شبكة ذي قار
عـاجـل










ليس هناك من عربي شريف ولا فلسطيني في عموم أنحاء فلسطين والعالم من يقبل بسلوك سلطة أوسلو ، ولا باتفاقية أعادت النضال الوطني الفلسطيني إلى الوراء أكثر من خمسين عاماً ، في اعترافها بالحق التاريخي الفلسطيني للصهاينة المغتصبين، والدوس على الحقوق المشروعة لشعب شردته الصهيونية والامبريالية العالمية في كل أنحاء المعمورة ، لأن هذا الكيان الغاصب لا يعترف لا بحق العودة ، ولا بالقدس عاصمة تاريخية ، ولا بحقوق اللاجئين الذين عانوا ، ومازالو يعانون من شظف العيش وقسوة الحياة ، لاقامة وطن قومي لليهود على أرضهم ، حتى سلطة أوسلو وكل فرسانها لا يملكون قرارهم بأيديهم ، ولا يستطيعون الحركة إلا بتعليمات الجندي الصهيوني المرتزق على الأرض ، وبشكل خاص على معابر الدخول إلى فلسطين ، والكيان الصهيوني مجرد وجوده عدوان ، ولا يجوز التعامل معه إلا من خلال المقاومة ، فالتعامل معه بأي وسيلة من الوسائل سواء أكانت رسمية أو شعبية هي خيانة لمبادئ الأمة العربية .

الحياة على الأرض الفلسطينية باتت تطحن الفلسطيني مابين مطرقة الاحتلال وسدانة السلطة ، من أجل تهجير أكبر عدد ممكن من أبناء فلسطين لتخلو فلسطين من مواطنيها ، ليتمكن الصهاينة من تنفيذ كامل مشروعهم الذي يعتمد على اغتصاب الأرض دون مواطنيها ، ليحل مكانهم مرتزقة من شتى أنحاء العالم ، لاقامة الامبراطورية الصهيونية ، وسلطة أوسلو تعيش في وهم الجلوس والتفاوض مع عتاة الصهيونية ، لمنحهم بعض ما تجود به أنفس المجرمين .

لم يعد هناك من خيار أمام شباب فلسطين الذين ولدوا في زمن الاحتلال الصهيوني ، واحتلال سلطة أوسلو بعد أن فقدوا الأمل والثقة في هذه السلطة المنبطحة أمام عنجهية نتنياهو وأمثاله ، في عدم التحرك باتجاه المواجهة في وجه هؤلاء الصهاينة المغتصبين إلا الانتفاضة ، التي تستهدف كل الصهاينة ومرتزقتها على الأرض على امتداد الوطن ، فالانتفاضة توحد فلسطين والفلسطينيين في عموم الأرض الفلسطينية، والانتفاضة تعيد الكرامة المهدورة من قبل الاحتلال والسلطة التي تدفع باتجاه السير في ضوء تعليمات هذا الاحتلال ، والتي لم تعد تملك من أمرها شيئاً ، فهي اعتراف شرعي لحق اليهود في فلسطين كما يزعمون في هلوساتهم الدينية .

الانتفاضة الثالثة باتت مطلباً وطنياً ضرورياً لمواجهة هذه المعاناة التي يعيشها المواطن على الأرض ، وهي حماية له من سياسة التجويع التي تعد مقدمة لسياسة التهجير ، واخلاء الأرض الفلسطينية من أصحابها الشرعيين ، كما هي الرد الحقيقي لوجود الاحتلال ، فلا يمكن لأي محتل من مغادرة الأرض المحتلة إلا بالقوة ، ولا يمكن لأي عاقل أن يقنتنع بأن الحق يمكن أن يمنح ، فالحق ينتزع بالمقاومة ، ولا سبيل لاسترداد الحقوق في كل تجارب العالم التاريخية إلا من خلال المقاومة ، وما تقوم به سلطة أوسلو من ممارسات هو احباط لدور الشباب في المقاومة ، عندما تقول لا يجوز أن تجرنا "اسرائيل" إلى العنف ، فهذا العنف مقاومة مشروعة لاستعادة الحقوق المغتصبة ، وما من شعب حر كريم يقبل أن يعيش في كنف الاحتلال أمام اغتصاب أرضه ، وهدر كرامته وضياع حقوقه .

في الانتفاضة ولادة قيادة جماهيرية شعبية تقود زمام المقاومة ، وتقف بالمرصاد لكل تحرك صهيوني على الأرض ، وتبرمج عمليات المقاومة ، وتعطل حركة الكيان الصهيوني السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية ، ولا تسمح لأحد من اختراق جبهة الشعب المقاوم ، فأعين الجماهير ترصد كل حركة على الأرض ، وتطهر الأرض من كل المتعاونين من المرتزقة ، والمتعاونين مع سلطة الاحتلال ، وتنهض بالكرامة ، وتعلي من دور الوحدة والتضامن ، وتدفع باتجاه أن يمتلك الشعب سلطته بيديه ، فهو صاحب الحق الأول في تقرير مصيره ، الذي لن يكون إلا من خلال هزيمة العدو في أرض المعركة .

ليعلم كل عربي أن من واجبه الوقوف مع أبناء فلسطين في المقاومة ، وتباشير اندلاع الانتفاضة الثالثة ، فنحن على الضفة الأخرى من الأردن واجبنا الدعم الأكبر لأن الخطر الصهيوني يهددنا وجوده ، وعلى الذين يتاجرون بدعاية الخوف من الوطن البديل أن يعلمو أن الفلسطيني الصامد على أرضه هو من يحميهم من الوطن البديل لا بطولاتهم الدينكاشوتية ، فالكيان الصهيوني يحلم باقامة وطن بديل للفلسطينيين لتخلو له كامل فلسطين ، ولكن من يقف في وجهه هذا الصمود البطولي لأبناء فلسطين ، الذين يتجذرون في أرضهم رغم كل ما يعانوه ، وهم بانتفاضتهم المباركة باذن الله سيحررون الوطن الفلسطيني ، ويحررون العرب من الخطر الصهيوني ، لهذا فالشباب الفلسطيني المقاوم يقف في الخندق الأمامي دفاعاً عن فلسطين وكل العرب ، ورحم الله الشهيد صدام حسين عندما كان يدعم كل شهيد وجريح على الأرض الفلسطينية ، لتعزيز صمود أبناء فلسطين وتعظيم دور المقاومة التي يقومون بها .

الانتفاضة الثالثة على الأبواب ، وعلينا جميعاً التخندق في خندقها ، فهي طريق أمتنا إلى النصر والتحرير ، وهي مقدمة لانتفاضة كل أبناء الوطن العربي في كل بقعة عربية من الوطن العربي ، للانتفاضة في وجه المحتلين والمعتدين في كل من العراق وسوريا واليمن وليبيا ، وكل أرض تعاني من العدوان الصهيوني الامبريالي الفارسي.

dr_fraijat45@yahoo.com
 





الاربعاء ١ محرم ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٤ / تشرين الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة