شبكة ذي قار
عـاجـل










تشهد مدينة نواكشوط هذه الأيام حضورا دوليا للمشاركة في الندوة المنعقدة حول الإرهاب. و مع أن العالم ليس متفقا بعد على تعريف موحد لمفهوم الإرهاب ، إلا أن الواقع يؤكد أن ما تقصده الولايات المتحدة الأمريكية و حلفاؤها في هذا المفهوم هو السائد ،و أن بقية الأطراف الدولية الأخرى تبقى مجرد أدوات لفرض أهداف أمريكا في حروبها العالمية المدمرة تحت ذريعة مكافحة الإرهاب.

فالإرهاب بالمعنى الأمريكي يشمل قوى المقاومة و الممانعة لغطرسة الأمريكيين. فكل من يرفض العبودية للأمريكيين يدخل في نطاق الإرهاب ، وبالتالي يجب على " المنظومة الدولية " أن تحاربه . وكل من يرفض الاحتلال الاستيطاني للصهاينة هو إرهابي في التعريف الأمريكي. و إلى وقت انعقاد هذه الندوة لم تجرؤ أية جهة على القول للأمريكيين أنتم من نشر الحروب في العالم ، و دمر المدن على رؤوس سكانها ، و تسبب بتيتيم ملايين الأطفال و ترميل ملايين النساء ، و تتسبب في دموع بمقدار البحار و مياه الأمطار .. أنتم الأمريكيون من أرتكب الفظائع التي يندى لها جبين الوحوش في البراري .

إننا في عالم يحكمه الأنذال ، و يهلك فيه الأفاضل ؛عالم تعلو فيه كلمة النفاق و تنسفل فيه كلمة الحق .أيها الملتئمون حول الإرهاب ᴉ لماذا لم تسألوا الأمريكيين عن جرائمهم في العراق ؟.. لماذا لم تستوقفوهم حول جردة حساب على الذي ارتكبوه من أفعال منافية للإنسانية في هذا البلد ، وعن أفعال الذين جاؤوا بهم من الحرامية ؛الذين عاثوا في العراق الفساد و قتلوا العباد و خربوا الحضارة ، و حطموا كل ماله قيمة في هذا البلد ؟. لماذا لا تستوقفوا الأمريكيين في جردة تقييم لحصيلة << العملية السياسية البائسة >> في العراق ، التي كانت السبب في ظهور الارهاب الائفي من جهة أخرى ؟ .

ألم تكن أمريكا هي من خلق بيئة الإرهاب في ما يسمونه بمنطقة الشرق الأوسط ، اولا بزرع و حماية و الكيان الصهيوني الغاصب لأرض شعب من أعرق شعوب الأرض في التاريخ ؟.. ألم تكن أمريكا هي من خلق فراغا استراتيجيا في العراق و جلبت إلى هذا الفراغ كل ما يمكن تخيله من شذاذ الآفاق لفرض واقع "الفوضى الخلاقة " ؟ ᴉ.

إن العالم عليه أن يصحو من غيبوبته و يتحرر من عقدة الخوف من الأمريكيين ، وعليه أن يحملهم كل ما تعانيه شعوب العالم من حروب و ويلات و دمار و خراب و إرهاب ؛ لأنهم بكل بساطة و موضوعية و إنصاف هم من تسبب و يتسبب في هذه المآسي الإنسانية ؛لقد أدرك العراقيون هذه الحقيقة التي حاول عملاء <البلوى السياسية الإحتلالية > طمسها لمدة أكثر من عقد من الاحتلال الأمريكي لبلدهم ، ولكن شعب العراق بمقاومته التاريخية المسلحة ضد الاحتلال الأمريكي ، و مقاومته السياسية و الفكرية و الثقافية و القومية ضد الاحتلال الفارسي الإيراني ، خصوصا في جنوب العراق ؛ تقول كل هذه المقاومات على كل هذه الجهات و تؤكد أن إنقاذ منطقة الشرق الأوسط خصوصا ، و الوطن العربي و العالم عموما ، من الإرهاب يكمن في دعم الثورة الشعبية في العراق و دعم ثورته المسلحة لقبر المشروع الأمريكي – الإيراني – الصهيوني الذي هو الإرهاب بعينه .إن أي ندوات حول الإرهاب ستبقى نفاقا في نفاق ، و طمس في طمس للحقيقة ، ولن تكون لها جدوى ما لم تراجع الولايات المتحدة الأمريكية مشاريعها العدوانية و الإرهابية ، منذ تأسيس الكيان الصهيوني العنصري في فلسطين ، و ما استتبع ذلك من جرائم أمريكية لحماية هذا الكيان الشيطاني اللعين ..





الثلاثاء ١٠ ذو القعــدة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٥ / أب / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد الكوري ولد العربي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة