شبكة ذي قار
عـاجـل










غالبا ما اتسم الأداء الفارسي، والإيراني فيما بعد، المؤسس على المنهج والسلوك التاريخي للفرس،على التأني ورسم خطوات التحرك نحو الأهداف مغلفة بأكثر من صورة ورواية ومشهد ، وجميعها تسعفها ذاكرة قوية متراكبة ،وباطنية ليس لها شبيه في التوظيف وعلى مر التاريخ ، وليس فخرا أن العقلية الإيرانية القائمة قد تخطت هذا المورث مكرهة على ذلك خلال تعاملها مع العراق الوطني ، أكان ذلك زمن حكم الشاه ، أم في زمن من تسلم المسؤولية عنه من أصحاب عمائم الشر ،مع ما اعتراها من تغيير في غطاء المهمة وشكلها وليس في جوهرها ، لان المصالح ذاتها والأطماع ذاتها ، والروكن إلى استعطاف القوى الدولية والاصطفاف لخدمتها بغية تحقيق المصالح الخاصة ذاته ، وهنا من حقنا السؤال ، ما الذي تغيير كي تتجاوز إيران كل ارثها في كيفية التعامل مع الأزمات ،وتتجاوز كل صيغ التظليل والباطنية ، بمسارعة قاسم سليماني ومن اصطحبهم معه في مهمة طارئة وسريعة للعراق ،وليتم التحرك دون تحفظ ومن دون قلق من انزعاج هذا الطرف أو ذاك ، ان لم يكن هناك امرأ جللا يستحق هذا التجاوز .فليدعي المالكي ما يدعيه ،

 

وليردح إعلامه بكل عناوين نصره المزعوم ،تكفينا زيارة سليماني بهذه العجالة عنوانا لاندحاره وأزمته والنظام الذي يدور بفلك إدارة الشر الأمريكية وطهران ،وما زيارته إلا دليلا على حجم الانتصار الذي حققه الثوار بإذن من الله وبتضحياتهم الكبيرة على طريق خدمة الوطن والأمة والمبادئ والسائرون به إلى يوم أيام جديد ،ولا يمكن لنا النظر لهذه الزيارة إلا منعطفا حادا في مسار المجابهة بين الحق الذي له ننتمي ، والباطل الذي يمثلون ،وحين يأتي سليماني يأتي انتصارا لمشروعه المجوسي الصفوي وانتصارا لأدواته التي يمثلها أركان العملية السياسية بكل طيفهم ، والأحزاب الدينية السياسية بكل تلونها ، لأنها جميعا تخدم الأهداف الإيرانية بهذه الدرجة أو تلك ، حسنا فعل سليماني بزيارته بغداد ،ولو جاز الشكر لقلنا له ألف شكر ، لأنه بزيارته يضع النقاط على الحروف ويكشف تفصيلا انتماء الرهط الحاكم لولاية الفقيه الإيرانية والتي يستمد من عندها الحياة والمدد كل حين، والتي لا علاقة تربطها لا من قريب ولا من بعيد بمصالح المذهب الجعفري،أدوات سليماني هي النماذج الطائفية التي راهنت ولا زالت تراهن على مصير الوطن إرضاء لإيران وأهدافها ، وراح في ضجيجها أعداد من العراقيين دون فهم لحقيقة المواقف التي اندفعوا إليها ،ودفع للواجهة أطفال وصبية فرض عليهم وبحكم قلة التجربة وتفجّر العاطفة ان يكونوا هم المحرك لكل البناء الطائفي وما ترتب عليه ، اليوم حين يحظر سليماني لبغداد يحظرها وقد كشف كليا عن حقيقة الأهداف الإيرانية دون مواربة وإزاحة لكل الأغطية التي غالبا ما حرصوا عليها ، فكيف لنا من التصدي للزيارة وأهدافها في القتل المشاع والقضم المباح غير المستتر للعراق ،

 

هل علينا أن نمكن سليماني ومن خلفه من إحكام قبضتهم على الأدوات التي دائما ما سخروها بغفلة من أمرها بتمسكنا الساذج بالتوصيف الطائفي والذي يمنحه كل القوة التي يتمنى ويؤجج ويريد ، أم ان نقف له بالمرصاد ونكشف كل الزور والدجل عن تمثيلهم المذهب الجعفري والدفاع عنه بحضور الوطنية العراقية الخالصة بامتدادها القومي والانساني ،ألم يدعي شاه إيران قبلهم دفاعه عن المذهب بغية تثبيت مواطئ أقدام لهم في العراق ،

 

وهو من أزاحته عمائم إيرانية تدعي انتماؤها للمذهب ، هل نكون عونا له في دفع بعض أبناء شعبنا من المذهب الجعفري للتمسك بالرعاية الإيرانية جهلا ام تحسبا ،أم أن نكون عونا للوطن والأمة في كسر كل الحواجز التي وضعت بين الأخوة بهدف تمزيق وحدة المجتمع ،قاسم سليماني انحاز إلى فارسيته وإيرانيته ، فكم من عشائرنا وأبناءها في الوسط والجنوب سينحازون لذلك ان توضحت لهم الحقائق ،وبان الترياق الإيراني على حقيقة سميته (سمّ) ، قد اجزم ان منعطفا بهذه الشدة لا يمكن إلا أن يضع الصراع مع نظام إيران على حقيقته ، صراع بين الحق الذي ننتمي كوطنيين عراقيين بمختلف طيفهم وحتما سيلتحق به كل أشراف الوطن، والباطل الذي يمثلون ، فليس علينا إلا أن نميط اللثام عن الأجرام الذي يجسده نظام طهران بحق العراق والزيف والزور الذي يتبع وما زيارة سليماني إلا عنوانا صارخا لها، ونعين إخوتنا أبناء جلدتنا من شاركنا الدفاع عن الوطن بكل قوة ضد الطغيان الذي جاء به المعممون على مدى سنوات حكمنا الوطني.

 

لنضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار ، ولنفتح كل الطرق أمام كل من تعثر وانحاز للنظام العميل القائم لهذا السبب او ذاك، بهذه الدرجة او تلك ، لأنهم إخوتنا أبناء شعبنا ،إلا الذين كانوا سببا في مآس عظيمة عاشها العراق وشعب العراق ،أو من أصر منهم على السير في ذات الطريق الذي انزلق له .


اللهم أحفظ العراق وشعب العراق، اللهم أعن ثوار العراق على إكمال نصر الوطن والأمة، لترفع رايات الإيمان والعدل في كل أرجاءها سعادة للإنسان في كل مكان.


الله اكبر حي على الجهاد، الله اكبر حي على الجهاد

 

 





الجمعة ١٥ شعبــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٣ / حـزيران / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب عنه / غفران نجيب نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة