شبكة ذي قار
عـاجـل










استغربت من الرد الذي يقول أن المؤتمر القومي لا يدقق في وطنية ولا وطنية المشاركين في المؤتمر القومي ، حيث باتت عضوية المؤتمر وحضور جلسات مؤتمراته لمن هب ودب ، ولا يهم إن كانت مشاركة هذه الشخصية أو تلك من المطبعة مع الكيان الصهيوني ، أو من الداعين للتطبيع مع العدو ، كما حصل مع الثلاثة من الفلسطينيين الذين يحملون الجنسيتين الفلسطينية والامريكية ، الذين صعدوا إلى منصة المؤتمر ليدعو علانية وجوب المشاركة الفلسطينية الصهيونية في الاراضي الفلسطينية التي تقوم عليها المستعمرات الصهيونية .

اذا كانت الصبغة الوطنية ليست مهمة لدى المشاركين في المؤتمر القومي فما هو مفهوم الإنتماء القومي الذي يعنيه هؤلاء المشاركين إن كانت وطنيتهم مفقودة ؟، والثوابت القومية تؤكد من لم يكن وطنياً جيداً لا يمكن أن يكون قومياً جيداً ، ومن هنا دخل على المؤتمر من لاصلة له بالوطنية والقومية سواء من دعاة التطبيع ، أو من أتباع ملالي الفرس المجوس من أجل افرغ المؤتمر من محتواه ومضمونه ، والتركيز في السيطرة على مقرراته لتصب في صالح الاتجاه المضاد للمفهوم القومي، والطريقة القومية التي تعالج القضايا العربية من منطلق قومي لا اقليمي ولا طائفي ولا عرقي .

في واحدة من المؤتمرات القومية دعيت لعضوية المؤتمر والمشاركة في بيروت ، وعندما سمعت أن واحداً من المسؤولين السابقين في الدولة ، وقد مارس دوراً وظيفياً قيادياً في جهاز المخابرات العامة ، هو من هؤلاء المشاركين ويتبوأ موقعاً قيادياً في المؤتمر ، قلت لا والله لن أشارك في مؤتمر يكون أحد اعضائه من مارس دوراً تخريبياً في حق البلاد والعباد من خلال وظيفته التي كان يرأس فيها جهاز المخابرات العامة ، الذي اهلك الحرث والنسل في وطني .

عفواً لقد ضاعت البوصلة بشكل خاص لدى القوميين فلم يعد لهم فكر جامع ، ولا بوصلة تهديهم صواب السبيل ، وكل يغني على ليلاه ، فأنظر لمواقف الكثيرين منهم في احداث تركيا على سبيل المثال لا الحصر، كل يغني على ليلاه ، وأنظر لمواقفهم من الصراع الدائر على الارض السورية ، وانظر لمواقفهم من الدور التخريبي الذي يمارسه ملالي الفرس المجوس في الوطن العربي ، وأنظر لمواقفهم من المقاومة الفلسطينية والمقاومة العراقية ، وقد عميت أبصارهم عما يعلنه نصر الله أنه من حزب ولاية الفقيه أي ليس بحزب عربي ، وهو ينفذ الاهداف الفارسية وطموحات الملالي ، سأرفع قبعتي اجلالاً له عندما يشتبك مع الكيان الصهيوني حتى لو كانت هذه مناورة ولصالح الملالي في طهران ، ولكن ماذا بعد ؟ ، كيف لي أن اكون معه في احتلال بيروت وتنفيذ سياسة الملالي في لبنان ، ومشاركته القتل في سوريا ، واعماله الارهابية في العراق ، ودوره التخريبي في الدول العربية كما في مصر والمغرب والبحرين ؟ .

هناك تجمع لبعض القومجيين يقيمون بعض النشاطات الثقافية الاسبوعية ، فتتم دعوة بعض العملاء ممن امتطى الاحتلال الامريكي الصهيوني الفارسي المجوسي في منتداهم ، وهو من رموز السلطة العميلة في بغداد ، وهناك من يعلن مناهضته للصهيونية ، ويساند النظام السوري الذي جلس على طاولة المفاوضات مع الكيان الصهيوني ، وشارك في حفر الباطن ، وعلى شاكلتهم وشاكلة البعض من أعضاء المؤتمر القومي قس هذه الحالة التي يعاني منها التيار القومي الذين يلتقون مع عمامات ملالي الفرس في وقت أن بغداد محتلة من قبل هؤلاء الملالي ، ويريدوننا أن نتعامى عن تصريحات الملالي لنصدق ترهاتهم القومجية الكاذبة .

أنا من اشد المناصرين لوجود تيار قومي يرتكز على ثوابتنا القومية الواضحة ، فلا تهادن مع من يحتل ذرة تراب عربية واحدة ، ولا مهادنة مع أي نوع من أنواع التطبيع مع الكيان الصهيوني ، فصراعنا معه صراع وجود لا صراع حدود ، والارض العربية متساوية في قدسيتها ، فلا يجوز أن أقف مع الملالي الذين يحتلون بغداد تحت ذريعة كاذبة أنهم يمثلون الممانعة والمقاومة ، فمن يحتل بغداد لا يمكن أن يكون مع القدس ، والعربي لا يجوز له أن يقتل عربي آخر ، فكل العرب ضد من يستهدف أي قطر عربي ، وللعرب حقهم في أن يكون لهم مشروعهم القومي القائم على الوحدة والحرية والتحرير والعدالة الاجتماعية ، فما زالت هذه الثوابت من اربعينيات القرن الماضي ، ولابد وأن يزداد التشبث بها حتى في أحلك الظروف قساوة تمر بها الامة، فالامة التي لا اهداف لها لا مستقبل لها ، والامة التي تساوم على اراضيها وحريتها لن يكتب لها النجاح ، ولن يرحمها التاريخ .

أمتنا تمتازعن بقية الامم حتى الشعوب الاسلامية واممها في أن الله كلف امة العرب في حمل أعظم رسالة له جاءت من السماء ، فلماذا نحن نسترخص أمتنا ونستهين بها في وقت كرمها خالق الامم والكون ؟ ، فرب العزة يقول كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر ، وقال إنا أنزلناه قرآناً عربياً ... ، فالدعوة القومية التي روحها الاسلام ومادتها العروبة هي مستقبل أمتنا ، وهذا الدين الحنيف دين المحبة والاخاء ، دين السلام ، وهذه الامة المواطنة فيها مقدسة ، فلا عرقية ولا طائفية ولا اقليمية ، فهؤلاء المؤتمرون في المؤتمر القومي إذا كانت فلسطين ليست غالية على قلوبهم ، وبغداد في احتلالها لا تثير نخوتهم ، وتدمير سوريا وتمزيقها لا يحرك فيهم ساكناً ، فعن أي قومية يتحدثون ، اذا كانت وطنية ولا وطنية المشاركين في المؤتمر لا تعنيهم ؟ .

dr_fraijat45@yahoo.com





الجمعة ١٧ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٢ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة