شبكة ذي قار
عـاجـل










عندما نكتب مقالة او نطرح موضوعا, او عندما نضع حقائق بين ايدي القارئين فأننا بالحقيقة نستهدف فئة من الشباب لم تعش تلك الفترة الذهبية او انها ولدت خلالها لكنها لم تعي حقائقها, كما اننا نهدف الى توعية الشباب الى حجم المؤامرة التي تحاك عليهم قبل غيرهم, فالشباب هم عماد الوطن وبناة الغد, ومع شديد الاسف شوهت احداث الغزو والاحتلال وماتلاها من قرن ونصف من احداث طائفيه وشعارات شعوبية مزيفة وعنصرية ونظريات دينية كاذبة, كل القيم العراقية الاصيلة وكل التاريخ الناصع لهذا البلد العظيم الذي علم الانسانية الكتابة وسن على ارضه اول قانون ينظم الحياة, وكل تلك المؤامرة انما اتت لكي تمحي هذا التاريخ وتلكم الانجازات العظيمة التي صنعت من العراق مركزا ذا ثقل يحسب له الف حساب وقبلة لكل باحث عن العلم والاصالة والعيش الرغيد الامن والكرامة.

وعنوان مقالنا اليوم انما هو صعب لان المقارنة بين الحاضر الاسود وكل مايعيشه المواطن العراقي واوله الشاب العراقي وبين كل ماسبق نيسان 2003 ليس بالامر الهين, بل انه لايكفيه مقال حتى نبين كل المحاسن والمثالب التي كان يعيشها العراق تحت قيادة موحدة وطنية ضمن حدود واحدة وعلم واحد, بكل الاحوال لنذكر لكم اهم نقاط تلك المقارنة بالجزء الاول منها على ان نفرد لباقي المواضيع مقالات منفصلة لاحقا :

الامن الداخلي, كان العراق بكل محافظاته الثمانية عشر يتمتع بدرجة عالية من الامن الداخلي لما تملكه الدولة من امكانيات استخبارية وخبرة متراكمة من الحفاظ على الامن والاهم من ذلك كان العراق اقل الدول العربية على مستوى الجريمة المنظمة والفردية لان الدولة حريصة على التوجيه الصحيح للمجتمع والقضاء على اي بؤرة ينتج عنها اي نوع من الخلل المجتمعي, عكس مايحدث اليوم تماما من انتشار لجرائم الخطف والسرقة والسلب والابتزاز والقتل وسرقة المال العام والرشوة والفساد الحكومي وعلى مستويات عالية تنشر يوميا على شاشات التلفزة الفضائية والنزاعات العشائرية واتساع رقعة المناطق غير المسيطر عليها من قبل الدولة نسبة لما تسيطر عليه الاحزاب والمليشيات والعوائل, هذا غير التسول والنشل وجرائم الدعارة وزنا المحارم والكثير مما يطول شرحه من مستويات عالية من الجريمة وضع العراق بذيل قائمة الدول الامنة ليصبح العراق الدولة قبل الاخيرة بالأمان او كدولة امنة للعيش.

السلم المجتمعي, وربطا بالنقطة الاولى كانت الدولة حريصة كل الحرص على الامن المجتمعي نفسه والقضاء على كل مايعكر صفوه من قلاقل او مشاحنات او شروخ مجتمعية بما فيها النعرات الطائفية والعرقية والعشائرية, ايمانا من الدولة وقيادتها الحكيمة بأن المجتمع هو الدولة نفسها وامانه من امانها ورفعتها وعلوها, ولم تكن القوة هي سيدة الموقف كما يصور الاعلام المعادي اليوم بل كانت البرامج التوجيهية والتوجيه المعنوي المدني وكل مؤسسات الدولة مكلفة بتلك المسؤولية لبناء مجتمع قوي صلب محصن ضد اي تيار يريد اختارقه وتفكيكه وزعزعة امنه, عكس مايحدث في يومنا هذا من تقطيع لأوصال المجتمع على اسس طائفية وعرقية ومذهبية وبث روح الفرقة كل يوم وبكل السبل لتفكيك المجتمع حتى وصل الحد الى تقطيع المدن بالحواجز الكونكريتية لكي يتم تقسيم المدينة الواحدة الى مناطق على اسس هم ابتدعوها.

التعليم, كانت تولي القيادة العراقية اهتماما كبيرا بالتعليم يصل لحد اهتمامها بالسيادة وامن الوطن ويكفي ان نذكر ان التعليم كله كان مجانيا منذ مرحلة ماقبل الابتدائي حتى نيل شهادة الدكتوراه, حيث لايدفع الطالب العراقي اي مصاريف لقاء دراسته في مدارس ومعاهد وجامعات الدولة مهما كانت بسيطة, والاكثر من ذلك فان الدولة كانت تتكفل بأيفاد طلبتها المتفوقين على حسابها لجامعات مرموقة عالميا لنيل شهادات او الحصول على اختصاصات دقيقة ليخدموا بها الاجيال القادمة, ولم يخرج على الشاشات احد المسؤولين ليقول اننا سوف نجعل التعليم مدفوع الثمن لاننا نصرف مبالغ طائلة على الطالب العراقي كما يحدث اليوم, التعليم بعد الاحتلال هو اسوء تعليم على مستوى المنطقة العربية ودول شرق اوربا بعد ان حصل التعلم العراقي في فترة الثمانينات على مراتب متقدمة توازي مراتب الدول الاسكندنافيه من منظمة الثقافة التابعة للامم المتحدة, والجامعات العراقية (بغداد والبصرة والموصل ) كانت تحتل مراكز متقدمة في المستوى العالمي للجامعات, وكانت مؤسسة التعليم العراقية قبلة لكثير من الطلاب العرب من الخليج العربي والمغرب العربي وبلاد الشام.

الصناعة والتجارة, في الوقت الذي كانت اغلب الدول العربية الا القليل منها يستورد ويستهلك وتذهب ميزانية دوله على الاستيراد, كان العراق ولايوازيه احد في الصناعة والتصدير للخارج حيث تم رفع ميزانية الصناعة والتصنيع مع مراعاة الجودة حتى اصبحت المنتجات العراقية مطلبا لكثيير من الدول الاوربية قبل العربية , فمثلا كان العراق يصدر المحاصيل الزارعية ومنتجات اللحوم والالبان والنفط الى الدول الاوربية وامركيا الشمالية والدول العربية, وكان يصنع العراق من ضمن خطوط انتاج معمل سامراء الكثيير من الادوية وفق المقاييس العالمية والجودة العالية ويصدرها الى دول الجوار العراقي واوربا الشرقية, ورغم انه كان في حالة حرب الا ان الصناعة لم تتوقف وكانت الاسواق تزخر بالمنتجات الوطنية مما حقق اكتفاءا ذاتيا ودعم الانتاج الوطني بشكل كبير هذا اضافة لتشجيع الدولة للقطاع الخاص ليكون رديفا للقطاع العام وكان الاستثمار بدون قيود وبتشجيع من الدولة وقيادتها حتى اصبح المواطن غير العراقي امنا على امواله واستثماراته في العراق اكثر من بلده وكان الكثيير من المقاولين العرب والمستثمرين الاجانب بقصدون العراق للعمل لما يتميز به من امان استثماري وارباح عالية كعائد على استثماراتهم, وهو عكس مايحدث الان من عزوف حتى المستثمر العراقي من العمل ضمن العراق وان حصل واستثمر فأنه يجب ان يشارك احدى الاحزاب لتحميه او لايظهر بالواجهة ويجعل احدى المليشيات هي من تعمل بأسمه والا يتم خطفة او مساومته وبالتالي يخسر ويهرب خارج البلد هذا اضافة الى الاعتماد على الاستيراد وتوقف الكثيير من المصانع العراقية.

الاقتصاد, ظل الاقتصاد العراقي وبفضل سياسة الدولة الرشيدة محافظا على وضعه حتى ايام الحصار الجائر الذي فرض على العراق ظلما وبهتانا, حيث كانت الدولة تتكفل بموازنة السوق وضخ المواد التموينية المدعومة حيث كان المواطن العراقي وحتى العربي المقيم يستلم حصة شهرية من الدولة تكفيه هو واولاده لمدة شهر كامل وكان هناك مايباع منها, وكانت الرقابة مشددة على اصحاب المراكز التموينية والمخابز والافران , ولم يكن هناك اي مواطن عراقي لايستلم الحصة او تمنع عنه من اقصى الجنوب وحتى اقصى الشمال, عكس مايحدث اليوم من تهديد بقطع الحصة التموينية وتخفيض مفرداتها, علما ان اغلب مفرداتها منتهية الصلاحية او غير امنة للاستخدام البشري واخر فضيحة كانت فضيحة الرز الفاسد.وما تجدر الاشارة اليه هو ان سعر صرف الدينار العراقي ابان الحرب العراقية الايرانية كان يساوي ثلاثة دولارات رغم ان البلد في حالة حرب فأين هي حكومة المليشيات اليوم اليس البلد في حالة استقرار كما يدعون لماذا لايعيدون سعر الدينار لسابق عهده؟

هيبة الدولة, سبق وان افردنا مقالة عن هيبة الدولة العراقية , ولكن بالمختصر كان للعراق هيبة ليس بمثلها هيبة بين الدول العربية وحتى العالم , فكان العراقي محترما مقدرا مرحبا به بسبب اسم بلده وقوة قيادته والسمعة الطيبة للعراق, كان المسؤول عندما يصرح سواء كان مدنيا ام عسكريا فأن تصريحه مسموع ومسؤول وذا قيمة ويعبر عن وجهة نظر الدولة العراقية ككل, كان اصغر موظف في الدولة العراقية يستمد هيبته من دولته وحكومته, وللعسكري هيبة, اما اليوم وبعد مجيئ الرعاع فأنكم تلاحظون باليوم اكثر من اربعة تصريحات لموضوع واحد, واحدة تفند الاخرى ولا هيبة لرأس الدولة فكيف هو حال موظفيها, والعساكر والضباط هم بالاصل اما اصحاب سوابق ومجرمين او مليشيات طائفية تم دمجهم في مايسمى الجيش.والمواطن العراقي غير مرحب به في اي مكان في العالم لانه وببساطة "الجواز العراقي" يحمل المرتبة قبل الاخيرة بقوة جوازات السفر ولايسبقه سوى الجواز الافغاني.

الشباب, كما اهتمت الدولة بالتعليم والمجتمع فأنها اولت فئة الشباب رعاية خاصة جدا , لانهم وكما ذكرنا عماد المجتمع ومستقبل الوطن, فتم انشاء المنتديات الثقافية, والنوادي العلمية, والترفيهية , والمراكز الخاصة والعامة لأستيعاب الشباب وتطويرهم , كما تم التركيز على التدريب المهني كسبيل للاستفادة من طاقات الشباب المهنية وتم ربط المعاهد والمراكز بوزارتي التربية والتعليم العالي لكي يحصل الشاب على شهادة بعد التدريب العملي والدراسة وتشجيعهم على اتمام الدراسة فكان الخريجين الاوائل يحصلون على منح في الجامعات العراقية لاتمام تعليمهم الجامعي, ويكون بالتالي الشاب مهيأ تماما لبدأ حياة كاملة مع شهادة ومهنة بعد تخرجه وبذلك حفظتهم الدولة من الانخراط بالجريمة والتطرف والانحراف , وهذا تماما مايحصل اليوم في عراق مابعد الاحتلال فالشباب اسهل مايمكن تجنيده في الارهاب او الجريمة , مع اهمال تام لمستقبله وتطلعاته لذلك فانكم تجدون نسبة عالية من البطالة تجوب محافظات البلاد وافضل مايحصل عليه الشاب العراقي اليوم هي فرصة الانتماء الى مليشيا او الهروب خارج العراق ليعبر البحار والمحيطات الى مصير مجهول بسبب ثلة من السراق اللذين يحكمون العراق.

الامراض المجتمعية, كان العراق لغاية الاحتلال اقل بلد عربي تتخلله الامراض المجتمعية رغم ظروف الحصار الذي كان مفروضا عليه بشكل جائر الا ان العراق كان خاليا تقريبا من الزواج المبكر وزواج القصر, الشذوذ الجنسي لكلا الجنسين, التحول الجنسي لكلا الجنسين, جنوح الاحداث, الجرائم بمختلف اصنافها, ممارسة السحر والشعوذة, تشرد الاطفال, عقوق الوالدين, البغاء,الادمان على المخدرات,زنا المحارم. ونجد ان كل ماذكر اعلاه تشجع عليه حكومة المليشيات بشكل او بأخر والغاية منه هو تفكيك المجتمع اكثر وتشويه سمعة وتاريخ العراق.

المخدرات, ارتأينا ان نفرد فقرة لهذه النقطة لان العراق كان وحتى نيسان 2003 خالي تماما من اي نوع من المخدرات سواء تعاطيا او تجارة, وتذكر تقارير المنظات الدولية المرتبطة بالامم المتحدة ان حالتين فقط تم ضبطهما بالعراق خاصة بموضوع المخدرات كانت خلال فترة اول التسعينيات وكانت تجارة عبر الحدود حيث يتم تهريب المخدرات ويعتبر العراق ارض عبور لدولة ثالثة وتم القاء القبض على التجار واتلاف الشحنات وبقي العراق خاليا من اي نوع من المواد المخدرة حتى جاء الاحتلال بكل قاذوراته , ويكفي ان نقول ان محافظة البصرة اليوم يطلق عليها " ام الكرستال" نسبة لنوع من المخدرات يصدر اليها ليوزع من اراضيها لباقي محافظات العراق وكل لبيب من الاشارة يفهم.

الجيش والخدمة العسكرية, كان للعراق رجال يحموه لايضاهيهم رجال, هؤلاء هم من شاركوا في حرب تحرير سيناء وتحرير القنيطرة وكانوا على وشك تحرير الجولان وطبريا لولا ماحصل, وهم من شارك وقاتل ببسالة دفاعا عن العرب والعراق في معركة قادسية صدام المجيدة القادسية الثانية وهم من حرر الفاو وهم انفسهم من صد عدوان ثلاثون دولة وحدهم ليس سوى الله معهم وايمانهم بأرضهم وقيادتهم انهم الجيش العراقي بكل صنوفه, كان التجنيد في العراق الزاميا ,عندما يصل الشاب الى عمر التجنيد ولكن لمن كان ملتزما بدراسة فيمهل حتى يكمل دراسته, وان حصل على القبول في الدراسات العليا فان فترة التجنيد تخفض لستة اشهر , وان حصل على الدكتوراه فأنها تخفض لاربعين يوما فقط , تشجيعا من القيادة والدولة للعلم والتعلم, كان يدخل الشاب العراقي للجيش فيخرج رجلا يعرف كيف يواجه الحياة ويعتمد على نفسه, كما ان كليات الاركان كانت قبلة للكثيير من الطلبة الاشقاء العرب يأتوا اليها ليحصلوا على درجة الاركان ( الماجستير) في العلوم العسكرية وكان هذا حتى نيسان 2003, اما بعد ذلك وكما ترون اليوم فأن مايسمى الجيش العراقي عبارة عن مليشيات وانتماءات طائفية ومرضى نفسيين واصحاب سوابق ومحكومين سابقين بجرائم كبرى وجنح ومنهم من لايحمل الجنسية العراقية او على الاقل احد ابويه ليس عراقيا, وكلنا نعلم انه منذ اعادة تشكيل مايسمى بالجيش والهزائم تتوالا عليه ولايستطيع مسك مساحة ارض حتى يخسر الاخرى والموصل وصلاح الدين والانبار وديالى خير دليل, وهذا كله يعود سببه الا ان الجيش الحالي تشكل من غير عقيدة وفي ظل احتلال كامل وتحت اشراف ايراني وتقوده حكومة مليشياوية طائفية بحتة.

يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــع ..





الخميس ١ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٧ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب احفاد حمورابي نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة