شبكة ذي قار
عـاجـل










الحمد لله و الصلاة و السلام على النبي الجد رسول الله وعلى اله و صحبه و من والاه


و عند إكمال لدراستنا للأحداث وما قامت به دولة الفرس ,خلال عقد من زمن احتلال العراق , والاطلاع بوجه الخصوص على تفاصيل التدخل السياسي والاقتصادي والعسكري و المجتمعي في العراق,
وتحديد البروتوكولات التي من خلال تطبيقها حكم عمائم صفيون العراق.


فأنهم ومن خلال حلفهم مع دولة الاحتلال الأمريكية والصهيونية أوهموا الكثير من شعب العراق ومن خلال ما ذكرناه في الجزء الأول من استعمال مرجعياتهم التابعة لفكرهم وعقيدتهم و مشروعهم "
عملوا على إيهام الكثير من شعب العراق بأنه هو من يحكم نفسه من خلال الشخوص و المسميات التي تدعي أنها تمثل الشعب!


والتي أدار بها عمائم صفيون المسرح السياسي خلال عقد من زمن الاحتلال.
وهم يعتمدون على تطبيق هذه الخديعة التي تضمن بقاء العراق خاضع تحت سيطرتهم ونفوذهم.
وهم يديرون كل شي من وراء الكواليس من خلال هذه الأسماء التي تدين لهم بالولاء والتبعية .
وهذا هو أهم بروتوكول اهتموا بتطبيقه وتدعيمه .


وسخروا له الكثير من الأدوات , كالأموال و فتاوى المرجعيات التابعة لهم أو المرجعيات المأجورة .
والتي رأيناها خلال كل الحملات الانتخابية, تصدر المرجعيات المئات من الفتاوى وتدفع بأتباعها لدعم مجموعة العملاء الذين يحكمون العراق منذ الغزو والى يومنا هذا.


ومن أهم شواهد ذلك ما صدر من فتاوى من قبل الفارسي الصفوي "السيستاني" بحرمة مقاطعة الانتخابات والإشارة من خلاله أو من خلال نوابه إلى تأييد أشخاص وقوائم بعينها والتي تخدم انجاز مشروع المد الصفوي في العراق .


وفي نفس الوقت لم يسمحوا باستقرار الحكم على يد أتباعهم !!
بل عمدوا إلى إشعال الفوضى بدعم إطراف أخرى داخل العملية السياسية , لضمان اختلال الأمور, والاقتتال الداخلي بين مكونات الشعب والدفع باتجاه الصراع على السلطة.
وعندها يشتد الصراع ويحتدم النزاع بين الجماعات الحاكمة والجماهير التابعة لها .


وتقع المعارك ويكثر الصدام والصراع على السلطة ووسط هذا الاضطراب تحترق هذه الحكومات وتصبح عاجزة عن النهوض لإنقاذ نفسها من عثرتها فاذا هي في قبضة أيديهم وتضطر إلى طلب العون منهم لإنقاذها من السقوط.


وهذا ما سقط به كل رجالاتهم وعملائهم في العراق الماسكين بدفة الحكم .
فعمائم صفيون اليوم يمسكون بكل دواليب الأجهزة التابعة للحكومة ويحركون محركاتها وفق إرادتهم وما يخدم مصالحهم.
ونرى عند حلول كل موعد انتخابي أو عند حدوث كل أزمة سياسية بينهم خلال العشر سنوات الماضية,
و سواءا ً في صراعهم على السلطة أو في خلافاتهم ما يسرقونه من ثروات العراق , نجدهم يتوافدون ويتهافتون للحج الى قم وطهران .


لزيارة مرجعهم الولي السفيه ليعطيهم البركة و ليعطيهم تعاليمه و يحل النزاعات بينهم , على اعتباره ولي نعمتهم لأنه من جاء بهم إلى سدة الحكم وهو صاحب المقام على اعتباره الرأس المعلن لهذا المشروع اليوم.
ويمد سلطته بطرف حبل خفي إلى هؤلاء العملاء ليتعلقوا به طوعا أو كرها.


ومن البروتوكولات المهمة التي حكم بها عمائم صفيون العراق , وعملوا جاهدين لتنفيذها :
هو العمل على إنهاء المنهاج و المستوى الثقافي والعلمي و الفكري في العراق و نفذوه كذلك في الدول والمناطق التي دخلوا إليها في كل من لبنان و البحرين ومناطق نفوذهم في الحجاز وسوريا .
من خلال مد أذرعهم و السيطرة على الموسسات العلمية والثقافية و الأكاديمية ,
وتحطيمها وتحطيم هياكلها من خلال سيطرة أتباعهم عليها والعمل على تصفية كل الشخصيات التي لها القدرة على النهوض والتطوير أو تتمتع بمستوى علمي وثقافي عالي.
وإبعاد هذه الشخصيات عن دوائر صنع القرارات أو وضع الخطط و المناهج التي من شأنها أن تطور المجتمع او تنهض بشبابه,
ومن خلال طردهم او تغييبهم في السجون باسم الاجتثاث والإرهاب وغيرها أو تصفيتهم جسديا , من خلال المليشيات التي حكمت بها العراق .
وكلنا نعلم أن عدد العلماء و الأكاديميين والباحثين الذين تم تصفيتهم في العراق منذ الاحتلال والى يومنا هذا قد تجاوز الآلاف.
ودفعت هذه التصفيات إلى هروب الآلاف من العلماء و الأكاديميين والباحثين الى خارج العراق خوفا على حياتهم من التصفية .


ونجحت إستراتيجية عمائم صفيون هذه إلى تفريغ العراق من الكفاءات, ولم يبقى منهم الا قلة قليلة مغيبة ليس لها دور حقيقي في اي مؤسسة علمية .
وتنصيب الشخصيات الجاهلة و الفارغة فكريا والساقطة اجتماعيا وخلقيا, ليحتلوا اعلى المناصب في هذه المؤسسات,
وبث الفساد الاداري و الاخلاقي في هذه المؤسسات لضمان سقوطها نهائيا ,
وقد وصل بهم الحال الى ان اصبح سعر منصب العميد في الكلية يباع ب 70 الف دولار ,
وهذا هو السعر الذي تم به بيع منصب عميد كلية تابعة للجامعة المستنصرية قبل ايام من قبل الصفوي الايراني الاصل على الاديب الذي يتزعم ارفع منصب علمي في العراق كوزير للتعليم مع العلم ان هذا المعتوه لا يمتلك شهادة جامعية اصلا ؟؟!!


ولا يستحق هذا المعتوه ان يكون موظف او حارس على باب هذه الوزارة , والتي أخرجت من جنباتها فطاحلة العلماء على مستوى العالم و المنطقة , من علماء العراق والذين يقف كل علماء العالم إجلالا واحتراما لهم.
ونرى اليوم نتائج تطبيق هذا البروتوكول و الإستراتيجية التي استخدمها عمائم صفيون الشيطانية في العراق ,


وكيف ساد الجهل و التخلف في العراق وكيف ضربت الأمية أركان المجتمع العراقي نتيجة سياسات مجموعة المتخلفين والجهلة الذين يقودون المؤسسات العلمية و التربوية من وزارات وجامعات ومديريات التعليم في كل مراحله في العراق.


و ثبتت تقارير الأمم المتحدة اليوم ومنظمة اليونسكو أن نسبة الأمية في العراق اليوم وبعد عشرة سنوات من تطبيق الديمقراطية الأمريكية الصفوية وصلت إلى 54 % من الشعب العراقي.
مع العلم إن منظمة اليونسكو هي نفسها من وثق وبتقاريرها المقدمة إلى الأمم المتحدة وصنفت العراق عام 1999 بأنه " بلد خالي من الأمية"
وهذا هو ما يصب في صميم المصلحة التي دفعت عمائم صفيون إلى تنفيذ هذا المخطط والبروتوكول والذي يقضي بانحلال الشعب وسقوطه في غياهب الجهل والتخلف ,
لان الشعوب المسلحة بنور العلم والثقافة و الفكر من غير الممكن تركيعها أو اقتيادها أو استعبادها.


ومن البروتوكولات التي حكم بها عمائم صفيون العراق ,
هو العمل على الهيمنة بصورة كاملة على التجارة والصناعة وبصورة خاصة على البترول و السياحة الدينية وسوق المال والبورصة من خلال صبيانهم وعملائهم.
وعمدوا على إنهاء الصناعة في العراق , لضمان تبعية الأسواق العراقية لمنتجات الصناعات الإيرانية , من خلال العقود المفروضة على العراق والي يقوم عملائهم بتوقيعها باسم الشعب العراقي,
لضمان هروبهم من وطأت الحصار الاقتصادي المفروض عليهم ولضمان تحقيق السيادة المطلقة على السوق العراقي .
والذي يشكل بعدد سكانه ثقل استراتيجي في القدرة الاستهلاكية ,
وما يدفع على إنجاح سياستهم تلك هو الانهيار الكامل للصناعة الوطنية العراقية وغيابها بشكل كامل.
بعدما قاموا من خلال مليشياتهم وعملائهم بسرقة وتفكيك كل المصانع العراقية العملاقة أبان الحرب و الغزو وتهريبها الى إيران.
وبذلك ضمنوا السيطرة المطلقة على الاقتصاد العراقي ووجهوه وسخروه لخدمة مشروعهم لإتباع العراق وشعبه وكيانه إلى سيادة الولي السفيه وعمائم صفيون الشيطانية في طهران.


ومن البروتوكولات التي حكم بها عمائم صفيون العراق ,
هو العمل على تسخير و استخدام العراق ووجوده وقراره السياسي والسيادي كأداة بيدهم للرد على أية دولة تجرؤ على اعتراض أو الوقوف في طريقهم أو طريق مشروعهم في المنطقة,
فأصبح العراق اليوم ومواقفه السياسية هو صدى للموقف السياسي لعمائم صفيون في طهران .


فالقرار السياسي والسيادي العراقي اليوم ليس له علاقة بمصلحة الشعب العراقي ولا يمت له بأي صلة ,
فالأولوية اليوم للقرار السياسي في العراق و الدافع لأي قرار يصدر من حفنة العملاء في المنطقة الخضراء هو المصلحة القومية للمشروع القادم من إيران على اعتباره المشروع الحقيقي لهم والذي تهون في سبيله أي مصلحة أخرى.


وما نراه اليوم وبشكل واضح من تبعية مطلقة للقرار الإيراني في الموقف العراقي على كل المحافل الدولية .


وما يحدث في المسالة السورية خير دليل على ذلك, فقد سخرت حكومة ولاية السفية كل امكانيات الدولة العراقية لخدمة موقفها ومشروعها في سوريا .


من إرسال الأموال العراقية و إرسال المتطوعين العراقيين للحرب في سوريا إلى الدفع بأتباعها من عملاء المنطقة الخضراء باتجاه الدول الغربية لتسويق المبادرات السياسية باسم العراق لضمان بقاء نبض حياة لمشروعها الصفوي في سوريا, وهي تدير الدفة من وراء الكواليس.


يتبع ان شاء الله

 

 





السبت ٢١ ذو الحجــة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٦ / تشرين الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب المهندس ياسين آل قوام الدين الكليدار الرضوي الحسيني السامرائي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة