شبكة ذي قار
عـاجـل










إذن, كان جلاء القوات الأمريكية مخرجا لورطة أميركا في العراق و لتخفيف النزف المميت لقواتها ومواردها الاقتصادية رغم الأموال الطائلة التي تستولي عليها من نفط العراق, ومخرج للمالكي وحزبه وأعوانه من مذلة العيش تحت حماية جنود الاحتلال وما يترتب على وجود هؤلاء الجنود من اهانات صباحية ومسائية حين يفتشونهم قبل السماح لهم بالدخول إلى مكاتبهم في المنطقة الخضراء. ورغم إن الجلاء قد تم على أساس معاهدة أمنية احتلالية مهينة تسقط الكثير من أركان السيادة الوطنية للعراق وتتيح للأمريكان العودة بعساكرهم متى شاءوا غير أن المالكي وأدواته الخيانية المختلفة قد صور عملية الجلاء على إنها :


1- انجاز لحكومة الاحتلال برئاسة المالكي وحزب الدعوة العميل.


2- انجاز ومصداق لنظرية الاستعادة السلمية للسيادة عبر المقاومة المدنية كما أسمتها مرجعية علي السيستاني.


مثل هكذا منجزات للخونة والعملاء تتطلب أول ما تتطلب تهيئة رأي عام للتعاطي الواسع معها وتداولها وتوطينها الأمر الذي يستدعي حضور متطلباتها الأساسية ومنها ثلاث متطلبات جوهرية :


الأول : تغييب تام لدور المقاومة العراقية الباسلة التي لولاها لظل الأمريكان في العراق دهورا.


الثاني : سيطرة المالكي وحزب الدعوة العميل على كافة الوزارات والمؤسسات الأمنية لتكريس التأثير والولاء لهم من جهة وتضخيم قدرات هذه الأجهزة واستعدادها لحماية المنتج الاحتلالي الأمريكي من حيث الكفاءات القيادية والفنية والتسليحية والعددية من جهة أخرى وبما يجعل الشركاء في العملية السياسية الاحتلالية مدينون للمالكي ومبهورين بانجازاته وخائفين منه ومن بطشه هو و شلته في آن واحد.


الثالث: الاعتماد على الإعلام المظلل والكاذب والمزيف في خلق بيئة القبول والتوطين التي توحي أول ما توحي بان المالكي بطل وطني وبإمكانه أن يحمي مسيرة نظام الاحتلال.


بوسع أي باحث موضوعي أن يصوغ استنتاجا عاما بان الانجاز الأهم لنوري وأعوانه هو تسييد التزوير والكذب والخداع كبيئة تحقق النفاذ إلى مسالك الفساد الأخلاقي والمالي والإداري الذي هو أهم ما كان يريد نوري وأعوانه تحقيقه في العراق المحتل لأنهم يعرفون أنهم مرحلة مظلمة طارئة تسير إلى زوال حتمي. ولذلك سقط نوري ومنظوماته الأمنية سقوطا مدويا ومفاجئا في عيون من صدق التزوير والكذب والمكر في حين كان السقوط بالنسبة للمجاهدين والواعين العارفين من العراقيين متوقعا وهو نتاج جهد الشعب النضالي والجهادي المقاوم بكل السبل المتاحة بل وحتى الموصوف بما هو اقرب إلى المستحيل.


إن إعلام السلطة المقتدرة امنيا والسلوك المتعجرف المبني عليه التي تبناها المالكي كان يتطلب خلق حالة انفصام ما بين الواقع وما بين المسموع والمنظور إعلاميا وقد قام نوري وإعلامه المظلل بتحقيق تقسيم العراق ميدانيا بواسطة الإعلام قبل أي شئ آخر في فعل لم ينتبه له عامة الناس ألا وهو عزل جزء العراق الواقع جنوب بغداد عن بغداد وغربها وشمالها. فشعب العراق في الفرات الأوسط والجنوب كاد أو نسى فعلا وجود مقاومة فاعله في بغداد والمحافظات الأخرى وإذا سمع عن حدث مقاوم فانه يسمع عنه على انه حدث إرهابي معادي للشعب والوطن !!. وشملت عملية التعمية كل القنوات الفضائية وإذا حصل وتجاوزت أية قناة الخط الأحمر المرسوم في منهج التعمية فإنها تغلق وتحارب وتقزم كما حصل مع ثلاث قنوات كان بعضها في حقيقة الأمر ينتقد المالكي وشلته وعصاباته حبا بالعملية السياسية واستماتة في حمايتها، فالبغدادية مثلا كانت ترى تورط المالكي وشلته في السير بمسالك لا تتوافق مع إرادة البعض من أعوان العملية السياسية وتحث وتطالب في أن تتوازن هذه العملية فتنتج شيئا ايجابيا واحدا يحسب لها شعبيا إلى جانب الفساد والدمار لا أكثر ولا اقل.البغدادية حين أغلقت بطلب وتأثيرات المالكي كانت تفضح انحلال وفساد المالكي حبا بالعملية السياسية ومحاولة إعلامية مستميتة لحمايتها غير إن المالكي غير قادر قط على التعاطي مع رؤية أخرى غير رؤيته هو وحزبه العميل .


لقد ترافقت عملية العزل الإعلامي لوسط وجنوب العراق مع تعميق وتوسيع دور إيران وأجهزتها وقواتها المختلفة في الهيمنة والسيطرة على الشارع هناك وفي قمع أي صوت وطني أو قومي أو إسلامي يقف بوجه الاحتلال الاستيطاني الفارسي المسنود بحمايتين هما حماية حكومة الاحتلال وحماية الأجهزة الإيرانية والمليشيات المجرمة التي انتشرت في كل أرجاء الجغرافية العراقية المشار إليها . لقد صرنا نجد عراقيين كثر حتى مثقفين ومتعلمين من الفرات والجنوب لا يصدقون أبدا بوجود مقاومة لإخوتهم في محافظات أخرى ولم يسمعوا عنها قط وإذا سمعوا فإنهم يسمعون عن مقاومة إسلامية لمقتدى الصدر والعصائب فقط !!! فصار اليأس والرضوخ لهيمنة السلطات الإيرانية جزء من الأمر الواقع المفروض.


تعتيم على المقاومة العراقية الباسلة التي أجبرت القوات الغازية على الجلاء يرافقه ترويج لمليشيات طائفية على أنها مقاومة للاحتلال لكي تتشكل قواعد قبول عامة لها ولتتحول إلى كيانات شبه رسمية تضاف إلى تشكيلات حماية النظام الاحتلالي الطائفي الإيراني. هذا خط من خطوط المكر الحوزوي الدعوجي التي تبناها نوري ليس للتعبير عن عقائده الخيانية المدمرة للعراق فقط، بل وليصير الزعيم الأكثر قبولا في وسطه الطائفي ليغنم البقاء في السلطة لفترة ثالثه ويغير المزاج العراقي العام الرافض له ولخيانته المتمثلة بالتعاقد مع القوات الغازية والاحتلال .


حكمة الباري أن لا يصح إلا الصحيح والبناء على باطل يتهدم بقدرة الله سبحانه بيسر وسهوله :


بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
‏{‏وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ‏}‏ ‏ صدق الله العظيم
(سورة الأنفال‏:‏ آية 30‏)


فلقد انهار كل مكر نوري وحوزته ومراجعه والعقل الماكر الافعوي الفارسي على يد ثوار عشائر العراق في ظرف يومين فقط حين امتطى فرسان المقاومة وضباط جيشنا الوطني البواسل وأحرار عشائر العراق جيادهم السباقة وتوكلوا على الله في صولة عَزوم مدبرة بعقل راجح وبهمة غيورة من أبطال العراق حيث تم طرد جيوش المالكي ولم تنفع كثرتهم المشكلة على ظلال الطائفية والباطل والمكر ولان جلهم لم ينتم إلى الجيش ليقاتل بل ليعيش فحسب ولم تنفع الآلة الحربية الضخمة من دبابات ومدافع و همرات واليات مختلفة وأسلحة ثقيلة ومتوسطة فتاكة لان الإرادة الوطنية الحرة راجحة ومنتصرة في كل الأحوال فحرر الثوار نصف العراق في ظرف أيام قليلة بعد أن حرروا الموصل في ساعات وفر من أمامهم قيادة عمليات الموصل وأربع فرق عسكرية بقضها وقضيضها.


إن الانتصارات التي حققها ثوار عشائر العراق والتي مازالوا يحققونها بعون الله لم تظهر وهن البناء لحكام الاحتلال وأعوان الرذيلة فقط بل برهنت على إن العراق مازال تحت الاحتلال الأمريكي وان إيران هي الشرطي الذي وظفته أميركا بالنيابة عنها لإدارة نوري وحزبه ولاعبي السيرك الاحتلالي معه، وهكذا سقط سحر المرجعية ومرتزقتها وثبت بالقاطع أن التحرير لا يُنجز إلا بقوة السلاح وطرد النفوذ الأجنبي لا يتحقق بالحراك السياسي والمدني السلمي كما نافق وكذب السيستاني ليوطن الاحتلال ويكون هو وعصاباته ومافياته وميليشياته الفارسية بيدق في السلطة التي يديرها الاحتلال الأمريكي .






الجمعة ٣ ذو القعــدة ١٤٣٥ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / أب / ٢٠١٤ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الأستاذ الدكتور كاظم عبد الحسين عباس نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة