شبكة ذي قار
عـاجـل










وفي غياب "حوزة" المقاومة من اجل تحرير الوطن، لأسباب يطول شرحها هنا، لابد لنا من مراجعة الكثير من القيم والمواقف الأخرى المتعلقة بـ "حوزة احتلال الوطن" وبيعه والعمل على تفتيته ونهبه وخرابه الشامل .


نكتب عن ذلك رغم أساليب الترهيب التي اعتمدتها "المرجعيات" و"الحوزات" النجفية في العراق في الترهيب والترغيب وفق الأساليب الصهيونية بمواجهة الخصوم والأقلام التي فضحت أكاذيب اليهود والصهاينة من موضوع وأكاذيب قضية الهولوكوست " المحرقة" ؛ فكما هو الحال هناك في أوربا، أين يتم ترهيب الكتاب والباحثين والسياسيين بشعار تهمة "معاداة السامية"، اندفعت المليشيات الشيعية والأذرع العسكرية لها، ومعها يتم تجنيد الأجهزة القمعية للسلطة في العراق وأنصارها، من كيانات وتكتلات العملية السياسية الشيعية، باستهداف كل من يتجرأ على نقد " المرجعية " بحجة الإتهام بالعداء لـ " آل البيت".


وبعيدا عن كل هالات التقديس المنافق لموقع وأهمية " مرجعية " السيستاني وغيرها لا بد أن نذكر إجمالاً سريعا لبعض الحقائق، وكما يستعرض الباحث عادل رؤوف عددا من مسميات " الحوزات" في غلاف كتابه [ أنبياء وأصنام]، فمنها : " حوزة وطن وحوزة غرباء عن الوطن" و " حوزة سياسة وحوزة خرافة" و " حوزة أصل وحوزة فرع" و " حوزة ضحايا من المفكرين وحوزة ضحايا أقل" و " حوزة أسرية ومناطقية وحوزة مدنية" و " حوزة صنمية وأخرى بشرية" و " حوزة لسانية وحوزة غير لسانية" و " حوزة ثورية وحوزة أمريكية" و " حوزة نسوية وحوزة ذكورية" و " حوزة عربية وحوزة فارسية غير عربية" و " حوزة إحترابية وحوزة غير إحترابية" ... الخ. من المسميات.


وزيادة في الفائدة نرى أنه لا بد هنا أن نقتبس تعريفا عاماُ متعارف عليه للمعنى المقصود بمصطلح "حوزة" و" المراجع" فالحوزة: ( ... مجموعة من العلماء ورجال الدين الذين يمتلكون معلومات عن فقه المذهب الجعفري ويقومون بتدريس الطلبة الراغبين بالانتماء إلى الحوزة العلمية في المدارس الدينية أو الجوامع أو أماكن استقبال المراجع لطلابهم " البراني" والتي يحضر فيها الطلبة على شكل حلقات دراسية، ويشرف على هذا الكيان أحد العلماء الذين يصل بعلميته إلى موقع زعيم الحوزة العلمية من الناحية العلمية والإدارية).


وان زعيم الحوزة أو رئيسها هو " المرجع الديني الأعلى لها " ، ممن حصلوا على درجة الإجتهاد وأعلنوا مرجعيتهم، وأصبح لهم من يقلدهم داخل العراق أو خارجه.


والمراجع المعروفة الموجودة في النجف حاليا هم :
اـ محمد علي محمد باقر علي مجتهد السيستاني: المعروف " السيد علي السيستاني" من مواليد 1931، إيراني، دخل العراق عام 1944، متزوج من إيرانية، حصل على مرتبة الاجتهاد عام 1993. يعتبر المرجع الأعلى في النجف، ويتمسك بالجنسية الإيرانية رغم الاقتراحات من قبل أنصاره عليه لطلب وأخذ الجنسية العراقية بعد الغزو الأمريكي للعراق، ولكنه لم يأخذ بذلك الإقتراح.


2ـ محمد سعيد محمد علي احمد محسن الحكيم: من مواليد 1921 في النجف، من أسرة ذات أصول إيرانية، حصل على مرتبة الاجتهاد عام 1992، له عدد من المقلدين داخل العراق وخارجه، وترتيبه الثاني بعد علي السيستاني من حيث التأثير.
3ـ حسين محمد تقي حسن إبراهيم بحر العلوم: من مواليد 1929 في النجف، متزوج ومن دون أولاد، كونه عقيما، حصل على درجة الاجتهاد، ترتيبه الثالث من حيث التأثير بعد السيستاني ومحمد سعيد الحكيم.


4ـ بشير حسين صادق علي الباكستاني، يلقب نفسه بــ " النجفي" : من مواليد 1942 في الباكستان، حصل على درجة الاجتهاد عام 1992، ليس له تأثير أو تقليد في العراق، لكنه له تقليد قوي في الباكستان، ويكاد أن يكون تأثيره معدوما في العراق قياسا للثلاثة الذين سبقوه.


والجدير بالذكر أن لكل من هؤلاء المراجع الأربعة وكلائهم الذين يتم اعتمادهم من كل مرجع يقومون بقبض الحقوق الشرعية واستلام الاستفسارات الشرعية وإيصالها إلى الوكيل العام او المرجع، وهم يستلمون الأموال ويتصرفون بها عندما يجيز لهم المرجع، وغالبا ما يسرق بعض الوكلاء الأموال لحسابهم الخاص عندما لا يتابع أو يطلب المرجع المقلد وصولات الاستلام للأموال أو متابعة حركة الأموال من والى المرجعية.


لا بد من الإشارة هنا إلى أن هذه المراجع اللّا عربية معروفة للجميع، وهي وكما تتوضح من ألقابها، فهي تسمى أحيانا بأسماء أصولها مثل القول: مرجعية السيستاني ومرجعية الإيراني وتليها مرجعية الباكستاني ومرجعية الأفغاني، وقد تم ترشيح علي السيستاني من بين هؤلاء المراجع في سياق صراعات عديدة ، منها النفوذ الأمريكي الإيراني وسط أنصار وأتباع تلك المرجعيات، وقد تم ذلك الترشيح والانتخاب والتعيين بعد عمليات تصفية وغربلة وإبعاد للمراجع العربية المحتملة للترشح من بين العلماء بدرجة المجتهدين، كما تم إقصاء بعض المراجع اللّا عربية مثل الغروي والبروجردي لتسهيل وصول علي السيستاني بعد موت الخوئي مباشرة.


ان الرباعي " المرجعي" المتمثل بـ ( السيستاني والأفغاني والباكستاني والحكيم) يهيمن اليوم على ما يسمى " الحوزة العلمية" في النجف، وهو وكما يظهر بوضوح رباعي أجنبي عن أهل العراق، يظهر برأس إيراني بمعية مرجعين غير عربيين باستثناء محمد سعيد الحكيم الذي تختلف حوله التقديرات في حقيقة نسبه ما بين وصفه أنه " نصف عربي"، أو " نصف عراقي" أو انه من ذوي الأصول الفارسية، بعد التقصي عن أجيال عدة أجداد لأسرة آل الحكيم التي نزحت إلى العراق منذ فترة بعيدة حوالي 400 عام وهي التي وصلت إلى العراق من إيران منذ زمن بعيد.


يرى الكاتب عادل رؤوف في قراءته البحثية لأوضاع المرجعيات الأربعة وعلاقتها بظروف الاحتلال الأمريكي، فيتوصل عبر العديد من كتبه إلى مجاز القول بأن الاحتلال الأمريكي أخذ استعداداته المبكرة في استهداف العراق وتعامل على أساس (النجف هي العاصمة الفعلية في حرب الاحتلال) الأمريكية، وان المحتل الأمريكي كان يحسب حسابا عسيرا ودقيقاً لتلك العاصمة المقصودة، فهي ليست بغداد العاصمة الإدارية للعراق؛ بل هي النجف التي عمل هذا المحتل قبل دخوله العراق عبر سنوات إلى التسرب إليها والإمساك بها كمدينة إستراتيجية، بعد أن أمسك برموزها من خلال [المجتهدين ـ المراجع].


لا تخفي الكتابات المختصة بتاريخ ورموز المرجعية بأن الصراع حول منصب " المرجع الأعلى"، البديل القادم بعد الخوئي في حينه. وقد يبدو للبعض أن الوصول إلى موقع المرجع الأعلى مُجرد صراع تقليدي، اندرج في إطار جهد التباسي مسحي، ديني، وبالأخص للرموز الدينية العليا؛ لذا جاء ترشيح علي السيستاني بإصرار أمريكي مقابل " مرجعية" علي الخامنئي، التي أُريد لها آنذاك أن تُسَّوَق خارج إيران ولشيعة العالم، وان الصراع حول ترشيح السيستاني كان حاداً ، وقد إستفز الإيرانيون في حينه هذا الترشيح، وقد نشرت مجلة الحوادث قائمة تضم عشرات الأسماء " المرجعية الدينية" التي وقعت على بيان تؤكد إن علي السيستاني لم يكن " مجتهدا"؛ فضلا عن أن يكون " مرجعا" أعلى.


إن وصول علي السيستاني إلى موقع المرجعية خلفا للسيد الخوئي [أبو القاسم بن علي أكبر بن هاشم تاج الدين الموسوي الخوئي (1899 - 1992) ، هو المرجع الذي سبق علي السيستاني] ، لازالت يُثار عنه الكثير من الجدل والظنون المريبة حول طريقة وصوله وحول شخصيته الغامضة، ولعزلته مع نفسه في كثير من الحالات، وتنسيق أكثر من جهة من أجل إيصاله ودعمه للوصول إلى الموقع الأول، كمرجع أعلى.


ومن التقارير المنشورة في كتاب [ هكذا تكلم احمد الحسني البغدادي... تأصيل معرفي بين الثورية و الّلا ثورية]، ورد ضمن الجزء الرابع الصادر في 2009 ص 152 نجد هناك تقرير صدر في 14/3/1994 بلندن باسم " هاتف الحق"، يشرح تلك الخلفيات والظروف والمناسبات التي أوصلت علي السيستاني إلى احتلال موقع " المرجع الأعظم".


وفي تلك الوثيقة نجد الجزء الأكبر من المعلومات المستقاة من الواقع الذي يعرفه الكثيرون، وتتطابق شهادات التقرير مع الكيفية التي وصل بها علي السيستاني إلى موقع المرجعية الأول، بفضل ادوار عدة جهات خفية في الهند والباكستان ولندن والنجف لتسويق مرجعيته.


لا بد من التذكير والتنيه هنا ان قرار إنشاء مؤسسة الإمام الخوئي الخيرية كان قراراً مرجعياً اتخذه السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي عام ( 1409هـ )، ( 1989 وقد اتخذت المؤسسة من لندن مركزاً لها ، ويكفي أن تؤخذ نظرة بسيطة عن حجم نفوذ ونشاط وتمويل مؤسسة الخوئي عبر العالم من خلال هذا الرابط :
http://www.alkhoei.net/arabic/?p=page&id=5


يرى البعض: (... أن مؤسسة الخوئي الخيرية تمتلك مقعدا في الأمم المتحدة، كمقعد الفاتيكان المسيحي، وهذا المقعد يُعَّدْ الخطوة الأولى والممهدة لجعل العتبات المقدسة في النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والكاظمين الشريفين وسامراء الطاهرة فاتيكان مستقل برئاسة المرجع الذي يختاره الصهاينة الحاكمين في لندن وواشنطن بواسطة مؤسسة الخوئي الخيرية (خيرية أوذة سابقا)، وسيكون فاتيكان الشيعة بحماية حلف الناتو)،
https://www.youtube.com/watch?v=71wrSscQMP8

http://www.ansarsunna.com/vb/showthread.php?t=24240

 

وقد تحدث عن عملية اختيار وتنصيب على السيستاني على المرجعية الدكتور ريحاني في مقال له نشرته جريدة كيهان، بطبعتها العربية، وإستنادا إلى مصادر، إطلع عليها الكاتب، الذي أشار إلى حجم التمويل المالي والدعائي السخي للتمهيد لترشيحه، فقط يذكر ريحاني: (... إن أكثر من خمس ملايين دولار صرفت في الهند وباكستان فقط لتثبيت مرجعية النجف للسيستاني). وقد أذعن العلماء المحليون في كافة البلدان لهذا الأمر الجديد، طمعا منهم في السيولة النقدية الضخمة التي تدرها عليهم مرجعية النجف عند الانخراط في صفقاتها لكي يصل علي السيستاني إلى موقعه كمرجع أعلى لشيعة العراق والحوزة النجفية.


لقد كان المنطلق الأول لحملة تثبيت علي السيستاني وترشيحه خلفا للخوئي هو أن مؤسسة الخوئي أصدرت على الفور عقب وفاة الخوئي بيانا نعت فيه للعالم الإسلامي خبر وفاته، وفي الوقت نفسه ذكرت اسم السيد علي السيستاني، ( بأنه أجاز المؤسسة باستلام الخمس الشرعي) ، فكان ذلك البيان، في آن واحد، بمثابة بيان نعي للخوئي وبيان تعريف بالمرجع الجديد... ثم تلت ذلك حملة دعائية واسعة، عبر الكلمات والخطب والبرقيات والفاكسات التي أوحت : (.... أن الخوئي الراحل أوصى بأن يتولى السيد علي السيستاني الصلاة عليه وتجهيزه وأن يواصل مهامه العملية)، ولم يكن مصدر لهذه الادعاءات إلا أولاد ألخوئي فقط ...


https://www.youtube.com/watch?v=lxFuCejeZK0

https://www.youtube.com/watch?v=V1P2CLea1qU

https://www.youtube.com/watch?v=Q9ytvVPG9-4

 

رافقت ذلك الترشيح ضجة إعلامية واسعة قامت بها مجلة النور ثم مجلات : المجلة، الوسط، الشراع، وغيرها من الجرائد والنشرات وهي تلوح بصورة ملونة وجميلة للسيد الخوئي ويظهر إلى جانبه السيد علي السيستاني، وأشيع أيضا من أن ألخوئي حرَّمَ على أي شخص التصوير معه؟؟ وترك مثل هذا الامتياز فقط للسيد علي السيستاني، واستخدمت تلك الصورة وما أشيع حولها، كبطاقة دعاية ضمن حملة تنصيبية، مركزة على السيستاني وحده، وهذه الدعاية كما يفندها خصوم السيستاني لاحقا ليست بصحيحة حيث اظهر الكثيرون صورهم مع الخوئي وفي مناسبات عدة.


واستمرت المجلات المذكورة ( وهي ممولة بدولارات النفط الخليجي) بنشر المقالات عن المرجعية والمراجع العظام، فيما كانت تركز على السيد السيستاني ووصفه: بأنه اللامع والمقبول. أما مجلة النور التي تصدرها مؤسسة السيد الخوئي بلندن، فقد وظفت أعدادها للمرجع الجديد وتقديمه لشيعة العالم والدعوة إلى تقليده.


ولكي تكتمل الطبخة سربت منشورات أخرى رتبت في قم الإيرانية، وتم تصميمها ونشرها في العالم، حاملة أسماء أكثر من خمسين " عالماً " ومجتهداً يشهدون بصلاحية علي السيستاني للتقليد والمرجعية؛ غير أنها كانت لا تحمل أي توقيع لأصحاب تلك الأسماء، وإنما نظمها صهره جواد الشهرستاني المقيم في قم بالتنسيق مع أبناء السيد الخوئي.


ولدى الاستفسار من العديد من هؤلاء العلماء والمجتهدين لاحقاً أبدوا استغرابهم وعدم اطلاعهم بالأمر إطلاقاً. لكن ما بدا لاحقاً إن صهر السيستاني، جواد الشهرستاني، والذي يدير مرجعيته من قم (ويتمتع بصلاحيات مرجع كامل) كان قد أجرى اتصالات هاتفية مع بعضهم لإستدراجهم إلى فخاخه الانتخابية، ليس إلا.


وهكذا انتشرت الملايين من نسخ رسالة السيستاني بمختلف اللغات، وتم تعبئة المطابع في باكستان، الهند، الكويت، إيران ولبنان لنشرها وتغطية كافة البلدان بنسخ منها. ثم أرسلت آلاف الوكالات الموقعة من المرجع الجديد إلى علماء البلدان، حيث كان يتم إرسال قوائم بأسمائهم من قم ولندن ويدونها المرجع دون أية معرفة من هؤلاء.... إلا انه اعتمد على تزكية صهره في قم وأبناء السيد الخوئي بلندن وخارجها.


وهكذا يبدو أن مرجعية السيستاني ووصوله إلى ذلك الموقع المتقدم من بين مرجعيات وحوزة النجف قد لعب بها المال الحوزوي دوراً كبيراُ في كسب الأنصار والمريدين والأتباع، ومن حولهم أولئك المستفيدين من تلك الامتيازات المالية الضخمة، وما يرافقها من فساد ظهر بوضوح في بطانة هذه المجموعة المتهالكة على النهب المالي، وهو ما شكل لاحقاً بظاهرة السيستاني المالية، التي تمت بحنكة وذكاء وبإدارة السيد جواد الشهرستاني، الذي ظل مديرها ومقررها الأول والأخير، تَصَّرَف بملايين الدولارات من دون ضوابط أو قانون أو أساس بأي شكل كان إلا وفق إرادة جواد الشهرستاني، ومعها واحدة من كُبرى البطانات الخفية والعلنية التي كانت تتجاوز علاقاتها وارتباطاتها محيط جبة وجلباب علي السيستاني الكهنوتية إلى دوائر عدة تتداخل في المصالح والوظائف والأدوار المختلفة إسلامية أو أجنبية وفي مقدمتها النفوذ والاهتمامات الأمريكية.


http://www.alqadisiyahtv.com/160516021575160415751578/1


يرى الكاتب عادل رؤوف في أحد هوامش كتابه المنوه عنه أعلاه في الصفحات 232 إلى 234 مايلي :
(... قليلة هي النصوص التي تناولت دور السيستاني وسكوته إزاء احتلال العراق أو تواطئه مع مخططات هذا المحتل؛ ولعل واحدا من هذه النصوص " البليغة التي لم تلاحظ ترشيح علي السيستاني إلى "المرجعية "؛ بل راحت تخاطبه على أساس من واقع محنة الإحتلال ، محاولة منها تحفيز همته لعمل ما ضد هذا الاحتلال، ولو أنها لاحظت تلك الخلفيات لغيرت من أسلوب خطابها إليه.


في أحد النصوص التي كُتبت بوقت مبكر من الاحتلال تُلاحظ محنة المواطن والباحث العراقي لما حصل لهذا العراق ، فقد جاء هذا النص الذي كتبه عصام الحسيني الياسري في 10 ذي الحجة 1427 هــ / ونشر حينها على الانترنيت بما يلي :


[ ... وها أنت تشهد يا سيدنا ما يحل ويحدث في البلد ، فهلّا كان ذلك مدعاة لك لتنهض ضد هذا الواقع المأساوي، وهلا دفعك للخروج من بيتك وكسر عزلتك؟؟ .


أيعقل أن لا تؤثر فيك صرخات الأرامل والثكالى وعويلهن وتنتصر لهن ، أيعقل أن لا يدعوك كل ذلك إلى تساؤل عن سبب تلك المئآسي وعن الوسائل الناجعة للحل؟ ، أي أن السؤال الذي يطرح اليوم: هو هل فكرت في الحل ؟ وهل تعي يا سيدنا حجم المسؤولية التي أنتَ بإزاءها اليوم ؟ ...


فهلّا دعوت العلماء ورجال السياسة إلى تدارس هذه الأزمة ؟ وهلا عقدت مجلساً دوريا للتباحث والاتفاق على الصيغ التي تساعد الفُرقاء وقاربت بينهم واتفاقهم على منهج محدد واحد للعمل من اجل خلاص العراق من هذه الأزمة ؟ ... فلماذا سددك الله لم تفعل أي شيء من ذلك ؟ وما بالك يا سيدنا لم تتفقد عائلة واحدة لحد الآن من العوائل المنكوبة في بغداد أو ديالى أو سامراء أو البصرة أو حتى في النجف الأشرف أو كربلاء ؟ ... أو زيارة عائلة مُهَجَّرَة بسبب الاحتلال أو العنف الطائفي ؟.


وأين هي المؤسسات الخيرية التي تسد بعض الحاجات الآنية وتُطَّيب بعض الجراح وتنهض ببعض الأعمال الإنسانية ؟.
وأين هي المناهج التي يفترض بك البحث عنها لإرضاء النفوس المتحيرة وبناء الصدع الذي حدث في شخصية الإنسان العراقي بسبب تكالب الأزمات والمئآسي ؟.


وأين هم الوكلاء الذين أرسلتهم الحوزة العلمية لتطيب خواطر الناس ومشاطراتهم لأزماتهم ؟. وأين هي المظاهرات التي دعوت لها ضد الأفعال المشينة للمحتلين وضد وجودهم في هذا البلد ؟.


حاشى أن تكون عيون المنطق والأصول قد أنستك مفاهيم الحرية والإستقلال وحرمة الخضوع للأجنبي، ومعاذ الله أن ينشغل رجل الدين المسلم بالخاص والعام والمطلق والمقيد عن النظر لمئآسي الأيتام الذين تغص بهم الشوارع والطرقات ، ومعاذ الله أن تكون تشابكات ما يحدث في البلد قد أنستك ضرورة مجابهة الاحتلال ووجوب خروجه ، ومعاذ الله أن تكون سيول دماء العراقيين قد أنستك أن قطرة دم احدهم أكرم على الله من الكعبة، الم تفكر يا سيدنا في استغلال الالتفاف الجماهيري في تحقيق مصلحة رسالية تهم هذا البلد، وليس من مصلحة اليوم اكبر من السعي لتحريره من هذا الاحتلال الذي يعيث فساداً ؟ .


وهلّا علمت الناس مفاهيم الاستقلال وحرمة الاعتماد على الأجنبي؟ . وهل دعوت الحكومة المنتخبة إلى ممارسة نشاطاً لإخراج المحتل بالاعتماد الكامل على الجماهير أولا وآخرا ؟.


وهل أخبرتهم إن السكوت على بقاء القوات الأجنبية في البلد هو من المحرمات التي لا يمكن السكوت عنها ، وإن خروج هذه القوات يجب أن يكون أول أولوياتها ؟.


وهلّا قدمت لهم الدعم للمطالبة بذلك، أم إنهم أقنعوك إن الأمريكان جادون في بناء القوات العراقية ، وهم عازمون على الخروج من البلد فصدقت وعودهم ؟ أم إنهم أقنعوك إن الحل بالصبر على وجود الأمريكان، ريثما تبنى مؤسسات البلد ؟. ].
وجاء في ذلك النص أيضا : [... إن الحل يا سيدنا ليس في تدويل القضية العراقية، ولا دعوة دول الجوار أو منظمات العالم أو القوى الكبرى لعقد المؤتمرات، ولا بالدعوى إلى مباحثات فلان دولة مع أخرى ولا فتح القنوات مع فلان جهة، وليس الحل عند خليل زاده أو ممن يأتـي بعده من السفراء، ولا الساسة العرب ولا العامل الدولي، ولا أي شيء من ذلك ، وهو ليس عند غير العراقيين إطلاقا ... ولا هي بالمطالبات الخجولة لتحسين الخدمات؛ بل الحل في خروج الأمريكان بدعوة عراقية خالصة ، وبداية هذه الدعوة يجب أن تكون منك، ومن بيتك ومن الموقف الذي تتخذه أنت؛ باعتبارك مرجعا مسموع الرأي، متبع الفتوى، وباعتبار أكثر الناس تنتظر الصوت والرأي منك، ولا تقبل من احد سواك، باعتبارك المرجع الذي يمثل عندهم الدين والمحبة لله تعالى ولرسوله والمعصومين، والذي يفترضون أن أتباعه يقود إلى خير الدنيا والآخرة .


نعم يا سيدنا لا حل غير خروج الأمريكان، ولا يخرجون إلا إذا طالبت العالية، وليست هذه غير المرجع الأعلى الذي تمثله اليوم أنت .


نعم لا يحدث ذلك إلا باتفاق جماهيري ودعوة عامة لخروج المحتلين بمظاهرات حاشدة وإعتصامات مدنية وإضرابات تعم أرجاء البلد وهو ما لم يحدث من دون دور لشخصية رمزية ، وهي كانت دوما المرجعية العليا.


سَلَّمنا أن الحل العسكري والمجابهة بالقوة أمر محفوف بالمخاطر، ويؤدي إلى ضياع الأمن، ما يشجع الأمريكان إلى إنشاء جماعات مشبوهة تقتل الناس وتنشر الفساد وتوقع العراقيين بين بعضهم ليقولوا بعد ذلك أنهم باقون إلى حين إحلال الأمن ، ناهيك عن الدمار الذي تخلفه عملية المجابهة بالسلاح من جراء اعتماد الأمريكان على سياسة القصف الأعمى للأحياء السكنية. فهلّا طورتم سياسة أخرى تعتمد المظاهرات السلمية التي قد تُحرج الأمريكان أكثر من سياسة القوى ؟. أليس في تجارب الشعوب السابقة إثراء لوضع هكذا خطة ؟. وهل المهاتما غاندي خير من رجال العلم والدين ؟.


أترضى أن يقول الناس يا ليت لنا احد الصدريين حيا لما سكت عن كل هذا الموت الشنيع الذي يتعرض له أبناء البلد ؟ . أليس المفروض أن يكون كافة أهل العلم والدين متساوون في الشعور بالمسؤولية اتجاه دماء الناس وحرماتهم ؟ أم كيف ترضى أن ينشطر الناس إلى شطرين، شطر يتبع التيار الصدري ممن يرفض وجود المحتل وشطر آخر يسكت على بقاءهم في البلد محتجين بسكوتك يا سماحة السيد ؟. أم كيف ترضى أن يقول الناس : إن هذا هو قدر العراق المظلوم، أن يتعرض لأشد الأزمات في الأوقات التي يفتقد فيها للقادة الرساليين الذي يمكن أن يقودوا بحق ويوصلوه إلى طريق السلامة ] .


للمقالة هوامش ومراجع وإحالات موثقة

 






الثلاثاء ٣ رمضــان ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠١ / تمــوز / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب أ.د. عبد الكاظم العبودي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة