شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما نبدأ دائما بالتحدث عن اي ثورة شعبية وطنية تحاول ان تغير واقع المجتمع الذي يعيش مرارة الحياة الاقتصادية ،فانه بالتاكيد ينطلق من منطلق دراسة مستفيضة لواقع ذلك المجتمع ..كان العراق الحديث ومنذ تاسيسه بحدوده المعلومة يعيش المجتمع فيه مرارة كبيرة امام نهضة وتقدم الشعوب الاخرى التي تسرق خيراته الوطنية وهذا كان مرتبطا بالاحتلال البريطاني للعراق وجاء ذلك الاحتلال بعد بوادر اكتشاف البترول بالمنطقة والذي يعتبر خزينة المجتمع لتدفع به نحو التطور والنهضة التنموية .. لكن الذي كان يحدث ان خيرات العراق والمجتمع العراق كانت تذهب كلها لصالح الدول المالكة لشركات النفط الاحتكارية وكذلك النظام الاقطاعي الذي كان يسيطر على الواقع الزراعي والاقتصادي للعراق قبل عام 1968 ...

 

من هذا المجتمع والوطن التاريخي العراق الذي نتحدث عنه، والذي يمتد تاريخة الى اكثر من 7 الالاف سنة وتحمل من الحضارة والتي علمت البشرية الحرف والقانون وغيرها ، وكان للدور السياسي دورا هاما في تاريخ العراق عبر حضارته العريقة لذلك من الطبيعي ان تظهر اجيال من هذا التاريخ في هذا العصر عصر النهضة العلمية السريع وينهض معه النظام السياسي في كل مكان من العالم ليتسابق الزمن في تطور المجتمعات ، وكان العراق من بين الدول المهمة التي سلط الضوء عليه من قبل الدول الاستعمارية ، لكن بالمقابل كان هنالك كفاح الشعوب ومنها كفاح الشعب العراقي في القرن العشرين والذي يمتد من عمق ثورة العشرين ضد الاحتلال البريطاني والتي تمتد من الجنوب الى الشمال عندما ثار الشعب بكامله ..حتى رضخ الاحتلال لتطبيق كثير من المواثيق،

 

واليوم وعندما نتحدث عن تاريخ النضالي للعراق ويمتد عبر سلسلة من النشأة السياسية ومنها حزب البعث العربي الاشتراكي التي تاسس عام 1947 ورفع شعارا مهما كان بمثايبة معركة التاريخ الحضاري للامة العربية ونقطة التقاء مع عمق الرساله الاسلامية عندما رفع شعار ( امة عربية واحدة ذات رسالة خالدة ) لم يكن هذا الشعار عبارة عن كلمات سطرها المؤسسون ،وانما فعل ومنهج تطبيقي اراد الحزب ان يصل بالامة الى تحقيق مصير التحرر الكامل بكل تفاصيل وحدتها من ضمن ذلك رفع الحدود المفترضة التي قسمها الاحتلال البريطاني والفرنسي والايطالي ومن ارتبط بهم انذاك ، فكان شعار الحزب واهدافه في ( الوحدة والحرية والاشتراكية ) بمثابة حرب بين النهضة الفكرية للمجتمع العربي ككل والمجتمع العراقي بشكل خاص وبين الدول الاستعمارية التي تسيطر على مقدرات الامة البشرية والسياسية والاقتصادية وغيرها .

 

تكاملت صور النضال منذ عام 1947 من اجل اعادة الحقوق المسلوبة من الاستعمار والرجعية ، وكان الرفاق الاوائل من مؤسسي الحزب قد رسموا الخطط السياسية لقيادة المجتمع العربي والعراقي نحو التحرير الشامل على كل الاصعدة والميادين ، رغم العثرات التي جابهت المناضلين  واعطوا كوكبة من الشهداء طوال فترة النضال حتى عام 1968 عندما اتخذت القيادات الوطنية والحزبية لتحقيق وتنفيذ برنامج الثورة الشامل ..

 

وعلى بركة الله ورغم الصعاب استطاع كوكبة من المناضلين من التخطيط والتنفيذ للثورة العظيمة التي قلبت موازين العالم في كل الاتجاهات ولم تكن الثورة سهلة المنال كما يتصورها البعض .وعلينا اليوم ان نطلق عليها تسمية عظيمة لنسميها :

 

ثورة النهضة والمقاومة والتحرير

لان برنامجها التحرري لم يكتمل بعد ، والسبب لان الثورة جابهت ليس اشخاصا اعترضوا بل جابهت قوى عظمى اجتمعت فور قيام الثورة والسيطرة على العراق وتحقيق الاستقلال السياسي للعراق بدأت معركة الاستقال الاقتصادي الذي يعتبر من اهم المعارك التي واجهتها الثورة منذ انطلاقتها ، لانها جابهت قوى عظمى كانت تسيطر على مقترات العراق الاقتصادية ، ومن اجل الكسب الوطني للمجتمع بدأت عملية تنفيذ مخططات ومنجزات الثورة على الصعيد الوطني لتدفع بالمجتمع لقبول تلك الثورة ، واستطاعت الثورة من تنفيذ منجزات سريعة واولها كان ، اطلاح سراح كافة المعتقلين والسياسيين واعادتهم الى وظائفهم ..حل المسالة الكردية ببيان الحكم الذاتي الذي كان يشكل عبئ لان الثورة ارادت ان تنتهي من بعض المشاكل الداخلية التي تم التخطيط لها بناءا على تاريخ حكم العراق السياسي وكيفية التعامل مع المشاكل الداخلية ،وتم الاعداد الى الثورة الاقتصادية الجبارة التي قلبت موازين العالم وكانت ساعة الصفر باعلان قرار تاميم النفط الخالد يوم 1-6- 1972لتعطي الاستقلال الاقتصادي الكامل للعراق وطرد الشركات الاجنبية التي كانت تنهب نفط االعراق دون حساب .

 

بدأ التحرك السياسي والدبلماسي للعراق من اجل وضع الاسس والقواعد المتينة لعجلة الثورة والنهضة التنموية للمجتمع وكانت المنجزات السريعة الواحدة تلوا الاخرى ولم يشترك في الثورة  حزبا معينا بقدر ثورة الشعب العراقي صاحب الارادة التحقيق النصر الشامل وكان حزب البعث العربي الاشتراكي والقوى الوطنية هي من تقف مع الجماهير يدأ بيد لتحقيق النصر الشامل ..وكانت المقاومة الشاملة للشعب والثورة من اجل التقدم السريع والتسابق مع الزمن لنصل الى مستوى الدول المتحضرة التي انطلقت سريعا معتمدأ على مقدرات شعوبها اولا واقتصادها ثانية،

 

وكانت اهم المنجزات العملاقة هو الاكتفاء الذاتي العلمي وعملت الثورة من اجل ايقاف المد الاجنبي لبناء الدولة من خلال الشركات الاجنبية بارسال جيش من الطلبة في كل المجالات العلمية والادبية ليعودوا لارض وطنهم متسلحين بالعلم والمعرفة ليشكلوا نقطة انطلاق بناء العراق وفق المقاييس العلمية فاخذت الكفاءات العلمية مجالها في البدء في برنامج التنمية وبناء العراق في كل المجالات ،واستطاع العراق من تحقيق طفرات نوعية في مجالات المجتمع منها ( محو الامية ) واللتي استطاع العراق ان يحصل على جائزة اليوسكو في القضاء على الامية ..وتطبيق التعليم الالزامي ومجانية التعليم حتى حصول الطالب اعلى مرتبة دراسية علمية ..النهوض بالواقع البنية التحتية للعراق بشكل كامل والواقع الصحي بالعراق بعد ان تحول الى افضل واقع صحي بمنطقة الشرق الاوسط ولم يتبتعد الثورة في المجال الصناعي بعد ان تم انشاء كثير من المصانع والمعامل العملاقة وكذلك الاهتمام بالواقع الزراعي في العراق لتحول العراق الى دولة مصدرة للنفط والمواد الصناعية والزراعية،

 

لكن ثورة المقاومة والتحرير لم تبتعد بين كواليس التامر الاستعماري على العراق من اجل تعطيل تلك الثورة والنهضة العظيمة ..ومنها خلق الفجوات الداخلية منها والخارجية منها ومحاولة اشغال العراق عن دوره القومي وبالاخص بعد اشتراكه في كل المعارك القومية المصيرية من اجل تحرير فلسطين والتي اعتبرتها القضية المركزية في منهجها ، لذلك عمل الاستعمار الاقتصادي بصرف الاموال الطائلة من اجل خلق فجوات ضد العراق ودعم اعمال التمرد الداخلي وغيرها وكان الحرب العراقية الايرانية التي بدأت عام 1980 والعراق في قمة التقدم العلمي  ، وجاءت الحرب المفروضة على العراق والتي كلفت العراق في تاخير تنفيذ البرنامج التنموي ، ولم يكن العراق يدافع عن ارضه وسيادته ضد ايران فقط بل ايران قاتلت نيابة عن كل الشركات والدول التي طردت من العراقف بعد قرار التاميم ، لتسجل في النهاية نصر الارادة العراقية للثورة نصرا عظيما على دولة فارس والدول التي تقف معها وخلف مخططاتها  ، ان هذه الصفحة هي جزء من صفحة النضال لثوار العراق ولم تقف المؤامرات المتتالية على العراق والعراق والثورة تقاوم كل اشكال محاولة احتلال العراق ، حتى لم يتبقى امام قوة وصلابة السياسة والعراقية امام الغرب الاستعماري ، ليتخذ الغرب الاستعماري قرارا باحتلال العراق واتخذته الدول النفطية التي طردت من العراق كما تسمى بااخوات السبع باحتلال العراق بعد ان اعتمدت على مجموعة من الجواسيس والعملاء وبائعي الشرف والكرامة ليتم احتلال العراق وتدمير الدولة العراقية الحديثة وتصفية الشعب العراقي والجيش من العلماء الذي اسسه العراق لخدمة العراق وشعبه وبات العراق ساحة تصفية حسابات من مجرمي العصر الحديث ،

 

لكن ثورة النهضة والمقاومة والتحرير لم تستلم واجهت الاحتلال باقوى مقاومة عرفها التاريخ الحديث بكل المقايس لانها لاتقاوم دوله بعينها وانما تقاوم مجموعة من الدول والجيوش ودون دعم من احد سوى الدعم الشعبي والوطني ، واستطاع حزب البعث العربي الاشتراكي بارادته من قيادة المقاومة العراقية الى يومنا هذا ليخرج الجيش الامريكي ومن معه مهزوما مدحورات واستطاعت المقاومة العراقية من حصر كل العملية الخيانية داخل منطقة محصورة بالجدران ..هذه هي ثورة المبادئ والقيم الوطنية ، وهؤلاء هم اصحاب المبادئ اليوم مستمرون من جل تحرير العراق وتحقيق النصر النهائي ودحر الاحتلال واعوانه وكل من جاء معه ..

ان القيم الاساسية التي قادت الثورة في صبيحة 17- تموز عام 1968 هي ذات القيم التي يقاوم بها الانسان العراقي اليوم لانه ادرك قيم الاستقلال السياسي والاقتصادي وادرك المواطن العراقي مامعنى الاحتلال والخيانة ..اليوم المواطن العراقي يشكل رقما صعبا في النضال والتحرر ان الانتفاضات والثورات التي شهدها الشارع العراقي والمرتبطة ببرنامج المقاومة العراقية الباسلة وماتشهده المحافظات العراقية من انتفاضة عارمة ضد الاحتلال والطغمة الفاسدة التي عاثت بارض العراق فسادا ..انها امتدادات لثورة 17 من تموز الخالدة ولن يقبل الجماهير بغير التحرير الكامل لارض العراق الطاهرة .

 

وما النصر الا من عند الله

الرحمة والخلود لشهداء الثورة الاوائل

الرحمة والخلود لشهداء العراق العظيم

الرحمة والخلود لشهيد الثورة الخالد الرئيس الشهيد صدام حسين ( اسكنه الله فسيح جناته )

الف الف تحية لشعب العراق العظيم

الف تحية للمقاومة العراقية الباسلة مسطرة الملاحم البطولية

الف تحية لمناضلي البعث العظيم في كل ساحات النضال والجهاد

الف تحية للرفيق المناضل عزت ابراهيم الدوري الامين العام لحزب البعث العربي الاشتراكي

الف تحية لرفاق القيادة القطرية والقومية  وفك الله اسرهم

الف تحية لرجال الجيش العراقي الباسل مسطر اروع الملاحم البطولية في سفره الخالد

 

 





الاثنين ٦ رمضــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تمــوز / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الرفيق سيروان بابان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة