شبكة ذي قار
عـاجـل










 في مثل هذه الايام وتحديداً في السابع عشر من نيسان 1988 ، تمكن العراق من تحرير مدينة الفاو من الاحتلال الفارسي الصفوي ، وقد شارك في معركة التحرير صناديد العراق من الفيلق الثالث بقيادة الفريق ماهر رشيد ، والحرس الجمهوري بقيادة الرئيس الشهيد صدام حسين ، وقد أشار محافظ البصرة في واحدة من زياراتنا للفاو بعد التحرير ، أن واحداً من أبناء الشهيد كان في الفيلق الثالث ، والثاني في الحرس الجمهوري ، وأن ما قدمه العراق من شهداء في معركة التحرير بالآلاف، نظراً لطبيعة أرض الفاو التي كانت حركة الجنود والآليات العسكرية فيها بطيئة وصعبة .

معركة تحرير الفاو كانت بوابة تحرير كامل الاراضي العراقية شرقي البصرة ، وقد اطلق عليها معركة رمضان ، و تمكن العراق أن يطرد الفرس المجوس من الارض العراقية ، و استطاع العراق بعد تحرير الفاو أن يقوم بتكنيس الاحتلال الفارسي ، أدت إنتصارات العراق إلى الوصول إلى تحقيق النصر على الفرس المجوس حتى وصل بهم الرضوخ لوقف اطلاق النار ، وتجرع كأس سم الهزيمة كما أعلن الخميني "بأنه كان أهون عليه أن يتجرع كأس السم على أن يوافق على وقف اطلاق النار " وقف اطلاق النار الذي رفضه الخميني لخمس مرات صدرت عن مجلس الامن في الوقت الذي كان العراق يقبل به .

معركة تحرير الفاو كانت بوابة تحرير كل معارك شرقي البصرة ، وفي معركة الفاو أكد العراق أنه لن يتخلى عن اراضيه التي قام العدو باحتلالها ، وقد تبين أن احتلال الفاو قد ساهمت فيه الادارة الامريكية ، من خلال خدعة قامت بها الولايات المتحدة في صور الاقمار الصناعية ، لتواجد القوات الفارسية على الارض العراقية ، وهو ما كان يلعبه الامريكان في عملية تغذية الحرب بين الطرفين العراقي والايراني ، وقد طال أمد الحرب لثماني سنوات بسبب عنجهية النظام الفارسي ، ورفضه في كل مرة وقف اطلاق النار الذي يصدر عن مجلس الأمن .

كان احتلال الفاو قد كشف النوايا الفارسية التي ارادت خنق العراق وسد منافذه البحرية ، إلى جانب أن الملالي كانوا يظنون واهمين أن العراق ليس في مقدوره أن يقف في طريقهم ، نظراً بأن هناك فئة من العراقيين يدينون بالولاء لهؤلاء الملالي ، وخاب أملهم ولم يتمكنوا من عراقي واحد بفضل التفاف العراقيين جميعهم حول قيادتهم الوطنية التي كانت تضرب المثل في التضحية والفداء ، فكثيرة هي المعارك التي تكون فيها القيادة في المقدمة ، وكان العراق كله يدين بولاء دين واحد هو دين الوطنية العراقية التي لا مكان فيها لا للطائفية ولا للعرقية ولا للعمالة ولا للخيانة .

ملالي الفرس كانوا يمارسون العنجهية والعدوان من خلال ما يتوهمون أن باستطاعتهم احتلال العراق ، وقد تبين أن هؤلاء المجوس لاقدرة لهم في المواجهة ، ولكنهم يتكئون على غيرهم في المواجهة ، كما حصل في تآمرهم على احتلال العراق، واختبائهم تحت عباءة الامريكان في تنفيذ أهدافهم الخسيسة ، وقد تمكن صناديد العراق من هزيمتهم ودحرهم من جميع الاراضي العراقية ، كما أكد تاريخ الصراع بين الفرس والعراق عدد المعارك التي هزم فيها الفرس على ايدي العراقيين، والتي بلغت خمس هزائم ما بين القادسيتين .

كانت معركة تحرير الفاو معركة عز واقتدار ، فلم يسمح العراق والعراقيون بقيادة الشهيد صدام حسين أن يلوث ملالي الفرس أرض العراق الطاهرة ، وقد شكل تحرير الفاو بادرة اصرار على طلب النصر مهما كان ثمنه غالياً ، مما يقدمه الشهداء على مذبح الحرية ، فالعراق بقيادته الوطنية ما كانت أن ترسم إلا خطوط النصر والتحرير، وتأبى إلا أن يكون مسارها على طريق الحرية و التحرير ، فقد تمكن العراق بعد ثماني سنوات من الصراع مع الفرس أن يلحق بهم الهزيمة ، وأن يدحرهم خارج حدوده ، وتمكن من حماية الجبهة الشرقية ، فكان عن جدارة حارس البوابة الشرقية، فالفاو بوابة تحرير وعنوان عزيمة واقتدار، أداها العراقيون بجيشهم وقياداتهم العسكرية والمدنية وعلى رأسها القائد الشهيد صدام حسين .

الفاو كانت ولا زالت تستولد الدروس والعبر أن الارض العربية حتى وإن احتلت، فالقيادة الوطنية ، وصاحبة القرار الشجاع ، والهمة العالية قادرة على تحقيق النصر وتحرير الارض ، فقد أكد العراق أن التحرير للمغتصب من الارض العربية لابد وأنه قادم ، يأتي اليوم الذي يتم فيه تحريرها بوجود من يصنع القرار ، ويمتشق الشجاعة، ويوظف امكانيات الامة في معركة التحرير، فالامة لديها ما يكفي من امكانيات ، ولكن ينقصها القيادة الشجاعة التي تعمل على توظيف هذه الامكانيات ، فالعراق في تعداده البشري ثلث عدد سكان ايران ، وامكانياته اقل بكثير من امكانيات ايران ، ولكن القيادة الوطنية العراقية إنتزعت النصر ، وهزمت النظام الفارسي رغم ما كان يتلقاه من دعم صهيوني في كل احتياجاته من السلاح .
تحية اجلال واعجاب لابطال العراق ، وجنوده البواسل ، وقادته العسكريون ، وصاحب القرار الشجاع في المواجهة مع ملالي الفرس المجوس الشهيد البطل صدام حسين في ذكرى تحرير الفاو ، الذي كان مقدمة لهزيمة منكرة لملالي الفرس المجوس ، ونحن على يقين أن يوم النصر والتحرير للعراق والعراقيين قادم لا محالة على أيدي أبطال المقاومة العراقية الباسلة .

dr_fraijat45@yahoo.com





الجمعة ٢ شعبــان ١٤٣٨ هـ   ۞۞۞  الموافق  ٢٨ / نيســان / ٢٠١٧ م


أكثر المواضيع مشاهدة
مواضيع الكاتب الدكتور غالب الفريجات نسخة للطباعة عودة الى صفحة مقالات دليل كتاب شبكة ذي قار تطبيق شبكة ذي قار للاندرويد إشترك بالقائمة البريدية
أحدث المواضيع المنشورة