شبكة ذي قار
عـاجـل










لن يكون في مقدور أي سلطة على الارض بالتعامل مع التنظيمات الارهابية ، بعيداً عن السلطة الوطنية والجيش الوطني الذي يملك كل المعطيات التي تؤهله بتحقيق النصر على الارهاب القادم من خارج الحدود ، والمتمثل في التنظيمات الارهابية الخارجية ، سواء أكانت ايرانية أو افغانية ، أو من أي منطقة يسهل تجنيد المرتزقة منها في العالم ، بعد إنهيار الأمن في العديد من مناطق العالم ، وفشل السلطات المحلية في ضبط الأمن في مناطق هيمنتها وسيطرتها .

السلطة الوطنية وحدها من تملك القاعدة الشعبية والحاضنة الجماهيرية لقواتها الوطنية ، للتخلص من كل هؤلاء الارهابيين ، ومن تنظيماتهم الذين جاءوا من خارج الحدود ، ليس بدافع وطني ولا ديني ولا أخلاقي ولا إنساني ، فقط شهوة المال هي التي سيطرت على أعمال المرتزقة الذين كثيراً ما يتم تجنيدهم بديلاً عن زج القوات الغازية للدول الكبرى ، فالامريكان وكذلك الروس وكل من يسير في فلكهما مسؤول عن وجود هؤلاء المرتزقة ، كما أن للفرس دوراً كبيراً في خلق هؤلاء المرتزقة من خلال التعامل مع النفس الطائفي .

لم ينتشر الارهاب في العراق إلا بعد ضياع السلطة الوطنية ، وترك الحبل على الغارب للتنظيمات الارهابية التكفيرية ، تنظيمات الميليشيات الطائفية التي جاءت من خارج حدود العراق ، وبشكل خاص من ايران وتسلل تنظيم القاعدة ، وما تفرع عنه من تنظيمات ارهابية مثل تنظيم داعش وجبهة النصرة ، وما تمارسه سلطة المنطقة الخضراء في العمل على تأجيج الصراع الطائفي .

لقد انتشر الارهاب في العراق بعد إنهيار السلطة الوطنية ، وهيمنة التنظيمات الارهابية التكفيرية ، وبسبب ضعف السلطة في المنطقة الخضراء ، وفسادها وعجزها عن أداء دورها ، لغياب الحس الوطني لديها من جهة ، وبعدها عن الاحساس بالانتماء لوطن باتت أشلاؤه ممزقة ، بفعل الغزو والاحتلال ، وهؤلاء المرتزقة الذين جاءوا مع دبابات الغزو والاحتلال كان جلّ همهم السرقة والنهب وتدمير الوطن ، وتمزيق نسيجه الاجتماعي .

لا بديل عن وجود سلطة وطنية للوقوف في وجه الارهاب ، وعندما نتحدث عن العراق ، فقد أكد النظام الوطني الذي حكم العراق قبل الغزو والاحتلال الامريكي ، كان نظاماً بعيداً كل البعد عن الطائفية والاقليمية ، فكانت رؤاه قائمة في التعامل مع المواطنين على أساس المواطنة ، فليس هناك دور لا للدين ولا للطائفية ولا للعرقية ، وعندما فشل أعداؤه من امبريالييين وصهاينة وفرس في وجود ثغرة يتسللون من خلالها لضرب سلطته الوطنية ، اضطروا للتعامل معه باسلوب الغزو والاحتلال المباشر ، تعاونت فيه كل أطراف العدوان من امريكان وصهاينة وفرس ، بالاضافة لبعض أطراف النظام العربي الرسمي التي كانت محرجة من مواقف النظام الوطنية والقومية ، في مقابل مواقفها العميلة ، وبيع مصالح الجماهير من أجل البقاء في السلطة ، حتى وإن كانت هذه السلطة مغموسة بالذل والعار ، وفي الاتجاه المعادي لمصالح الجماهير التي تحكمها بشتى أنواع وأساليب القهر المادية والمعنوية .

في الوضع السوري لا يمكن القضاء على الارهاب من خلال الاستعانة بالخارج ، فلا الروس ولا الامريكان ، ومن ينام في أحضانهما من ايران وحزب الله إلى تركيا ودول الخليج في مقدورها تحرير سوريا من الارهاب ، ولأن النظام فقد أهليته الوطنية فلا يستطيع أن يقف في وجه الارهاب الذي يضرب سوريا ، فسوريا تحتاج إلى سلطة وطنية يتم اختيارها بارادة الشعب ، أي انتقال السلطة بالاسلوب السلمي الديمقراطي، بعيدة كل البعد عن النظام وحلفائه ، وعن التنظيمات الارهابية وأسيادها ، في ظل رؤى واضحة ومحددة المعالم ، تتمثل في وحدة الاراضي السورية ، واحترام حقوق الإنسان ، وانتقال السلطة بالاسلوب السلمي الديمقراطي ، عندها تستطيع سوريا القضاء على الارهاب ، وهو ما يعني أن خلاص سوريا لا يقتصر في الحديث على هذا الطرف أو ذاك في عملية الصراع ، بل في الخلاص من النظام ومن التنظيمات الارهابية ، سواء داعش أو القاعدة أو جبهة النصرة ، أو أي فصيل أو تظيم لا يؤمن بوحدة الاراضي السورية ، ولا يقبل باحترام حقوق الإنسان ، وأن التغيير يجب أن يكون من خلال الاسلوب السلمي الديمقراطي .

dr_fraijat45@yahoo.com
 





الاحد ١٣ جمادي الاولى ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢١ / شبــاط / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة