شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما ننظر الى الواقع العراقي بعد الاحتلال الاميركي البغيض ونتفحص ما جرى ويجري من ويلات حلت بهذا البلد العظيم وبشعبه المجاهد الصابر نجد وبلا مجامله لاحد أن المشكله الكبرى لكل ما حصل ويحصل الان مرتبط مباشره بالمرجعيات الدينيه التي سخرت الامور لصالحها وجعلت من سياسيي الصدفه الذين تربعوا كراسي الحكم في غفله من هذا الزمن الردئ دُمى تتحكم بها هذه المرجعيات كيفما تشاء .. فالفساد يضرب بأطنابه بكل مفاصل الحياة السياسيه والاقتصاديه والامنيه والعسكريه والاجتماعيه والحكومات تتعاقب بمباركة المرجعيات وتعمل تحت مظلتها وهي لا تقدم للمواطن سوى القتل والتهجير والخطف والاعتقال والدمار والجوع والمرض دون ان تحرك هذه المرجعيات ساكن تجاه ما يجري من تجاوزات واستغلال نفوذ لهذه الحكومات الفاشله بل على العكس من ذلك فاننا نجد هذه المرجعيات هي التي يحتمي بها هؤلاء المفسدون والمجرمون عندما تُثار ضدهم بعض التساؤلات من هنا وهناك ..

لم نجد من المرجعيات ما يُشير الى فتوى في مقارعة الاحتلال الصهيو ايراني اميركي او التصدي له با اننا وجدنا المحتل وقد استعان بهم ليمرر من خلالهم ما كان يخطط له ويرغب به بل انه احيانا كان يستشيرهم في امور تُيسر له تعاملاته مع اتباعهم ومُريديهم لكننا بالمقابل وجدناهم يشحنون العنف الطائفي بين ابناء البلد الواحد من خلال خُطب أئمتهم في كل المناسبات وقد توجوا هذا الجرم باعلانعم الجهاد الكفائي بحجة مقاومة الارهاب ليمنحوا القتله والمجرمين الاذن بارتكاب المجازر والجرائم التي يندى لها الجبين تحت مسمى الحشد الشعبي الذي ضم بين صفوفه اللصوص والسراق وقطاع الطرق الذين اتخذوا من املاك الناس في المناطق التي هجروا اهلها غنائم لهم بمباركة مرجعيتهم الفاسده التي لا يهما سوى جني الخمس من مسلوبي العقول والاراده لتتكدس الاموال في خزائنهم التي تحولوا من خلالها الى قارونات جدد وبلباس المعممين واصبحوا ملوك مدججين بتيجان من ذهب وبقية الناس من اتباعهم يتلوون من شدة الجوع ووطأة الفقر ولا نعرف اين ذهبت تلك الاموال التي يكنزوها فلم نشاهد انهم قد اقاموا مجمعا سكنيا ليتخذه المشردون ملجأ يحتمون به من حر الصيف او برد الشتاء بعدما دأبوا على ترديد الهم صل على محمد وآل محمد بعد كل خطبه رنانه لتجار الدين وهي لا تسمن ولا تغني من جوع .. اما المليشيات التي تجوب الشوارع ليل نهار وتنشر الرعب بين الناس فهي محل تقدير المرجعيات بل ان اكثرها ينضوي تحت قيادات هذه المرجعيات التي تؤمن لها الغطاء ةتبعد عنها الحساب حتى اصبحت اقوى من الدوله الهزيله ذاتها ..

يتضح لنا ان الفساد الذي يضرب حكومات العراق التي نصبها الاحتلال ما هو الا فساد لهذه المرجعيات التي رسخت اركانها على خراب البلد وملئت خزائنها مما تفرض على هؤلاء الفاسدين من نصيب يوضع تحت تصرفها فتغض الطرف عما يجري في البلاد بل انها تشارك فيه وتدعمه فاستحقت غضب الله ولعنته قبل ان يبلغ السيل الزُبى لتثور الجماهير الواقعه تحت وطأة الفقر والعوز والجهل فتحطم عروشهم الواهنه التي اصبحت مواخير للفساد بكل انواعه .. اللهم اني بلغت اللهم فاشهد ..






الاحد ٥ ربيع الثاني ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / كانون الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب رافد الحسني نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة