شبكة ذي قار
عـاجـل










بعد جريمة الارهاب التي قام بها امريكي مسلم من جذور باكستانية وزوجته ، والتي أودت بحياة (14) قتيل و (17) جريح من مواطني الولايات المتحدة الامريكية ، وقد اثارت ضجة في عموم امريكا لبشاعتها ، والتساؤلات التي حاولت معرفة الأسباب وراء مثل هذه الجريمة النكراء ، التي أودت بحياة أناس ابرياء أياً كانت الاسباب وراء من افتعل هذه الجريمة ، فلا ذنب لهؤلاء الناس الذين تركوا وراءهم من يبكي عليهم ، وما تركته هذه الجريمة في نفوس المواطنين على امتداد الساحة الأمريكية .

أن تصدر مثل هذه العملية البشعة من قبل مسلم وزوجته ، فقد دفع بالبعض من الموتورين إلى اتهام الاسلام بدين القتل والارهاب على عكس تعاليم الاسلام السمحة ، التي تدعو للعدل والمساواة واحترام الرأي والرأي الآخر ، ورفض العنف ، فقد كانت وصية الخليفة الأول لجيوش المسلمين واضحة تماماً على عكس ادعاءات أعداء الاسلام ، من هؤلاء الموتورين من انتشار الاسلام وتقدمه بين المواطنين الامريكان ، على الرغم من سوء ممارسة الكثير من أتباعه ، ولكن هناك تمييز واضح بين بعض المسلمين في سلوكهم وبين الاسلام في تعاليمه.

ترامب أحد الشخصيات الامريكية الذين يتسابقون في الانتخابات الامريكية الاولية للرئاسة، حيث يبدأ السباق بين المتنافسين للوصول إلى مؤتمر الحزب الذي ينتمون إليه ، ويطمح أن يكون اياً من المرشحين مرشح الحزب ، كخطوة أولى للترشيح في المنافسة مع مرشح الحزب الآخر للوصول إلى البيت الابيض ، وهو من أغنى المرشحين الجمهوريين في السباق من جهة، ويحصل على أعلى نسبة بين المرشحين الجمهوريين من جهة أخرى ، وكما هو معروف عن الحزب الجمهوري هو حزب يميني يختلف في سياساته عن الحزب الديمقرطي الذي يضم بين صفوفه الاقليات المتواجدة على الساحة الامريكية وهو راديكالي في سياساته .

ترامب بعد جريمة كاليفورنيا اصدر بياناً يندد به بالعملية الاجرامية ، ويطالب بالحضر على المسلمين لدخول أمريكا ، وهي دعوة كراهية تماثل السياسة المكارثية التي عمت امريكا في الخمسينات ضد الشيوعية وكل الافكار التقدمية ، فحصدت الكثير من أصحاب الرأي والمتنورين في المجتمع الامريكي ، فهذه دعوة كراهية لمعتنقي الديانة الاسلامية لا ذنب لهم فيمن يمارس الارهاب ، فدينهم لا يحث على الارهاب ، وليس كل من يمارس الارهاب من المسلمين يعبر عن العقيدة الاسلامية ، والارهاب لا دين له ولا وطن ولا جنس ولا عرق ، وما يجري من عمليات ارهابية ليس لمن ينتسب للديانة الاسلامية نسبة فيها تزيد عن ال (17% ) ، وما يزيد عن الثمانين بالمئة هم من أتباع الديانات الاخرى ، ولماذا يتحمل الاسلام واتباعه جريمة الارهاب ، فالدعوة التي اطلقها ترامب دعوة ظالمة ، وهي دعوة مقصودة لمحاربة انتشار الاسلام في امريكا ، وقد أعلن البيت الابيض على لسان اوباما أن دعوة اوباما مرفوضة وهي ضد القيم الامريكية ، والارهاب الذي يصدر من داعش باسم الاسلام لا يمثل الاسلام ، والدعوة هذه تؤكد على انتصار الارهاب على قيمنا .

لسنا في معرض الدفاع عن الممارسات الارهابية اياً كان مصدرها ، ولكن ما يعزز التهمة لدى الآخر هو السلوك الذي يصدر من بعض المسلمين ، وعلى الرغم أنه لا يمثل الاسلام، ولكنه باب من أبواب محاربة الاسلام وتشويهه ، حتى هذه التنظيمات الارهابية مخرجات أفعالها اجرامية تعود على الاسلام بالضرر ، مما يعني علينا أن نحصن أنفسنا من الاساءة لديننا ، ومن أجل كسب الآخر من خلال سلوكنا .

الدين المعاملة فلا يكفي أن نقيم الفرائض ، ولكن من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا خير في صلاته ، ورسولنا الكريم يقول من أذّى ذمياً فقد أذاني ، والاسلام في عموم جنوب شرق آسيا انتشر من خلال سلوك تجار المسلمين ، علينا أن نغلق أبواب الكراهية إلا فيمن اعتدى علينا في بلادنا نواجهه ، وليس كل مواطن مسؤول عن افعال حكومته ، فمن منا يتحمل تبعيات سلوك حكومته وهي تدعي بأن دينها الاسلام .

علينا في امريكا ان نقارع الحجة بالحجة ، ونثبت أن ما ذهب إليه ترامب فيه دعوة للكراهية ، وعلينا في بلادنا العربية وعلى مستوى الحكومات أن تعلن رفضها لدعوة الكراهية التي أطلقها ترامب ، وأن نحذر من تبعيات مثل هذه السياسات على مصالح المواطنين جميعاً ، فمن يريد ممارسة الحضر على رعايانا نمارس معه بالمثل ، فكم هي مصالح الولايات المتحدة مع البلاد الاسلامية ، دعوة الكراهية هذه يجب أن تواجه بالحزم والرفض والادانة ، فليسأل ترامب وغيره من السياسيين الامريكان ماذا تفعل السياسة الامريكية في بلادنا ؟ ، ومع ذلك نحن نصر على عدم ايذاء المواطن الامريكي الذي لا ذنب له في سياسة حكومته .

dr_fraijat45@yahoo.com
 





الجمعة ٣٠ صفر ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١١ / كانون الاول / ٢٠١٥ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة