شبكة ذي قار
عـاجـل










بسم الله الرحمن الرحيم
﴿
وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقاً لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاءَ اللّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ البقرة ٩١


كما هو معلوم أن الحرب العالمية الأولى نشبت عام 1914م بين بريطانية وحلفاؤها من جهة ... والدولة العثمانية ... وكان الحلفاء قد حشدوا جيوشاً كبيرة من أجل الإطاحة بدولة الأتراك العثمانية وأطلقوا عليها ( الرجل المريض ) بعد تردي أحوالها المالية والاقتصادية والاجتماعية وتدمير كل المرافق الحيوية وانفصال معظم الأقطار التي كانت تحكمها من جسمها وتحولت إلى دولاً مستقلة بكيانها وسيادتها بمساعدة بريطانية ودولاً أوربية لأغراض استعمارية لم تكن قد اكتملت طبختها فاهتموا بالبلاد العربية ودرسوا أحوالهم الاجتماعية والموارد المائية والاقتصادية فيها والتي ساعدتهم في الاستيلاء على هذه البلاد وفصلها تماماً عن جسم الدولة العثمانية.

فوجهت بريطانية قواتها العسكرية إلى الخليج العربي والبصرة ثم توجهت إلى شمال العراق ودخول الأراضي التركية لتشن هجماتها عليها ... فكان لابد لها من احتلال العراق عام 1918م وأحكمت سيطرتها من خلال قواتها التي كانت قد دخلت بغداد في 10 آذار 1917م، ثم توجهت الى الموصل وقبل دخولها عُقدتْ الهُدنة ووضعت الحرب أوزارها ... ! فأحكمت بريطانية قبضتها على العراق بسبب موقعه الجغرافي الواصل بين أوربا وجنوب شرق آسيا وهو الطريق الواصل إلى الهند درة التاج البريطاني في حينها ... واستولت على ثرواته وكل النواحي الحيوية فيه ووضعته تحت الانتداب البريطاني وتعين حاكم عسكري ( المندوب السامي ) ومقره في بغداد ليحكم جميع مدن العراق ورحم الله الشاعر العراقي الذي وصفهم بقوله :

رأوا في الرافدين ثرى خصيباً يروق العين فانتشروا جرداً

وكان شعب العراق الذي قاوم وناضل وجاهد كما هو شأنه اليوم يسعى ويتأمل للخلاص من حكــم الاحتـلال بكل اشكاله وألوانه من أجل الوحدة وٍالحرية وحماية

سيادته الوطنية واستقلاله وإقامة دولته العربية لتحفظ للمواطنين جميعاً حقوقهم

دون استثناء، إن الجرائم البشعة التي ارتكبها الاحتلال من قتل وتخريب، وأفعال لاإنسانية، ولاأخلاقية، يندى لها جبين الإنسانيـة عبر التاريخ ... ! لا تختلف بأسلوبها وسلوكها عن الجرائم التي ارتكبتها قوات الغـزو الإمبريالي الصهيوني الصفوي في العراق منذ عام 2003م وإلى يومنا هذا.

فالانتداب البريطاني على العراق كان احتلالاً وفقاً للتشريعات اللاأخلاقية التي أعدتها ووافقت عليها عصبة الأمم المتحدة في مؤتمر سان ريمون في 25 نيسان 1920م ... ولم يختلف ذلك عما فرضته أميركا على مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة اللذين صمتا أمام المشروع الأمريكي لغزو العراق عام 2003م الذي كان أيضاً مخالفة صريحة وخرق واضح لكل القواعد القانونية والمواثيق الدولية وأصبح العراق محتلاً من قبل الولايات المتحدة أميركا والتي تخلت عن كل التزاماتها ومسؤولياتها القانونية والأخلاقية تجاه حماية أمن العراق شعبه.

وبعد أن حل الخراب وخابت آمال هؤلاء الخونة والعملاء والمرجفين من الحكام العرب والعراقيين وأصبح العراق ينوح من حكم ثقيل جائر فاشل ظلوم بعيداً عن روح العدل والإنسانية والأخلاق، وتوالت على إدارة العراق حكومات صفوية لم تتورع في إذلال شعب العراق ... ! واستقطاب البعض من شيوخ العشائر والوجهاء والعلماء والمرجعيات الصفوية وتكليفهم بأعمال دنيئة لا تليق بهم فأصبحوا لدى قوات الاحتلال والحكومة الصفوية عملاء خونة ومخبرين سريين ومرتشين مقابل حصولهم على ثمن بخس.

وعمدت هذه الحكومات العميلة الصفوية المتعاقبة إلى مناهضة البعض من شـيوخ العشائر والوجهاء والعلماء والمرجعيات العربية الوطنية الأصيلة ومطاردتهم واعتقال الكثير منهم بسبب مساندتهم ودعمهم للمقاومة الوطنية والإسلامية ورفضهم تواجد القوات الغازية.

وأوقف السيستاني الذي يتزعم المرجعية بفكره الصفوي المتطرف الجهاد ضد القوات الامبريالية الغازية مستجيباً لإرادة المجرم بريمر مقابل ( مائتي ألف دولار ) سلمت له من أموال الشعب العراقي ... ! إلا أنه لم يتورع أو يتخلف في الاستجابة لحكومة الملالي الصفوية في طهران لإصدار فتوى الجهاد الكفائي بنفس طائفي مقيت ضد أبناء العراق النشامى في المحافظات التي طردت قوات الاحتلال الغازية من العراق، وعلى نفس السلوك الرذيل يقوم الخائن العميل ( المرجئ ) أبو منار العلمي بفكره الفاسد الذي دعا إلى وقف الجهاد وهو يعلن للمجرم الصفوي إبراهيم الإشيقر أمام وسائل الاعلام بقوله : ( لي الشرف إني أبطلت الجهاد ) .

وإلى اللقاء في الحلقة الثانية
 





الجمعة ٢٤ شــوال ١٤٣٧ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٩ / تمــوز / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب علي عبد الأمير النجفي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة