شبكة ذي قار
عـاجـل










1 ــ انطلاق مقاومة العراق للإحتلال بالتوازي ويوم حصوله مسفهة رؤية الكل ان كان من ذوي الفكر أو الفعل السياسي و الإعلامي ؛ سواء من كان منخرطا باعجاب في لعبة الصدمة و الترويع ، أو من أحني رأسه ان كان فردا ، أو قوة دولية ،أو دولة من دول المحيط ، و تمكنت بفعلها الإرادي رغم الحصار من جعل الأمركان يغرقون في مستنقع احتلالهم للعراق ،و يلعقونها كإستراتيجية لقرنهم الذي بشر به مفكريهم و دعاتهم بكل مذلة الهزيمة المعنوية ان كان سياسيا أو أخلاقيا و واقعا علقما بما أشرته من أزمة ان كانت اقتصاديا واقعها لازال فاعلا ، أو عسكريا بما أصبح يعبر عنه ــ المثال العراقي ــ لتنكفئ معولة علي لعبة المخابرات ــ صناعات الذكاء البشري ــ الذي تؤشره حجم الموازنة التي نمت من 2 مليار دولار سنة 2003 الي أكثر من 5 مليار دولار سنة 2005 الي 10 مليار دولار سنة 2012 و انتشار فعلها من 75 دولة بصيغة أدوات رشوة أو تفجير الأزمات الي 138 دولة لذات الفترة ...بما أشر انتقال الفعل من الصدمة و الترويع ( القتل المباشرللشعوب ) الي ما سمي تسرب مرن ( قتل الشعوب نفسها بنفسها ) دون التخلي عن الطموح الذي من خلاله استهدف العراق بالإحتلال و العمل علي اجتثاثه ان كان بصيغة شعب معلن الهوية أو كمجال جغرافي هو جزء من جغراسياسية لوطن يمتلك من عوامل التوحيد الحقيقية بما يجعل عوامل الإنقسام و التشظي غير مرئية لا بل حتي وهمية وليست ذات قيمة معنوية اسمه الوطن العربي ... افراغ المقاومة العراقية استراتيجية الصدمة و الترويع من زخمها المعنوي و انتقالها الي استراتيجية مرتدة علي مطلقها ادارة الشؤم الأمريكي جعلها تنتقل لتفعيل الهدف الأساس الذي جعل العراق علي قائمة اولويات الفعل الأمريكي المؤسس لما يطمحون اليه من قرن أمريكي بالكامل منذ 2004 من خلال اشعال شرارة الحروب الأهلية ، و تفجير الصراعات الطائفية و المذهبية و الإثنية فيه بصيغة اتقاء الهزيمة الشاملة لا بل مارستها في أكثر من ساحة عربية لتعميم الحالة كاغتيال الحريري سنة 2005 ، و بما تفرزه حرب لبنان الذي فجرها حسين نصر الله من تداعيات سنة 2006 ،و بتسريع خطابات التقسيم و التقابل بين جنوب السودان و شماله الذي أوصلته الي مداياته بالتوافق و نظام البشير القذر ، و قد وجدت في الأجندات الإقليمية ان كانت ايرانية ــ فارسية ، أم تركية ــ أردوغانية ضالتها بمعاداة الأولي اعلاميا و التحالف حد الصداقة الإستراتيجية ميدانيا و بالتلميع و التأهيل الإعلامي للثانية لتفعيل التحشيد الطائفي من خلفها ، بما يجعل من العربي لا يري ما يستهدفه الا من خلال احدي المرجعيتين الدخيلتين منقذا له من النفق المظلم الذي دخله بعد احتلال العراق و تفويت المرجعية الشكلية فيه لا بل المساهمة في ذلك ان كان بصيغة دول أو بصيغة "جامعة عربية" كمؤسسة جامعة . أرضية اعلامية و سياسية وظفت أيما توظيف مع اندلاع الحراك الشعبي ليقع تحريفه بفعل فيالق ــ صناعات الذكاء ــ التي تنامت حد أن العربي اذا ماسئل : كيف تري مستقبلك كعربي في ظل هكذا وضع ؟ فلن تجد الا الجواب القائل "هذا مرهون بواشنطن أو باريس أو طهران أو أنقرة " أي الإستسلام للضياع بحكم كثافة مأسي النفق الذي أدخلت الأمة العربية اليه يوم أن تحالفت مع الأعداء لتدمير مرجعيتها الحامية لها و التي كان العراق بنظامه الوطني مهما قيل فيه يمثلها تمثيلا حاميا و مؤطرا لها . تحــــــريف حوله كحراك من أولا : رؤيته التي صاغها الكبت الداخلي للأنظمة المرتشية أو التابعة و حتي العميلة ، ثانيا : ردا علي ازدواجية المكاييل و المعايير التي تقاس بها الأزمات في حلولها عالميا خاصة ما هو متعلق باحتلال العراق ؛ الي مقدمات لحروب أهلية و صراعات طائفية و مذهبية و اثنية لا تتقصد لا البناء و لا التحرير ولا الديمقراطية و لا الكرامة و لا الحرية ، و انما تغيير سياسات و خرائط أقطار و ليس حكومات و أنظمة فقط ، أي تعميم المثال المخلق أمريكيا في العراق و الذي ألجمته المقاومة العراقية ، و وعي أبناء العراق ، و بكل ما قدمه الشعب العراقي من تضحيات ان كانت اجتثاثا أو تهجير يعد الأكبر بعد تهجيرالعرب من الأندلس و ان كان يتشابهان من حيث الهدف ، أو بكواتم الصوت و بالتفجيرات اليومية ، و جعلته حبيس " كانتون المنطقة الخضراء " لا يغادرها الا تحت حمايات أمريكية علي يمينه و من فوقه ، و حمايات فيالق الميليشيات الفارسية بكل مسمياتها بقيادة قاسم سليماني علي شماله .


2 ــ صحيح نجحت استراتيجية التسرب المرن (قتل الشعوب نفسها بنفسها ) ان كان ميدانيا في ليبيا و في سوريا و في اليمن و البحرين و أخيرا و ليس آخرا في مصر و تونس ، بعد أن قسمت السودان و فرخت في العراق مظلة اعلامية لها اسمها " الإرهــــاب " ، و صحيح أن هذه الإستراتيجية قد نجحت اعلاميا اذ حولتنا كعرب الي مستهلكين لأمورٍ تُفرّق ولا تجمع، فأصحاب الرأي والفكر والفقه فينا لا يتنافسون علي وضع الحلول حتي و ان اختلفوا فيها ، الحلول التي تخلق منافذ مغادرة الأمة و الشعب العربي النفق المظلم الذي أدخلتنا الي الأنظمة المبتورة و المرتشية و العميلة ، بل يتسابقون على الفضائيات وعلى المنابر بما يعمق عوامل الانقسام والانحدار والانحطاط حد أن الأخ أصبح يجد في خطاباتهم و منافساتهم ما يعتبره مبرر لقتل أخيه ، بما يجعلهم فيلق اعلامي متمم لفيالق ــ صناعات الذكاء البشري ــ بعضهم يستقبل برنارـ ليفي و بعضهم لا يتردد في استقبال نوح فيلدمان و يسمح له بالدخول الي مؤسسات سيادية و هي بصدد صياغة دستورا للبلاد ..و بعضهم لا يتردد في الدفاع عن التطبيع مع الكيان الصهيوني ... و هذا الكل بكل بعضه من هنا أو هناك لا يتردد في القول بالخروج من الأزمات .. يا محترمون هل سيكون الخروج من الأزمات التي نعيشها كمجتمع عربي من المحيط الي الخليج العربي بينما عيوننا معصوبة بسواد الإنقسامات ؟ لا بل الأسوء من كل الإنقسامات أن نري قطرا عربيا قاب قوسين أو أدني من أن يصبح فلسطين ثانية و هذا الكل من أصحاب الرأي و الفكر و الفقه لا يقف حتي بصيغة خطاب مؤشرا علي ما يتقصده كقطر ، و علي معاناة أبنائه .


3 ــ قطار الفعل الأمريكي بعد ان عطلت سكته المقاومة العراقية الباسلة طيلة عشر سنوات ، و عراه الحراك الشعبي العربي نري معادلات جديدة في الواقع الدولي و الإقليمي أمامنا بصيغة متغيرات ،اتجه الي اعتماد السكك المتعددة لعل أبرزها أولا : اتفاقات " أوبرا الثمانية الكبار ــ أوليغارشية المصالح " علي تخفيف حدة الدماء و القتل المتأتي عن الصراعات الدولية و الإقليمية علي ساحة الوطن العربي و التهيء لرسم سياسات بصيغة مشاريع اتفاق كل بما يضمن له من مصالح ان كانت اقتصادية أو جيوسياسية ، ثانيا : حث لاعبيه ايران خاصة و تفعيل ما هو مضمون بالضد من الأردوغانية في تركيا مع اهمال لتوابعها ان كان في تونس أو في مصر ، للتسريع في حسم التمكن من الساحات التي لهم فيها أسبقية ان كانت مسلحة أو سياسية ، و كلها ذات انعكاسات علي واقع الأمة و مستقبلها ، لــــــذلك نري تسريع دموي مع تغطية و تبرير اعلامي في ساحة العراق و تلطيف أو لغط اعلامي في ساحات أخري من ساحات الوطن العربي... ألا يكفي هذا لنتساءل كعرب أين هو موقعنا في هذه الترتيبات عشية وضع اللمسات الأخيرة لنظام دولي قيد الإخراج و علي حساب من ؟ أليس علي حسابنا و حساب مستقبلنا كعرب ؟ و كيف سنؤثر في هكذا ترتيبات و نحن أصبحنا أمة بلا قضيةٍ واحدة، ولا رؤية مستقبلية مشتركة ، و لا مرجعية قيادية حتي بالصيغة السياسية العامة ؟ هل غاب عنا من أن الأمة التي لا تجمعها قضية واحدة أو رؤية مستقبلية مشتركة ، يتوه شعبها وينقسم ويعيش أسيرَ صراعاتِ الداخل التي تعزّز تدخّلَ الخارج ؟ ألا تشاهدون المحطات الثلاث التي نعيشها و لا نتعاطي معها رغم انها حاسمة في رسم صورة المرحلة التي نحن علي أبوابها من تاريخ البشرية .


جولات كيري و الإستعجال في وضع تسوية لقضية فلسطين " التي كانت " قضية الأمة المركزية.

مؤتمر دولي في جنيف لتقرير وضعية قطر عربي بعد أن جردوه من سلاح الردع المحدود .

حرب طائفية في العراق شعارها " شيعة الحسين ضد أنصار يزيد " تستهدف انهاء وجود قطر عربي هوية و انتماء .


هل لديكم غير العــــــــراق و ثورته حتي نصحح مسارات فعل الأمة بما يضمن استمرارها هوية و يعيد التأسيس لنهوضها ؟


ثورة العراق اليوم كامتداد لمقاومته الباسلة ، المقاومة التي جنبتكم الصدمة و الترويع ، هي القادرة بانتصارها علي تفويت الفرصة علي أعداء الأمــــة لصياغة عالم مصالحهم بصيغة المرحلة علي حسابها ... ففي كسر الهجمة الفارسية علي العراق تنقشع عصابة الإنقسامات التي فعلها ــ جيش صناعات الذكاء البشري ــ من علي أعينكم ان كان بمفهوم الرؤية أو بمفهوم الفعل المؤذي للأمة و الشعب بعد ان تتعري أدوات هذا الجيش المحلية بكل أرديتها و لبوسها ان كانت بصيغة "مـــــاعش" أو "داعش" .


إلي متي يستمر غيكم أيها السياسيون المتنفذون في واقع الأمة بكل ما فيه من انحطاط و انحدار و العالم يضع اللمسات الأخيرة لصياغة سياسة مرحلة يصعب التكهن بطولها و ما تحمله لكم ان بقيتم في سباتكم هذا يا أبناء الأمــــة العربية ؟

 


medsadokmansour@hotmail.com

 

 

 





الثلاثاء ٢٧ ربيع الاول ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / كانون الثاني / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب يوغرطة السميري نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة