شبكة ذي قار
عـاجـل










شريط من الذكريات يمر بخاطري مر السحاب وانا اقلب صفحات الطفولة ( وعجت بقلبي دماء الشباب- وضجت بصدري رياح اخر -واطرقت اصغي لوقع الرعود - وهب الرياح وصوت المطر ) كنا دوماٌ ننشد مرحبا بمعارك المصير مرحبا يا معارك المصير .. مرحبا يا عوادي الزمن .. شعبنا العريق مزق الكفن .. وهبت الجموع تقارع المحن .. مرحبا مرحبا يا معارك المصير .. ترعرعنا على هذا السياق نحن اشبال البعث لسنوات متتالية لا نتعب ولا نكل ونتغذى الروح الوطنية من افواه المعلمين وحكايتهم الجميلة عن تأريخ العراق العظيم وبطولات رجال البعث .. تربينا على فكر البعث ونشأنا على مكارم الاخلاق في بيت وبيئة وحاضنة البعث .. علمونا إن العبر تؤخذ من التاريخ ومن رجال صنعوا التاريخ .. وإن في التاريخ أيام لا تنسى ، وذكريات لا تمحى ، ومواقف خالدة ، حفرها أصحابها في سجل التاريخ بمداد دمائهم ، وهذه الصفحات لا تنسى على مر التاريخ ، ولا تمحى على مرور الأيام وتعاقب الشهور والأعوام ومن هذه الأيام الخالدة يوم قاد القائد طارق بن زياد جيش المسلمين واجتاز المضيق الذي يفصل بين شمال أفريقيا وأوروبا، والذي أصبح يعرف فيما بعد باسمه ( مضيق طارق بن زياد ) ، والتقى الجمعان بالقرب من نهر لكه. ووقف طارق بن زياد يومها أمام جنوده وألقى خطبته المشهورة: (( أيُّها الناس، أين المفر؟ البحر من ورائكم، والعدوُّ أمامكم، وليس لكم - والله - إلا الصدق والصبر، واعلموا أنَّكم في هذه الجزيرة أضيَعُ منَ الأيتام، في مأدُبَة اللئام، وقد استقبلكم عدوُّكم بِجَيشِه وأسلحتِه، وأقواتُهُ موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلا سُيوفكم، ولا أقوات إلاَّ ما تستخْلِصونه من أيدي عدوِّكم، وإن امتَدَّت بكم الأيام على افتقاركم، ولم تنجزوا لكم أمرًا ذهبت ريحكم، وتعوضت القلوب من رعبها منكم الجراءة عليكم، فادفعوا عن أنفسكم خذلان هذه العاقبة )) هذه هي المواقف الخالدة والمشرفة للعظماء والتاريخ سطر وكتب عن هذه المعركة بأنها معركة المصير ومعركة أمة .. اليوم يعيد التأريخ نفسة فقد تكالبت علينا الامم ودخلنا معركة المصير أما إن نقاتل بشرف أو تذهب ريحنا .

المصائب والظلم والاضطهاد التي تصيب العراقيين بشكل عام ، لا تهم بعضهم ربما لأنه لم يصبه بعضها وهنا نتذكر مقطع صغير من رواية لكاتب يوناني .. (( انا حر .. كلا لست حراً .. كل ما في الأمر أن الحبل المربوط في عنقك أطول قليلاً من حبال الآخرين ! )) عندما ينتهون منا سوف يرجعون أليكم ولن يستثنوا أحد منكم ..

ايها العراقيون أربطوا أحزمتكم وسلوا سيوفكم الا متى نبقى تحت رحمة الجلاد فظهورنا أصبحت أملس من بطوننا بفضل سياطهم التي لا تميز بين العراقيين .. صدقت أم الزبير عندما قالت ( الشاة المذبوحة لا يؤلمها السلخ ) ماذا بعد العرض والارض والنفس والمال فكل شيء أغتصب لم يبقى لمدجل ومطبل وعميل وجبان حجه .. فمرحبا بالموت و الاستشهاد وبالشرف و الكرامة التي أتركها لأبناء بلدي .. .

اليوم أذكركم بنشيد كنا نردده في أيام الشباب (( لاحت رؤوس الحراب .. تلمع بين الروابي، هاكم وفود الشباب .. هيا فتوة للجهاد، هيا هيا هيا هيا .. .. هيا فتوة للجهاد، هيا اسود البوادي .. هيا حماة البلادِ .. ." ))

هيا حماة البلاد الوطن يناديكم .. فلبوا النداء .. العراق بحاجة إليكم جميعاً بدون استثناء .. العراق يستصرخ .. يستغيث بأبنائه .. ألم يحن الوقت لرد الجميل .. ألم يحن الوقت لنضع خلافاتنا ومشاكلنا جانباً وان نرص الصف ونوحد الموقف ونشحذ الهمم ونضع أيدينا في أيدي بعضنا من أجل العراق والوقوف بحزم لمواجهة المد الصفوي ولا يمكن القضاء على الافعى الصفراء في قم إلا إذا كنا كالبنيان المرصوص والجسد الواحد الذي إذا اشتكى منه عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .. ولنكن على علم أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. فهلا نغير ما بأنفسنا ليتحقق ما يصبوا أليه العراق وأبنائه الشرفاء.

يقول الحق (( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ )) وحين نقرأ ونتدبر هذه الكلمات العظيمة سوف تهدأ النفوس وتطيب الخواطر . عدوكم فرقكم عربا وأكرادا سنة وشيعة وأقليات وشتت شملكم أن تفرقنا سبب ضعفنا .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها ) ،

وقول الشاعر
تأبى الرماح إذا اجتمعن تكسراً .. .. وإذا افترقن تكسرت آحاداً

فمرحبا بمعارك المصير ,, مرحبا ,, مرحبا
 





الاثنين ١٤ جمادي الاولى ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / شبــاط / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب سيف الله المسلول نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة