تعتبر محافظة اﻻنبار مستودعا للقيم الفاضلة ، وأهلها يحتفظون بالنقاء الفطري .. فهم على الفطرة والفطرة هي الجوهر اﻻصيل للانسان ، وهي المعنى الحقيقي للدين الإسلامي .. لذلك نجد ان كل القيم الجميلة متعمقة في مجتمع اﻻنبار.. فهم لا يتعلمونها تعليما وﻻ يتكلفونها تكلفا إنما هي طبعهم وسجيتهم .. وتركيبة الشخصية العربية اﻻصيلة هي اﻻقرب إلى الشخصية البدوية التي يصنفها علماء اﻻجتماع تحت مسمى (شخصية الفروسية) وهي الشخصية التي تقوم تركيبتها على الشجاعة والكرم والنخوة والفخر وحب المآثر وحسن الضيافة.

والشجاعة والكرم صفتان متلازمتان .. وهاتان الصفتان هما من أهم ملامح الشخصية اﻻنبارية فشجاعة وكرم أهلها ﻻ يحتاجان إلى شواهد ﻻنهما حياة وممارسات يومية وواقع معاش . ولعل مدينة (الفلوجة) وأهلها أبرز مثال على البطولة والشجاعة النادرة التي مرغت انوف اﻻمريكان بالوحل وكسرت شوكتهم في المعارك التي جرت أنهم أسود الرافدين في ساحات المواجهة ثائرون على الظلم والاستبداد شجعان اصلاء مدافعون عن الشرف والكرامة ، وكرمهم الفياض حتى بالمهج واﻻرواح واﻻموال واﻻبناء وينطبق عليهم قول الشاعر :

يجود بالنفس إن ضَنَّ البخيل بها      والجود بالنفس أقصى غاية الجود

أيها اﻻنباريون المدافعون عن الشرف والكرامة لله دركم يا أبطال ، والنصر حليفكم بعون الله ، دخلتم التاريخ من أوسع أبوابه ، هنيئاً لكم البطولة وهنيئاً لكم الشهادة وهنيئاً لكم النصر بأذن الله .

أما الكرم فهو الصفة التي خص الله بها أحبابه ومنهم أهل اﻻنبار حتى صارت صفة تميزهم عن بقية أهل المحافظات الأخرى ، فالتكافل واطعام الطعام وتربية اﻻيتام وأكرام الضيف والجار صفات أصيلة من صفات أهل اﻻنبار وظهرت هذه الصفات في أروع تجلياتها في مضايف الفلوجة الثائرة .

فاﻻنباري حينما يبني بيتاً مهما صغر يبني بالقرب منه الديوان فالضيف شريك اصيل في المنزل والمال فهم آسياد مآثر الكرم والجود وحسن الخلق والرفق والمحبة والشجاعة صفات أهل اﻻنبار . وشاهدنا على صفاتهم موقفهم النبيل تجاه الضباط والمراتب من جيش المالكي الذين سلموا اسلحتهم ورفضوا القتال ، فأصبحوا ضيوفا على اهل اﻻنبار ، احترموا إنسانيتهم واحسنوا ضيافتهم وهذا ليس غريباً عليهم ﻻنهم يعرفون أن الكثير منهم غير مؤمن بمقاتلة أبناء جلدته واﻻنباريون تعاملوا معهم تعامل اخوي .

اللهم انصر إخواننا في اﻻنبار وكل المحافظات المنتفضة .