شبكة ذي قار
عـاجـل










يا أبناء الأمة العربية أيها الشعب السوري العظيمفي الذكرى التاسعة والأربعين لهزيمة حزيران يفتح شباب البعث القومي في سوريا صفحات مطوية مع هذا النظام المجرم و الفاجر ، من أجل تسمية الأشياء بمسمياتها بعيداً عن المظاهر و الشعارات الزائفة و الرنّانة .

من هنا و مع ثورة الشباب في سوريا التي انطلقت من حوران و شملت سوريا بكاملها و التي لا يزال شعبنا منذ خمس سنوات ينزف دماً إثر الحرب المجرمة التي أعلنها النظام على شعبه ؟! بدأت تسقط البراقع ، و تنهار معها كل الشعارات البراقة و أصبح النظام عارياً أمام شعبه و العالم ، حيث كشف عن وجهه الحقيقي نظام المجازر و الجرائم و الأحقاد التي تستهدف هذا الشعب النبيل .

بعد ثورة الحرية و الكرامة سقط زيفٌ كبير و من حق شعبنا علينا أن نفتح صفحة هذا النظام من أجل تفنيد و فضح مزاعم النظام بالوطنية و القومية .
إن إلقاء الضوء على مسيرة النظام ، نظام العائلة الأسدية أصبح واجباً وطني و قومي و إنساني ....

إن أخطر دور لعبه هذا النظام و مارسه خلال الخمسين عاماً التي مضت هو تدمير و تشويه الفكرة الوطنية و الهوية القومية العربية و إلصاق كل الجرائم و الموبقات بحق العروبة و الإسلام و حزب البعث تحديداً، إن تبنيّه المخادع و تآمره على البعث قد بدأ بشكل مبّكر جداً ، و كانت القصة مع الإنقلاب الشباطي – المؤامرة من أجل تدمير فكر البعث و إلصاق التهمة به و بالتالي وضعه في وجه الشعب بدلاً أن يكون حزب الشعب كما كان منذ ولادته ! و ارتكاب كل هذه الجرائم بإسمه حتى يقضي على حزب الأمة ، و من أجل أن لا تقوم للأمة قائمة .... و أخطر ما انتهى إليه هذا النظام هو – إلى جانب إجرامه و حقده على هذا الشعب – العمل بالتحالف العميق مع ايران الفارسية و استبدال البعث العربي – بالبعث الفارسي، و تعميم الهيمنة الإيرانية في المنطقة و تدمير وحدتها و وحدة شعبنا الوطنية الغالية .

إن عملية التزوير الكبرى بدأت كما أسلفنا مع إنقلاب الثالث و العشرين من شباط عام ألف و تسعمائة و ستة و ستين ، و جزءٌ كبير هللّ للأمر شماتة ؟! و قسم آخر من باب الحقد على البعث و أفكاره ؟ّ! و قسمٌ كبير باللامبالاة و كأن الأمر يخصّ الحزب دون غيره .... و للحقيقة و التاريخ فقد دفع الذين شمتوا في حينها ثمناً غالياً !! خاصة إثر الهزيمة الكبرى في الخامس من حزيران عام ألف و تسعمائة و سبعة و ستين .

إن أخطر ما فضحت هذه الثورة العظيمة هو الكشف عن الأدوار و الوقائع التاريخية من هزائم و مجازر و جرائم لهذا النظام خلال الخمسين عاماً بعد الإنقلاب العسكري ، و أسقطت بشكل دراماتيكي عملية الغش التاريخية التي استهدفت سورية و الفكرة العربية و المنطقة .

إخلاصاً و وفاءاً للفكرة العربية التي مرّغَ بها الأرض ، و وفاءاً لأرواح الشباب الذين قضوا على يد هذا النظام دفاعاً في البداية عن البعث و قيمه و المبادئ القومية الشريفة و الإنسانية و إنصافاً للمؤسسين و للقادة التاريخيين الذين استهدفهم النظام و آخرهم في بداية الثورة الأستاذ شبلي العيسمي و إحقاقاً للحق و عدم السكوت عن الباطل ، و كما قال سيدنا علي رضي الله عنه " حين سكتَ أهل الحق عن الباطل ، توّهم أهل الباطل بأنهم على حق " قررنا فتح صفحة هذا النظام مع البعث و الشعب و سورية .

يا أبناء أمتنا العربية في الوطن و المهجر إن تغييب الذاكرة الوطنية و السياسية كانت خطة محكمة يعمل عليها النظام بكل ما يملك من وسائل و هي ليست بقليلة . و لدى الأجيال الشابة اليوم فكرة راسخة بأن هذا النظام هو ( نظام حزب البعث ) و عند الأجيال العذر في هذا الإنطباع ؟! لأنه خلال الخمسين عاماً وهو يضجّ بالشعارات و النظريات البهلوانية السطحية و يرفع اليافطات الحزبية على كل مكان و في كل زمان و أصبح الإعتقاد عند الكثيرين بأن هذا النظام هو نظام البعث ؟! و ليس بالمقابل ما يظهر كذب هذا الإدعاء و النفاق و التزوير و التضليل إلا الأفعال و الممارسات اليومية و التربية على الإنتهازية و الفساد. حتى العديد من قادة هذا النظام و خاصة من عسكريين و مدنيين بدأوا يدركون مدى التناقض و الإفتراء البعث يراء من هذا الذي شوَّه فكرة البعث و دمرّها و دمرّ معها كل التراث الوطني و الأخلاقي الذي كان يميّز البعثيين الأوائل و من أجل هذ الدور الخبيث الذي يعتبر أخطر نظام في المنطقة فقد توّفرت له الحماية و ليست أيةُ حماية ؟! حماية الكيان الصهيوني و النظام الإيراني و الأمريكي و قد ارتقى إلى مرتبة النظام الذي هو فوق القانون .

هذه صفحة خاصة سيكشف التاريخ عنها لإن ديمومته خلال الخمسين عاماً بالرغم ما ارتكب من مجازر و جرائم و قتل و تصفيات لم توّفر أحداً ، تفسر دوره في هذه المنطقة ! و في هذا البيان المختصر نأتي على ذكر بعض التواريخ و الوقائع للدلالة فقط بدون الدخول بالتفاصيل التي تبدو أحياناً مهمة أو الظروف الموضوعية التي أحاطت بهذا الحدث أو ذاك .

بادئ ذي بدأ كان انقلاب الثامن من آذار في عام ألف و تسعمائة و ثلاثة و ستين ، و في ذاك التاريخ أعطت القيادة شرعية لهذا الإنقلاب . سنتعرض للأسباب التي دفعت القيادة لهذا الأمر في مقام آخر حيث أن هذا الإنقلاب جاء على أثر الإنقلاب العسكري في الثامن و العشرين من أيلول من عام ألف و تسعمائة و واحد و ستين حيث كان إنقلاباً ضد الوحدة مع مصر في حينها و ضد عبد الناصر ، و حدث الإنفصال و ضُربَت الوحدة بإنقلاب عسكري حيث طُعِنَ أغلى هدف عند العرب و هو تحقيق الوحدة ما بين مصر و سورية في عام ألف و تسعمائة و ثمانية و خمسين .... و لهذا الحدث أي قصة الوحدة مقدمات و أسباب رافقت تلك الخطوة .... لكن إنقلاب آذار قدّم نفسه رداً على الإنفصال و هذا كان مسوّغاً كبيراً و سبباً في تأييد القيادة في حينه . و النقطة الثانية التي سبقت هذا الإنقلاب هو ثورة 8 شباط 1963 في العراق و كان على رأسها قيادة البعث في العراق مما أعطى زخماً و ضمانة بذهن قادة الحزب التاريخيين بأن ما حدث في البلدين سورية و العراق يشكِّل فرصة تاريخية للرد على الإنفصال و من ثم الإقدام على وحدة ثلاثية ما بين مصر و سورية و العراق تكون قاعدة و ضمانة كقوّة عربية للأمة لتحقيق أهدافها .

و بعد ثلاثة شهور على حركة 8 آذار جرت محاولة إنقلابية للضباط الناصريين في 18 تموز 1963 ( إنقلاب جاسم علوان ) ظهر فيما بعد بأن اللجنة العسكرية التي ساهمت في حركة 8 آذار و التي حافظ الأسد عنصر أساسي فيها كانوا على علم بتلك المحاولة و دخلنا في مرحلة تصفيات للضباط الوحدويين و إثر تكّشف هذه الحقيقة بدأت تظهر ملامح هذه المجموعة العسكرية و التي لا تعرف القيادة عن تشّكل اللجنة العسكرية و قيادتها السريّة و قد بدأت خلافات مع المجموعة العسكرية حول حجم التسريحات التي شملت قطّاع واسع من الضباط . بدأت هذه المجموعة بالتمدد داخل الجسم الحزبي المدني بعناصر انتهازية و رخيصة و جرت محاولات جديّة للسيطرة على الحزب من داخلهِ عبر هذه العناصر الطارئة في أكثريتها الساحقة . و نشأت خلافات جديّة مع هذه المجموعة التي تعرّضت إلى هزّة كبرى و انقسامٌ خطير . حيث ثمة خلاف مع رئيس اللجنة العسكرية اللواء محمد عمران الذي يُعتبر مؤسساً لهذه اللجنة و لحركة 8 آذار و قد جرى تسفيره من سورية في حينه بدون علم القيادة الحزبية على الرغم أنه نائب رئيس مجلس الوزراء و عضو قيادة قطرية و قومية ، و بالمناسبة جرى اغتياله في لبنان في مدينة طرابلس عام 1972 من قبل حافظ الأسد و أخيه حيث الغدر و الإجرام برنامج و أسلوب لهذا النظام و قد تلى مرحلة التصفيات هذه حملة داخل الحزب على القيادة التاريخية للحزب و على الخصوص الأستاذ الشهيد صلاح الدين البيطار و القائد المؤسس الأستاذ ميشيل عفلق و القادة الدكتور جمال الأتاسي ، عبد الكريم زهور ،شبلي العيسمي ، منصور الأطرش ، وليد طالب ، سليمان العلي ، دجميل حداد و عدد كبير آخر من القادة و الكادر الحزبي هذا و قد خاضت القيادة الحزبية و على رأسها القيادة القومية معركة شرسة مع اللجنة العسكرية و واجهتها المدنية ضد سياساتها المدمرة لغرض أولاً إبعاد الجيش عن السياسة و عودته إلى الثكنات ، و قد كانت جريدة البعث و المؤتمرات الحزبية فرصة لكشف هذه الزمرة العسكرية و إدانة تصرفاتها الشاذة . إن أخطر ما كان يظهر على السطح هو التأسيس لحكم فئوي ديكتاتوري عسكري مشبوه و منع أي محاولة من قبل القيادة الحزبية من أجل التمهيد لنظام حكم ديموقراطي برلماني يتم من خلاله إقامة نظام مدني تعددي وفق المعايير الديموقراطية التي كانت سائدة في سورية بعد الإستقلال خاصة بعد التخلص من موجة الإنقلابات العسكرية التي تلت مرحلة الإستقلال عن فرنسا و كانت المرحلة الذهبية في تاريخ سورية الديموقراطي منذ عام 1954 إلى 1958 و للأمانة التاريخية فقد كان للبعث باعاً طويلاً في إرساء هذه التجربة الديموقراطية الرائدة حتى قيام الوحدة عام 1958 فقد كانت كتلة البعث البرلمانية تزيد عن 22 نائباً في البرلمان السوري . و بدأالصراع مع اللجنة العسكرية يدخل مرحلة كسر عظم ؟! لقد تلا هذا الخلاف الحاد مع اللجنة العسكرية حل القيادة الحزبية التابعة لها كان ذلك في نهاية عام 1965 حيث قام العسكر و على رأسهم صلاح جديد و حافظ الأسد بإنقلاب عسكري دموي في 23 شباط عام 1966 ضد قيادة الحزب و استهدفوا في حينها بيت رئيس الدولة الفريق محمد أمين الحافظ و لقد استشهد 65 جندياً في مواجهة الإنقلابيين عند بيت الفريق و زجوّأ بكل القيادات الحزبية التاريخية بالسجون و قسماً آخر قصد المنافي و المغادرة حتى لا يقع بأيدي هذه المجموعة العسكرية المجرمة . على أثر هذه الحركة العسكرية الإنقلابية تمَّ تصفية خيرة ضباط الجيش السوري و على رأسهم أبرز الضباط الذين يتمتعون بالسمعة و الكفاءة و العلم العسكري و على رأسهم اللواء فهد الشاعر و زجوّا بالجميع في السجون و كان سجن المزة العسكري يحتوي على مئة و أربعين ضابطاً و كانت هذه التصفيات مقدمة طبيعية لأكبر هزيمة في تاريخ العرب الحديث أمام اسرائيل في 5 حزيران 1967 و قد كان حافظ الأسد وزيراً للدفاع آنذاك وهو الذي أمر بإذاعة البيان المشؤوم رقم 66 بسقوط القنيطرة و الجولان الذين تم تسليمهم للعدو بدون قتال و قد أمر الجيش بالإنسحاب الكيفي أمام العدو الصهيوني و هرب قائد جبهته على ظهر ( حمار ) !! على أثر هذه الهزيمة خرج الآلاف من العسكريين و المدنيين من مناضلي البعث الحقيقيين الذين عرفتهم السجون و ساحات النضال و واجهوا الطغمة العسكرية التي حكمت سورية بالحديد و النار خلال الخمسين سنة الماضية و شعب سورية يعرف هؤلاء و تضحياتهم . و قد قام حافظ الأسد في حركته في 1970 و غدر برفاقهِ الذين أقدموا على جريمة كبرى في شباط 1966 ، لم يتم إدراك مغزاها و أهدافها الخطيرة و التي كانت مقدمة لما يحدث اليوم و تفسيراً للهزائم التي حلّت بالأمة من وجود هذا انظام و مؤسسيه و على أثر حركته فقد أقدم حافظ أسد بإغتيال اللواء محمد عمران في طرابلس لبنان كما تمت تصفية ضابطين في حركة 8 آذار و هما الرائدين سليم حاطوم و بدر جمعة حيث تم إعدامهما بعد مجيئهما من الأردن للإلتحاق بالجيش متطوعين من أجل مواجهة العدو على أثر هزيمة حزيران كما تم تصفية العديد من الضباط العسكريين و خاصة مجموعة البحرية و على رأسهم المقدم شعبان شعبان و رفاقه . كما أقدم على جريمة كبرى بحق البعث و تاريخه بإغتيال الشهيد الأستاذ صلاح الدين البيطار في باريس عام 1980 و كانت هذه الحادثة مفصلية في استهداف رمز مؤسس للبعث و رجل الدولة الأساسي في المعارضة السورية و كان يمثل أملاً لدى الشعب في سورية حيث أنه مثال للقائد الذي تجمع عليه فئات واسعة و خاصة من داخل النظام لأنه يمثّل الرؤيا المستقبلية و الاعتدال و عدم التطرف ناهيك عن الأخلاق و النزاهة التي يمثلها هذا الرجل في إدارة الدولة .

يا أخوتنا في سورية و في أمتنا العربية أننا نضع بين أيديكم هذه اللائحة بوقائع و أحداث مع تواريخ مفصلية مرّت على سورية ، للإشارة فقط الى العناوين بدون الدخول في التفاصيل لإحياء الذاكرة السياسية عند الشباب و للأجيال المستقبلية التي تسأل و تتساءل بإستغراب و خيبة أمل بشعارات تمّ الإتجّارفيها و أهانوا كل من هو وطني قومي و عروبي . إن بشار الأسد ورث عن أبيه الحكم و المناصب و الألقاب وهولا يعرف من الحياة إلا أنه ابن الرئيس !! و لا يعي بدايةً – ما هو الحكم !! و لا معنى المسؤولية و لا المعاناة مثل البشر العاديين و لا يعرف لا من قريب أو بعيد ما هو البعث !! و هو أبعد انسان عن صفات البعث النضالية و الأخلاقية خاصة ..... أنه بحق شخص غريب عن الحياة السياسية و الحزبية و النضالية التي يمرّ بها أي مناضل و لا يدري على ما هو قادم عليه !! عملوا له " زفّة " العائلة والأهل. الحاشية و الأشباح من يمسك بمقاليد الأمور . عدلّوا الدستور المفصّل على قياس أبيه طبعاً بدقائق معدودة ! لم تخلوا تلك المناسبة – الزّفة من مباركة علنية و احتفالية على الشاشات من قبل وزيرة الخارجية الأمريكية في حينها ( أولبرايت ) أثر وفاة والده عام 2000 . المغزى واضح كما هو ظاهر الاحتفال : الإعلان عن نظام وراثي يزعم بأنه نظام جمهوري و هو في حقيقته نظام عسكري- فئوي -عائلي – وراثي – أمني بامتياز .

جملة الوقائع و التواريخ المدرجة أدناه تعطي الدليل القاطع على عدم انتساب هذا النظام أو علاقته بالبعث لا من قريب و لا من بعيد و تكشف عن ذلك المقدمات و الأحداث التي أسست لهذا النظام و الأدوار التي لعبها في تصفية و تدمير البعث أولاً و من ثم الجيش كمؤسسة وطنية و من ثم الشعب ، و لم يوّفر البنية الاجتماعية و خاصة الوحدة الوطنية و سحق و تدمير الأخلاق و المرجعيات القيمية في المجتمع و تعميم الفساد و الإفساد و لم يوّفر ميدان إلاّ و شوههُ في حياة الشعب و سورية تاريخاً و وطناً !!

من حركة 8 آذار 1963 إلى 23 شباط 1966

- بعد حركة ثمانية آذار بدأت المحادثات و التباحث مع عبد الناصر من أجل الوحدة ... و قد سبق العراق سورية بشهر و تمّ التواصل الفوري مع مصر لهذا الغرض .

- في 18 تموز 1963 جرت محاولة انقلابية بقيادة ضابط ناصري سميّت في حينها حركة ( العقيد جاسم علوان ) و قد عرفت اللجنة العسكرية بالإنقلاب قبل حصوله كما تكشّف فيما بعد عن طريق محمد نبهان الذي رفض عبد الناصر استقباله في القاهرة ، و القيادة الحزبية لم تعرف عن الأمر سوى من الراديو ! و جرت تصفيات و قسوه في التعامل بحيث أثارت سخط القواعد الحزبية ، و أثارت القيادة هذه التصرفات الشاذة و جرى صدام و نقاش حاد مع العسكريين حول هذا الأمر.

- و بعد تصفية الناصريين و الوحدويين جرت تصفية لمجموعة زياد الحريري الذي كان شريكاً بحركة 8 آذار و تم إبعاد العديد من الضباط و إحالتهم إلى السفارات الخارجية و كان الأمر بالنسبة لهؤلاء أقل قسوة في التعامل ...

- تمّ ايضاً تصفية و اعتقال لجماعة الأستاذ أكرم الحوراني و أدخل السجن !! و هذا مما زاد الطين بلّة كما يقال ، لكن الأستاذ صلاح الدين البيطار و القيادة القومية سجلّوا اعتراضهم على هذه التصرفات الشاذة وأدانوها .

- في عام 1964 كانت الحركة الدينية بقيادة الشيخ مروان حديد قد أقدمت على حالة من العصيان و التمرد و انطلقت من حماه كمعقل لها لكن المعالجة تخللها تصرفات شاذة من بعض الضباط الذين كانوا على رأس القطعات العسكرية التي حاصرت المدينة ، لكن الفريق أمين الحافظ رئيس الدولة بعد هذه المواجهة القاسيةأصدر أوامره فيما بعد بالعفو العام عن مرتكبي الأحداث و تم تطويق الأمر بأقل الخسائر . لكن هذا أضاف فعلة جديدة للتصرفات الشاذة التي كانت المجموعة العسكرية تقدم عليها بدون استشارة أو حتى علم القيادة الحزبية .

- مع تسلسل هذه الأحداث و تراكم التصرفات الشاذة في المعالجة لمختلف الأحداث و الإجراءات التي اتخذت ايضاً بحقّ الشركاء بالحركة في 8 آذار رسمت حدوداً فاصلة ما بين القيادة الحزبية و المجموعة العسكرية لم تكن تعلم القيادة في ذلك الوقت بأنهم تنظيم سري داخل الجيش و الحزب ليحرف قيادة الدولة حسب تخطيط هادف و معين .

- انفجر الخلاف داخل اللجنة العسكرية في 17 كانون أول 1964 و على أثر هذا الخلاف تم تسفيره أي محمد عمران إلى اسبانيا صباح 18 كانون الأول عام 1964 حيث كان يشغل حينها نا~ب رئيس الحكومة و عضو قيادة قومية و قطرية . هنا اكتشفت القيادة القومية للحزب و على رأسها الأستاذ ميشيل عفلق وجود اللجنة العسكرية التي كانت تعمل بشكل سري داخل الحزب و ما أججّ هذا الخلاف كشف محمد عمران زيارة حافظ الأسد السرية إلى لندن و علاقتهِ بالأجهزة الغربية .

- كان قد تم الاستيلاء على القيادة القطرية للحزب من قبل أزلام اللجنة العسكرية ، و حدث مؤتمر قومي استثنائي تم من خلاله انتخاب الدكتور منيف الرزاز أميناً عاماً للحزب و كانت لعبة اللجنة العسكرية تهدف بشكل أساسي و جوهري هي إبعاد الاستاذ ميشيل عفلق عن الأمانة العامة و كان الصدام علني ما بين الأستاذ و المجموعة العسكرية و معه طبعاً رئيس الحكومة الأستاذ صلاح الدين البيطار .

- بدأ صراع مكشوف مع اللجنة العسكرية بحيث أقدمت القيادة القومية على حلّ القيادة القطرية و تعيين قيادة عليا للحزب لتقود الأمور بشكل مؤقت بهدف الإعداد لانتخابات حزبية أولاً و من ثم الدعوة و التمهيد لإقامة النظام الديموقراطي البرلماني المدني و إعادة الحياة السياسية إلى حالتها الطبيعية و الهدف الأساس إبعاد الجيش عن السياسة و عودته إلى الثكنات و وضع حد للحالة الشاذة والإستثنائية التي تعيشها البلاد منذ استيلاء الجيش على السلطة في 8 آذار .
- و من أجل تنفيذ خطة القيادة ، فقد جرى نقل خمسة ضباط من مواقعهم أحمد سويداني ، عزّت جديد ، سليم حاطوم و المحسوبين على صلاح جديد فكانت القشة التي قصمت ظهر البعير كما يقال مما جعلهم يقدمون على الإنقلاب العسكري الدموي حيث سقط على أثره خمسة و ستون قتيلاً كما سبق ذكره و كانت بداية مرحلة جديدة و عملية طلاق كامل ما بين البعث و قيادته التاريخية و المؤسسين وبين اللجنة العسكرية وحكم العسكر الذي استمر بعد أن استولوا بقوة السلاح على السلطة والحزب وظلّ العسكر يستخدم هذه الشعارات وطبعاً اسم الحزب إلى يومنا و تلك هي محنة البعث مع هذا النظام .

من 23 شباط 1966 إلى الهزيمة 5 حزيران 1967 :
- في 23 شباط أول عمل عسكري و انقلاب دموي ضد الحزب و قيادة البعث . أول سابقة يشهدها حزب و خاصة استخدام السلاح لحسم خلافات حزبية .

- و لسخرية القدر مع هذه المجموعة العسكرية ، اتهام القيادةالتاريخية و المؤسسين الذين وضعوا الأفكار و ضحوّا حتى أصبح للحزب قوة سياسية و شعبية محترمة ..... أن يتم اتهامهم من قبل الإنقلابيين بأنهم ليسوا بعثيين !! و البعثيين هم العسكريين و قيادتهم حافظ أسد و صلاح جديد الذين استزلموا بعض الشخصيات طمعاً بالمناصب و المنافع الشخصية ، و بهذا التصرف بقناعتهم سينتهي البعث الأصيل بكل تفاصيله ، وبإستلام هذه الزمرة للسلطة بداية لحقبة عسكرية أمنية مغطاة ( ببهارات ) المزاودات اليسارية الطفولية الفارغة المضمون.

- لقد زجوّا بالسجون رئيس الدولة محمد أمين الحافظ و رئيس الوزارة صلاح الدين البيطار ، ووزير الدفاع محمد عمران و كان إلى جانب رئيس الدولة و رئيس الوزراء شبلي العيسمي ، منصور الأطرش أعضاء القيادة و الوزراء سليمان العلي ، جميل حداد ، فهمي العاشوري ، محمود الجيوش ، خالد الحكيم ( رئيس اتحاد نقابات عمال النقل ) و إلى جانب هؤلاء غصّت السجون المدنية و العسكرية بمناضلي البعث و كوادره و قيادته و لم يوّفروا حتى القادة البعثيين من الأقطار العربية و على سبيل المثال لا الحصر

• الأستاذ علي غنّاممن السعودية عضو القيادة القومية
• الأستاذ جبران مجدلاني من لبنانعضو القيادة القومية
• الأستاذ مسعود الشابيّ من تونس عضو القيادة القومية
• الأستاذ كريم شنتاف من العراقعضو القيادة القومية
• الأستاذ طارق عزيزمن العراق
• الأستاذ كمال ناصرمن فلسطين
• الأستاذ سعاد أديبمن العراق

و نجى من الإعتقال الأستاذ ميشيل عفلق فقد اختفى الأمين العام للحزب الدكتور منيف الرزاز و بقي يقود العمل الحزبي من مخبئه .

- حاول الحزب إعادة تنظيم صفوفه و دخل مرحلة العمل السري لإن المجموعة الشباطية لا توّفر أحداً ، و بدأت ممارسات التعذيب و التصفيات الجسدية تتسّع و تتطور بشكل مخيف و غير معهود من قبل و خاصة داخل الحزب الواحد و هنا كانت المفارقة .

- و قد أقدموا على فصل القيادة القطرية العراقية بالراديو من دمشق و بالأسماء مما عرّض القيادة في العراق إلى الإعتقال من قبل نظام بغداد في حينه .

- و حتى الفلسطينيين لم ينجوا من شرور هذه المجموعة العسكرية المستبدّة حيث بدؤا يلعبون و يتدخلون في حركة فتح الناشئة و كان مقتل الضابط ( عرابي ) و ادخل أبو عمار و عدد من قيادة فتح إلى سجن المزة و من الذين عُرفت اسمائهم زكريا يحيى و أبو العبد ( من غزة ) .

- أطلقوا حملة اعتقالات واسعة استهدفت الوسط الديني جماعة الشيخ حسن حبنكي في الميدان ، و لم يوفروا المسيحيين ايضاً حيث اعتقل الأرشمندريت شلهوب من البطركية الأرثذوكسية على أثر مقال لضابط احتياط اسمه ابراهيم خلاص تساءل فيه عن وجود "الله " في مجلة جيش الشعب و كان بتوجيه من السلطة الشباطية .

- استهدفوا ايضاً و بشكل مثير بدون سبب أو مقدمات كافة رجالات الطبقة السياسية التقليدية و زجوّا بهم في السجون على رأسهم رشدي الكيخيا ، أحمد قنبر ، جلال السيّد و هذا الرجل من مؤسسي الحزب ، عزيز عبد الكريم و العديد الذين لم تحضرنا كافة الأسماء .

- كان هناك محاولة من قبل القيادة الحزبية والعسكرية ( الشرعية ) من أجل إعادة الشرعية و فتح صفحة جديدة بكل معنى الكلمة و إنهاء هذا الوضع الشاذ لهذه المجموعة الشباطية لكن لسوء التقدير و احيانا الصدفة تلعب دوراًسيئاً حيث تمّ اعتقال مجموعة من العسكريين من الجبهة و ممارسة التعذيب الوحشي عليهم تمت الإعترافات على المكتب العسكري و التنظيم بشكل عام و جرت اعتقالات واسعة شملت المئات من الضباط و كان على رأسهم اللواء فهد الشاعر ، منير جيرودي ، حسين زيدان ، علي سلطان ، شريف الشاقي ، ناصر سابا و كان قد سبقهم العديد ايضاً من الذين كانت تغصّ بهم السجون العسكرية و المدنية تلا هذه الإعتقالات ايضاً محاولة انقلاب لسليم حاطوم و معه ايضا بدر جمعة ، طلال أبو عسلة و البطحيش و عدد من الضباط الذين لجؤوا إلى الأردن . و مع هذه الإعتقالات و التصفيات سواء على المستوى السياسي الحزبي للبعث أو الاتجاهات الدينية و الليبرالية و التقليدية و العشائرية فقد وضعوا كافة الشخصيات و القوى السياسية المعروفة بالسجون . و الأكثر خطورة كان استهداف خيرة الضباط من الكفاءات العسكرية مما جعل أو مهّد بالفعل إلى هزيمة حزيران حيث وفرّت المجموعة الشباطية كل الظروف من أجل حصول الهزيمة ، و كان وزير الدفاع في حينها حافظ الأسد الذي يقود المعركة و كانت النتائج مذهلة على كل المستويات بحيث تمّ اذاعة البلاغ رقم 66 عن سقوط القنيطرة قبل أن يدخلها الإسرائيليون و أعطيت الأوامر منه بالإنسحاب الكيفي . و أخطر ما أقدموا عليه هو توريط عبد الناصر بالحرب دون الإعداد لها إن لم نقل كما أسلفنا أعدّوا للهزيمة بكل شروطها على المستوى السياسي و الشعبي و على وجه الخصوص المستوى العسكري ايضاً . و حصلت الهزيمة و البعث و قيادته في السجون !! و كافة القوى السياسية قابعة ايضا مع مناضلي البعث المدنيين و العسكريين و سجلّت هذه الزمرة العسكرية و على رأسها وزير الدفاع المقدام حافظ الأسد أكبر هزيمة بتاريخ العرب !! و لم تقتصر على الجبهة السورية و إفراغ الجيش من أي إمكانية عسكرية ليتم الإستلام و التسليم للجولان ؟! و تعدى ذلك ليكون الأمر أكثر خطورة هزيمة على الجبهة المصرية .

- و على أثر الهزيمة قدّم عبد الناصر إستقالته و كانت حقيقية بحيث خرجت الجماهير لإعادته إلى موقعه لأن الأثار النفسية على الشعب العربي كانت قاسية جداً .

أما النظام في دمشق و المجموعة الشباطية خرجت بمقولة عديبة ساعدهم على تعميمها الأتحاد السوفياتي و هي إن هذه الهزيمة لم تكن هزيمة بالمعنى الحقيقي لأنه بقي النظام التقدمي !! الهزيمة العسكرية و احتلال الأرض و تكسير المعنويات و الإنسحاب الكيفي كل هذا ليس بهزيمة و لا معنى لها ما دام بقيت السلطة و المجموعة الشباطية في الحكم ؟! حقاً أنها مهزلة و مأساة و استهتار بمصير الوطن و آمال الشعوب و كل هذا الإعداد و التهيئة و الموازنات التي صرفت على الجيش و تسليحه و إعداده لتتم الهزيمة على يد هؤلاء بإعلان بلاغ من الإذاعة .

- بعد الهزيمة الكبرى بدأ حافظ الأسد بالتخطيط للإنفراد بالحكم فقام بإنقلابه السهل الذي لم يطلق طلقة واحدة ووضع رفاقه و على رأسهم صلاح جديد في السجن حتى مات العديد منهم داخل السجن أو بعد خروجهم من السجن و كان ذلك في تشرين 1970 .

- تلت الإنقلاب تمثيلية تعيين رئيس مؤقت من قبله مدرّس في الثانوية السيد أحمد الخطيب و من ثم أجرى استفتاء على شخصه كرئيس جمهورية و من لا يشارك فهو معادِ و مصيره معروف و كان استيلائه على السلطة تحصيل حاصل و تمت مكافئته بعد أن حقق أكبر هزيمة بأن يصبح رئيساً للدولة .

- دخل في حرب عام 1973 بالإتفاق مع السادات و سموّها بحرب ( التحرير ) و هي حرب التحريك و قد خسرت سورية العديد من القرى إضافة إلى ما تم الإستيلاء عليه من قبل العدو الصهيوني في عام 1967 ، و قد أرسل العراق الدبابات على الجنازير لتصل إلى دمشق للمشاركة بالمعركة و كان دور الجيش العراقي مميزاً كما يذكر في حينه الضباط السوريين.

- في 1974 أصدر النظام قراراً بالحكم بالإعدام على مؤسس البعث ميشيل عفلق و محمد أمين الحافظ و الدكتور الياس فرح و أخرين .

- عام 1976 دخل لبنان تحت مسمى قوات الردع و كان بموافقة أمريكية اسرايئيلية و قام بدور مميز في إشعال الحرب الأهلية و ضرب الوجود الفلسطيني .

- عام 1980 عام الخزي و العار بالنسبة للنظام بحيث وقف مع النظام الإيراني نظام الملالي الطائفي الفارسي ضد العراق في الحرب التي استمرت ثماني سنوات و جهزّ ايران بالسلاح و الدعم الغير محدود و كانت وصمة عار بتاريخ هذا النظام .

- في نفس العام أقدم النظام على اغتيال الأستاذ صلاح الدين البيطار في باريس أثر إصدار مجلته الإحياء العربي .

- عام 1982 عام المجازر و خاصة مجزرة حماه الكبرى التي تلت ايضاً مجزرة حلب و جسر الشغور و بلغت اعداد الضحايا ما بين ثلاثين إلى أربعين ألف ضحية و كان هناك سكوت عالمي غير معهود و غير مفهوم إلا و أنه نظام ذو حماية خاصة اضافة لكل هذا ما فعله هناك أفعال ضد اللبنانيين و الفلسطينيين و خاصة في طرابلس و تل الزعتر في بيروت .

- استمر بموقفه المؤيد و الداعم لايران حتى نهاية الحرب و كان له موقفٌ أخر لا يقلّ خيانة عن تأييده لايران و ذلك بالالتحاق بالقوات الأمريكية في حفر الباطن لضرب العراق .

- عام 2000 غياب قائد المسيرة !!! و دخلت سورية في مرحلة التوريث .

- استلم الإبن كما اسلفنا الحكم كوريث و بمباركة امريكية و بدأ النظام يلعب أدواراً من نوع أخطر و على خطى السيد الوالد القائد .

- إلى أن قام بأدوار معروفة أثر احتلال العراق و غزوه و بدأ لعبته و دورهِ مع ايران بالنسبة للعراق و الجهاديين و محاولة التآمر على المقاومة العراقية البطلة التي قادها البعث و العشائر و القوى القومية و الإسلامية بغرض تشوييها و حرفها .

- إلى أنم وصلنا إلى الثورة السورية – الثورة المعجزة التي شارفت على إنتهاء سنتها الخامسة ، و الشعب ينزف و الوجه الإجرامي للنظام ظهر عارياً لتحالفه مع المليشيات الطائفية و نظام الملالي .

- إن البعث و الشعب العربي براء من هذا النظام الذي يستحق اللعنة .

هذه الرسالة موّجهة إلى الذين لم يشهدوا تلك المرحلة من تاريخ سورية لفهم طبيعة هذا النظام و ما قام به من أدوار تسيء إلى الحركة الوطنية التي جزأ منها حركة البعث .

شباب البعث القومي في سورية
حزيران ٢٠١٦





الاربعاء ٣ رمضــان ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٨ / حـزيران / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب شباب البعث القومي في سورية نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة