مهما حاول البعض طمس حقائق معينة فليس بمقدورهم ذلك خاصة عندما تكون تلكم الحقائق مرتبطة بجماهير واسعة.

ان الحرب التي فرضتها ايران على شعبنا لها رؤى عديدة وفي موضوعي هذا سأخصص الحديث عن الأسرى ولن احتاج لطرح أمور معينة لأقنع القارئ بصحة وصواب ما اطرح. ففي كل بيت عراقي معاناة أسير قد يكون أخ أو ابن أو أب أو جار أو قريب أو ابن عشيرة. فالأسير حاضر موضوعه في اسرة عراقية. ولذا فالجميع يعلم كم عانى اسرانا من معاملة سيئة لا تنسجم أبدا مع تعاليم ديننا وجوهره الانساني. هذه المعاملة التي تصل في بعض الاحيان الى التصفية الجسدية .. ومعاناة أسر الأسرى ممن منعوا عن التواصل مع أباءهم وبلا مبرر الا زيادة الأذى. ففي الوقت الذي ادعت ايران بانها جمهورية اسلامية كان واقع الاسرى تشير بوضوح الى جوهر الفكر الفارسي البغيض ..

كانت صورا عبر التليفزيون تنقل صورا لأسرى ايرانيين وهم يغادرون العراق ( بلد الرافدين ) وهم بصحة جيدة وملابس انيقة مرتبة ونظيفة ويحملون المصاحف الشريفة واقسم بالله وللتأريخ أقول ان العراقيين في اليوم التالي يقارنون كيف كانت صور الاسرى الايرانيين التي كانت تنقل عبر صور من المعركة حيث كان البؤس والشقاء ورثاثة الملابس والعيون الخائفة والحائرة ي ما تؤشر عليهم عند اسرهم وكم اختلف وضعهم.
فكانت المقولة بين العراقيين ( شوفوا شلون احنا نداري اسرارهم وهم يأذون أسرانا ... يا الله وجماله يقولون دولة اسلامية ) كان هذا رد الشارع العراقي ونبضه.

في يوم النصر الخالد نستذكر هذه الحقائق ونذكرها للآخرين ممن اختلطت عليهم كثير من المور ... وفرصة الاستذكار والتذكير هي فرصة لمراجعة الذات العراقية النقية .. فرصة العودة الى واقعنا الجميل والذي تجسد في يوم النصر حيث لم تكن تفرقنا طائفية بغيضة أو عنصرية مقيتة وكانت بلادنا جميلة بأهلها والتنوع فيها كالورد الجميل يزينها ويزيدها جمالا.

كان الجار هو الاخ والصديق واهل المنطقة اسرة واحدة بقيم وخلق رائع وكان العراقي يتحرك في بلده بين المحافظات ولا يملك أيا كان ان يقول له لم ايت هنا. كان دفء العاطفة وصدقها والامان ما يؤطر حياتنا نحن العراقيين؟

استذكار يوم النصر فرصة لتحرير الذات العراقية من كل ما جاء به المحتل البغيض واعوانه والعودة الى عراقيتنا الجميلة والغيرة العراقية وما اجملها ليلتم شملنا ببلدنا الغالي العراق.