شبكة ذي قار
عـاجـل










 

اولادنا احبابنا مصابيح الأمل لمستقبل أفضل وذخرا وسندا لملمات الحياة انهم قطعة من قلوبنا بهم تزهو دنيانا ذكرا خالدا ومعينا دائما وبالنظر في وجوههم تنقشع عنا كل هموم الدنيا وتنزاح عنا كل كروبها فهم نعمة الهية يهبها الله لمن يشاء من عباده فهم زينة الحياة الدنيا وبهجتها وفقدان أحدهم واقعة مؤلمة ومصيبة كبيرة لا يتحملها الا من يؤمن بالله وقدره ويشهد العراق اليوم حملة منظمة واغتيالات جماعية لشباب لا يتجاوز اعمارهم 30 عاما تقودها عصابات مجرمة لا تخاف الله ولا ترحم عباده وتجري هذه العمليات في وضح النهار وامام انظار القوات الأمنية بكافة صنوفها دون ان يحرك احدا منهم ساكنا لحماية هؤلاء الأبرياء وكيف يحرك هؤلاء ساكنا وهم على معرفة تامة بأن ما يجري بعلم كافة القيادات السياسية والأمنية بل وهم من يقود ويوجه عصابات القتل لأتمام اعمالهم الأجرامية بحق شباب هم قادة المستقبل فبعد ان دمروا البنى التحتية للبلد وسرقوا امواله وافرغوه من كفاءاته العلمية يريدون افراغه من اهم قاعدة للبناء الأجتماعي والسياسي والأقتصادي وهم فئة الشباب فأمعنوا في قتلهم دون رحمة ولمجرد قيام اي شخص بزيارة المقابر في العراق سيجد ان اغلبهم من الشباب وكم يحز بالنفس ان يجد الأب نفسه عاجزا عن حماية اولاده في ظل نظام فاسد بائس لا يرعى لله الا ولا ذمة فتلتف حياته بلباس الحزن ويكويه الم الفراق وهو مكتوف الأيدي موجوع بنار عدم القدرة على الرد وفقدان الأحبة والحقوق .

 

 

سعد حازم محمد سعيد الكبيسي شابا يافعا تربى وسط اسرة فاضلة وارتوى من نبع حنانها وطيبها وتقواها والده رجلا تربويا امضى معظم حياتهم بالتعليم لم يخالف الله يوما ما شب وشاب على طاعته مجتنبا معاصيه ربى اولاده على النقاوة والصفاء والأخلاق الحميدة والأعتماد على النفس والتوكل على الله كان ولده سعد اكثر اولاده نشاطا وحيويا متشبثا بالتواصل مع صور الحياة شاقا طريقه بصعوبه معتمدا على قدراته الذاتية قبل ان يتجاوز عمره رحمه الله 18 عاما وقد كنت ارى فيه ذلك الشاب الطموح القوي المقتدر الذي سوف يكون له مستقبلا باهرا رغم صغر سنه فهو بدأ بعمله في سن مبكره وبأمكانيات مالية بسيطة لكن اقتداره العالي جعله متمكنا للعمل بخطى ثابته ومدروسة وبأستقلالية ونضوج . لم يكن في حسبان عائلة سعد ان يوم 15 اكتوبر يوم خرج في الصباح لمتابعة عمله بعد ان ودع والده ووالدته واخوانه انه اليوم الأخير في حياته ووداعه هذا هو الوداع النهائي لهم .

 

لم يعد سعدا الى داره في ذلك اليوم وبدأ القلق يساور عائلته واعمامه وبعد ثلاثة ايام من البحث وجد سعد جثة هامدة في الطب العدلي في بغداد بعد ان سكتت انفاسه وصعدت روحه البريئة الطاهرة الى حيث الرحمة والأمان الأبدي عند خليق مقتدر دون ذنب اقترفه الا انه عراقي ومن طائفة معينه وسيلقى القتلة المجرمون نارا سعيرا فهناك لن يجدوا من يحميهم من عذاب الله .


ولسان والده يقول :
انزل يا دمع وبلل ثنايا الروح     ترى اللي راح مو هين عليه
انا الربيت واحلم بيه فد يوم      عريس وداخل بطلته البهية
حلم ظنيت مدري لو حقيقة       من أدية وتاخذه بغفلة المنية


اللهم الهم اهله وذويه الصبر والسلوان وأعنا جميعا على فقدانه انك نعم المولى ونعمه المجيب اللهم الهم والده التقي النقي القدرة على التحمل لفراقه وانزل السكينه على قلبه واجعلنا واياه ممن يرضى ويصبر على قضاء الله وقدره . .قال النبي صلى الله عليه وسلم ( اذا مات ولد الرجل يقول الله لملائكته أقبضتم ولد عبدي ؟ قالوأ: نعم فيقول أقبضتم ثمرة فؤاده ؟ فيقولون نعم .فيقول ماذا قال عبدي ؟ قالو : حمدك . فيقول الله عزوجل أبنو لعبدي بيتا في الجنة وسموه ( بيت الحمد ) . فيا لها من بشرى فالمصاب جلل والألم كبير لكن الصبر أعظم وأجل . اللهم ارحم شهداء العراق اينما كانوا ومتى كانت شهادتهم واجعل من ظلمهم واباح دمائهم في نار جهنم خالدا فيها هو ومن اعانه وسانده وحماه يا الله .

 

 





السبت ١٤ ذو الحجــة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٩ / تشرين الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شاكر عبد القهار الكبيسي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة