شبكة ذي قار
عـاجـل










الأحزاب الثورية التي تناضل لأهداف وقضايا مصيرية مثل تحرير الأوطان من الاستعمار والتبعية لأجنبي ومن الأنظمة الجائرة التي تهين وتذل شعبها ، وتتخذ الكفاح المسلح والمقاومة الوطنية شعاراً في نضالها .. مثل هذه الأحزاب لا تحتاج إلى موافقات وشرعنة قوانيين لكي تعمل وتنجز أهدافها ..

هذه الأحزاب لا تسعى للوصول إلى السلطة بأي ثمن ، والسلطة ليس عندها حلم أو مكسب أساسي ، ولا تعمل طمعاً بثروات البلاد ومقدراتها ..

وحزب البعث العربي الاشتراكي أن لم نقل هو الحزب الثوري الوحيد الذي يعمل لتحقيق أهداف وطنية وقومية مصيرية في الوطن العربي ، نستطيع أن نقول إنه أنشط حركة ثورية عرفتها الأمة العربية منذ نيسان 1947 فهو حزب استطاع أن يتكيف مع كل قضايا الأمة المصيرية مثل القضية الفلسطينية وقضية المدّ الإيراني الصفوي الذي نشط أبان الثمانينات بوصول الخميني إلى السلطة ومحاولته تصدير الثورة الإيرانية إلى شعوب المنطقة العربية متخذاً من العراق نقطة الانطلاق الأولى والتي جوبهت بخسارة جسيمة بعد معركة شرسة امتدت ثماني سنوات أثبت فيه حزب البعث العربي الاشتراكي أنه حزب قادر على تحشيد الجماهير لدرء تحديات احتلال واستعمار الدول والأمبرطوريات الضخمة والتي تسعى لإعادة أمجادها التي هدمتها مجئ الأسلام العظيم بقيادة نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلمّ..

لنعود للسؤال الحيوي الذي يداهم مخيلة الجميع .. هل يحتاج حزب ثوري مثل حزب البعث العربي الاشتراكي إلى موافقات وقوانيين ليؤدي واجبه النضالي الذي تأسس من أجله..

وهل تحتاج الأنظمة العميلة التي تنصب من قبل أعداء الأمة إلى تشريع قوانيين جائرة لمنع حزب ثوري من ممارسة دوره النضالي المتمثل بتحرير الوطن وإنهاء محنة شعب عانى كل أنواع الظلم والاضطهاد والقتل والتجويع والإقصاء ..

الجواب : كلا ..
فحزب البعث لم يتوقف عن ممارسة دوره النضالي ولا دقيقة واحدة منذ التاسع من نيسان 2003 –تأريخ الاحتلال المشؤوم .. لقد نزع عنه رداء السلطة .. تحرر من بين الأقبية والجدران ونزل إلى الشارع مع الجماهير يقاوم ويقود ويخطط لمشروع أعمق وأشمل وهو مشروع مقاومة الاحتلال وإيقاف المد الصفوي الإيراني ..

رجع الحزب إلى الجماهير مرة أخرى لكن بشكل جديد لأنه حزب يتجدد ويتطور ويسعى نحو التغيير ..

بصورة أوضح ..

تلاشت الاجتماعات المكتبية والندوات العلنية ليس لأنّ هناك قانون صدر يمنع الحزب من ممارسة نشاطاته التنظيمية العلنية لكن الحزب رأى أن فعاليات الحزب السياسية والتنظيمية يجب أن ترقى إلى التحديات التي تواجه ليس العراق فحسب ،وإنما الأمة العربية برمتها والتي تهاوت أقطارها بعد احتلال العراق واحداً أثر الأخر ..

حزب البعث لا يجتث وليس بحاجة إلى قوانيين وموافقات ومباركات لأنه حزب ثوري ، حركة تحرر عربي نشأ لحاجة الأمة .. وهو حزب لا يعترف بأي قانون أو دستور أو أنظمة تصدر عن نظام رجعي ، نظام عميل جاء به الاحتلال وباركته دول الاستعمار دولة اثر دولة ..ورفضته الجماهير وقاومته وثارت عليه وانتفضت ضده ..

حزبنا ، الذي نحن جزء منه ، لم ينقطع عن العمل النضالي التحرري ولا دقيقة واحدة ولن ينقطع وهو ماضٍ في إتمام رسالته الإنسانية الخالدة المتمثلة بتحرير الأوطان والشعوب من التبعية للأجنبي ..

قوانيين الاجتثاث التي صدرت لمنع حزب البعث من ممارسة دوره النضالي التحرري – قانون على الورق – لم يلتزم به حزب البعث ولن يلتزم بأي قانون شبيه سيصدر عن النظام ذاته للأسباب التي أشرنا إليها أنفاً – فحزب البعث العربي الأشتراكي هو قانون الأمة العادل وهو الفكر الذي تحتاجه الأمة لتعيد أمجاد الماضي التليد-امة حرة غير مكبلة بقيود الاحتلال .. أمة عربية واحدة لا تفرقها أنظمة رجعية عميلة ولا استعمار ظالم ينهب ويسلب إرادتها ويتحكم بمصير شعوبها ..

تحية إلى حزب البعث الذي لم يجتثه قانون ولا قوانيين رغم التضحيات الجسام الذي قدمه مناضلوه شهداء ومعتقلين في السجون ومقاتلين في الميادين ..

رحم الله شهداء البعث المقاوم والسائر على درب التحرر ..






الخميس ٩ ربيع الثاني ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / كانون الثاني / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب كلشان البياتي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة