شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
{ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُون }
صدق الله العظيم


انتقل إلى رحمة الله تعالى الرفيق المناضل إبراهيم يوسف تركي الجبوري أبو صدام ، اثر نوبة قلبية ختمت حياته وهو واقف كالشجرة التي ضربت جذورها بأرض الرافدين ، غادر الحياة وهو في ديار الغربة. رحل صاحب الشهامة والنزاهة والشرف والنضالية ، كان من بين الصفوف المتقدمة إقداما وشجاعة في مواجهة الاحتلال المجرم البغيض وعملاءه الأوغاد ، ثابتا على أصالته ونبيلا في مقاصده البعثية الحقيقية كالوتد وكالطود الشامخ الذي لن تهزه الريح. حنينا إلى وطنه حد العشق بمستوى التعبد ، عاش بعض سنوات الاحتلال في ألغربه ولكنه: لايهدأ له بال إلا وسماع ما يهم قضيته عن الوطن عن الأهل عن الرفاق. أخي الغالي الذي رحل ،أنت غبت كواقع ولكنك معنا وفي أحاديثنا وكتابتنا عندما نتحدث عن الاخيار والاجواد ، نحن في هذه الدنيا الغادرة نؤمن تمام الإيمان وعمقه بقول الباري عزوجل {وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} (لقمان/34).

 

وعندما ننعيك يا أبو صدام فإننا نرسخ يقيننا أنها الحقيقة التي نؤمن بها وبما يدلنا لذلك حديث ما قاله عبادة بن الصامت الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه». أنت مؤمن بدينك وبوطنك وواجبك بالدفاع عنهما بشرف ووضوح لا غبار عليه . الدفاع الذي جعلته في تفكيرك وعملك إلى يوم رحيلك فنسأله ان تكون من أحباءه.

 

تغمدك الله برحمته وأسكنك الجنة. نعم نبكي وتنتابنا الحسرة، نعم انه الفراق الأبدي في الدنيا. رحلت ورفاقك يحسبون لك صولة في تحرير العراق الأشم ولكنها إرادة الله. رحلت وقد سبقك فلذة قلبك شهيدا وأخيك عضيدك شهيدا رجل درب النضال والكفاح والمواقف الصادقة والقيم والشرف، وقف قلبك ونحن لسنا بقربك كي نودعك، ( ان وعد حق ) صدق الله العظيم .. عندما نكتب عنك ولك فإننا نشعر ونؤمن ونكتب لنا أيضا ان الموت هو الردى. هو المنون. وكما قال عنه من قال شعرا:


هـو الموتُ مـا منه مَلاذٌ ومهربُ --- متى حُطَّ ذا عن نَعْشِهِ ذاك يركبُ


رحمك الله أخي أبو صدام. والى ابن الأخ امتداد والده الأصيل احمد إبراهيم الجبوري – البقاء في حياتك والله يجبر مصابك، سائلين الرحمن الرحيم ان يتغمد الفقيد الرحمة ويدخله فسيح جناته ويلهمكم والعائلة الكريمة وقبيلة الجبور في نينوى الحدباء وفي بلاد الرافدين عامة والأصدقاء الصبر والسلوان.

 

وإنا لله وإنا إليه راجعون.

 


مزهر النوري
 

 

 





الثلاثاء ١٦ شعبــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / حـزيران / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب مزهر النوري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة