شبكة ذي قار
عـاجـل










سنوات من عمر الاحتلال وعملاءه مضت بكل الألم والجراح ، والأنين والنواح ، لم يجد فيها المواطن العراقي منتهك السيادة والكرامة غير صنوف المهانة والإذلال ،وسوء المعاملة والاحتقار تحت شتى الأعذار، وحركة لا تشبهها حركة نحو تدجين روح النصر والمواطنة الحق والكرامة عند العراقيين ،شارك بها كل الخانعين لاملاءات المحتل وخدمته تنفيذها بصرف النظر عن ادعاءات كل منهم لهذا الخنوع وبطولات لم يلمسها أي مواطن ، أو هكذا الاندفاع للإرادات الخارجية والتي ما هي إلا إرادات حقد وسوء مفضوحة النوايا والغايات على العراق وأهل العراق ، ومرادفا لذلك تصدعت رؤوسنا بتنظير أوله معلوم وآخره مجهول عن وطنية كل من هذه الإمعات ، وقدرتها الفائقة في انتزاع حقوق الوطن من بين مخالب المحتل ومن أناب عنه في إدارة الدولة لصالحه ، وايجابية خطوته في مد اليد للمحتل نحو الوطن والمواطن ، طبعا من دون أن يكلفه احد بهذا الفعل العار الذي أقدم عليه والذي راح إليه متبرعا لوجه الله لإنقاذ الوطن ، وان تصدعت رؤوسنا بحجم خلافاتهم وتفاهاتهم مع الإقرار العام لدى كل أبناء الوطن من أن هؤلاء لا يمكن لهم أن يكونوا إلا أدوات تنفيذ لما يأمر به المحتل وخدمته، وأفرزت الخلافات بينهم ما أراد المحتل من إفرازه تنفيذا لمنهجه في إنهاك الوطن وتدميره ،ورغم تلبد الأجواء بينهم ( أو هكذا عرضت إعلاميا ) ،

 

غير أن هناك ثوابت وقواسم مشتركة لم يفت بعضدها كل هذه الخلافات أو الادعاء بالخلاف ، فلم يختلفوا جميعا وبلا استثناء عن خنوعهم المذل للمحتل ، ولم يختلف هؤلاء وبلا استثناء عن جني المكاسب بأية طريقة كانت استغلالا للمواقع التي يشغلون ، ولم يختلف أي منهم عن غلق الطريق عن أي إرهاصات تغيير في المشهد الذي بناه لهم المحتل وأذعنوا في ولائهم وله طائعين رغم حجم الخسائر على مستوى الكرامة والوطنية والإنسانية ، ولم يختلف هؤلاء في أسس إدامة الاحتلال وتنفيذ طلبات المحتل وما كلفوا به من واجبات ، وها هي ثورة الشعب والوطن جاءت لفضح عمالتهم ورخص أثمانهم ولتؤكد بما لا يقبل الشك مستوى تفريطهم بالوطن ضمانا لمصالحهم وليس غيرها ، وها هو اليوم الذي جاءت فيه ثورة الشعب لفضحهم وتجريدهم من أي برقع غطوا به أفعالهم المشينة خدمة للمحتل وأهدافه في العراق ، لعام مضى تنادت الفعاليات الشعبية للمطالبة سلميا بحقوق الوطن والشعب ، وشاهدنا كيف تراقص المرجفون لكسب ود ساحات الاعتصام ، ولم يبذلوا أي جهد وفقا لمسؤولياتهم التي حددها لهم دستور الاحتلال ،عدا عملهم المستدام في ركب موجة الاحتجاجات الجماهيرية لضمان انتخابهم لدورة جديدة ليس إلا ، وحين جد الجد وتحركت قوات المالكي وبضوء اخضر أمريكي لفض الاعتصام ، حين استعانت بالقوة العسكرية المفرطة لحسم ذلك ، لم نجد من هذه الإمعات إلا الانزواء والاختباء خلف أهداف المالكي لأنها أهدافهم جميعا ، طالما أن المحتل الأمريكي وإدارته هو من يقف وراءها والشواهد عليه كثير . فيا أهلنا ، احرار شعبنا وشرفاءه ، هي معركة الوطنية أمام التبعية والذل والخنوع للمحتل ، لا يخدعنكم مخادع بأنها معركة بين أبناء الشعب ، هي معركة التحرر من العبودية ، وهي من جانب العدو معركة العبودية في طريقة لملمة فضائحها والعمل على إقناع من دانت له نفسه للرغبات الشريرة مقابل سحت مال على حساب الشعب والوطن كي يواصل سيره خدمة للمحتل على حساب كل الثوابت الوطنية والقومية وقبلها الشرعية ،فهل لها أنتم مذعنون، يا أبناء شهبنا الغيور الجسور ،هي معركة حرية العراق ، ضد من اغتالوا حريته وكرامته وعملوا تفتيتا وتجزئة له كي يحيى الكيان الصهيوني بأمان ، وكي تتسيد ايران المنطقة ولتقاسم بني صهيون الاثمان، هي معركة الأحرار العراقيين من اجل انجاز ما كلفوا به شرعا ،لنتخطى ضيق الأفق في نظرتنا لما نحن فيه ، ولننتصر للعظيم العزيز العراق ،الذي ما أتته الشرور والخطوب إلا لأنه الناصر والمنتصر لأهداف الأمة في انتزاع إرادتها ودورها الحضاري الذي تقدمت به وفق مسؤوليات الشرع واحترام الإنسان لأخيه الإنسان ، لننتصر للعظيم العزيز العراق ناصر المظلومين ورافع رايات الحق والإيمان ة في خضم بحر متلاطم من الظلم والفسق والفجور .

 

الله اكبر حي على الجهاد ، الله اكبر حي على الجهاد .

 

 





الاربعاء ٧ ربيع الاول ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / كانون الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عنه / غفران نجيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة