شبكة ذي قار
عـاجـل










لا جدال ان نجاح مشروع البعث العربي في العراق طوال فترة الحكم الوطني ونجاحه في التصدي لمطامع الهيمنة الصفوية والغربية على المنطقة العربية, كان العامل المشترك الأول الذي وحد بين القوى الإمبريالة وأدواتها في المنطقة, من اجل تدمير السد الذي وقف حائلأَ ومانعاً لأكثر من 35 سنة

ونتيجة لفشل كل المحاولات المتكررة طوال عقود من الزمن والتي بذلت لتحطيم جدار الصد العربي في العراق قررت تلك القوى في عام2003 إنه لا مناص من غزو العراق وإحتلاله عسكرياً, وكان اول قرار للمحتل الإمريكي صدور القانون "رقم واحد" وهو قانون إجتثاث البعث.

وبمرور اكثر من 13 عام على الغزو وصدور وتطبيق ذلك القانون, ترسخت حالة "فوبيا البعث" وخصوصاً بين المنخرطيين في العملية السياسية التي تشكلت بعد الإحتلال والتي تتحكم وتهيمن عليها طهران, وبالرغم من إستشهاد قادة البعث ومايزيد على 160 الف من رجال البعث, وزج عشرات الألاف من كوادر الحزب في السجون, وتشريد مئات الالاف منهم,و تنصيب من جاء خلف دبابات الإحتلال الأمريكي والإيراني في المنطقة الخضراء, لايزال هاجس البعث يؤرق إعداء العراق ويقض مضاجعهم واصبحوا يلقون بمسؤلية كل خيباتهم ومصائبهم وفشلهم على البعث, لدرجة ان يطلق على حالتهم النفسية المريضة تلك بمصطلح "الممسوسون بالبعث" كما وصفهم المسؤول الإعلامي في حزب البعث صلاح المختار, لأنهم ينحون في كل شاردة وواردة, باللائمة على البعث في كل شئ, حتى تقلبات الطقس وارتفاع او انخفاض درجة حرارة الجو سيكون للبعث نصيب منها

فقد سبب لهم البعث الفوبيا وهي الخوف الشديد والمتواصل , وفوبيا البعث لم تقتصر على عملاء الإحتلال في العراق فقط بل تحولت إلى ظاهرة عالمية امتدت إلى الغالبية العظمى من وسائل الإعلام التي لا تسمح لمناضلي او ممثلي البعث في الظهور او الحديث وتضرب عليهم طوق وحصار إعلامياً تطبيقاً وتنفيذاً لقرار إجتثاث البعث.

اذا ماهو السر في هذا الخوف الشديد والمتواصل من البعث وخصوصاً ان البعث قد جرد من مقدرته على الحكم والسيطرة وفقد معظم قادته وتحول منتسبيه اشخاص مطاردين من قبل أغلبية الدول.

الجواب لأن البعث هو عبارة عن حقيقة مجربة ومعيار الحكم على اية حقيقة يتحدد بمدى منفعتها واثرها على الواقع العملي ,فهل يوجد من يشكك في حجم الإنجازات التي تحققت خلال فترة حكم الحزب للعراق, والمكانة التي وصل لها العراق خلال تلك الفترة , ولأن "ماينفع الناس يمكث في الأرض" أستمر البعث رغم الأجتثاث وزاد انتشاراً ليس في العراق وحسب بل وفي معظم اقطار الدول العربيه اما "الممسوسون بالبعث" فلا عزاء لهم لأنهم "كالزبد يذهب جفاء".
 





الاحد ١٨ جمادي الثانية ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / أذار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. إبراهيم أحمد بيت علي سليمان نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة