شبكة ذي قار
عـاجـل










اقرار قانون جاستا الامريكي الموجه ضد السعودية على خلفية تفجيرات الحادي عشر من ايلول 2001 . صدم العديد من السياسيين والمحللين في العالم وفي البلدان العربية والاسلامية , ولاسيما بعد تلك العلاقة التحالفية بين البلدين منذ قرابة سبعة عقود ونيف . وهذا القانون كما يتوقع المحللون ستكون له عواقب اقتصادية سيئة على البلدين , سواء اقدمت السعودية على سحب ارصدتها المالية او جمدت استثماراتها في الولايات المتحدة , او بالمقابل اقدمت السلطات الامريكية على تجميد الارصدة المالية العائدة الى الدولة السعودية او للشخصيات السعودية .

- ما سبب هذا الاجراء المفاجئ , رغم ان التحقيقات الفدرالية قد اثبتت براءة السعودية من مسؤوليتها عن اعمال التفجيرات في نيويورك 2001 ؟ .

- هل كان الرئيس الامريكي اوباما جادا في رفض القانون ؟ .

- هل الازمة بين السعودية والولايات المتحدة تصب في صالح روسيا اليوم وهي ترمي بثقلها العسكري في سوريه ؟ .

- هل ستتخلى الادارة الامريكية المقبلة عن حلفائها العرب وخاصة السعودية ؟

1. العلاقات الامريكية – السعودية قديمة ومتينة وللبلدين مصالح مشتركة في مجالات الاقتصاد والامن العسكري . بحيث وضعت الاموال السعودية في الولايات المتحدة على شكل استثمارات ومصارف وسندات وغيرها وكلها خدمت الخزينة الامريكية ولاسيما في السنوات الاخيرة .

وبالمقابل اعتمدت السعودية بشكل شبه كامل على الاسلحة الامريكية , وقد اشترت اسلحة امريكية بمليارات الدولارات . وقد وضعت الاراضي السعودية منطلقا للقوات الامريكية في معركة الكويت عام 1991 .

في ضوء هذه العلاقة التي وصفت بالاستراتيجية مالذي جرى حتى يوافق اعضاء مجلس الشيوخ بالاجماع على قانون جاستا ؟

بعض التحليلات ترجع هذا الانقلاب في العلاقات بين البلدين هو الاتفاق النووي مع ايران , ولاسيما المواد السرية الملحقة بالاتفاق , وخاصة تلك البنود التي ابرمتها الادارة الامريكية مع ايران الملالي , وملخصها اطلاق يد ايران في المنطقه العربية لكي تستعيد مجد الامبراطورية الفارسية .

ويؤيد هذا التحليل نهج الادارة الامريكية في افتعال الصراع مع الاسلام , رغم التصريحات التي ادلى بها اوباما اكثر من مرة بان امريكا ليست ضد الاسلام . ولو عدنا الى نهج بوش الابن عندما شن الحرب ضد العراق , تلك التصريحات التي اثارت استغراب القادة الاوروبيين وخاصة فرنسا عندما ابلغ الرئيس الفرنسي بان القوات الامريكية ذاهبة لمقاتلة ( يأجوج ومأجوج ) , وانها الحرب المقدسة ضد الاسلام المتهم بالارهاب .

والتوجه الامريكي يسعى الى وصم السعودية بالارهاب . وهذا النهج هو الذي تسير عليه ايران الملالي , بوصف الاسلام بالارهاب والمسلمين السنة بالتكفيريين , مستغلين ظاهرة داعش التي هي من اختراع ايران الملالي والحركة الصهيونية .

وهذا التوافق بين الادارة الامريكية في العداء للاسلام والمسلمين يخدم الصهيونية وكيانها المسخ في فلسطين المحتلة , ولاسيما ان احد البنود السرية بين نظام الملالي وبين الولايات المتحدة هو ضمان امن الكيان الصهيوني من الجبهتين السورية واللبنانية .

وسبق لمسؤولين امريكيين ان صرحوا انهم يثقون بالشيعة لان لهم مرجعية واحدة وقادرة على تسيير الجموع الشعبية كما تريد , ومن هذا المنطلق تم تقديم 200 مليون دولار للسيستاني من قبل رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي السابق مقابل اصدار فتوى بعدم مقاومة القوات الامريكية الغازية لارض العراق عام 2003 .

2. لم يكن الرئيس الامريكي جادا في اصدار الفيتو على قانون جاستا , ولو كان جادا لسعى الى الاتصال باعضاء حزبه في مجلس الشيوخ على الاقل , بدليل ان من عارض القانون عضو واحد فقط . وهذا يؤكد ان قراره كان لذر الرماد في العيون .

3. ما حصل في المنظور الاني يصب في صالح روسيا بالعموم , وان لم يكن في سوريه سيكون في مناطق اخرى مثل اوكرانيا والقرم وحلف الناتو .

وهناك من يقول ان الادارة الامريكية تريد ان تورط روسيا في المستنقع السوري , وهذا القول ضعيف لان بوتن ابن الاتحاد السوفيتي ويعرف تجربته في افغانستان لن يتورط في سوريه على الارض , وكل تدخله سيكون من الجو , ويوكل مهمة القتال في الارض لايران والمليشيات التابعة لها مثل حزب الله والمليشيات العراقية والافغانية والهندية .

وما يقال عن خلاف استراتيجي بين روسيا وامريكا كلام عار عن الصحه , لان البلدين يريدان حلب البقرة العربية سويا وبالتفاهم السري او العلني .

4. هل يمكن ان تقطع العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة ؟

يقال ان الولايات المتحدة باتت مكتفية من الطاقة ولاسيما بعد اكتشاف الغاز بكثافة , والطاقة البديله , وهذا الراي فيه جانب من الصواب , ولكن موقع السعودية الجيو – استراتيجي يظل مهما بالنسبة للولايات المتحدة , ولابد ان يكون لامريكا موطئ قدم في المنطقة مقابل روسيا التي تتمدد فيها .

وبالمقابل فالسعودية بحاجة الى السلاح والعتاد الامريكي لادامة المعركة في اليمن وسوريه . ومن اجل التوازن في العلاقات سوف يدفع الطرفان فاتورة القانون الاخرق جاستا .

مهما ستكون النتائج فان الولايات المتحدة معروفة بعدائها للعرب ترضية للكيان الصهيوني ولكن الزعماء العرب لم يعجبهم هذا الراي , واقاموا مع الادارة الامريكية اوثق العلاقات . ورب ضارة نافعة ونامل ان يتعض الزعماء العرب من هذه الخديعة الامريكية لاان يتغاضو عنها كما اصموا اذانهم عن خيانة بريطانيا العظمى التي منحت اليهود وعد بلفور وسهلت مهمتهم بانشاء كيانهم الاستيطاني العنصري .

hassan_tawalbh@yahoo.com





الثلاثاء ٣ محرم ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٠٤ / تشرين الاول / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب د. حسن طوالبه نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة