سألتني إبنتي ذات الثمانيه أعوام بفضول طفلة تبحث عن إجابه يرضي بها عينينها المتسعتين كقمرينِ متجاورين ..
وعلى قدرِ حزني أن ذاكرتها البريئه لم تختزن بعد بعبقِ ذلك اليوم الذي تسائلني بفضولِ عنه ولم تشهد طقوسه البهيه، إلا أني فرحت بسوآلها هذا ..فقد أعادني لأيامٍ مضت ولكنها لم تزل تنبض في وجداني بنفس القوه مهما أتى عليها الزمن ومضى.
فأجبت بحبور..
ياأبنه:
*هو زغاريد الأمهات الطيبات عند الأبواب الحانيه يملئ صداها افق آب اللاهب فيزهر
ندى وفراشاتٍ بهيه.
*هو هروله الآباء والاخوه. مهرعين لأسطح المنازل كي يطلقوا بعض العيارات الناريه إبتهاجاً وفرحاً.متبارين فيما بينهم من سيحضى بعددٍ أكبر من تلك الاطلاقات .
*هو إكتضاض الشوارع بأرصفتها المزدانه بالأشجار بسيارات المحتفلين يلقون الحلوى والملبس والورود على الماره ويتراقصون بغبطةٍ محببهٍ وعفويه.
*هو تلك الدكاكين البسيطه والاسواق الجميله مشرعة ابوابها توزع مجاناً لكلِ من يمر من أمامها ، فذاك يوزع العصير وهذا الكيك والبقلاوه وآخر أخرج قطع الاقمشه الملونه وكأنه أحس بالغيره من جاريهِ فكيف سبقوه الى كرنفال الفرح بالنصر.
*هو ساحة الاحتفالات تغص بالاجساد الفرحه تتراقص وتغني وتتغنى وتردد بعفويه جميله" والله النصر يلوك النا".
*هو إبتسامتهُ الحانيه وعينيهِ المتقدتين عنفواناً وعبائتهِ السوداء وزيهِ العربي المتميز ، مفاجئاً تلك الجموع وهو يلوح للمحتفلين بيدهِ الابويه مشاركاً اياهم فرحهم واحتفالهم العفوي بكلِ شغف.
* هو صوت أبي منادياً لأخوتي على عُجاله أن يهرعوا مسرعين الى قصاب الحي قبل أن يكتض حوله البقيه كي يقوم بنحرِ الذبائح التي قُدمت قربانا وابتهاجاً في ذلك اليوم.
*هو مقداد وصوته الجهوري الشجي عندما القى على مسامعنا المتلهفه بيان البيانات بعيون متلئلئه يعلوها فرحٌ غامر.
* هو أهزوجة:
على ظهور الشكر شدوا الخياله
حلو نوط الشجاعه يلوك لرجاله
دايم يانصر بيد العراقيين
ويظل صدام شمس الوطن وهلاله.
ثم ليكمل من بعدها ياس خضر اغنيته الرائعه:
والشوارع من الفرح تحضن الناس
مدري هيه الناس من كثر الفرح تملي الشوارع.
* هو تلك النسوه ممن شاء الله إن يضعن حملهن بذات اليوم ليسمين اولادهن بأسمِ نصر وبناتهن بأسم إنتصار ، تيمناً بذاك اليوم البهيج.
* هو تلك الدماء الزكيه التي روت تراب هذا الوطن العريق دفاعا واستبسالا وطواعيه طيله 8 سنوات ضد عدو طامع مجرم لتبقى امكِ وانتِ حيه معافاة وكريمه
