شبكة ذي قار
عـاجـل










شغل وانشغل الحكام العرب وبشكل غير طبيعي وغير متوازن بالانتخابات الأمريكية ومن ستولى الحكم بعد اوباما وكأنهم أطفال قاصرين لا يفقهون شيئا عن ادارة الحكم والسياسة ،ولعلهم مقتنعين جزافا بأنهم موظفي عند البيت الأبيض او في حقيقتها وهم نسجها الحكام بفعل ضعفهم وابتعادهم عن مواطنيهم .

ان وصول هذا الهوج الى سدة الحكم بامريكا ليس مفاجئ او ضربة حظ وانما هناك حكومة خفية هي التي تسير الأمور وتتحكم بالسياسية الداخلية والخارجية وما هؤلاء الا عبارة عن موظفين لديها وان حصلوا على بعض الاستقلالية او الصلاحيات لكن تبقى الأمور الحساسة والخطيرة ترسمها هذه الحكومة ، وهنا من باب المعلومة وكشف ماهو معروف لدى الكثير من السياسيين والمحللين في العالم ويجهلها وللاسف معظم الحكام العرب او على الاقل يتجاهلها لضعفهم امام شعوبهم والحكومات الامريكية المتعاقبة على الاقل وهي :

1- ان الديمقراطية التي تدعي امريكا هي الراعية الاول لها ماهي الا احدى الوسائل للسيطرة والتدخل في بلدان العالم وخاصة الدول النامية ومنها العربية .

2- الانتخابات الاخيرة في امريكا اكدت حقائق مخفية على الكثير ومنها انها انتخابات غير نزيهة ونسبة التزوير عالية جدا ، وقد ادرك الأمريكان الحقيقة ان صعود ترامب بصورة دراماتيكية بعد ان كان نصيب وحظ هلاري كلنتون متقدمة بفارق واضح .

3- خطاباته اثناء الحملة الدعائية كانت متناقضة وعدائية لكل العالم والشعب الامريكي اي مثل الشخص الذي يصاب بعمى الوان ولا يفرق بينهما وهذا كان مقصود ومدروس ومخطط له وليس من فراغ لان المرحلة التي بعدها سوف تشهد تغيرات ليس على مستوى الداخلي الامريكي واروبا والمنطقة العربية بل العالم .

4- ان وصول ترامب الى سدة الحكم يؤشر الى تطبيق سياسة مختفلة عن عهد اوباما وهي تثير الجدل والتساؤلات وصعود ترامب اشبه بصعود هتلر عام 1933 حيث تم انتخابه عبر صناديق الاقتراع وقاد العالم الى حرب عالمية .

5- ان خروج تظاهرات ضد ترامب تحصل اول مرة وتدل على هناك شرخ في النسيج الاجتماعي وحالة فوضى واضطراب سوف تحدث او تسير الامور بعد تولي ترامب وبعد التهجم والحماقات التي صرح بها ، اذا كانت هذه دعاية انتخابية فهي ذو اتجاهين اما ترضي وتتماشى مع اللوبي الصهيوني والمتشددين او انه احمق ومختل عقليا وهذا بعيد بعض الشيء .

6-ارسال رسائل ضد حلفائه الأوربيين وأصدقائه في الخليج ورسم توجهات وسياسة جديدة لهذه العلاقات يراد منها استقبال ردة الفعل او التصرف على اساسها من قبل الحلفاء والاصدقاء قبل استلامه او دخوله البيت الابيض .

اما مايجب ان يفهمه الحكام العرب من حقيقة الاستراتيجية الامريكية الثابته وان تغيرت الوجوه :

اولا : ان المصلحة الامريكية اولا وهي فوق كل شيء حتى لو اقتضى الامر بالتخلي او التفريط بالحلفاء والاصدقاء .

ثانيا : امريكا لم ولن تتخلى عن الكيان الصهيوني في فلسطين ولم تسمح لاي رئيس امريكي ان يغير هذا التحالف ولكن ممكن ان يطرح افكار ومشاريع سلام لغرض تحريك الجمود واقناع الحكام العرب بان امريكا جادة في ايجاد حل سلمي للقضية الفلسطينية من اجل زيادة مستوى المنافع والمكاسب مع الدول العربية وخاصة النفطية ، واعلان ترامب باقرار القدس عاصمة اسرائيل الابدية ليس سوى اشارة لتحريك طرفي النزاع .

ثالثا : الإستراتجية الأمريكية ساعية بلا توقف باثارة النزاعات والخلافات مابين الأقطار العربية وتدرك جيدا ا ناي تقارب او اتحاد بين الدول العربية هي بالضد من مطامع ومصالحها الغير قانونية كما هي ماضيا في اثارة النعرات القومية والطائفية وزيادة التوتر والسماح لبعض الأنظمة العربية باستعمال العنف والاقصاء والتهميش لمكونات الشعب من اجل الوصول الى حالة الحرب الطائفية او القومية .

رابعا : الاعلان عن التاييد والدعم والتعاون والصداقة مجرد كلام او موقف سياسي اجوف مقابل شن حملة عدائية ضد الاعداء الحقيقيين للأمة مثل إيران هو محض هراء وخداع والحقيقة التعاون والتحالف والدعم الفعلي موجود والسماح لإيران بامتداد ازعها والتدخل العلني والسافر في كل من العراق وسوريا واليمن والبحرين ومعظم الدول العربية حسب الظرف المساعد .

خامسا : ان الرعاية والدعم الخفي للحركات المتشددة من قبل امريكا مستفيدة من الجهل والظلم التي يقع في بعض المناطق على بعض الشرائح ،ادى الى ظهور تنظيمات متشددة وهي ما يسميها ارهابية من اجل التبرير في التدخل والتواجد على الارض العربية واحتلال لخيراتها ، ورهن ارادتها واجبارها على الرضوخ لخططها الاستعمارية .

سادسا : هناك الكثير من القوانين والقرارات هي محفوظة لدى الحكومة الخفية في واشنطن ضد الامة العربية وتنتظر ايجاد الوقت المناسب والمنفذ لها وهذا الذي حصل عندما صدر قرار باقامة دوى لعائلات ضحايا الحادي عشر من ايلول والذي حاول اوباما استخدام صلاحيته والفيتو ولم ينجح وغيرها جاهزة .

ما هو موقفكم وما الرد لدر الخطر ياحكام العرب :
1- العودة والمصالحة مع شعوبكم وابتعدوا عن الكذب والخداع وقول الصدق والصراحة سوف يجعل من الشعب يقف ويساندكم .

2- العودة الى التضامن العربي والخمية العربية التي تحمي كل العرب وتقطع سبيل كل غريب حاول او يحاول ان يندس بين صفوفكم لان حماية الامن القومي العربي لايحققه الا ابنائها ولا تستعين بالاجنبي على اخيك العربي .

3- الله سبحانه وتعالي كرم الامة العربية برسالة الاسلام وحبها بالخيرات الدنيا عليكم ان تحسنوا التصرف وتبنوا كيان للامة واهما القوة والمقدرة في

مواجهة اعدئها فالحق الضائع لايتحقق الا اذا اقترن بالقوة .

4- ايجاد مصادر التسليح والتكنولوجيا وبناء علاقات تخدم قضايا العادلة او القربية من حقوقنا وتؤيدها مع قوى ناهضة وتقليل الاعتماد على امريكا حيث اصبحت مرفوضة ومكروه سياسيا من معظم دول العالم .





الاربعاء ١٦ صفر ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ١٦ / تشرين الثاني / ٢٠١٦ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب ابو نهاد العبيدي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة