شبكة ذي قار
عـاجـل










أياً كانت ادعاءات ملالي طهران في تبرير تدخلاتهم في الصراع الدائر في سوريا ، وأياً كانت محاولاتهم الاعلامية في اخفاء حقيقة خسائرهم أمام الشعوب الايرانية، فالشمس كما يقولون لا يمكن تغطيتها بغربال ، فلم يعد هناك شيء يمكن اخفاؤه في عالم اليوم ، وحتى الصراع الدائر داخل نظام الحكم ما بين المصلحين والمحافظين في عقليات الملالي ، وتغيير مزاج الايرانيين في من حالة الخوف إلى حالة مواجهة ممارسات الملالي الاعلامية في التكاذب على المواطنين ، وسوق التبريرات التي لا تصمد أمام عقلية طفل رضيع في الدوافع التي تدفع الملالي للتضحية بالايرانيين وبحياة معيشتهم .

يخطئ من يظن أن التدخل الخارجي لا ينتهي إلى هزيمة ، وفشل سياسي مدمر على الطرف الذي يبرر لنفسه التدخل في شؤون الاخرين ، فتجارب العالم مليئة بالعبر من أن نتيجة التدخل ستؤول إلى هزيمة منكرة ، فقد مارسها الاستعمار الاوروبي فكانت النتيجة أن جر أذيال الخيبة ، ومارستها امريكا وبشكل خاص في فيتنام ولعقت مراراة الهزيمة بعد آلاف القتلى ، ومارستها في العراق تحديداً وهربت مذعورة من كثرة الخسائر البشرية التي الحقتها بها المقاومة العراقية الباسلة ، ومارستها روسيا في العهدين السوفييتي في افغانستان فكانت هزيمتها هناك واحدة من الاسباب التي اودت بالنظام السوفييتي بعد سبعين عاماً من التجربة ، وهاهي تحاول في العهد الامبريالي البوتيني الجديد أن تسير على نهج امريكا في سوريا ، وستلاقي المصير ذاته.

سوريا بعد 2011 ، لن تكون اسيرة لحكم اعتقلها اكثر من اربعين عاماً تحت هيمنة الاسد وعائلته ، حتى لو تمكن بشار بمساعدة الروس وايران من اعادة المناطق التي افتقدها في الصراع ، فقد باتت الحاضنة الشعبية موسومة بالمقاومة ، وهذه سواء اختلفنا معها او لم نختلف لن يهدأ لها بال حتى يتم الخلاص من النظام ، ونظام يتوهم أن في مقدوره أن يحكم على جماجم البشر هونظام فاشل ولا مستقبل له ، فالارادة الشعبية أهم بكثير من المدافع والدبابات والبراميل المتفجرة ، وكان حرياً بالنظام أن يكون ذكياً ويترك للشعب السوري خياراته ويرحل بكل احترام ، اما اليوم فلن يكون مأسوفاً عليه حتى لو جبلت دماؤه بالتراب ، ولن يجد من يترحم عليه حتى هؤلاء الذين يقبضون ثمن وقوفهم معه .

وهذا النظام الفارسي المعتوه الذي يتوهم أن في مقدوره احياء امبراطورية إندثرت ، فيما يبدو أنه لم يتعلم بما فيه الكفاية ، ودرس هزيمته في الحرب العراقية الايرانية وتجرع كبيره كأس سم الهزيمة لم يكن كافياً ، ليلتفت إلى مصالح الشعوب الايرانية، عوضاً عن تدمير ايران من الناحيتين المادية والبشرية ، في حروب وتدخلات لن تعود عليه إلا بالفشل ، فقد كانت حجج النظام في التضييق على جماهير الشعوب الايرانية العقوبات الاقتصادية من جهة ، وطموحاته النووية من جهة أخرى ، وعندما تصالح مع الغرب وإنتهى من هذه الحجج الباهتة ، استعاض عنها بتوجهات لحماية المقدسات الشيعية ، فعن أي مقدسات يتحدث هذا النظام المعتوه ؟ ، فلو أن كل نظام سياسي يبيح لنفسه التدخل لحماية مجموعة هنا ، ومجموعة هناك تدينان بالعقيدة ، أو المذهب الذي ينتمي إليه لإنتهى العالم إلى شرذمة لا أساس لها من العقل والمنطق، فالشعوب تنتمي لوطن وليس لمذهب ولا حتى لدين ، والمواطنة قائمة على مبادئ رئيسية وهي الشعب والارض والسلطة ، إلى جانب رفض أي نظام أو سلطة تقوم على أساس سيطرة الاقلية على الاكثرية في الدولة إلا في عرف ملالي الفرس ، كما احتضنوا حزب الله ضد لبنان الدولة والشعب ، وكذلك الحوثيون ضد اليمن الارض والشعب ، فهذه سياسة خرقاء لا يمكن لها الصمود في عالم اليوم من جهة، ولن يكتب لها النجاح من جهة أخرى ، ومآل أي تدخل فارسي الفشل ، لأنه تدخل دون وجود حاضنة شعبية ، ولا سند شعبي له من أبناء المجتمع الذين يقاومونه، ويرفضون أن يسود بلادهم .

كأس سم الهزيمة الثانية للنظام الايراني سيكون سريعاً ، وعندها لن تقوم لملالي الفرس قائمة بفضل مقاومة أبناء سوريا والعراق أولاً ، ورفض أبناء الشعوب الايرانية المتاجرة بأبنائهم وبقوت عيشهم ثانياً ، فهل سيحاول ملالي الفرس أن يتعلموا من تجارب الدول الامبريالية في أن التدخل في شؤون الاخرين لن تكون عاقبة إلا وخيمة، وأن مصلحة شعوبهم الهروب قبل فوات الاوان ، وينسحبوا إلى داخل حدود ايران لبناء نموذجهم الخاص بهم ، بعيداً عن عقلية الهيمنة والسيطرة.

أغلب الظن ومن خلال غباء في سياسة الملالي ، وقصر التفكير في عقولهم ، وكما مارسوا الدور ذاته عندما كانوا يرفضون وقف اطلاق النار مع العراق ، فهم ينتظرون هزيمة منكرة ، وتجرع كأس سم هزيمة ثانية .

dr_fraijat45@yahoo.com





الاحد ٨ شعبــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٥ / أيــار / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة