شبكة ذي قار
عـاجـل










الذي يحيرني، حقيقة وواقعاً وصراحة، سؤال يلح عليّ فيوجعني ويؤذيني ويمضني، وهو: هل كان أجدادنا في العشرينيات من القرن الماضي أكثر وعياً ووطنية وعروبة منا الآن حين لم يقبلوا إلا بملك عربي من أنجال الشريف حسين يحكم بلادهم؟

نحن الآن قبلنا وانتخبنا أناساً متعددي الجنسيات وسكتنا، ولم يعمل أحد من الذين انتخبناهم للعراق وكلهم عملوا لبلدان جنسياتهم، وحين تظاهرنا لم نتظاهر لتغييرهم وإحلال وطنيين يحبون العراق محلهم، وبلعنا حقيقة أنهم حاربونا مع إيران وقتلوا أبناءنا وعذبوا أسرانا ويفخرون أمامنا بذلك، لم نتظاهر على ذلك ولا على دستور فصلوه على مقاييسهم، ولا على عملية سياسية حشوها بالألغام والمطبات لتفريقنا، وهاهم يمارسون، منذ ولاهم المحتلون، هوايتهم في قتلنا بشتى الأساليب وسائر الطرق من الاغتيالات إلى نشر الأمراض إلى الاعتقالات والتعذيب إلى المتفجرات والانفجارات التي تحصدنا حصداً، حتى هذه اللحظة، وإلى الآن هناك بين المتظاهرين من يطالبهم بالماء والكهرباء والخدمات التي من واجب أية حكومة أن تقدمها لشعبها من دون منة ولا تفضل.

وفوق هذا كله يطالبوننا بأن نحمد الله على أنهم خلصونا من نظام كان الأمن سائداً خلاله في البلاد ومن أناس ثبت احترامهم للمال العام ولم يقصروا في تقديم الخدمة للشعب وكان العراقي مرفوع الرأس أينما ارتحل من القطب المنجمد الجنوبي إلى القطب المنجمد الشمالي.

يروى أن المنصور قال لأهل الشام: ألا تحمدون الله الذي رفع عنكم الطاعون منذ علينا أمّركم؟ فقال له رجل: الله أعدل من أن يجمعك والطاعون علينا، فسكت، ولم يزل يطلب عليه العلل حتى قتله.

وهكذا هو فعل الطغاة على مر الأزمنة والدهور.

ونسكت أيضاً، فقد أدمنّا السكوت، والحديث يدور عن مرشح جديد لرئاسة حكومة الاحتلال لا يختلف عن الكلاب التي أجهد المحتلون أنفسهم في تربيتها إلا في أننا لم نسمع نباحه كأصحابه، إلى الآن، ذلك هو المهندس عماد ضياء الخرسان الذي كان ضابطاً مجنّداً في مديرية الأشغال العسكرية في أواسط السبعينيات وهو قريب الجاسوسة الإيرانية فاطمة الخرسان التي نالت جزاءها لثبوت خيانتها العظمى بالتجسس، وهذا الخرسان جاء مع قوات الاحتلال الأمريكي وهو أمريكي الجنسية ومن التبعيّة الإيرانية في العراق أوكلت إليه صفة رئيس مجموعة إعادة إعمار العراق والتي كانت مليئة بالشبهات لما تمت سرقته من الأموال المرصودة لإعادة إعمار العراق في حينها، وكان هذا الخرسان أحد أعضاء الفريق الذي عمل مع الحاكم المدني سيّء الصيت بريمر، وهو أحد الثلاثة الذين كلّفهم بريمر واعتمد عليهم في فتح قناة للتواصل والتعاون مع السيستاني وبالتنسيق مع حسين إسماعيل الصدر وكيل السيستاني في الكاظمية في بغداد الذي قبّل بريمر من فمه وهذا ليس بموضوعنا الآن، وقد أوصل عماد الخرسان وحسين الصدر رسائل بريمر الى السيستاني والتي أثمرت في نهاية المطاف عن دفع 200 مليون دولار إلى السيستاني، كما ذكر ذلك في مذكراته رامسفيلد ولم يرد عليه أحد لا من المرجعية ولا من ذوي الشأن والصلة، ثمناً لمنعنا عن الجهاد في سبيل الله ومحاربة الكفرة الذين داسوا أرضنا وأذلونا.

فإلى متى السكوت ؟
إنه ابتلاء، كما قال ذلك الرجل للمنصور، ولكن بطواعين لا بطاعون واحد، ونحن نحتاج إلى حملة واسعة لتشجيع المنتجات الوطني ورمي ما أنتجه الاحتلال لنا من وجوه كالحة في مكبات القمامة.

ألم أقل لكم إن السؤال موجع، والإجابة عنه أكثر إيجاعاً؟





الخميس ٢٤ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة