شبكة ذي قار
عـاجـل










هذان المصطلحان عرفناهما من خلال الإسلام وحكم القرآن الكريم فيهما وما نقله الينا التأريخ من أحداث وقصص عنهما رافقت فترة ظهور الإسلام على عهد الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وعلى عهد الراشدين الأربعة من بعده واستمرار ذلك حتى يومنا هذا بشكل أو بآخر .

 

وإذا مانظرنا الى الإسلام كثورة متكاملة إضافة الى أنه دين الله .. نرى أن النصوص والأحكام القرآنية المتعلقة بهذا الموضوع جاءت لتؤكد أنه ثورة على المجتمع الفاسد ، وكذلك كانت سيرة الرسول الكريم في تطبيقاتها تتضمن كل مفاهيم الثورة لتصحيح الأوضاع ورصد الأخطاء وكشف الخلل وتعرية الواقفين ضدها وذلك بدءاً بالحكمة والموعظة الحسنة وانتهاءاً بالحرب لضمان سلامة الرسالة السماوية وتطبيقها .

 

وحين نراجع كل ذلك ، نرى أن فئة المنافقين كانت الأخطر على تلك الثورة وتم التحذير منهم وكشف مخططاتهم من خلال آيات قرآنية عديدة . والسبب لاشك يكمن في أن فئة المشركين والكفار كانت مكشوفة تجاهر بالعداء والمقاومة والمؤامرات والحرب على عكس فئة المنافقين التي تلبس ثياب الإسلام ظاهرا وتحاول ضربه باطنا ، وهو الخطر الحقيقي .

 

لست أريد من كل ذلك ، البحث في موضوع ديني . فهو أولا ليس من إختصاصي على الرغم من وضوحه وسهولة الحديث عنه ، وثانيا لأنه معروف للجميع .

 

مادعاني الى الكتابة وتحت هذا العنوان هو مايمكن أن أطلق عليه " موضوع مقارن " بين الأمس البعيد وهو ظهور الإسلام ، وبين الحال اليوم حاضرا ومنذ تاريخ قريب يعد بالسنوات فقط .

وهنا أرى أنه يمكن إستبدال مصطلحي المنافقين والمشركين بمصطلحين أكثر حداثة وفهما وقبولا لدينا ولنقل :

 

المنافقون هم اليوم الإنتهازيون والنفعيون وأصحاب الوجوه العديدة . وأخطرهم على الإطلاق الذين يتخذون من الوطنية رداءا فيخترقوا صفوف الوطنيين الحقيقيين ليقوموا بالنسف والتخريب متى ماأرادوا أو طُُلبَ منهم ذلك . هؤلاء يعملون في الظلام كفافيش الليل .

 

والمشركون اليوم هم الذين يمثلون أعداء الوطن من الحكام الفاسدين ومعيتهم أينما وجدوا ويسعون الى فرض الأجندات الخارجية أو الداخلية المشبوهة على الوطن المحتل . وهؤلاء أمرهم مكشوف في وضح الشمس .

 

والقوى الوطنية عادة تقاتل الحكم والحكام الفاسدين والظلم الذي يحصل على أيديهم .. وهذا أمر طبيعي من أجل إنقاذ الوطن والمواطن .. ولكن حين تغفل هذه القوى عن القوى الإنتهازية التي تلعب على الحبلين أو تندس في صفوف الوطنيين وتتخابر مع العدو ، فإنها ترتكب خطأً فادحا حتى لو كان التبرير لذلك تجنب فتح جبهات عديدة أو أنها تعلم بهم فعلا وتتغاضى عنهم حاليا بسبب طبيعة المرحلة وحساسيتها .

 

قد تعلم قياداتنا الوطنية أمورا نجهلها ، ولكن يبقى لدينا الحق في طرح أفكارنا لإثراء العمل الوطني من جهة والمساهمة بأقلامنا في دعم المسيرة النضالية والقتالية التي يتبنونها من جهة ثانية .

 

وأول مايجب الإشارة اليه ، وهذا نابع من خلال تجربة عشر سنوات مرّة وصعبة على كافة المستويات ، هو أن الظهور الإعلامي المكثف بأي شكل من الأشكال ، أو الإنتماء الى لجان وهيئات وتنظيمات لاسيما لأولئك الذين يقيمون خارج الوطن ، لايعني بالضرورة أن البعض من أصحابه هم من الصفوة الوطنية النقية والمخلصة .. لأن هذا الظهور أو المشاركات هنا وهناك قد يكون عملية ممنهجة ومبرمجة ولكنها تبقى مخفية تستغفل الآخرين وتضللهم .

 

لو أردنا الرجوع الآن الى تجربة السنوات العشر في حقل العمل الوطني خارج العراق .. وهو عمل مهم وخطير لأنه يعمل في دول تكفل حرية التعبير وحرية التظاهرات وحرية تشكيل المنظمات والجمعيات لوجدنا أن هناك عشرات الأمثلة كان يمكن لها أن تؤدي دورها بشكل فاعل ومؤثر أكثر لو أن بعض ، وأقول البعض ، من أعضائها والقائمين عليها قاموا بأداء أدوارهم بما ينبغي من الشفافية الوطنية تماما كما نرى ونسمع منهم عندما نلتقيهم خارج عمل التنظيمات .

 

إذاً هناك خلل من نوع ما أدى الى أنه لم يثمر بشيئ إيجابي يمكن التعويل عليه ، ولا أظن أن سبب ذلك هو نقص الخبرة أو الثقافة السياسية عند هؤلاء ، وبالتأكيد ليس نقص الدعم المعنوي  لهم من الداخل العراقي .

 

مانتحدث عنه هنا هو أنه يجب أن تشكل الأنشطة الوطنية العراقية في الخارج وسيلة دعم دولية تتجاوز بيانات الإستنكار والشجب ، وأن يكون أصحاب هذه الأنشطة وفيهم رجال قانون ودبلوماسيين وإعلاميين عبارة عن " لوبي " عراقي يشكل سندا قويا للمناضلين العراقيين في الداخل ليس فقط لإيصال الصوت العراقي الى المنظمات الدولية بل لإستخدام الضغط من قبل شخصيات دولية لكي تكون بالنتيجة وسيلة ضغط بدورها على مايجري في داخل العراق على يد الحكومة العميلة في مجال حقوق الإنسان والممارسات اللاأخلاقية واللاقانونية والتي لم تتوقف .

 

بصراحة ، ولاأعتقد أنني أتجاوز هنا أو أظلم أحدا ، عندما أقول أنه لم يحدث شيئ إيجابي وإن بدى كذلك في ظاهره المقروء والمسموع بحيث يثمر عن عمل ونتائج إيجابية تخرج عن نطاق التوصيات أو الحدود الورقية لها .

 

فما هو السبب في كل ذلك ياترى .. ؟

 

أرجع وأقول أن هناك تخريب متعمد غير منظور ..! وكيف يكون منظورا والكل يفترض بهم أنهم يعملون تحت المظلة الوطنية العراقية ..؟

 

المشرك بمصطلح الثورة الإسلامية التي حملتها الرسالة الإسلامية السماوية .. وما يقابله في وقتنا الحاضر من حكام فاسدين وعملاء ، كانوا ولايزالوا هدفا واضحا يمكن مقارعته وقتاله وإسقاطه ولكن المنافقين كما وصفهم لنا القرآن الكريم والتاريخ الإسلامي ، أو مايقابلهم الآن من إنتهازيين ومتبرقعين بالوطنية يقولون بألسنتهم ماليس في قلوبهم هم العدو الحقيقي ، وتركهم تحت مبررات مختلفة حتى بعد أن تم كشف البعض منهم هو الكارثة بعينها على العمل الوطني .

 

رأينا شيوخ الصحوات ووقوفهم بداية مع المقاومة العراقية ، ثم إنقلابهم عليها وخيانتهم لها وكانت عمل كارثي دفعنا من أجله آلاف الشهداء .

 

ورأينا نفس الشيوخ بعد تضارب مصالحهم ( الدولارية ) مع حكومة المالكي يعتلون منصات ساحات الإعتصام ويقسمون وأصابعهم على شواربهم على تحقيق مطالب الجماهير المظلومة .

ورأيناهم أخيرا ينسلون كالأفاعي تحت جنح الظلام ليكونوا تحت جناح المالكي من جديد .. ولكل شيئ ثمن .

 

رأينا أحدهم وكان من الشخصيات الحوارية على شاشة قناة فضائية تبث من لندن ، وكان محسوبا على الخط الوطني ، يتكلم بوطنية صميمة ويشجب الطائفية ويتحدث بحكمة الشيوخ بل كانوا يطلقون عليه " شيخ " ويهاجم وينتقد حكومة العمالة في بغداد في كل مرة يظهر فيها على المشاهدين  ..

 

ورأيناه على شاشة نفس القناة يتحدث فجأة بلغة مغايرة عن المالكي وبدأ يميل حيث الريح تميل وانقطعت علاقته بالقناة وندواتها الحوارية الساخنة أو طرد منها كما يبدو ..

ثم رأيناه أخيرا رأي العين في فندق ( الرويال كاردنز ) في لندن خلال مؤتمر يتعلق بإعمار العراق يقف الى جانب العميل علي الدباغ يوقع عقود مليونية لكي يعمّر لنا العراق .. فتأملوا ..!!

 

رأينا وطنيا ذا تاريخ طويل في العمل الحزبي .. شخصية مثقفة حاملة لشهادة عليا ورتبة عسكرية رفيعة .. قدّم الكثير من العمل الوطني والدعم المعنوي لتنظيمات عراقية في بريطانيا .. كتب وحاضَرَ وحضر مؤتمرات .. ولكنه للأسف ومؤخرا كان له لقاء مع عمار الحكيم في بيروت والبقية تأتي .. وسوف تأتي قريبا .. وستعرفونه وتعرفون وتصدقون ماأقول .

 

رأينا ورأينا ولا حاجة للتوسع أكثر لتثور العواصف الهوجاء على علي الحمداني من جديد ..!

 

ولكن ألم يكن لكل ذلك وتأثيراته السابقة والقادمة من ثمن باهظ دفعته الوطنية العراقية والوطنيين العراقيين حتى أولئك الذين لايكتبون المقالات والذين يراسلونني على بريدي وأكاد أقرأ الحسرة والحشرجة في صدورهم وأكاد أرى الدموع في عيونهم . إنهم شرفاء عراقيون يريدون أن يروا عملا فاعلا وصفا وطنيا نظيفا ووطنا بدون خيانة وخائنين .

 

أما آن الأوان لتنظيف الصف الوطني وفضح المندسين وكنسهم ..؟

 

أم أننا لازلنا متمسكين بأننا لانريد أعداء جدد .. فمتى كان هؤلاء أصدقاء لكي يكونوا أعداء ..؟ إنهم أخطر الأعداء فهم المنافقون الذين أمر الله بمحاربتهم { واللهُ يَشْهَدُ إنَ المنافِقينَ لكاذبون }

فهل من شهادة بعد شهادة رب العزة جل وعلا ..؟

 

ألا هل بلغت .. اللهم فاشهد .

 

lalhamdani@rocketmail.com

 

 





الاثنين ١٢ شــوال ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / أب / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي الحمـداني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة