فحينما يفدي المرء وطنه , ويحمل روحه قربانا لقضايا وطنه وشعبه وامته , ويرحل في ابهى صور الوفاء والفداء , وحينما تكون رسالته العدل والمساواة , العزة والكرامة , سمو الوطن ورفعته , وعزة شعبه وامته , تاريخ الوطن وحضارته , وكرامة شهدائه الخالدين , وليتسع الوطن لكل اهله , يجمعهم الحب والانتماء والولاء , حينما يكون المرء كل هذا واكثر , فما اسماها من رسالة وما اعظمها من مسيرة . وحينما يكون هذا المرء رجلا عظيما بحجم عبدالرزاق عبدالواحد , نهر العراق الثالث الخالد , الذي سما وهو يحلق في ربوع القمم , وزرع فينا جميعا الأمل , وثبت منا المبادىء والقيم , وجدد في قلوبنا جميعا الحياة , ذلك العظيم الذي عاش لوطنه وامته , لم يتنازل عن ذرة من ترابه , وبقي واقفا حتى اخر انفاسه وهو يعظم الشهداء , ويرسي فينا قيم النضال والفداء , عاش والعراق ينبض في شرايينه , وامته تسري في نبضه , لم تهزه كل جرائم المستعمرين واذنابهم , ولا عروض العملاء التي انهالت عليه تباعا , وقال كلمته في كل مناسبة ومحفل , انا ابن العراق ورفيق قائده الشهيد صدام المجيد , انا ابن العراق لا اقف الا شامخا شموخ نخله , انا ابن دجلة والفرات شرايين العراق الدافقة النقية , قالها وهو صابر صبر ايوب , صبر العراق وهو يحتمل , ومخرز الموت في جنبيه ينشتل .
نعم فعندما يكون الرحيل لقامة بحجم عبد الرزاق , تعرف حقا معنى ان تنتمي لوطن بحجم العراق , فهذه القامة العظيمة قد مثلت العراق وشعبه خير تمثيل , فمنه كان الوفاء , الفداء , والمكارم التي فيها سمو الأخلاق , الشموخ الوصف الذي يرافق دوما نخل العراق , وكان البهاء في الحرف والتعبير فكان اجمل الأرض عليها تغفو وتستيقظ الاباد والازل . لكنه العراق ايضا حينما يعتدي الأشرار لا يعلم الا الله ما قد يفعل الغيض فيه حين يشتعل .
غيبت المنية قامة عربية باسقة بمسيرة حافلة بالعطاء والانتماء والوفاء , مسيرة في كل خطوة منها عبرة , وموروثا بالمبادىء والسمو , ومُثلا ورؤى تنير طريق الباقين , نعم رحل عبدالرزاق عبدالواحد بعد ان رسخ منهجا قويما بمعنى ان تنتمي لوطنك وامتك وشهدائها الخالدين الأطهار , رحل وهو ثابت راسخ متجذر بثرى وطنه ومتمسك بوحدة امته , لم تغريه كل عروض الخونة والعملاء , ولا دعوات المستعمرين والطامعين , رحل ليبقى خالدا في ذاكرة الاحرار والمنتمين للوطن والأمة والشهداء الخالدين , يضمد جراحهم النازفة , ويزرع في خطاهم الأمل , ويثبت منهم المبادىء والقيم , ولتبقى حروفه خالدة جريان دجلة والفرات , وليبقى اسمه شامخا شموخ نخله الباسق , وليبقى صداه كما العراق ثابتا مؤمنا ان نصر الله قريب , نصر الله قريب .
رحم الله ابا خالد نهر العراق الثالث الخالد
ورحم الله شهداء العراق العظيم
وما النصر الا من عند الله
لجنة الوفاء للشهيد صدام حسين وشهداء الأمة في العراق والاردن