شبكة ذي قار
عـاجـل










 

هناك أشخاص تظل تشعر أن دنيا وطنهم تحتاج إليهم على الرغم من أنهم رحلوا في طريق الخلود وصاروا تراباً لكن روحهم تظل معك وتبقى ذكراهم شاخصة يستلهم منها الناس ما يعينهم على محن دنياهم.

من هؤلاء الأشخاص الراحل الكبير الصديق محسن خليل الذي تمر اليوم 11 – 10 – 2015 ذكرى رحيله الخامسة.

لم يكن محسن خليل شخصاً عادياً في دنيا وطنه ولا مواطناً عادياً عاش على ظهر كوكبه ومضى، فهو ترك في دنيا وطنه علامة وخلد على وجه الأرض بصمة ومضى، بما خلفه لنا من منجز فكري نستلهم منه الثبات وليكون زاداً لنا في مهمتنا الكبرى وهي تحرير العراق، ومصباحاً ينير للعراقيين ظلمة الاحتلال ودليلاً إلى الطريق المفضي للتحرير.

 

صار سفيراً للمقاومة العراقية، وأظن أني من أطلق عليه هذا اللقب بحق، فقد كان خلال النظام الوطني قبل الاحتلال سفيراً للعراق في جامعة الدول العربية، وواصل مهمته سفيراً لمقاومة وطنه، وظل السفير الشرعي للعراق حتى ارتحل عن هذه الدنيا.

وسواء اختلف بعضهم معه أو اتفق حسب زاوية رؤيته من النظام الوطني، لكنه يبقى عراقياً من لب المعاناة العراقية وليس غريباً كالذي جاءت بهم الدبابات الأمريكية وجمعتهم من الزوايا العفنة المعتمة في العالم، وقالت: هؤلاء عراقيون ويجب أن ترضوا بهم حكاماً عليكم، وفصلت لهم دستوراً وقانون انتخابات على مقاسهم الرديء فقادوا البلد إلى أبشع ما مرّ به في تاريخه منذ خلقه الله.

وكما كان يقول الراحل الكبير: "المعتقل من أعتقل نفسه داخل المنطقة الخضراء خوفاً من الشعب، ومن توسل ببقاء المحتل ليحميه.. والأحمق من ركن إلى حماية من عجز عن حماية جنوده".

نعم، كان محسن خليل عميلاً، ولكن لوطنه لا لفرنسا ولا لغيرها كمن جاء بعده، وبذل دمه وجهده وعصارة فكره لإعلاء اسم بلده لا لكي يسرق وينهب ويدمر العراق ويمارس إبادة شعبه.

لقد استغرقت في المقارنة الحرام بين تبر وتراب وسيف وعصا، وهي مقارنة غير جائزة أصلاً، ولكن قادنا إليها ما نرى من وصول وطننا إلى قاع لم تبلغه أمة من الأمم ولا وطن من الأوطان ولا بلد من البلدان عبر مر العصور والدهور.

وأكرر: مؤلم أن يختطف الموت عزيزاً في وقت يحتاج إليه الجميع، وفي وقت عسير يمرّ وطنه وشعبه بأدقّ الظروف وأقسى المحن.

فسلام عليك أبا بسام يوم ولدت ويوم ناضلت ليرتقي وطنك الذرى ويوم رحلت عنا ويوم تبعث حياً، ونم قرير العين فشعبك انتفض كله على من أراد به السوء والردى.. وغداً سيحرر وطنه من قذاراتهم ويرتقي به إلى الذرى مجدداً.

سلام عليك أبا يسام وسلامة لأبنائك وأهلك ومن سار في دربك.





الاحد ٢٧ ذو الحجــة ١٤٣٦ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سلام الشماع نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة