شبكة ذي قار
عـاجـل










سألني احد الأصدقاء سؤالاً فأجبته بمثال ، لو كنت وحدك تمشي في طريق ما وأنت اعزل فهجم عليك اثنان احدهم يحمل بيده ( قامة ) والثاني يحمل بيده ( بوري ) الاثنين أعدائك وهم بسبب نزاع على ارض ما أصبحوا أعداء فيما بينهم ، فهل من الشجاعة والذكاء أن تقاتلهم بيديك أم تستر قليلاً وتدعهم يتقاتلون فيما بينهم إلى أن يقضي احدهم على الأخر ويكون المنتصر فيهم في رمقه الأخير فتأتي لتضربه ب ( سطرة ) واحدة ليسقط ميتاً ..

اليوم انقسمت الآراء إلى قسمين منهم من يقول إن ترامب سوف يشن حرباً على إيران وسيدمرها بناءاً على ما يعلنه وما نشهده من تصعيد ، والقسم الأخر يقول بأن ترامب مهرج و ( فارغ ) وان كل ما قاله لا يتعدى سوى فقاعة وزوبعة و إشاعة أمل ..

أقول :- إن كان ترامب ( مهرجا ) فدعونا نستمتع بحركاته البهلوانية فلم يأتي دورنا بعد ، ألان نحن على ( تلة ) نشاهد الأحداث بدقة عالية دون أن نتدخل بشيء فالمعركة ألان بين الإخوة الأعداء وجميع الأطراف بالأصل هم أعدائنا فلما الاستعجال بالحكم ..

وان كان ترامب صادقا في مساعيه فسيختصر الطريق الطويل وسيضرب الله الظالمين بالظالمين ليخرجنا من بين أيديهم سالمين غانمين وفي النهاية قد وفر لنا مجهودا كبيراً جداً وقد نضف ( زبالته ) التي جاءت بها أمريكا بيديه لتتحكم برقاب الملايين من شعبنا وينهي دور شرطيه الذي أرعبالمنطقة بتصرفاته الرعناء لنصف قرن مضى بتقليم اضافره او تغيير نظامه بشكل كامل ..

في كلا الحالتين نحن لن نخسر شيء ، فالقوى الوطنية في حالة إجازة مع تأهب دائم في ذات الوقت ( راحة مع استعداد ) حافظوا بها على قوتهم وتماسكهم ولم تخسر شيء لغاية الان وعندما تكون الفرصة سانحة فسينقضون على الأوغاد بكل بساطة ، خاصة وان الأحرار والوطنيين لا يعتمدون على قاعدة صغيرة محدودة بل هم متواجدون في كل شارع وبيت في هذا الوطن الكبير ( من الدنگة للدنگة ) ومن له هذه الإمكانات يستطيع أن يغير في كل زمان ومكان لن يتأثر بالحرب وبالسلم هو هو بطبيعته ثورياً ومجاهداً مغواراً فلا داعي للتشنج ..

أنا لا اعرف إن للنضال عمراً محدداً ، ولم اسمع يوم ما إن الشعب وقواه الوطنية تكل أو تمل ، فالشعب يوماً إن أراد الحياة فلابد للقيد إن ينكسر ، فحالة اليأس والتململ التي يشعر بها الكثير من شعبنا هي ( وقتية ) ستزول مع أول رصاصة تثور ومع أول صيحة تكبير تنطلق من شفاه المناضلين فشعبنا رغم ما كان وما سيكون سيبقى يعشق صوت الكفاح ودوي المدافع فهي سنفونية الغيارى والمجاهدون ..

أما بخصوص إيران فأنها إلى الزوال ، فالأمر لا يحتاج إلى نظرة عميقة وثاقبة ، بكل بساطة تهران تسيطر على أربع دول عربية ومن خلالها تتحكم بالمنطقة وترعبهم وسر قوتها هي هذه الأذرع وبهذه الدول التي فرخت فيها نغولها ، وهي كل من العراق و سوريا واليمن و لبنان ..

ففي اليمن بدء الحوثة بالانهيار والموت السريع وصاروا يخسرون المدن والقرى واحدة تلو الأخرى بشكل سريع جداً ، إذن نستطيع القول لم يتبقى إلا شعرة واحدة وينقطع احد الأذرع الأربعة وعند الانتهاء سيكون هناك أيضاً حل سياسي يرضي جميع الأطراف في اليمن والاهم في ذلك انه يرضيالسعودية لتنتهي قصة اليمن ليعود سعيدآ كما كان ..

وفي سوريا فقد استنزف بشار و حزب_الله معاً ( سوريا ولبنان ) ومعهم ( جبهة النصرة وداعش ) وما تقدم الشبيحة وحزب الله وسيطرتهم على بعض المدن إلا سيطرة ورقية بفضل الطيرانالروسي أو ببيع المدن والقرى من قبل داعش أو من خلال اتفاقات إقليمية ، ولكن في حقيقة الأمر لم يبقى لحزب الله والشبيحة قوة مثلما كانت سابقاً ، ومع أول اتفاق بين الدول التي تتغول في سوريا ستنقطع الشعرة الأخيرة في ذراع سوريا ولبنان لتنتهي ثلاث اذرع لإيران في المنطقة وأنا أرى بأن الحل في سوريا ألان أصبح أسهل واقرب من ما كان عليه بكثير جداً وذلك لان سوريا ألان أصبحت ركاماً وهذا ما كانت تسعى إليه إسرائيل ، الحل العسكري لوحده غير ممكن في سوريا لأنها قريبة من إسرائيل ، سنشاهد اتفاق دولي وإقليمي قريب في سوريا مع بدء عمليات إزاحة داعش ومع مشاركة تركيا والأردن في إقامة مناطق أمنة وعازلة في سوريا ..

أما العراق الذراع الأخير فقد بدء داعش بالرحيل وفي نفس الوقت استنزفت المليشيات أقصى استنزاف بحيث أصبحت مفككة ومتناثرة ومترامية الأطراف رغم ما يظهر للإعلام من تسجيلات عن انتصارات وهمية ، هم قادرين على المساكين العزل وما جرائمهم إلا دليل على جبنهم واندحارهم فهم من يقوم برفع تسجيلات التعذيب والقتل والجرائم التي يقومون بها لكي يبثوا الرعب في قلوب الناس وكأنهم يقولون ها نحن وهذه أفعالنا فهم بذلك ينتهجون سياسة داعش بالإعلام ، إرهابيين وحمقى في آنٍ واحد ..

بعد داعش الموصل ، وفي أسوء الاحتمالات ، لن تصبح الظروف كما هي ألان ، فالأكراد سيطروا على عدة أماكن وهم ساعين للانفصال بشكل جاد وهذا الأمر غير مقبول بشكل كبير وبرفض تام بالنسبة لإيران وتركيا لأنه نذير بانفصال أكراد إيران وتركيا وسوريا واندماجهم مع أكراد العراق فستحصل مذابح بين الأكراد والمليشيات في العراق ومذابح بين أكراد سوريا وفلول بشار مما سيعجل بالتحرك السريع لأكراد إيران وإشعال مناطق كردستان إيران الذي سيكون أشبه بالشرارة الأخيرة التي ستشعل طهران بعد الاحواز وباقي المدن التي ستثور ..

هنا سيشتعل العراق أيضاً بصراعات سياسية حول السلطة ، مع معارك بين الأكراد والمليشيات والجيش والمليشيات والمليشيات والأحزاب فيما بينها ، ستكون الأجواء مهيئة تماماً لأبناء الشعب في الجنوب والفرات الأوسط وبغداد للنهوض كما سيكون لوسط العراق و الغربية وللأحرار إمكانية النهوض من جديد والانقضاض والسيطرة ، هذه الظروف ستكون مهيئة تماماً لتدخل التحالف الجديد في كل الأحوال يستطيع الأمريكان طلب التدخل دون الرجوع للحكومة ويستطيع البرزاني طلب التدخل دون الرجوع للحكومة وفي أسوء الاحتمالات سيطلب ألعبادي التدخل ليحمي نفسه ..

كل الخيارات مفتوحة وكل الطرق تؤدي إلى الخلاص ، وإيران قد وصلت قمة الهاوية ، فلا داعي لليأس والقلق والإحباط ما هي إلا مسالة وقت ليس إلا وسينتهي الكابوس الجاثم على صدورنا إن شاء الله وستكون الامور على مايرام ..

إيران سراباً يحسبه الظمآن ماءاً .. إيران واذرعها صعدوا إلى الهاوية والى حتفهم الأخير في مزبلة التاريخ ..





الجمعة ٢٧ جمادي الاولى ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٤ / شبــاط / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب محمد الصگر نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة