شبكة ذي قار
عـاجـل










الكلام في الديمقراطية والحرية والعدالة وحق الانسان ، هي مستلزمات تشكل روح المجتمع وعليها وبها يقاس مستوى نموه تصاعديا او نزولا ، نجاحا او فشلا . كانت الدولة الاسلامية في قمة النمو والنجاح لانها جسدت هذه الركائز المتينة . كي يرتكز عليها البناء الاجتماعي والاقتصادي والثقافي وحتى الدفاعي . وعملوا ب ( وامرهم شورى بينهم ) وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه واله وصحبه وسلم تجسدت هذه الاية الى فعل . ولما ولي ابو بكر الصديق امر المسلمين ، خطب فيهم قائلا ( اني قد وليت عليكم ولست بخير، فان احسنت فاعينوني وان اخطأت فقوموني --- الكذب خيانة ،والصدق امانة ، والقوي فيكم ضعيف عندي حتى اخذ الحق منه والضعيف فيكم قوي عندي حتى اخذ الحق له –الى اخر الخطبة ) هذا الكلام قمة الديمقراطية .

 

حيث انه يأخذ ما له ويعطي ما عليه فيما يخص الرعية ( كلكم راع وكل مسؤول عن رعيته ) فيما يتعلق بالولاة والامراء واولهم الخليفة رضي الله عنه . ثم جاء دور الخليفة عمر العادل حيث قال وهو يخاطب المسلمين ( من راى منكم في اعوجاج فليقومه ، فقام رجل وقال لو راينا فيك اعوجاجا لقومناه بسيوفناهذه وهز سيفه ، وكذلك قولته الشهيرة ( متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم امهاتهم احرارا ) ثم ولي بعده عثمان بن عفان وكلنا يعرف مواقفه ابتداء بتوزيع قافلة محملة بالبضائع على فقراء المسلمين حيث جاءه التجار واعطوه ربحا تجاوز 4 %فرد عليهم ان هناك من اعطاني عشرة بالمئة فتعجبوا لقوله وكان يقصد قول الله عز وجل ( من جاء بالحسنه فله عشر امثالها ) وشراء البئر التي كان يحتكرها اليهودي على المسلمين فاشترى نصفها ثم اشترى النصف الثاني لتكون للمسلمين وحدهم ، وتموينه معركة مؤته بكل ما تحتاجه من مؤن و تجهيزات كاملة وكان ذلك قبل خلافته وهناك الكثير وبعده الامام علي عليه السلام وهو معروف في القضاء والعدل والامانه والتساوي في الحقوق والواجبات بين المسلمين ، ففي قوله ( الناس من جهة التمثال أكفاء ابوهم ادم والام حواء ) لا فرق بين اسود وابيض انما الفرق في الايمان والعطاء ( لافرق بين عربي وعجمي الا بالتقوى ) من اجل الاخرين والجهاد في سبيل الله واعلاء شانه حيث قال ( وقيمة المرء ما قد كان يحسنه ) فحدد المقياس للانسان وهي القيم والعلم وكل مفردات العطاء الايجابي وليس الحسب او النسب ولا بين فقير واخر ثري او اي شكل من اشكال الولائات وخذ مثلا عندما طلب منه اخوه عقيل مبلغ من المال ان يعطيه من بيت مال المسلمين قال له قرب يدك وكان اعمى ، فوضع في يده جمرة ولما لسعته صرخ ، فساله مابك قال سالتك مالا فكويت يدي .

 

فرد الامام هذه نار الدنيا وانت تريد ان تحرقني بنار الاخره . تصور مستوى العدالة وعمق الايمان . وناخذ مثلا اخر هو ان علي بن الحسين عليهما السلام كان يذهب ليلا الى بيوت الفقراء ويضع ما يحتاجونه في الابواب دون ان يعلموا من هذا الذي تفقدهم ليلا وبقي الامر سرا الى ان توفي علي بن الحسين ( زين العابدين ) فلم يجد الناس ما كانوا يجدوه عندها عرفوا ان الذي يبر الفقراء هو علي بن الحسين ع . هذا نزر من بعض الامثلة على شفافية الصحابة وكيفية تعاملهم مع الرعية ، حيث كانت الديمقراطية حقيقة مجسدة في اعمالهم وسلوكهم ونزاهتهم والتصرف العادل مع وبين كل الرعية .. الان يتشدق الساسة بالديمقراطية وحقوق الانسان والعدالة الاجتماعية ، فبدل الديمقراطية ، كتم الافواه ومنع الناس من التعبير للمطالبة بحقوقهم حيث امتلأت السجون بهم واستشهد الكثير بالتعذيب واغتصبت النساء داخل السجون اللا شرعية اما حماية المال العام كما كان يعمل الصحابة الكرام ، يقابله النهب والسرقة والرشاوى والفساد المستشري في كل مرافق الحياة وما يتعلق بالعدالة الاجتماعية ، حيث تحل الطائقية والتحزبات والسعي لتقسيم البلاد والاحتراب الاهلي من خلال زيادة الفرقة بين ابناء البلد تحت عناوين طائفية . سنة وشيعة ومسيح واكراد ومذاهب وقوميات اخرى .. اما ما يتعلق بحقوق المواطن من عمل ودراسة وامن وصحة وغيرها فيقابلها البطالة والتهجير والتمييز وضعف التعليم وفقدان الخدمات وانهيار البنية التحتية كالصناعة والزراعة والعمران وتفشي الامية بعد ان كان العراق قد تخلص من اخر امي نهاية الثمانينات من خلال الحملة الكبرى لمحو الامية في السبعينات اما مسالة اليتامى والارامل وما يعانون من فاقة وحرمان فحدث ولا حرج .

 

هذه الديمقراطية المستوردة او قل هدية اميركا لعملائها ، كي يبنوا عراق جديد / يأخذ الاولويات بالامية والفقر والمرض الذي انتشر بشكل رهيب ونسب عالية جدا كالسرطان في البصرة والفلوجة وغيرهما من محافظات العراق ورغم كل هذا يعبئوا بعض الحثالات ليخرجوا في الاعظمية وغيرها مستفزين مشاعر المسلمين بالسب على صحابة رسول الله ونسائه . والسؤال كيف يسمح هؤلاء لانفسهم بان يسيئوا الى حرم الرسول وصحبه وهم يتشدقون ليل – نهار باسم الاسلام .

 

والله ثم والله ان الشيعة العرب لبريئون مما يفعل هؤلاء المأجورين والعملاء وعلى المسلمين بكل مذاهبهم ان يكونوا صفا واحدا ضد هؤلاء المتفرسين واصخاب مشروع التقسيم ومروجي الطائفية لان العراق لهم جميعا وهو حصنهم المنيع فان ضاع ضاعوا..

 

تحية لكل شرفاء ومناضلي العراق ورحمة من الله على شهدائه والنصر مع المؤمنين والداعين الى الخير والوحدة ...

 

 

 





الخميس ٢٦ ذو الحجــة ١٤٣٤ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٣١ / تشرين الاول / ٢٠١٣ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو سرحان الزيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة