منذ أن سلمت قوات الاحتلال الأميركي السلطة في العراق للأحزاب الطائفية ، وشعب العراق يعاني جراء سياسات التشريد والتهجير والإبادة المنظمة والاغتيالات اليومية التي تمارسها سلطات أقرب للمافيات منها للحكومات ،اعتمدت هذا المنهج وسيلة استجابة لمنطق الثأر الأعمى لأسيادهم الفرس ، وهي رغبات طالما عبر عنها تاريخ العلاقة بين إيران والعراق منذ نشأة الدولة العراقية بصرف النظر عن شكل وتوجهات الحكم في العراق ..

أن المشهد المأساوي الذي تعيشه مدن وقصبات العراق من تعسف واستباحة للحرمات والقتل المجاني الذي طال كل بيت عراقي ، أنما هو تعبير جلي عن نوايا إيران وذيولها التابعة من متسلطين لا هم لهم سوى ابتكار المزيد من الأذى انتقاما من شعب العراق المجيد ، منطلقين في سلوكهم من نظرة سوداء أساسها تبعية عمياء لأملاءات إيرانية طالما عبرت عن نفسها بعدائها العنصري المكشوف للعرب، وهو ما يجعلها تلتقي بوعي أو بغيره مع الصهيونية في أطار الصراع العربي الصهيوني ، وبذلك فأن مافيات المنطقة الخضراء ، ومنها حكومة مجرم العصر المالكي ، أنما تتوافق مع الصهاينة في مفردات تخادم هدفها الأساس أضعاف العراق ، مجتمعا ودولة ، كونه يشكل أهم قوة عربية مؤهلة في مواجهة الكيان الصهيوني ..

لقد مثلت أخر ممارسات القمع الإجرامية شن حملة اعتقالات كثيفة استهدفت الشباب في مناطق مختلفة من العراق وخاصة في محيط بغداد وضواحي الحلة وتكريت والدور والموصل وغيرها ، رافقها حملة إعدامات بالجملة لشباب ثبتت براءتهم حسب قانون السلطة العميلة نفسها ، حيث بلغ استهتار سلطة المالكي أن أقدمت على جريمة إعدام 42 مواطنا عراقيا في نفس اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام ، وهي بذلك تثبت أنها مجرد عصابة خارجة عن أي قانون أو مسؤولية أخلاقية ..

كذلك فأن منهجية التهجير التي تمارسها عصابات المالكي تستمد صيغها من الإرث الصهيوني الذي مورس بحق شعبنا في فلسطين ، والتي شرعت الدوائر الصهيونية في ممارستها منذ مطلع ثلاثينات القرن الماضي تمهيدا لإقامة كيانهم الغاصب في الأرض العربية ، وهو نفس الهدف الذي تسعى إليه إيران وعصابات المالكي في تفكيك وإعادة تشكيل المجتمع العراقي بما يتوافق مع توجهاتها العنصرية والطائفية في أطار الهدف الخبيث الموسوم بتصدير النموذج الإيراني إلى البيئة العربية ..

أن شعبنا في العراق يدرك ، مثلما تدرك قواه الوطنية المعبرة عنه ، أبعاد مثل هذا السلوك ألأجرامي من قتل وتشريد وتهجير ، وهي قادرة على وأد هذه المخططات الخبيثة استكمالا للنصر العظيم الذي حققته على أكبر قوة عسكرية معاصرة حين أجبرت قوات الاحتلال الأميركي على الهرب في ليل بعد أن تكبدت أكبر هزيمة عسكرية واقتصادية ومعنوية عل يد رجال المقاومة الوطنية العراقية البواسل.

أن الجبهة الوطنية والقومية والإسلامية تناشد منظمات حقوق الإنسان الدولية والعربية ، وكذلك منظمة الأمم المتحدة وهيئاتها الإنسانية بضرورة التحرك السريع لوقف وأدانة هذه الجرائم باعتبارها جرائم ضد الإنسانية وهي جرائم لا تسقط بالتقادم ويطالها القانون الجنائي الدولي والإنساني ، كما تطالب الجبهة القوى والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني العربية إلى إعلان موقفها الصريح بإدانة جرائم عصابات المالكي كونها تشكل أعمال حرب وتطهير طائفي وعنصري تستهدف شعب عربي طالما وقف مع أشقاءه العرب أينما كانت المواجهة..

أن شعب العراق الذي سحق رأس الاحتلال الأميركي رغم تفوقه بالإمكانات ، قادر تماما على سحق ذيوله الصغار مهما توهم الدخلاء ، ومهما استخدموا من وسائل البطش والإرهاب والتي ستكون لاحقا مفردات إدانة في سجل ممارساتهم السوداء.
المجد لشعب العراق المجيد .

مزيدا من تصعيد العمل البطولي المقاوم .
الخزي والعار للذيول الذليلة التابعة .