحمه الله بطلبة المغرب العربي عام 1955نرى الحصانة العقائدية والسلامة الفكرية لنهج  الحزب في ماضيه وحاضرة وما نعانيه اليوم ورؤيته للمستقبل:   

 

1.     ان العمل لدى البعث يتجلى بالجدية ويقوم على النظرة العلمية الشاملة التي ترى المستقبل من خلال إيمانه بالجيل العربي في أقطار العروبة وهذا الفهم والعمل مختلفين عن الأسلوب التقليدي الذي ينتهجه الساسة  في الأقطار العربية  والذي يصف أسلوبهم بالمرتجل ( فأسلوب السياسيين الموجودين في البلاد العربية هو أسلوب مرتجل كما هو معروف لا يقوم على نظرة علمية مدروسة شاملة تعتمد في المستقبل على إمكانيات الشعب العربي وتسعى إلى تحقيق أهدافه وفق مراحل مدروسة.(

 

2.     إدراك المعطيات للواقع المعاش عبر المحطات والمراحل التاريخية في علمية الربط والتفاعل بين العلل والصراعات في  المجتمع العربي ودور الاستعمار بتضخيمها إلى جانب العصبيات العنصرية والطائفية والمذهبية. وناقدا الساسة العرب لسطحيتهم في المعالجات أولئك الذين يتماشون مع النعرات التي يغذيها المستعمر وفي لجوئهم إلى شعارات اجتماعية وسياسية سطحية تفرق ولاتجمع... ( فالسياسيون يصدرون من هذه النظرة، ولأن مصالحهم أيضا لا تسمح لهم بالعمل الطويل ولا تسمح لهم بالتجرد والنضال المستمر لذلك نراهم يرتجلون. فالعلل الموجودة في المجتمع العربي من رأسمالية وإقطاعية يضخمها الاستعمار باستمرار الى جانب عصبيات عنصرية وطائفية ومذهبية. ومعالجة السياسيين لهذه العلل معالجة مرتجلة وسطحية، تارة يكذبون على الشعب وتارة على أنفسهم ويتجاهلون هذه الأمراض ويخضعون لها الخضوع التام فنرى من السياسيين من يماشي النعرات الطائفية المذهبية، وآخرين لكي يتحاشوا الاصطدام بالفروق العنصرية يلجأون إلى الشعارات التي في عرفهم تجمع المجتمع. ففي المغرب مثلا يظن أن الإسلام يجمع الجميع لذلك لا يعود مجال للاختلاف العنصري. كما يوجد في الشرق العربي من يقول بهذا الرأي مع أنه أصبح ضعيف )

 

3.     الفكر ألبعثي فكرا محاورا والحوار ينتج حقائق وصحيح انه لم يعط أجوبة على أسئلة كونية أو  تخص مراحل غير منظورة في التحليل العلمي ولكنه  حمل سر نجاح تفكيره عندما عبر عن سمته في الاستيعاب والتطور ولذلك عندما نقرأ  بإمعان واستنتاج لهذه المحاضرة )قوميتنا المتحررة أمام التفرقة الدينية والعنصرية( نجد الوضوح المعبر عن روحية مسؤولية التفكير ألبعثي الذي يبتعد عن الثغرة  والالتباس والغموض وأسباب هذا الاعتقاد ينبع من إدراك القوانين المحركة للواقع العربي تفكير خادم لطموحات وتطلعات الشعب العربي يطرح البعث نفسه أنموذجا مصغرا للأمة العربية في الفهم الوحدوي على صعيد الفكرة وعلى صعيد التنظيم طموحا بتحقيق هذا النموذج على مستوى الشعب في استيعاب جميع مكوناته الاثنية لذلك فهو يشخص ويطرح : فهم وإدراك وواجب البعث ودور الشعب: فالبعث  أوضح موقفه من  الأكراد في احتضان الأمة وتحدث عن الالتباسات في مصر بين المسلمين والمسيح والبربر في أقطار المغرب العربي ،موضحا كيفية الاستغلال الاستعماري في تأجيج الصراعات بتوافقاتها مع الأخطاء  التي  لايدركها أو يتعمدها البعض من أنظمة وساسة في الأقطار العربية بمحاولات لإضعاف الأمة العربية .. من هنا نقرأ الوضوح والصراحة والحلول الإنسانية لروحية الفكر القومي للبعث ..فكان صريحا وواثقا من فكر البعث عندما يجابه الرفيق المؤسس بقوله (يستغلون هذه التفرقة العنصرية فيجدون أرضا خصبة بين الأكراد في العراق. أما في مصر فالمشكلة من نوع آخر، ليست هناك عناصر مختلفة وإنما مر على مصر زمن طويل وهي في ظل الحكم الأجنبي من أتراك وانجليز أضعفوا فيها هذه الصفة العربية وغذوا فيها الشعور الإقليمي وأوجدوا شيئا من الاعتزاز المصري ونبشوا الحضارة المصرية القديمة من الآثار وكادوا يوهمون المصريين بأنهم غير عرب. ولكن هذه المحاولات فشلت. والآن لم يعد يجرؤ أحد أن يطالب جديا بقومية مصرية فرعونية. وفي لبنان ينظر إلى العروبة نظرة الإسلام لأنها رافقته، لذلك فالعناصر المسيحية المتعصبة المستغلة للتفريق الطائفي تكافح الفكرة العربية بحجة ان العروبة معناها سيادة وسيطرة الإسلام كدين وتشريع وتقاليد وحضارة. فكل هذه الأفكار كانت معروفة لدينا حين بدأت حركتنا قبل خمسة عشر عاما.(( المحاضرة ألقيت عام 1955)) فنحن لم نخف منها لأننا مؤمنون بأنها أشياء مصطنعة في أكثرها تتلاشى وتذوب مع التوجيه واكتشاف الشعب تدريجيا لمصلحته في الوحدة، والوحدة مصيره، واكتشاف بطلان ما يختبئ وراء مكافحة الفكرة العربية من مصالح خاصة، من رجال الدين أو من زعماء بعض الأقليات العنصرية أو من إقطاعيين، والاستعمار وراء الجميع. فلو أردنا أن نمشي على غرار السياسيين والزعماء التقليديين في البلاد العربية كان علينا ان نكتم دعوتنا والشيء الكثير من أفكارنا ان لم يكن في كل الأقطار على الأقل في بعضها، ولكن لمعرفتنا بحقيقة شعبنا وبحقيقة هذه الإمراض ومن أين تأتي ومن يغذيها واعتبارنا لهذه الأمراض سطحية وقابلة للكشف).

 

4.     لقد تميز فكر حزب البعث العربي الاشتراكي كفكر أو من خلال فهمه وموقفه وواجبه النضالي بالوضوح والصراحة على مستوى الذات وعلى مستوى العلاقة مع الشعب مع الجماهير وحتى مع المعنيين في الاتجاهات الأخرى فلم يكن يوما ميكافيليا ولم يكن مخادعا لأنه يؤمن ان الطريق الفكري له هو السبيل إلى حيث تتفاعل أفكاره باتجاه أهدافه المرحلية والإستراتيجية لأنه يرى المستقبل ولأنه حزب جدي علمي ينمو تحت الضغط لذلك مهما اشتدت الصعاب والمعاناة والكوارث السياسية فهو حيوي وينمو ويستوعب ويقدر مواقفه وبصوت يجاهر فيه ليدمغ الباطل...(فان التصريح بعقيدتنا وفكرتنا يساعد على شفاء هذه الإمراض مثل الطبيب الذي يعتمد إرادة المريض في شفائه. فالطبيب الذي يكتم عن المريض مرضه يفقد عنصرا أساسيا في الشفاء. ومعنى ذلك انه لا يشرك المريض في عملية الشفاء في حين ان الطبيب الواعي يشارك المريض. لماذا كانت لنا هذه الثقة بفكرتنا وبأنفسنا؟ لأن فهمنا للعروبة يختلف كثيرا عن المفاهيم التقليدية. لقد اعتبرنا انتشار هذا المفهوم الجديد في أوساط الشعب يكفل تأييد الشعب له وبالتالي التغلب على الأوهام والمفاهيم البالية والاعتبارات القديمة. فهناك جملة مفاهيم للعروبة أو للقومية تخلق مشاكل ليس لها آخر فتمزق وحدة الشعب وخاصة وضع الشعب العربي في هذه المرحلة بعد قرون من التأخر، فنحن أحوج ما نكون إلى مفهوم صحيح للعروبة نقدمه للعالم وللحضارة وللتفكير الإنساني. القومية المغلقة المتعصبة أكبر خطر علينا لأنها تغذي الفروق بدلا من القضاء عليها. ولقد وجد دوما في البلاد العربية مئات من الناس كانوا يتبنون النظرة النازية حتى قبل ظهور النازية نتيجة للجهل، ووجد دوما من صوّر العروبة بأنها مقتصرة على نوع معين وعدد معين من الناس وإنها تفاخر واستعلاء على الآخرين. وطبيعي ان يُحدث هذا رد فعل، وان تشعر الأقليات العنصرية بأنها مهددة بوجودها أمام مثل هذه القومية، لذلك كان هناك رد فعل على القومية المتعصبة من الأكراد والآشوريين والأرمن ورد فعل ديني ومذهبي. إن القومية الإسلامية والدعوات الطائفية الأخرى كان مصيرها الفشل كما كان مصير القومية الطاغية المتعصبة. إذا كيف عرفنا نحن العروبة منذ البدء وكيف وجدنا لها ضمانات قوية جدا لكي لا تصطدم بأي عقبة من هذا النوع ولكي لا تتحجر، بل تكون دوما منفتحة ومتطورة وإنسانية؟ ليس تعريف العروبة وحده كافيا ولكن الشيء الأساسي في الموضوع هو أننا فسرنا قوميتنا بالاشتراكية وبفكرة الحرية. هذه هي الضمانات الحقيقية في الواقع عندما تكون القومية ملازمة للاشتراكية أو الاشتراكية ملازمة للقومية).

 

5.     فقد تميز البعث من خلال كتابات الرفيق ميشيل عفلق ومنها ماجاء بهذه المحاضرة على صوابية الفكر الاجتماعي  الاقتصادي للبعث في الطابع الإنساني  الاشتراكي كانبعاث من صميم القومية العربية في التلازم والتفاعل جدليا ، فالبعث لا يقتبس الوصفات الفكرية بل يدرك من خلال نموذجية علاقته بأمته وبالشعب العربي  المعاناة اليومية لامته فكانت لفكره مواقف من الاستغلال والسيطرة وكانت له افكاره في الحلول ذات الرؤية المستقبلية ... لذلك نرى الجانب العقلي للبعث يتجسد من خلال   فكره..(فلا يعقل مطلقا أن تكون القومية اشتراكية وفي نفس الوقت متعصبة لان الاشتراكية في فلسفتها هي محو لكل تمايز واستغلال وسيطرة من فئة لأخرى. فإذن نحن صدرنا من البدء عن فكرة وليست نظرية، إذ أنها مستمدة من صميم هذا الشعب العربي الممتد على هذه الرقعة الممتدة في الشرق والغرب، والذي تجمعه أواصر في الماضي ومصالح وأواصر روحية في الحاضر والذي يجب أن يكون له اسم. فالاسم الذي هو أقرب ما يكون الى الواقع والى الماضي والى المستقبل هو العروبة. فإذا قلنا الإسلام فسنختلط مع عالم آخر نصطدم معه بالمصالح. فالفروق القائمة في وسط مجتمعنا العربي تظهر أنها لا شيء أمام الفروق في وسط العالم الإسلامي. إذا أخذنا الأقليات العنصرية ما بين العالم العربي والإسلامي نجدها كثيرة فالدولة الدينية كانت تجربة في القرون الوسطى وتجربة انتهت بالفشل وكلفت البشرية كثيرا من الجهد ومن الدماء ومن المشاكل وحدثت تقريبا في أوقات متقاربة في البلاد الإسلامية وفي أوروبا المسيحية. في أوروبا كان هذا الحلم عند الباباوات والأباطرة الجرمان من ألف سنة. لقد حاولوا أن يجعلوا من أوروبا دولة مسيحية واحدة باسم النصرانية، وكانت من نتائجها حروب مستمرة وتورط للسلطة الدينية في مغامرات سياسية بشعة لا تليق بالدين، حتى أصبح رجال الدين في أوروبا وزعماء الكنيسة أكثر شرا وفسادا من الملوك. كذلك أباطرة الجرمان ظلوا يعيشون وراء هذا الخيال مئات السنين وكانت النتيجة فشل المحاولة لظهور القوميات منذ القرن السادس عشر. فقد تبلورت فكرة القوميات في أوروبا وقضت نهائيا على هذا الحلم. أما في الشرق الإسلامي فقد فشلت المحاولة أيضا ونتائجها معروفة كذلك، بين حروب وثورات عديدة مستمرة انفصلت على أثرها الشعوب غير العربية وشكلت كيانات مستقلة مثل إيران وتركيا).

 

6.     اتسم فكر البعث في تعامله مع الحياة ومراحلها التاريخية بعلمية وتفاعلية الأبعاد الزمانية وفي محاضرته تتجلى هذه المعادلة..(..  هو ان نفرق بين العمل الماضي المرتجل وان نعتمد على المستقبل وان نتحمل في الحاضر كثيرا من الجهود والتضحية ريثما تتوضح فكرتنا للجميع وتحقق المصير الذي اخترناه لأمتنا..لا يجوز لنا ان نضحي بفكرتنا التي نؤمن بها أمام عقبات مؤقتة.... وان نشرح، بأن العروبة التي نعمل لها تمنع الضغط الديني وسيطرة طائفة دينية على أخرى). وكذلك فكر البعث يتجسد لمكونات الأمة...( فالأكراد ظلوا مئات السنين يعيشون مع العرب ويحاربون ويستبسلون في الدفاع عن الأراضي العربية. فأفراد الشعب من الأكراد ماذا يريدون وأي شيء يطمحون إليه أكثر من ان يعيشوا حياة كريمة سعيدة، وأن يكون لهم ما للجميع وعليهم ما على الجميع باستثناء بعض الزعماء الذين لهم مصالح إقطاعية؟ أفراد الشعب هؤلاء لا يريدون أكثر مما يريده العرب أنفسهم... لا أحد يمنع الأكراد ان يتعلموا لغتهم شريطة ان يكونوا خاضعين لقوانين الدولة ولا يشكلون خطرا على الدولة، والطوائف المسيحية مثلا لا يوجد من يمنعها من ممارسة شعائرها الدينية ومن الثقافة المسيحية ضمن هذه الثقافة العربية العامة. فمفهومنا بعيد جدا عن مفهوم القومية النازية التي تؤمن بأن هناك عرقا مفضلا وله مميزات خاصة يجب أن يتطهر من كل شيء وبالتالي ان يضطهد كل من لا تتوفر له الشروط من حيث النسب والعادات المعينة... فالعروبة هي إنسانية ونحن نفهم من قوميتنا العربية بأنها الإنسانية الصحيحة وبأنها تقديس لقوميات الآخرين، فنقدس هذا الشعور عند كل شعب آخر( .(وهكذا نرى أن نظرتنا إلى الإنسانية هي النظرة العلمية لأننا نعتبر ان الإنسانية الصحيحة هي في القومية الصحيحة.(

 

7.     البعث من خلال كتابات مؤسسه وفي محاور محاضرته مدار القراءة نجده يركز على الجيل الجديد في التزامه الفكري والعقائدي النضالية الأخلاقي الثوري في التبني للفكرة وفي  التأثير وفي المسؤولية لتحمل معاناة الحاضر لأنه يبني للمستقبل...( ..الاعتماد على الجيل الجديد، ولا يجوز له ان يساوم على فكرته وعقيدته لأنه يبني للمستقبل وعليه إذن ان يبشر بهذه الفكرة: الفكرة الإنسانية الحرة الاشتراكية التي لا تبقي أي مجال للاستغلال بين عنصر وآخر وطبقة وأخرى... فعلينا أن نوضحها ونقويها لأن لهذه البلاد في شرقها وغربها اسما واحدا ولغة واحدة وقومية واحدة. أنكم ستجدون مقاومة لهذه الفكرة من قبل السياسيين، هذا منتظر ولكن هذا سيقوي فكرتكم وانتشارها وسيضغط على رجال السياسة بالذات ليراقبوا نفسهم ويبدلوا من اتجاهاتهم وارتجالاتهم .. شريطة ان يكون مفهوما لديكم حق الفهم -إن ما نفهمه بالعروبة، هو هذه الرابطة الإنسانية السمحة وهذه الفكرة الواقعية التي تضمن قيام مجتمع عادل..... نحن قلنا في تعريفنا لقوميتنا العربية بأنها ستسمح بالحرية للجميع... فالقومية المتعصبة هي أيضا من النتاج الاستعماري في بلادنا والدعوات الطائفية كذلك لتدعيم الاستعمار ).

 

8.     الاستنتاجات:- ان البعث حركة علمية تبتعد عن الارتجال وتجدد خططها من خلال المراحل المدروسة والبعث يناضل متجردا لمصلحة الشعب ووحدته لاجتياز بنجاح حاضرة بالاستفادة من تجاربه وماضيه وماضي الأمة لضمان مستقبل أجيال الأمة. العلل الموجودة في المجتمع العربي تتغذى من الاستعمار  بما يعزز الرأسمالية والإقطاعية والاستغلال والاستبداد وفي تحقيق انتعاشا للطائفية والعنصرية وما يحدث اليوم ما هو إلا  تفعيل لخدمة الاستعمار الجديد القديم. ان هناك معادلة تقود إلى الالتزام النضالي وعدم التضحية بفكرة البعث أمام عقبات مؤقتة يتوجب علينا تجسيدا بما يخدم الفكر....( ..ان نشرح، بأن العروبة التي نعمل لها تمنع الضغط الديني وسيطرة طائفة دينية على أخرى) .لكان السير المضمون أفضل تأثيرا. البعثييون مؤمنون بفكرهم لايخافون الأهوال  ويحلون الإشكاليات ويواجهون المؤامرات ( وأما الذي ضعف هو وشأنه في بنيانه السابق)  وسيتلاشى الطارئون  نتيجة بيقظة الوجدان لمصلحة وحدة الشعب سوى في القطر العربي الواحد أو في الأمة العربية نحو مصلحتهم في وحدتهم، واكتشاف دوافع الحركات والأحزاب والاتجاهات المرتبطة بعجلة المستعمر من عنصريين وطائفيين المتمثلة بالإسلام السياسي أو قومي عنصري موظف للمستعمر عمالة.

 

9.     الخاتمة : ان فكر وعقيدة حزب البعث العربي الاشتراكي تجعله يقاوم ويبرهن ويسمو في مواجهة الأفكار ألضيقه التي في مؤداها التعصب والانغلاق ، فكره يشكل قوة تاريخية، ويتجلى ذلك من خلال مواجهته للاستعمار والأعداء بمختلف صفاتهم وعمق عدوانهم ، فان ما يحدث اليوم من توظيف امبريالي خطير يعد خطرا كبيرا في إثارة الطائفية والعنصرية  قد نبه البعث علية منذ زمن ,  ماقبل مؤتمره التأسيسي عام 1947م. وان ما نعانيه  اليوم في العراق والأمة يتطلب منا جميعا الالتزام بحزبنا فكرا وسلوكا وان لانشتط نحو الذوبان بموجة السيل  غير النظيف الذي لا ينبت زرعا)وهذا يحدث بسبب ضعف البناء العقائدي ).ورفاق البعث يؤسسون لقيادة النضال لمرحلة جديدة تتبنى الفكر الأصيل الذي لم يخطئ في الإدراك والتحليل ورؤية المستقبل وان الأخطاء  بالممارسات يجب ان يقف عندها  أصحاب البصيرة بهدف الاستفادة والمعالجة  لتأسيس قاعدة الوثوب والتحرك الفاعل ببوصلة الفكر النير لهذا الحزب. فلا خوف على فكر البعث من العدو بل ذلك يزيده  توهجا ونصاعة وبياضا نظيفا لأنه حزب وطني قومي تقدمي أنساني يتعامل مع الحياة بروح وثابة مليئة بالحيوية ، وحيويته مكنته في مقاومة المحتل والاجتثاث.نرى مهمة التمكين وسط الشعب في نضاله الاجتماعي  اليومي ارتكاز  نحو خطوات أكثر وأفضل لما سبق.

 

 





الاثنين ١٣ جمادي الاولى ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / أذار / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مزهر النوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة