شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم


بيان

 


 

يستذكر شعبنا في العراق وأمته العربية بكل فخر واعتزاز الذكرى الخامسة والأربعين لانبثاق ثورة البعث العظيم ، ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز ١٩٦٨ والتي جاءت ردا حاسما على نكسة الخامس من حزيران 1967 ..


أننا إذ نستذكر بهذه المناسبة ثورة من طراز فريد لم تأتي فقط لاعتبارات وطنية فرضها واقع العراق آنذاك ، وإنما مثلت نهوض جديد للأمة وأنعتاق نحو بناء مستقبل يتجاوز الواقع المتردي والفاسد للنظم العربية التي كانت الشريك فيما وصلت أليه الأمة من أوضاع غابت عنها المشاركة الشعبية حتى انبثقت ثورة تموز العظيمة ..


لقد مثلت ثورة تموز وعلى مدى أكثر من ثلاثة عقود ، مشروعا عربيا تعرضيا متصديا ، حتى تحول العراق إلى قاعدة للنهوض القومي العربي ، ومن هنا أدرك الغرب الاستعماري وقاعدته الصهيونية وكذلك أطرافه الحليفة من النظم العربية والإقليمية ، أن هذه الثورة تمثل البداية الحقيقية للمواجهة بين الأمة ونزوعها نحو الحرية وبين مشاريع الاستهداف التي تبنتها تلك القوى ، لذلك تحالفت قوى الشر لمناصبة ثورة تموز العداء المكشوف تارة والمخفي تارة أخرى ، لغرض تعطيل المشروع القومي العربي من خلال ضرب ثورة تموز ..


لقد نجحت ثورة تموز في تحقيق الكثير من الانجازات على مختلف الصعد ،حتى باتت تلك الانجازات محل اهتمام وتقدير العالم ، بخاصة من شعوب العالم الثالث ، فقد أرست الحل العادل والمنصف وغير المسبوق للقضية الكردية بإقرار بيان 11 آذار الذي أنهى نزيف الدم الوطني من خلال الإقرار بحق شعبنا الكردي لجهة حقوقه المشروعة في أطار الوطن الواحد ، حيث جاء هذا الانجاز الكبير ليؤكد النظرة الإنسانية التي تعاملت بها ثورة تموز مع مكونات شعب العراق ، وتنبهت الثورة ومنذ سنواتها الأولى لأهمية الأمن الغذائي الوطني فأولت القطاع الزراعي اهتمامها الاستثنائي بتنفيذ برنامج واسع النطاق شمل العراق من أقصاه إلى أقصاه لإصلاح الأراضي الزراعية وشق قنوات الري وإقامة السدود ، أثمرت نتائجه اكتفاء العراق من الكثير من المخرجات الزراعية الأساسية ، وعلى صعيد الخدمات الاجتماعية فقد أرست الثورة دعائم الأمن الاجتماعي من خلال برنامج أستهدف الشرائح الفقيرة من الشعب بالدعم المادي المباشر والمنظم وكذلك دعم المواد الغذائية الأساسية حتى انعدمت ظاهرة العوز تماما ، وعلى صعيد الخدمات الطبية ، فأن النظام الصحي في العراق وصل بفضل اهتمام الثورة إلى مصاف بعض الدول الأوربية حتى كاد العراق أن يخرج من تصنيف العالم الثالث في هذا القطاع وغيره ،و نجحت في إنهاء احتكارات الشركات النفطية الاستعمارية بعملية التأميم الرائدة ، ثم وظفت عائدات الثروة الوطنية جراء التأميم في عملية تنمية جذرية واسعة استهدفت الإنسان أولا ، حتى ملك العراق جيش من العلماء في كافة ميادين العلم ، وقبلها نجح برنامج الثورة بالقضاء على الأمية في العراق وأستحق بذلك اعتراف وتقدير المنظمات الدولية كأول بلد من بلدان العالم الثالث يقضي تماما على الأمية ، ثم طبقت برنامجا إلزاميا للتعليم المجاني وصل بمفرداته أقصى قرية في الريف العراقي ،لقد نجحت ثورة تموز في بناء قاعدة صناعية عملاقة على الصعيدين المدني والعسكري لضمان الأمن الوطني العراقي ليكون عونا وسندا للأمن القومي العربي ، حيث كان الأساس في بناء المنظومات الصناعية المدنية يقوم على فكرة التكامل الصناعي العربي ، أما على صعيد الصناعات العسكرية ، فأن العراق أستطاع وبنجاح كبير أفقد صواب أعدائه ، من أنتاج الكثير من الحلقات المهمة والحساسة في نظم التسليح الضرورية ، وهو أنجاز عربي يتحقق لأول مرة في ظل نظام وطني مما مكن من بناء جيش قوي متسلحا بعقيدة وطنية وقومية ، حيث قاتل جنود العراق في أكثر من ساحة عربية وروت دماء أبناءه تلك الساحات تأكيدا على أصالة ثورة تموز وعمقها القومي العربي .. وعلى نفس الصعيد فأن فلسفة الثورة التي تنطلق من اعتبارات قومية حدت بثورة تموز نحو تقديم الدعم السياسي والمادي والعسكري المباشر وباستمرارية وبكثافة عالية للكثير من الأقطار العربية ، ولم تخل ثورة تموز بواجباتها والتزاماتها القومية تجاه أشقائها العرب ، حيث كان العراق حاضرا و حصنا وملاذا حيث ما يكون الواجب القومي.


يا أبناء شعبنا العراقي الأبي ..
لا يمكن لأي منصف إلا الإقرار بحقيقة يؤكدها الواقع الأليم الذي يعيشه شعب العراق وكذا حال الأمة ، بأن الأوضاع المأساوية التي تعاني منها أمتنا العربية ما كان لها أن تكون بهذا الشكل المؤلم لو أن ثورة تموز ومنهجها القومي قد استكملت مسيرتها الرائدة ، إلا أن أعداء أمتنا أدركوا مبكرا أن المدخل للعبث بمقدرات الأمة واختراقها وصولا لتفتيت بنيتها القومية لا يمكن أن يكتب له النجاح بوجود ثورة تموز ومنهجها الرائد ، فتكالبت عليها كل قوى الشر لتطويقها وحصارها وأخيرا غزو العراق ، قاعدة ثورة تموز ، واحتلاله والإجهاز على ما حققته تلك الثورة من انجازات مبهرة وتسليط شراذم الأرض حكاما عليه للإبقاء على العراق خارج بيئته القومية..


يا أبناء شعبنا العراقي الأبي

أننا في جبهة الشعب ، الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية ، آذ نستذكر ثورة المنجزات العظيمة لابد لنا من استذكار القائد الشهيد الرئيس صدام حسين وكل رفاقه الأبطال الذين صنعوا ثورة تموز ، ونحيي ثوار البعث العظيم وقائد الجهاد ومسيرة التحرير المجاهد عزت إبراهيم..


لابد لنا بهذه المناسبة من كشف زيف عملاء المحتل وأداته الإيرانية ، من الذين تسلطوا على رقاب شعب العراق ونهبوا خيراته في أبشع عملية سطو مكشوفة وأعادوا العراق إلى عصور التخلف والتبعية والاستعمار بعملية سياسية طائفية مقيتة لم يجن منها الشعب إلا القتل المنظم والاجتثاث والتهجير والإقصاء لعناصره وكفاءاته الوطنية وسلموا ثروات العراق النفطية لقمة سائغة للشركات النفطية الاحتكارية الأجنبية وحلفائهم حكام إيران الحاقدين على العراق والأمة..


أن ذكرى ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز العظيمة تدعونا لتصعيد زخم رفضنا لعملية المحتل السياسية وكل ما جاء به هذا المحتل وذيله الإيراني البغيض من هياكل ومسميات هزيلة هدفها تمزيق وحدة الشعب ونهب خيرات الوطن من خلال عملائه الفاسدين المفسدين ومليشياتهم الطائفية الحاقدة وحزب الدعوة العميل وسفاح العصر نوري المالكي ..


المجد لشهداء العراق العظيم
المجد للبعث مفجر ثورة السابع عشر الثلاثين من تموز
النصر للمقاومة الوطنية الباسلة
وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم

 


الجبهة الوطنية والقومية ولإسلامية
المكتب الإعلامي
بغداد المنصورة بالله
السابع عشر من تموز ٢٠١٣

 

 

 





الاثنين ٦ رمضــان ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / تمــوز / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الجبهة الوطنية والقومية ولإسلامية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة